مہہےـنہےـتہہےـديہہےـاتـے شـہہےهـہہد الہہےـہہورد



مہہےـنہےـتہہےـديہہےـاتـے شـہہےهـہہد الہہےـہہورد

تہہےـرحہہےـبے بـہہےـكہہم مہہےـنـہہوريہہےنہہے

روائع الشاعر الكبير نزار قباني 109 روائع الشاعر الكبير نزار قباني IcOoon(60)روائع الشاعر الكبير نزار قباني IcOoon(60)

مہہےـنہےـتہہےـديہہےـاتـے شـہہےهـہہد الہہےـہہورد



مہہےـنہےـتہہےـديہہےـاتـے شـہہےهـہہد الہہےـہہورد

تہہےـرحہہےـبے بـہہےـكہہم مہہےـنـہہوريہہےنہہے

روائع الشاعر الكبير نزار قباني 109 روائع الشاعر الكبير نزار قباني IcOoon(60)روائع الشاعر الكبير نزار قباني IcOoon(60)

مہہےـنہےـتہہےـديہہےـاتـے شـہہےهـہہد الہہےـہہورد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
منورين أعضاء منتدانا الغالي تمنياتي لكم بالمتعة والتسلية وكل فائدة معنا في المنتدى

 

 روائع الشاعر الكبير نزار قباني

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:21 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
روائع الشاعر الكبير نزار قباني



نزار قباني (1923-1998): شاعر سوري اشتهر بأعماله الرومانسية والسياسية الجريئة. تميزت قصائده بلغة سهلة وجدت بسرعة ملايين القراء في أنحاء العالم العربي. ولد نزار من عائلة دمشقية، درس القانون في جامعة دمشق وتخرج عام 1945. عمل سفيراً لسوريا ف



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


عدل سابقا من قبل ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ في 9/1/2011, 2:44 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:22 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بيروت محظيتكم .. بيروت حبيبتي




1

سامحينا..

إن تركناكِ تموتينَ وحيدهْ ..

وتسلّلنا إلى خارجِ الغرفةِ نبكي كجنودٍ هاربينْ

سامحينا ..

إن رأينا دمكِ الورديَّ ينسابُ كأنهارِ العقيقْ

وتفرّجنا على فعلِ الزِنا ..

وبقينا ساكتينْ ..



2

آهِ .. كم كُنّا قبيحينَ، وكُنّا جُبناءْ ..

عندما بعناكِ، يا بيروتُ، في سوقِ الإماءْ

وحجزنا الشققَ الفخمةَ في حيِّ (الإليزيه) وفي (مايفير) لندنْ ...

وغسلنا الحزنَ بالخمرةِ، والجنسِ، وقاعاتِ القِمارْ

وتذكّرنا - على مائدةِ الروليتِ، أخبارَ الديارْ

وافتقدنا زمنَ الدِفْلى بلُبنانْ ..

وعصرَ الجُلَّنارْ ..

وبكينا مثلما تبكي النساءْ ..



3

آهِ .. يا بيروتُ،

يا صاحبةَ القلبِ الذهبْ

سامحينا ...

إن جعلناكِ وقوداً وحَطبْ

للخلافاتِ التي تنهشُ من لحمِ العربْ

منذُ أن كانَ العربْ !



4

طمئنيني عنكِ ...

يا صاحبةَ الوجهِ الحزينْ

كيفَ حالُ البحرِ ؟

هل هم قتلوهُ برصاصِ القنصِ مثلَ الآخرينْ ؟

كيفَ حالُ الحبِّ ؟

هل أصبحَ أيضاً لاجئاً ..

بين ألوفِ اللاجئينْ ؟

كيفَ حالُ الشعرِ ؟

هل بعدكِ - يا بيروتُ - من شعرٍ يُغنّى ؟

ذبَحَتنا هذهِ الحربُ التي من غيرِ معنى ..

أفرغتْنا من معانينا تماماً ..

بعثرتْنا في أقاصي الأرضْ ..

منبوذينَ ..

مسحوقينَ ..

مَرضى ..

مُتعبينْ ..

جعلتْ منّا - خلافاً للنبوءاتِ ..

يهوداً تائهينْ ...



5

هذهِ المرّةُ .. لم يغدرْ بنا

جيشُ إسرائيلْ ..

لكنّا انتحرنا ...



6

إصفحي، سيّدتي بيروتُ، عنّا

نحنُ لم نهجركِ مختارينَ .. لكنّا قرِفنا ..

من مراحيضِ السّياسه ..

وملَلنا ..

من ملوكِ السّيركِ .. والسيركِ .. وغشِّ اللاعبينْ

وكفرنا..

بالدكاكينِ التي تملأُ أرجاءَ المدينهْ ..

وتبيعُ الناسَ حقداً وضغينهْ ..

وبطاطينَ .. وسجاداً .. وبنزيناً مهربْ ..

آهِ يا سيّدتي كم نتعذّبْ ..

عندما نقرأُ أنَّ الشّمس في بيروتَ، صارتْ

كُرةً في أرجلِ المرتزقينْ ...



7

ما الذي نكتبُ، يا سيّدتي ؟

نحنُ محكومونَ بالموتِ، إذا نحنُ صَدَقنا ..

ثمّ محكومونَ بالموتِ، إذا نحنُ كذبنا

ماذا نكتبُ يا سيّدتي ؟

نحنُ لا نملكُ أن نحتجَّ ..

أو نصرخَ ..

أو نبصقَ ..

أو نكشفَ عن خيبتنا ..

أو نتمنّى ..

أخرستنا هذهِ الحربُ التي من غيرِ معنى ...



8

طلبوا منّا بأن ندخلَ في مدرسةِ القتلِ ..

ولكنّا رفضنا ..

طلبوا أن نشطرَ الربَّ لنصفينِ ..

ولكنّا اختجلنا ..

إننا نؤمنُ باللهِ ..

لماذا جعلوا اللهَ هنا .. من غيرِ معنى ؟

طلبوا منّا بأن نشهدَ ضدَّ الحبِّ ..

لكنْ ما شهدنا ..

طلبوا منّا .. بأن نشتمَ بيروتَ التي قمحاً .. وحبّاً

وحناناً .. أطعمَتْنا ...

طلبوا ..

أن نقطعَ الثديَ الذي من خيرهِ، نحنُ رضِعنا ..

فاعتذرنا ..

ووقفنا ضدَّ كلِّ القاتلينْ

وبقينا مع لُبنانَ سهولاً .. وجبالا ..

وبقينا مع لُبنانَ جنوباً .. وشمالا ..

وبقينا مع لُبنانَ صليباً .. وهلالا ..

وبقينا مع لُبنانَ الينابيعِ ..

ولُبنانَ العناقيدِ ..

ولُبنان الصبابهْ ..

وبقينا مع لُبنانَ الذي علّمنا الشعرَ ..

وأهدانا الكتابهْ



9

آهِ يا سيّدتي بيروتْ ..

لو جاءَ السّلامْ

ورجعنا، كالعصافيرِ التي ماتتْ من الغُربةِ والبردِ ..

لكي نبحثَ عن أعشاشنا بينَ الحُطامْ ..

ولكي نبحثَ عن خمسينَ ألفاً ..

قُتلوا من غيرِ معنى ..

ولكي نبحثَ عن أهلٍ وأحبابٍ لنا

ذهبوا من غيرِ معنى ..

وبيوتٍ .. وحقولٍ .. وأراجيحَ .. وأطفالٍ ..

وألعابٍ .. وأقلامٍ .. وكُرّاساتِ رسمٍ ..

أُحرقتْ من غيرِ معنى ...

آهِ ... يا سيّدتي بيروتْ ..

لو جاءَ السلامْ

ورجعنا ..

كطيورِ البحرِ، مذبحوينَ شوقاً وحنينا

وبنا شوقٌ إلى (منقوشةِ الزّعترِ) .. واللّيلْ ..

ومَن كانوا يبيعونَ عقودَ الياسمينْ

فمنَ الجائزِ، يا بيروتُ، أن لا تعرفينا ..

قد تغيّرتِ كثيرا ..

وتغيّرنا كثيرا ..

وكبرنا نحنُ - في عامينِ - آلافَ السنينْ



10

إحتملنا نفيَنا عشرينَ شهرا ..

وشربنا دمعنا عشرينَ شهرا ..

وبحثنا في زوايا الأرضِ عن عشقٍ جديدٍ

غيرَ أنّا ما عشقنا ..

وشربنا الخمرَ من كلِّ الدوالي ..

غيرَ أنّا ما سكِرنا ..

وبحثنا عن بديلٍ لكِ،

يا أعظمَ بيروتَ ..

ويا أطيبَ بيروتَ ..

ويا أطهرَ بيروتَ ..

ولكنْ ما وجدنا

ورجعنا ..

نلثمُ الأرضَ التي أحجارُها تكتبُ شعرا ..

والتي أشجارُها تكتبُ شعرا ..

والتي حيطانُها تكتبُ شعرا ..

وأخذناكِ إلى الصّدرِ ..

حقولاً .. وعصافيرَ .. وكورنيشاً .. وبحرا ..

وصرخنا كالمجانينِ على سطح السّفينهْ :

أنتِ بيروتْ ..

ولا بيروتُ أخرى



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:23 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يا ست الدنيا يا بيروت



1

يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ...

مَنْ باعَ أسواركِ المشغولةَ بالياقوتْ؟

من صادَ خاتمكِ السّحريَّ،

وقصَّ ضفائركِ الذهبيّهْ؟

من ذبحَ الفرحَ النائمَ في عينيكِ الخضرواينْ؟

من شطبَ وجهكِ بالسّكّين،

وألقى ماءَ النارِ على شفتيكِ الرائعتينْ؟

من سمّمَ ماءَ البحرِ، ورشَّ الحقدَ على الشطآنِ الورديّهْ؟

ها نحنُ أتينا.. معتذرينَ.. ومعترفينْ

أنّا أطلقنا النارَ عليكِ بروحٍ قبليّهْ..

فقتلنا امرأة.. كانت تُدعى (الحريّهْ)...





2

ماذا نتكلّمُ يا بيروتْ..

وفي عينيكِ خلاصةُ حزنِ البشريّهْ

وعلى نهديكِ المحترقين.. رمادُ الحربِ الأهليّهْ

ماذا نتكلّمُ يا مروحةَ الصّيفِ، ويا وردتَهُ الجوريّهْ؟

من كانَ يفكّر أن نتلاقى - يا بيروتُ - وأنتِ خرابْ؟

من كانَ يفكّر أن تنمو للوردةِ آلافُ الأنيابْ؟

من كانَ يفكّر أنَّ العينَ تقاتلُ في يومٍ ضدَّ الأهدابْ؟

ماذا نتكلّم يا لؤلؤتي؟

يا سنبلتي..

يا أقلامي..

يا أحلامي..

يا أوراقي الشعريّهْ..

من أينَ أتتكِ القسوةُ يا بيروتْ،

وكنتِ برقّةِ حوريّهْ؟

لا أفهمُ كيف انقلبَ العصفورُ الدوريُّ..

لقطّةِ ليلٍ وحشيّهْ..

لا أفهمُ أبداً يا بيروتْ

لا أفهمُ كيف نسيتِ اللهَ..

وعُدتِ لعصرِ الوثنيّهْ..



3

قومي من تحتِ الموجِ الأزرقِ، يا عِشتارْ

قومي كقصيدةِ وردٍ ..

أو قومي كقصيدةِ نارْ

لا يوجدُ قبلكِ شيءٌ.. بعدكِ شيءٌ.. مثلكِ شيءٌ..

أنتِ خلاصاتُ الأعمارْ..

يا حقل اللؤلؤِ..

يا ميناءَ العشقِ..

ويا طاووسَ الماءْ..

قومي من أجلِ الحبِّ، ومن أجلِ الشّعراءْ

قومي من أجل الخبزِ، ومن أجلِ الفقراءْ

الحبُّ يريدكِ.. يا أحلى الملكاتْ..

والربُّ يريدكِ.. يا أحلى الملكاتْ..

ها أنتِ دفعتِ ضريبةَ حسنكِ مثل جميعِ الحسناواتْ

ودفعتِ الجزيةَ عن كلِّ الكلماتْ..



4

قومي من نومكِ..

يا سُلطانةُ، يا نوَّارةُ، يا قنديلاً مشتعلاً في القلبْ

قومي كي يبقى العالمُ يا بيروتْ..

ونبقى نحنُ..

ويبقى الحبّْ...

قومي..

يا أحلى لؤلؤةٍ أهداها البحرْ

الآن عرفنا ما معنى ..

أن نقتلَ عصفوراً في الفجرْ

الآنَ عرفنا ما معنى ..

أن ندلقَ فوقَ سماءِ الصّيفِ زجاجةَ حبرْ

الآن عرفنا ..

أنّا كُنّا ضدَّ اللهِ .. وضدَّ الشّعرْ ..



5

يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ ..

يا حيثُ الوعدُ الأوّلُ .. والحبُّ الأوّلُ ..

يا حيثُ كتبنا الشعرَ ..

وخبّأناه بأكياسِ المُخملْ ..

نعترفُ الآنَ .. بأنّا كُنّا يا بيروتُ،

نُحبّكِ كالبدوِ الرُحّلْ ..

ونُمارسُ فعلَ الحبِّ .. تماماً

كالبدوِ الرُحَّلْ ...

نعترفُ الآنَ .. بأنَّكِ كُنتِ خليلتنا

نأوي لفراشكِ طولَ اللّيل ...

وعندَ الفجرِ، نهاجرُ كالبدوِ الرُحَّلْ

نعترفُ الآنَ .. بأنّا كُنّا أميّينَ ..

وكُنّا نجهلُ ما نفعلْ ..

نعترفُ الآنَ، بأنّا كُنّا مِن بينِ القَتَلَهْ ..

ورأينا رأسكِ ..

يسقطُ تحتَ صخورِ الرَوْشَةِ كالعصفورْ

نعترفُ الآنَ ..

بأنّا كُنّا - ساعةَ نُفِّذَ فيكِ الحُكمُ -

شهودَ الزورْ ..



6

نعترفُ أمامَ اللهِ الواحدِ ..

أنّا كُنّا منكِ نغارُ ..

وكانَ جمالكِ يؤذينا ..

نعترفُ الآنَ ..

بأنّا لم ننصفْكِ .. ولم نعذُرْكِ .. ولم نفهمْكِ ..

وأهديناكِ مكانَ الوردةِ سِكّينا ...

نعترفُ أمامَ اللهِ العادلِ ...

أنّا راودناكِ ..

وعاشرناكِ ..

وضاجعناكِ ..

وحمّلناكِ معاصينا ..

يا ستَّ الدنيا، إن الدنيا بعدكِ ليستْ تكفينا ..

الآنَ عرفنا .. أنَّ جذوركِ ضاربةٌ فينا ..

الآنَ عرفنا .. ماذا اقترفتْ أيدينا ..



7

اللهُ .. يفتّشُ في خارطةِ الجنّةِ عن لُبنانْ

والبحرُ يفتّشُ في دفترهِ الأزرقِ عن لُبنانْ

والقمرُ الأخضرُ ..

عادَ أخيراً كي يتزوّجَ من لُبنانْ ..

أعطيني كفّكِ يا جوهرةَ اللّيلِ، وزنبقةَ البلدانْ

نعترفُ الآنَ ..

بأنّا كُنّا ساديّينَ، ودمويّينَ ..

وكُنّا وكلاءَ الشيطانْ

يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ ..

قومي من تحتِ الرَدمِ، كزهرةِ لوزٍ في نيسانْ

قومي من حُزنكِ ..

إنَّ الثورةَ تولدُ من رحمِ الأحزانْ

قومي أكراماً للغاباتِ ..

وللأنهارِ ..

وللوديانِ ..

قومي إكراماً للإنسانْ ..

إنّا أخطأنا يا بيروتُ ..

وجئنا نلتمسُ الغفرانْ ..



8

ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ المجنونهْ ..

يا نهرَ دماءٍ وجواهرْ ..

ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ القلبِ الطيّبِ ..

يا بيروتُ الفوضى ..

يا بيروتُ الجوعِ الكافرِ .. والشّبعِ الكافرِ ..

ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ العدلِ ..

ويا بيروتُ الظلمِ ..

ويا بيروتُ السّبْيِ ..

ويا بيروتُ القاتلِ والشاعرْ ..

ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ العشقِ ..

ويا بيروتُ الذبحِ من الشّريانِ إلى الشّريانْ ..

ما زلتُ أحبُّكِ رغمَ حماقاتِ الإنسانْ

ما زلتُ أحبُّكِ يا بيروتُ ..

لماذا لا نبتدئُ الآنْ؟


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:23 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بغداد






مُـدّي بسـاطيَ وامـلأي أكوابي وانسي العِتابَ فقد نسَـيتُ عتابي
عيناكِ، يا بغـدادُ ، منـذُ طفولَتي شَـمسانِ نائمَـتانِ في أهـدابي
لا تُنكري وجـهي ، فأنتَ حَبيبَتي وورودُ مائدَتي وكـأسُ شـرابي
بغدادُ.. جئتُـكِ كالسّـفينةِ مُتعَـباً أخـفي جِراحاتي وراءَ ثيـابي
ورميتُ رأسي فوقَ صدرِ أميرَتي وتلاقـتِ الشّـفَتانُ بعدَ غـيابِ
أنا ذلكَ البَحّـارُ يُنفـِقُ عمـرَهُ في البحثِ عن حبٍّ وعن أحبابِ


بغدادُ .. طِرتُ على حريرِ عباءةٍ
وعلى ضفائـرِ زينـبٍ وربابِ
وهبطتُ كالعصفورِ يقصِدُ عشَّـهُ والفجـرُ عرسُ مآذنٍ وقِبـابِ
حتّى رأيتُكِ قطعةً مِـن جَوهَـرٍ ترتاحُ بينَ النخـلِ والأعـنابِ

حيثُ التفتُّ أرى ملامحَ موطني وأشـمُّ في هذا التّـرابِ ترابي
لم أغتـربْ أبداً ... فكلُّ سَحابةٍ بيضاءُ ، فيها كبرياءُ سَـحابي

إن النّجـومَ السّـاكناتِ هضابَكمْ ذاتُ النجومِ السّاكناتِ هِضابي

بغدادُ.. عشتُ الحُسنَ في ألوانِهِ
لكنَّ حُسـنَكِ لم يكنْ بحسـابي
ماذا سـأكتبُ عنكِ يا فيروزَتي فهـواكِ لا يكفيه ألـفُ كتابِ

يغتالُني شِـعري، فكلُّ قصـيدةٍ تمتصُّني ، تمتصُّ زيتَ شَبابي
الخنجرُ الذهبيُّ يشربُ مِن دَمي وينامُ في لَحمي وفي أعصـابي

بغدادُ.. يا هزجَ الخلاخلِ والحلى يا مخزنَ الأضـواءِ والأطيابِ

لا تظلمي وترَ الرّبابةِ في يـدي فالشّوقُ أكبرُ من يـدي ورَبابي

قبلَ اللقاءِ الحلـوِ كُنـتِ حبيبَتي وحبيبَتي تَبقيـنَ بعـدَ ذهـابي



بغداد في 8 آذار 1962


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:24 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يدك





يـدُكِ التي حَطَّـتْ على كَتِفـي

كحَمَامَـةٍ .. نَزلَتْ لكي تَشـربْ



عنـدي تسـاوي ألـفَ مملَكَـةٍ

يـا ليتَـها تبقـى ولا تَذهَـبْ



تلكَ السَّـبيكَةُ.. كيـفَ أرفضُها؟

مَنْ يَرفضُ السُّكنى على كوكَبْ؟



لَهَـثَ الخـيالُ على ملاسَـتِها

وانهَارَ عندَ سـوارِها المُذْهَـبْ



الشّمـسُ.. نائمـةٌ على كتفـي

قـبَّلتُـها ألْـفـاً ولـم أتعَـبْ



نَهْـرٌ حـريريٌّ .. ومَرْوَحَـةٌ

صـينيَّةٌ .. وقصـيدةٌ تُكتَـبْ..



يَدُكِ المليسـةُ ، كيـفَ أقنِـعُها

أنِّي بها .. أنّـي بها مُعجَـبْ؟



قولـي لَهَا .. تَمْضـي برحلتِها

فَلَهَا جميـعُ .. جميعُ ما تَرغبْ



يدُكِ الصغيرةُ .. نَجمةٌ هَرَبَـتْ

مـاذا أقـولُ لنجمـةٍ تلعـبْ؟



أنا سـاهرٌ .. ومعي يـدُ امرأةٍ

بيضاءُ.. هل أشهى وهل أطيَبْ؟


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:24 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رسالة من سيدة حاقدة





" لا تَدخُلي .."

وسَدَدْتَ في وجهي الطريقَ بمرفَقَيْكْ

وزعمْتَ لي ..

أنَّ الرّفاقَ أتوا إليكْ ..

أهمُ الرفاقُ أتوا إليكْ ؟

أم أنَّ سيِّدةً لديكْ

تحتلُّ بعديَ ساعدَيكْ ؟

وصرختَ مُحتدِماً : قِفي !

والريحُ تمضغُ معطفي

والذلُّ يكسو موقفي

لا تعتذِر يا نَذلُ . لا تتأسَّفِ ..

أنا لستُ آسِفَةً عليكْ

لكنْ على قلبي الوفي

قلبي الذي لم تعرفِ ..



*



ماذا ؟ لو انَّكَ يا دَني ..

أخبرتَني

أنّي انتهى أمري لديكْ ..

فجميعُ ما وَشْوَشْتَني

أيّامَ كُنتَ تُحِبُّني

من أنّني ..

بيتُ الفراشةِ مسكني

وغَدي انفراطُ السّوسَنِ ..

أنكرتَهُ أصلاً كما أنكَرتَني ..



*



لا تعتذِرْ ..

فالإثمُ يَحصُدُ حاجبَيكْ

وخطوطُ أحمرِها تصيحُ بوجنتَيكْ

ورباطُك المشدوهُ .. يفضحُ

ما لديكَ .. ومَنْ لديكْ ..

يا مَنْ وقفتُ دَمي عليكْ

وذلَلتَني، ونَفضتَني

كذُبابةٍ عن عارضَيكْ

ودعوتَ سيِّدةً إليكْ

وأهنتَني ..

مِن بعدِ ما كُنتُ الضياءَ بناظريكْ



*



إنّي أراها في جوارِ الموقدِ

أخَذَتْ هنالكَ مقعدي ..

في الرُّكنِ .. ذاتِ المقعدِ

وأراكَ تمنحُها يَداً

مثلوجةً .. ذاتَ اليدِ ..

ستردِّدُ القصص التي أسمعتَني ..

ولسوفَ تخبرُها بما أخبرتَني ..

وسترفعُ الكأسَ التي جَرَّعتَني

كأساً بها سمَّمتَني

حتّى إذا عادَتْ إليكْ

لترُودَ موعدَها الهني ..

أخبرتَها أنَّ الرّفاقَ أتوا إليكْ ..

وأضعتَ رونَقَها كما ضَيَّعتَني ..


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:25 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رسالة من تحت الماء





إن كنتَ صديقي.. ساعِدني

كَي أرحَلَ عَنك..

أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني

كَي أُشفى منك

لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً

ما أحببت

لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً

ما أبحرت..

لو أنِّي أعرفُ خاتمتي

ما كنتُ بَدأت...



إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني

أن لا أشتاق

علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق

علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق

علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق



إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني

من هذا اليَمّ..

فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم

الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق

وأنا ما عندي تجربةٌ

في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق

إن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ

فأنا عاشِقَةٌ من رأسي حتَّى قَدَمَيّ

إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..

إنّي أغرق..

أغرق..

أغرق..


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:25 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رسالة جندي في جبهة السويس



رسالة جندي في جبهة السويس
الرسالة الأولى 29/10/1956


يا والدي!

هذي الحروفُ الثائرهْ

تأتي إليكَ من السويسْ

تأتي إليكَ من السويسِ الصابرهْ

إني أراها يا أبي، من خندقي، سفنُ اللصوصْ

محشودةٌ عندَ المضيقْ

هل عادَ قطّاعُ الطريقْ؟

يتسلّقونَ جدارنا..

ويهدّدون بقاءنا..

فبلادُ آبائي حريقْ

إني أراهم، يا أبي، زرقَ العيونْ

سودَ الضمائرِ، يا أبي، زُرقَ العيونْ

قرصانهم، عينٌ من البللورِ، جامدةُ الجفونْ

والجندُ في سطحِ السفينةِ.. يشتمونَ.. ويسكرونْ

فرغتْ براميلُ النبيذِ.. ولا يزالُ الساقطونْ..

يتوعّدونْ



الرسالة الثانية 30/10/1956



هذي الرسالةُ، يا أبي، من بورسعيدْ

أمرٌ جديدْ..

لكتيبتي الأولى ببدءِ المعركهْ

هبطَ المظليّونَ خلفَ خطوطنا..

أمرٌ جديدْ..

هبطوا كأرتالِ الجرادِ.. كسربِ غربانٍ مُبيدْ

النصفُ بعدَ الواحدهْ..

وعليَّ أن أُنهي الرسالهْ

أنا ذاهبٌ لمهمّتي

لأرُدَّ قطّاعَ الطريقِ.. وسارقي حرّيتي

لكَ.. للجميعِ تحيّتي.



الرسالة الثالثة 31/10/1956



الآنَ أفنَينا فلولَ الهابطينْ

أبتاهُ، لو شاهدتَهم يتساقطونْ

كثمارِ مشمشةٍ عجوزْ

يتساقطونْ..

يتأرجحونْ

تحتَ المظلاتِ الطعينةِ

مثلَ مشنوقٍ تدلّى في سكونْ

وبنادقُ الشعبِ العظيمِ.. تصيدُهم

زُرقَ العيونْ

لم يبقَ فلاحٌ على محراثهِ.. إلا وجاءْ

لم يبقَ طفلٌ، يا أبي، إلا وجاءْ

لم تبقَ سكّينٌ.. ولا فأسٌ..

ولا حجرٌ على كتفِ الطريقْ..

إلا وجاءْ

ليرُدَّ قطّاعَ الطريقْ

ليخُطَّ حرفاً واحداً..

حرفاً بمعركةِ البقاءْ


الرسالة الرابعة 1/11/1956



ماتَ الجرادْ

أبتاهُ، ماتتْ كلُّ أسرابِ الجرادْ

لم تبقَ سيّدةٌ، ولا طفلٌ، ولا شيخٌ قعيدْ

في الريفِ، في المدنِ الكبيرةِ، في الصعيدْ

إلا وشاركَ، يا أبي

في حرقِ أسرابِ الجرادْ

في سحقهِ.. في ذبحهِ حتّى الوريدْ

هذي الرسالةُ، يا أبي، من بورسعيدْ

من حيثُ تمتزجُ البطولةُ بالجراحِ وبالحديدْ

من مصنعِ الأبطالِ، أكتبُ يا أبي

من بورسعيدْ..


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:26 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الوصية



1

أفتحُ صندوقَ أبي

أمزِّقُ الوصيّهْ

أبيعُ في المزادِ ما ورثتُهُ :

مجموعةَ المسابحِ العاجيّهْ

طربوشُهُ التركيُّ ، والجواربُ الصوفيَّهْ

وعلبةُ النشوقِ، السماورُ العتيقُ، والشمسيَّهْ

أسحبُ سيفي غاضباً

وأقطعُ الرؤوسَ ، والمفاصل المرخيَّهْ

وأهدمُ الشرقَ على أصحابِهِ

تكيَّةً .. تكيَّهْ ..





2

أفتحُ صندوقَ أبي

فلا أرى ..

إلا دراويشَ ومولويَّهْ

والعودَ، والقانونَ، والبشارفَ الشرقيَّهْ

وقصَّةَ الزيرِ على حصانِهِ ..

وعاطلينَ يشربونَ القهوةَ التركيَّهْ

أسحبُ سيفي غاضباً

وأقتلُ المعلّقاتِ العشرَ .. والألفيَّهْ

وأقتلُ الكهوفَ، والدفوفَ،

والأضرحةَ الغبيَّهْ ..





3

أفتحُ تاريخَ أبي

أفتحُ أيّامَ أبي

أرى الذي ليسَ يُرى :

أدعيةٌ . مدائحٌ دينيَّهْ

أوعيةٌ . حشائشٌ طبيَّهْ

أدويةٌ للقُدرةِ الجنسيَّهْ

أبحثُ عن معرفةٍ تنفعُني

أبحثُ عن كتابةٍ

تَخُصُّ هذا العصرَ .. أو تخصُّني

فلا أرى حولي سوى ..

رملٍ وجاهليَّهْ ..



4

أرفضُ ميراثَ أبي ..

وأرفضُ الثوبَ الذي ألبَسَني

وأرفضُ العلمَ الذي علَّمَني

وكلَّ ما أورَثَني ..

من عُقَدٍ جنسيَّهْ

أرفضُ ألفَ ليلةٍِ ..

والقمقمَ العجيبَ، والماردَ،

والسجّادةَ السحريَّهْ

أرفضُ سيفَ الدولةِ المغرورَ

والقصائدَ الذليلةَ الغبيَّهْ

أحرقُ رسمَ أُسرتي

أحرقُ أبجديّتي

ومن فلسطينَ ومن صمودِها ..

من طلقاتِ النارِ في جرودِها ..

من قمحِها المغموسِ بالدمع ،

ومن ورودها

أصنعُ أبجديَّهْ ..



5

أدخلُ مثلَ البرقِ من نافذةِ الخليفَهْ

أراهُ لا يزالُ مثلما تركتُهُ

منذُ قرونٍ سبعةٍ

مضاجعاً جاريةً روميَّهْ

أقرأُ آياتٍ من القرآنِ فوقَ رأسِهِ

مكتوبةً بأحرفٍ كوفيَّهْ

عن الجهادِ في سبيلِ الله ، والرسولِ ،

والشريعةِ الحنفيَّهْ

أقولُ في سريرَتي

" تباركَ الجهادُ في النُحُورِ، والأثداءِ

والمعاصمِ الطريَّهْ ..

يا حضرةَ الخليفَهْ

أعبرُ من سراديقِ الحريم كالمنيَّهْ

أمشي على الأبدانِ ، والغلمانِ ،

والأساورِ المرميَّهْ

أمشي على ..

توجُّعِ الحريرِ والقطيفَهْ

أدخلُ مثلَ الموتِ من نافذةِ الخليفَهْ

يحسبُني مُرتزقاً

دَبَّجتُ في مديحِهِ قصيدةً همزيَّهْ

يأمرُ لي

من بيتِ مالِ المؤمنينَ كلَّ ما أطلبُهُ

عباءةً من قَصَبٍ

وساعةً من ذَهَبٍ

ومن نساءِ قصرهِ محظيَّهْ

أبصقُ فوقَ وجهِهِ

وفوقَ وجه الدولةِ العليَّهْ

من أنتَ ؟

يا سيَّافُ .. إقطعْ رأسَهُ

وهاتِ لي الرأسَ على صينيَّهْ

يا مَلِكَ الزمانِ .. إنْ قتلتَني

فمستحيلٌ تقتلُ الحريَّهْ .



6

قُم يا طويلَ العُمرِ ..

من حُجرَتِكَ الورديَّهْ

وافتحْ شبابيكَكَ ..

للشمسِ ، وللعدلِ ، وللرعيَّهْ

فما رآكَ الشعبُ منذُ آخرِ أيّامِ بني أميَّهْ

هل أنتَ حقاً من بني أميَّهْ ؟

أخرجْ إلى الشارعِ يا أميرَنا

واقرأْ ..

ولو صحيفةً يوميَّهْ

إقرأْ ..

عن السويسِ ، والأردنِّ ، والجولانِ

والمدائنِ السبيَّهْ

عن الذين يعبرونَ النهرَ ..

نحوَ الضفَّةِ الغربيَّهْ

هل يا طويلَ العُمرِ .. في بلاطِكمْ

خريطةٌ صغيرةٌ ..

للضفَّةِ الغربيَّهْ ؟


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:27 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رسالة إلى رجل ما





يا سيّدي العزيزْ ..

هذا خِطابُ امرأةٍ حمقاءْ ..

هلْ كتبَتْ إليكَ قبلي امرأةٌ حمقاءْ ؟

إسمي أنا ؟

دَعْنا منَ الأسماءْ

رانيةٌ ، أم زينبٌ ، أم هندُ ، أم هيفاءْ

أسخفُ ما نحملُهُ ، يا سيّدي ، الأسماءْ





2



يا سيّدي !

أخافُ أن أقولَ ما لديَّ من أشياءْ

أخافُ ـ لو فعلتُ ـ أن تحترقَ السّماءْ

فشرقُكم يا سيّدي العزيزْ

يصادرُ الرسائلَ الزرقاءْ

يصادرُ الأحلامَ من خزائنِ النساءْ

يمارسُ الحَجْرَ على عواطفِ النساءْ

يستعملُ السّكينَ .. والسّاطورَ ..

كي يخاطبَ النساءْ ..

ويذبحُ الربيعَ ، والأشواقَ ، والضفائرَ السوداءْ

وشرقُكم يا سيّدي العزيزْ

يصنعُ تاجَ الشرفِ الرفيعِ .. من جماجمِ النساءْ ..





3



لا تنتَقِدْني سيّدي ..

إنْ كانَ خَطّي سيّئاً ..

فإنّني أكتبُ .. والسيّافُ خلفَ بابي

وخارجَ الحُجرةِ صوتُ الريحِ والكلابِ

يا سيّدي !

عنترةُ العبسيُّ خلفَ بابي

يذبحُني .. إذا رأى خِطابي

يقطعُ رأسي ..

لو رأى الشفّافَ من ثيابي ..

يقطعُ رأسي .. لو أنا

عبَّرْتُ عن عذابي ..

فشرقُكمْ يا سيّدي العزيزْ

يحاصرُ المرأةَ بالحرابِ ..

وشرقُكم ، يا سيّدي العزيزْ

يبايعُ الرجالَ أنبياءً

ويطمرُ النساءَ في التُّرابِ ..





4



لا تنزعجْ !

يا سيّدي العزيزَ .. من سُطوري

لا تنزعجْ !

إذا كسرتُ القُمْقُمَ المسدودَ من عصورِ

إذا نزعتُ خاتمَ الرصاصِ عن ضميري

إذا أنا هربتُ من أقبيةِ الحريمِ في القصورِ .

إذا تمرَّدْتُ على موتي . على قبري . على جذوري

والمسلخِ الكبيرِ ..

لا تنزعجْ يا سيّدي

إذا أنا كشفتُ عن شعوري

فالرجلُ الشرقيُّ .. لا يهتمُّ بالشِّعرِ ولا الشُّعورِ

الرجلُ الشرقيُّ ـ واغفرْ جُرْأتي ـ

لا يفهمُ المرأةَ إلا داخلَ السريرِ ..





5



معذرةً يا سيّدي

إذا تطاولْتُ على مملكةِ الرجالِ

فالأدبُ الكبيرُ ـ طبعاً ـ أدبُ الرجالِ

والحبُّ كان دائماً .. من حِصَّةِ الرجالِ ..

والجنسُ كانَ دائماً

مُخَدَّراً يُباعُ للرجالِ

خُرافَةٌ حُريّةُ النساءِ في بلادِنا

فليسَ من حُريّةٍ أخرى سِوى حُريّةُ الرجالِ ..

يا سيّدي !

قُل كلَّ ما تريدُه عنّي .. فلنْ أُبالي

سطحيّةٌ .. غبيّةٌ .. مجنونةٌ .. بلهاءْ ..

فلم أعُدْ أُبالي

لأنَّ مَن تكتبُ عن همومِها

في منطقِ الرجالِ ، تُدعى امرأةً حمقاءْ

ألمْ أقُلْ في أوَّلِ الخطاب ..

إنّي امرأةٌ حمقاءْ ..


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:27 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هوامش على دفتر النكسة





كتبت في أعقاب نكسة حزيران (يونيو) 1967


1

أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه

والكتبَ القديمه

أنعي لكم..

كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..

ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه

أنعي لكم.. أنعي لكم

نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه

2

مالحةٌ في فمِنا القصائد

مالحةٌ ضفائرُ النساء

والليلُ، والأستارُ، والمقاعد

مالحةٌ أمامنا الأشياء

3

يا وطني الحزين

حوّلتَني بلحظةٍ

من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين

لشاعرٍ يكتبُ بالسكين

4

لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا

لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا

5

إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ

لأننا ندخُلها..

بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ

بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ

لأننا ندخلها..

بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ

6

السرُّ في مأساتنا

صراخنا أضخمُ من أصواتنا

وسيفُنا أطولُ من قاماتنا

7

خلاصةُ القضيّهْ

توجزُ في عبارهْ

لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ

والروحُ جاهليّهْ...

8

بالنّايِ والمزمار..

لا يحدثُ انتصار

9

كلّفَنا ارتجالُنا

خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ

10

لا تلعنوا السماءْ

إذا تخلّت عنكمُ..

لا تلعنوا الظروفْ

فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ

وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ

11

يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ

يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..

12

ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا

وإنما..

تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا

13

خمسةُ آلافِ سنهْ..

ونحنُ في السردابْ

ذقوننا طويلةٌ

نقودنا مجهولةٌ

عيوننا مرافئُ الذبابْ

يا أصدقائي:

جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ

أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ

يا أصدقائي:

جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..

أن تكتبوا كتابْ

أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ

أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ

فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ

الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...

14

جلودُنا ميتةُ الإحساسْ

أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ

أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ

هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...

15

كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري

أن يستحيلَ خنجراً..

من لهبٍ ونارِ..

لكنهُ..

واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ

وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ

يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...

16

نركضُ في الشوارعِ

نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..

نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ

نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..

نمدحُ كالضفادعِ

نشتمُ كالضفادعِ

نجعلُ من أقزامنا أبطالا..

نجعلُ من أشرافنا أنذالا..

نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..

نقعدُ في الجوامعِ..

تنابلاً.. كُسالى

نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..

ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..

من عندهِ تعالى...

17

لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..

لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ

قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ

كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي

ومخبروكَ دائماً ورائي..

عيونهم ورائي..

أنوفهم ورائي..

أقدامهم ورائي..

كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ

يستجوبونَ زوجتي

ويكتبونَ عندهم..

أسماءَ أصدقائي..

يا حضرةَ السلطانْ

لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ

لأنني..

حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي

ضُربتُ بالحذاءِ..

أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي

يا سيّدي..

يا سيّدي السلطانْ

لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ

لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ

ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟

لأنَّ نصفَ شعبنا..

محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..

في داخلِ الجدرانْ..

لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ

من عسكرِ السلطانْ..

قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..

لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..

18

لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ

لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ

لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ

لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..

19

نريدُ جيلاً غاضباً..

نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ

وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..

وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ

نريدُ جيلاً قادماً..

مختلفَ الملامحْ..

لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ..

لا ينحني..

لا يعرفُ النفاقْ..

نريدُ جيلاً..

رائداً..

عملاقْ..

20

يا أيُّها الأطفالْ..

من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ

وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ

ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..

ويقتلُ الخيالْ..

يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ

وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ

لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ

فنحنُ خائبونْ..

ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ

ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ

لا تقرؤوا أخبارَنا

لا تقتفوا آثارنا

لا تقبلوا أفكارنا

فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ

ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ

يا أيها الأطفالْ:

يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ

أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ

وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ...


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:28 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رسالة إلى جمال عبد الناصر





1

والدُنا جمالَ عبدَ الناصرْ:

عندي خطابٌ عاجلٌ إليكْ..

من أرضِ مصرَ الطيبهْ

من ليلها المشغولِ بالفيروزِ والجواهرِ

ومن مقاهي سيّدي الحسين، من حدائقِ القناطرِ

ومن تُرعِ النيلِ التي تركتَها..

حزينةَ الضفائرِ..

عندي خطابٌ عاجلٌ إليكْ

من الملايينِ التي قد أدمنتْ هواكْ

من الملايين التي تريدُ أن تراكْ

عندي خطابٌ كلّهُ أشجانْ

لكنّني..

لكنّني يا سيّدي

لا أعرفُ العنوانْ…



2

والدُنا جمالَ عبدَ الناصرْ

الزرعُ في الغيطان، والأولادُ في البلدْ

ومولدُ النبيِّ، والمآذنُ الزرقاءُ..

والأجراسُ في يومِ الأحدْ..

وهذهِ القاهرةُ التي غفَتْ..

كزهرةٍ بيضاءَ.. في شعرِ الأبَدْ..

يسلّمونَ كلّهم عليكْ

يقبّلونَ كلّهم يديكْ..

ويسألونَ عنكَ كلَّ قادمٍ إلى البلدْ

متى تعودُ للبلدْ؟…



3

حمائمُ الأزهرِ يا حبيبَنا.. تُهدي لكَ السلامْ

مُعدّياتُ النيلِ يا حبيبَنا.. تّهدي لكَ السلامْ..

والقطنُ في الحقولِ، والنخيلُ، والغمامُ..

جميعُها.. جميعُها.. تُهدي لكَ السلامْ..

كرسيُّكَ المهجورُ في منشيّةِ البكريِّ..

يبكي فارسَ الأحلامْ..

والصبرُ لا صبرَ لهُ.. والنومُ لا ينامْ

وساعةُ الجدارِ.. من ذهولِها..

ضيّعتِ الأيّامْ..

يا مَن سكنتَ الوقتَ والأيامْ

عندي خطابٌ عاجلٌ إليكَ..

لكنّني…

لكنّني يا سيّدي.. لا أجدُ الكلامْ

لا أجدُ الكلامْ..



4

والدُنا جمالَ عبدَ الناصرْ:

الحزنُ مرسومٌ على الغيومِ، والأشجارِ، والستائرِ

وأنتَ سافرتَ ولم تسافرِ..

فأنتَ في رائحةِ الأرضِ، وفي تفتُّحِ الأزاهرِ..

في صوتِ كلِّ موجةٍ، وصوتِ كلِّ طائرِ

في كتبِ الأطفالِ، في الحروفِ، والدفاترِ

في خضرةِ العيونِ، وارتعاشةِ الأساورِ..

في صدرِ كلِّ مؤمنٍ، وسيفِ كلِّ ثائرِ..

عندي خطابٌ عاجلٌ إليكْ..

لكنّني..

لكنّني يا سيّدي..

تسحقُني مشاعري..



5

يا أيُها المعلّمُ الكبيرْ

كم حزنُنا كبيرْ..

كم جرحُنا كبيرْ..

لكنّنا

نقسمُ باللهِ العليِّ القديرْ

أن نحبسَ الدموعَ في الأحداقْ..

ونخنقَ العبرهْ..

نقسمُ باللهِ العليِّ القديرْ..

أن نحفظَ الميثاقْ..

ونحفظَ الثورهْ..

وعندما يسألُنا أولادُنا

من أنتمُ؟

في أيِّ عصرٍ عشتمُ..؟

في عصرِ أيِّ مُلهمِ؟

في عصرِ أيِّ ساحرِ؟

نجيبُهم: في عصرِ عبدِ الناصرِ..

الله.. ما أروعها شهادةً

أن يوجدَ الإنسانُ في عصرِ عبدِ الناصرِ..


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:29 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الهرم الرابع





في ذكرى الزعيم العربي جمال عبد الناصر

1

السيّدُ نامْ

السيّدُ نام

السيّدُ نامَ كنومِ السيفِ العائدِ من إجدى الغزواتْ

السيّدُ يرقدُ مثلَ الطفلِ الغافي.. في حُضنِ الغاباتْ

السيّدُ نامَ..

وكيفَ أصدِّقُ أنَّ الهرمَ الرابعَ ماتْ؟

القائدُ لم يذهبْ أبداً

بل دخلَ الغرفةَ كي يرتاحْ

وسيصحو حينَ تطلُّ الشمسُ..

كما يصحو عطرُ التفاحْ..

الخبزُ سيأكلهُ معنا..

وسيشربُ قهوتهُ معنا..

ونقولُ لهُ..

ويقولُ لنا..

القائدُ يشعرُ بالإرهاقِ..

فخلّوهُ يغفو ساعاتْ..



2

يا مَن تبكونَ على ناصرْ..

السيّدُ كانَ صديقَ الشمس..

فكفّوا عن سكبِ العبراتْ..

السيّد ما زالَ هُنا..

يتمشّى فوقَ جسورِ النيلِ..

ويجلسُ في ظلِّ النخلاتْ..

ويزورُ الجيزةَ عندَ الفجرِ..

ليلثمَ حجرَ الأهراماتْ.

يسألُ عن مصرَ.. ومَن في مصرَ..

ويسقي أزهارَ الشرفاتْ..

ويصلّي الجمعةَ والعيدينِ..

ويقضي للناسِ الحاجاتْ

ما زالَ هُنا عبدُ الناصرْ..

في طميِ النيلِ، وزهرِ القطنِ..

وفي أطواقِ الفلاحاتْ..

في فرحِ الشعبِ..

وحزنِ الشعب..

وفي الأمثالِ وفي الكلماتْ

ما زالَ هُنا عبدُ الناصرْ..

من قالَ الهرمُ الرابعُ ماتْ؟



3

يا مَن يتساءلُ: أينَ مضى عبدُ الناصرْ؟

يا مَن يتساءلُ:

هلْ يأتي عبدُ الناصرْ..

السيّدُ موجودٌ فينا..

موجودٌ في أرغفةِ الخُبزِ..

وفي أزهارِ أوانينا..

مرسومٌ فوقَ نجومِ الصيفِ،

وفوقَ رمالِ شواطينا..

موجودٌ في أوراقِ المصحفِ

في صلواتِ مُصلّينا..

موجودٌ في كلماتِ الحبِّ..

وفي أصواتِ مُغنّينا..

موجودٌ في عرقِ العمّالِ..

وفي أسوانَ.. وفي سينا..

مكتوبٌ فوقَ بنادقنا..

مكتوبٌ فوقَ تحدينا..

السيّدُ نامَ.. وإن رجعتْ

أسرابُ الطيرِ.. سيأتينا..


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:29 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
راشيل... وأخواتها!





بعد المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في قانا بجنوب لبنان في نيسان (أبريل) 1996

وجهُ قانا..

شاحبٌ كما وجهُ يسوع

وهواءُ البحرِ في نيسانَ،

أمطارُ دماءٍ ودموع...



دخلوا قانا على أجسادِنا

يرفعونَ العلمَ النازيَّ في أرضِ الجنوب ْ

ويعيدونَ فصولَ المحرقة..

هتلرٌ أحرقهم في غرفِ الغاز ِ

وجاؤوا بعدهُ كي يحرقونا

هتلرٌ هجّرهم من شرقِ أوروبا

وهم من أرضِنا هجّرونا

هتلرٌ لم يجدِ الوقتَ لكي يمحقَهمْ

ويريحَ الأرضَ منهم..

فأتوا من بعدهِ كي يمحقونا!!



دخلوا قانا كأفواجِ ذئابٍ جائعة..

يشعلونَ النّار في بيتِ المسيح

ويدوسونَ على ثوبِ الحسين

وعلى أرضِ الجنوب الغالية..



قصفوا الحنطةَ والزيتونَ والتبغَ،

وأصواتَ البلابل...

قصفوا قدموسَ في مركبهِ..

قصفوا البحرَ وأسرابَ النوارس..

قصفوا حتى المشافي والنساءَ المرضعات

وتلاميذَ المدارس.

قصفوا سحرَ الجنوبيّات

واغتالوا بساتينَ العيونِ العسلية!



... ورأينا الدمعَ في جفنِ عليٍّ

وسمعنا صوتهُ وهوَ يصلّي

تحت أمطارِ سماءٍ دامية..



كشفت قانا الستائر...

ورأينا أمريكا ترتدي معطفَ حاخامٍ يهوديٍّ عتيق

وتقودُ المجزرة..

تطلقُ النارَ على أطفالنا دونَ سبب..

وعلى زوجاتنا دونَ سبب

وعلى أشجارنا دونَ سبب

وعلى أفكارنا دونَ سبب

فهل الدستورُ في سيّدة العالم..

بالعبريِّ مكتوبٌ لإذلالِ العرب؟؟

هل على كلِّ رئيسٍ حاكمٍ في أمريكا..

إذا أرادَ الفوزَ في حلمِ الرئاسةِ

قتلَنا، نحنُ العرب؟؟



انتظرنا عربياً واحداً

يسحبُ الخنجرَ من رقبتنا..

انتظرنا هاشمياً واحداً..

انتظرنا قُرشياًَ واحداً..

دونكشوتاًَ واحداً..

قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربهُ..

انتظرنا خالداً أو طارقاً أو عنتره..

فأكلنا ثرثره... وشربنا ثرثره..

أرسلوا فاكساً إلينا.. استلمنا نصَّهُ

بعدَ تقديمِ التعازي.. وانتهاءِ المجزرة!



ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من صرخاتنا؟

ما الذي تخشاهُ من "فاكساتنا"؟

فجهادُ "الفاكسِ" من أبسطِ أنواعِ الجهاد..

هوَ نصٌّ واحدٌ نكتبهُ

لجميعِ الشهداءِ الراحلين

وجميع الشهداءِ القادمين..!



ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من ابن المقفّع؟

وجريرٍ.. والفرزدق..؟

ومن الخنساءِ تلقي شعرها عند بابِ المقبره..

ما الذي تخشاهُ من حرقِ الإطارات..؟

وتوقيعِ البيانات؟ وتحطيمِ المتاجر؟

وهي تدري أننا لم نكُن يوماً ملوكَ الحربِ..

بل كنّا ملوكَ الثرثرة..



ما الذي تخشاهُ من قرقعةِ الطبلِ..

ومن شقِّ الملاءات.. ومن لطمِ الخدود؟

ما الذي تخشاهُ من أخبارِ عادٍ وثمود؟؟



نحنُ في غيبوبةٍ قوميةٍ

ما استلمنا منذُ أيامِ الفتوحاتِ بريداً..



نحنُ شعبٌ من عجين

كلّما تزدادُ إسرائيلُ إرهاباً وقتلاً

نحنُ نزدادُ ارتخاءً.. وبرودا..



وطنٌ يزدادُ ضيقاً

لغةٌ قطريةٌ تزدادُ قبحاً

وحدةٌ خضراءُ تزداد انفصالاً

شجرٌ يزدادُ في الصّيف قعوداً..

وحدودٌ كلّما شاءَ الهوى تمحو حدودا..!



كيفَ إسرائيلُ لا تذبحنا؟

كيفَ لا تلغي هشاماً، وزياداً، والرشيدا؟

وبنو تغلبَ مشغولون في نسوانهم...

وبنو مازنَ مشغولونَ في غلمانهم..

وبنو هاشمَ يرمونَ السّراويلَ على أقدامها..

ويبيحونَ شِفاهاً ونهودا؟؟!



ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من بعضِ العربْ...

بعدما صاروا يهودا؟


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:30 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هجم النفط مثل ذئب علينا




من بحارِ النزيفِ.. جاءَ إليكم

حاملاً قلبهُ على كفَّيهِ



ساحباً خنجرَ الفضيحةِ والشعرِ،

ونارُ التغييرِ في عينيهِ



نازعاً معطفَ العروبةِ عنهُ

قاتلاً، في ضميرهِ، أبويهِ



كافراً بالنصوصِ، لا تسألوهُ

كيفَ ماتَ التاريخُ في مقلتيهِ



كسَرتهُ بيروتُ مثلَ إناءٍ

فأتى ماشياً على جفنيهِ



أينَ يمضي؟ كلُّ الخرائطِ ضاعت

أين يأوي؟ لا سقفَ يأوي إليهِ



ليسَ في الحيِّ كلِّهِ قُرشيٌّ

غسلَ الله من قريشٍ يديهِ







هجمَ النفطُ مثل ذئبٍ علينا

فارتمينا قتلى على نعليهِ



وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا

أنَّ مجدَ الغنيِّ في خصيتيهِ



أمريكا تجرّبُ السوطَ فينا

وتشدُّ الكبيرَ من أذنيهِ



وتبيعُ الأعرابَ أفلامَ فيديو

وتبيعُ الكولا إلى سيبويهِ



أمريكا ربٌّ.. وألفُ جبانٍ

بيننا، راكعٌ على ركبتيهِ







من خرابِ الخرابِ.. جاءَ إليكم

حاملاً موتهُ على كتفيهِ



أيُّ شعرٍ تُرى، تريدونَ منهُ

والمساميرُ، بعدُ، في معصميهِ؟



يا بلاداً بلا شعوبٍ.. أفيقي

واسحبي المستبدَّ من رجليهِ



يا بلاداً تستعذبُ القمعَ.. حتّى

صارَ عقلُ الإنسانِ في قدميهِ



كيفَ يا سادتي، يغنّي المغنّي

بعدما خيّطوا لهُ شفتيهِ؟



هل إذا ماتَ شاعرٌ عربيٌّ

يجدُ اليومَ من يصلّي عليهِ؟...





من شظايا بيروتَ.. جاءَ إليكم

والسكاكينُ مزّقت رئتيهِ



رافعاً رايةَ العدالةِ والحبّ..

وسيفُ الجلادِ يومي إليهِ



قد تساوت كلُّ المشانقِ طولاً

وتساوى شكلُ السجونِ لديهِ



لا يبوسُ اليدين شعري.. وأحرى

بالسلاطينِ، أن يبوسوا يديهِ





بيروت 14/10/1984


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:31 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
دكتوراه شرف في كيمياء الحجر





يرمي حجراً..

أو حجرينْ.

يقطعُ أفعى إسرائيلَ إلى نصفينْ

يمضغُ لحمَ الدبّاباتِ،

ويأتينا..

من غيرِ يدينْ..



في لحظاتٍ..

تظهرُ أرضٌ فوقَ الغيمِ،

ويولدُ وطنٌ في العينينْ

في لحظاتٍ..

تظهرُ حيفا.

تظهرُ يافا.

تأتي غزَّةُ في أمواجِ البحرِ

تضيءُ القدسُ،

كمئذنةٍ بين الشفتينْ..



يرسمُ فرساً..

من ياقوتِ الفجرِ..

ويدخلُ..

كالإسكندرِ ذي القرنينِ.

يخلعُ أبوابَ التاريخِ،

وينهي عصرَ الحشّاشينَ،

ويقفلُ سوقَ القوَّادين،

ويقطعُ أيدي المرتزقينَ،

ويلقي تركةَ أهلِ الكهفِ،

عن الكتفينْ..



في لحظاتٍ..

تحبلُ أشجارُ الزّيتونِ،

يدرُّ حليبٌ في الثديينْ..

يرسمُ أرضاً في طبريّا

يزرعُ فيها سنبلتينْ

يرسمُ بيتاً فوقَ الكرملْ،

يرسمُ أمّاً.. تطحنُ بُنَّاً عندَ البابِ،

وفنجانينْ..

وفي لحظاتٍ.. تهجمُ رائحةُ الليمونِ،

ويولدُ وطنٌ في العينينْ



يرمي قمراً من عينيهِ السوداوينِ،

وقد يرمي قمرينْ..

يرمي قلماً.

يرمي كتباً.

يرمي حبراً.

يرمي صمغاً.

يرمي كرّاسات الرسمِ

وفرشاةَ الألوانْ

تصرخُ مريمُ: "يا ولداهُ.."

وتأخذهُ بينَ الأحضانْ.



يسقطُ ولدٌ

في لحظاتٍ..

يولدُ آلافُ الصّبيانْ

يكسفُ قمرٌ غزّاويٌ

في لحظاتٍ...

يطلعُ قمرٌ من بيسانْ

يدخلُ وطنٌ للزنزانةِ،

يولدُ وطنٌ في العينين..



ينفضُ عن نعليهِ الرملَ..

ويدخلُ في مملكةِ الماء.

يفتحُ نفقاً آخرَ.

يُبدعُ زمناً آخرَ.

يكتبُ نصاً آخرَ.

يكسرُ ذاكرةَ الصحراءْ.

يقتلُ لغةً مستهلكةً

منذُ الهمزةِ.. حتّى الياءْ..

يفتحُ ثقباً في القاموسِ،

ويعلنُ موتَ النحوِ.. وموتَ الصرفِ..

وموتَ قصائدنا العصماءْ..



يرمي حجراً.

يبدأ وجهُ فلسطينٍ

يتشكّلُ مثلَ قصيدةِ شعرْ..

يرمي الحجرَ الثاني

تطفو عكّا فوق الماءِ قصيدةَ شعرْ

يرمي الحجرَ الثالثَ

تطلعُ رامَ الله بنفسجةً من ليلِ القهرْ

يرمي الحجر العاشرَ

حتّى يظهرَ وجهُ اللهِ..

ويظهرُ نورُ الفجرْ..



يرمي حجرَ الثورةِ

حتّى يسقطَ آخر فاشستيّ

من فاشستِ العصرْ

يرمي..

يرمي..

يرمي..

حتّى يقلعَ نجمةَ داوودٍ

بيديهِ،

ويرميها في البحرْ..



تسألُ عنهُ الصحفُ الكبرى:

أيُّ نبيٍّ هذا القادمُ من كنعانْ؟

أيُّ صبيٍّ؟

هذا الخارجُ من رحمِ الأحزانْ؟

أيُّ نباتٍ أسطوريٍّ

هذا الطالعُ من بينِ الجُدرانْ؟

أيُّ نهورٍ من ياقوتٍ

فاضت من ورقِ القرآنْ؟



يسألُ عنهُ العرَّافونَ.

ويسألُ عته الصوفيّونَ.

ويسألُ عنه البوذيّونَ.

ويسألُ عنهُ ملوكُ الأنسِ،

ويسألُ عنهُ ملوكُ الجانْ.

من هوَ هذا الولدُ الطالعُ

مثلَ الخوخِ الأحمرِ..

من شجرِ النسيانْ؟



من هوَ هذا الولدُ الطافشُ

من صورِ الأجدادِ..

ومن كذبِ الأحفادِ..

ومن سروالِ بني قحطانْ؟

من هوَ هذا الولدُ الباحثُ

عن أزهارِ الحبِّ..

وعنْ شمسِ الإنسانْ؟

من هوَ هذا الولدُ المشتعلِ العينينْ..

كآلهةِ اليونانْ؟



يسألُ عنهُ المضطهدونَ..

ويسألُ عنهُ المقموعونَ.

ويسألُ عنه المنفيّونَ.

وتسألُ عنهُ عصافيرٌ خلفَ القضبانْ.

من هوَ هذا الآتي..

من أوجاعِ الشمعِ..

ومن كتبِ الرُّهبانْ؟



من هوَ هذا الولدُ

التبدأُ في عينيهِ..

بداياتُ الأكوانْ؟

من هوَ؟

هذا الولدُ الزّارعُ

قمحَ الثورةِ..

في كلِّ مكانْ؟



يكتبُ عنهُ القصصيّونَ،

ويروي قصّتهُ الرُّكبانْ.

من هوَ هذا الطفلُ الهاربُ من شللِ الأطفالِ،

ومن سوسِ الكلماتْ؟

من هوَ؟

هذا الطافشُ من مزبلةِ الصبرِ..

ومن لُغةِ الأمواتْ؟

تسألُ صحفُ العالمِ،

كيفَ صبيٌّ مثل الوردةِ..

يمحو العالمَ بالممحاةْ؟؟



تسألُ صحفٌ في أمريكا

كيف صبيٌّ غزّاويٌّ،

حيفاويٌّ،

عكَّاويٌّ،

نابلسيٌّ،

يقلبُ شاحنةَ التاريخِ،

ويكسرُ بللورَ التوراةْ؟؟؟


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:32 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نهر الأحزان




عيناكِ كنهري أحـزانِ

نهري موسيقى.. حملاني

لوراءِ، وراءِ الأزمـانِ



نهرَي موسيقى قد ضاعا

سيّدتي.. ثمَّ أضاعـاني



الدمعُ الأسودُ فوقهما

يتساقطُ أنغامَ بيـانِ



عيناكِ وتبغي وكحولي

والقدحُ العاشرُ أعماني



وأنا في المقعدِ محتـرقٌ

نيراني تأكـلُ نيـراني



أأقول أحبّكِ يا قمري؟

آهٍ لـو كانَ بإمكـاني



فأنا لا أملكُ في الدنيـا

إلا عينيـكِ وأحـزاني



سفني في المرفأ باكيـةٌ

تتمزّقُ فوقَ الخلجـانِ



ومصيري الأصفرُ حطّمني

حطّـمَ في صدري إيماني



أأسافرُ دونكِ ليلكـتي؟

يا ظـلَّ الله بأجفـاني



يا صيفي الأخضرَ ياشمسي

يا أجمـلَ.. أجمـلَ ألواني



هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا

أحلى من عودةِ نيسانِ؟



أحلى من زهرةِ غاردينيا

في عُتمةِ شعـرٍ إسبـاني



يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي

فدموعُكِ تحفرُ وجـداني



إني لا أملكُ في الدنيـا

إلا عينيـكِ ..و أحزاني



أأقـولُ أحبكِ يا قمـري؟

آهٍ لـو كـان بإمكـاني



فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ

لا أعرفُ في الأرضِ مكاني



ضيّعـني دربي.. ضيّعَـني

إسمي.. ضيَّعَـني عنـواني



تاريخـي! ما ليَ تاريـخٌ

إنـي نسيـانُ النسيـانِ



إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو

جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ



ماذا أعطيـكِ؟ أجيبيـني

قلقـي؟ إلحادي؟ غثيـاني



ماذا أعطيـكِ سـوى قدرٍ

يرقـصُ في كفِّ الشيطانِ



أنا ألـفُ أحبّكِ.. فابتعدي

عنّي.. عن نـاري ودُخاني



فأنا لا أمـلكُ في الدنيـا

إلا عينيـكِ... وأحـزاني


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:32 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
دعوة اصطياف للخامس من حزيران



دعوة اصطياف للخامس من حزيران

في الذكرى السنوية الخامسة لنكسة حزيران (يونيو) 1967



1

سنةٌ خامسةٌ.. تأتي إلينا

حاملاً كيسكَ فوقَ الظهرِ، حافي القدمينْ

وعلى وجهكَ أحزانُ السماواتِ، وأوجاعُ الحسينْ

سنلاقيكَ على كلِّ المطاراتِ.. بباقاتِ الزهورْ

وسنحسو –نخبَ تشريفكَ- أنهارَ الخمورْ

سنغنّيكَ أغانينا..

ونُلقي أكذبَ الأشعارِ ما بينَ يديكْ

وستعتادُ علينا.. مثلما اعتدنا عليكْ..



2

نحنُ ندعوكَ لتصطافَ لدينا

مثلَ كلِّ السائحينْ

وسنعطيكَ جناحاً ملكياً

لكَ جهزناهُ من خمسِ سنينْ

سوفَ تستمتعُ بالليلِ.. وأضواء النيونْ

وبرقصِ الجيركِ..

والجازِ..

وأفلامِ الشذوذْ..

فهُنا.. لا نعرفُ الحزنَ.. ولا من يحزنونْ

سوفَ تلقى في بلاديَ ما يسرُّكْ:

شققاً مفروشةً للعاشقينْ

وكؤوساً نُضّدت للشاربينْ

وحريماً لأميرِ المؤمنين..

فلماذا أنتَ مكسورُ الجناحْ؟

أيها الزائرُ ذو الوجهِ الحزينْ

ولدينا الماءُ.. والخضرةُ.. والبيضُ الملاحْ

ونوادي الليلِ تبقى عندنا مفتوحةً حتى الصباحْ..

فلماذا تتردّد؟

سوفَ ننسيكَ فلسطينَ..

ونستأصلُ من عينيكَ أشجارَ الدموعْ

وسنُلغي سورةَ (الرحمن).. و(الفتح)..

ونغتالُ يسوعْ..

وسنُعطيكَ جوازاً عربياً..

شُطبتْ منهُ عباراتُ الرجوعْ...



3

سنةٌ خامسةٌ..

سادسةٌ..

عاشرةٌ..

ما تهمُّ السنواتْ؟

إنَّ كلَّ المدنِ الكبرى من النيلِ.. إلى شطِّ الفراتْ

ما لها ذاكرةٌ.. أو ذكرياتْ

كلُّ من سافرَ في التيهِ نسيناهُ..

ومن قدْ ماتَ ماتْ..

ما تهمُّ السنواتْ؟

نحنُ أعددنا المناديلَ، وهيأنا الأكاليلَ،

وألفنا جميعَ الكلماتْ

ونحتنا، قبلَ أسبوعٍ، رخامَ الشاهداتْ

أيها الشرقُ الذي يأكلُ أوراقَ البلاغاتْ..

ويمشي –كخروفٍ- خلفَ كلِّ اللافتاتْ

أيها الشرقُ الذي يكتبُ أسماءَ ضحاياهْ..

على وجهِ المرايا..

وبطونِ الراقصاتْ..

ما تهمُّ السنوات؟

ما تهمُّ السنوات؟


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:33 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
خمس رسائل إلى أمي




صباحُ الخيرِ يا حلوه..

صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

مضى عامانِ يا أمّي

على الولدِ الذي أبحر

برحلتهِ الخرافيّه

وخبّأَ في حقائبهِ

صباحَ بلادهِ الأخضر

وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

وخبّأ في ملابسهِ

طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

وليلكةً دمشقية..



أنا وحدي..

دخانُ سجائري يضجر

ومنّي مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

عرفتُ نساءَ أوروبا..

عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

عرفتُ حضارةَ التعبِ..

وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

وتحملُ في حقيبتها..

إليَّ عرائسَ السكّر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشُلني إذا أعثَر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولدُ الذي أبحر

ولا زالت بخاطرهِ

تعيشُ عروسةُ السكّر

فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

غدوتُ أباً..

ولم أكبر؟



صباحُ الخيرِ من مدريدَ

ما أخبارها الفلّة؟

بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

تلكَ الطفلةُ الطفله

فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

يدلّلها كطفلتهِ

ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمتهِ..



.. وماتَ أبي

ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

وتسألُ عن عباءتهِ..

وتسألُ عن جريدتهِ..

وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

عن فيروزِ عينيه..

لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

دنانيراً منَ الذهبِ..



سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

إلى تحتي..

إلى كتبي..

إلى أطفالِ حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنامُ على مشارقنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شبّاكِ جارتنا

مضى عامانِ.. يا أمي

ووجهُ دمشقَ،

عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

يعضُّ على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..



مضى عامانِ يا أمي

وليلُ دمشقَ

فلُّ دمشقَ

دورُ دمشقَ

تسكنُ في خواطرنا

مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

قد زُرعت بداخلنا..

كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

تعبقُ في ضمائرنا

كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

جاءت كلّها معنا..



أتى أيلولُ يا أماهُ..

وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

ويتركُ عندَ نافذتي

مدامعهُ وشكواهُ

أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

أينَ أبي وعيناهُ

وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

سقى الرحمنُ مثواهُ..

وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

وأين نُعماه؟

وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

تضحكُ في زواياهُ

وأينَ طفولتي فيهِ؟

أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

وآكلُ من عريشتهِ

وأقطفُ من بنفشاهُ



دمشقُ، دمشقُ..

يا شعراً

على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائرنا صلبناهُ

جثونا عند ركبتهِ..

وذبنا في محبّتهِ

إلى أن في محبتنا قتلناهُ...


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:35 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
موال دمشقي




لقـدْ كَتَبْنـا .. وأرسَـلْنـا المَرَاسـيلا

وقـدْ بَـكَيْنـا .. وبَلَّلْنـا المَـنـاديلا



قُـل للّذيـنَ بأرضِ الشّـامِ قد نزلـوا

قتيلُكُـم لمْ يَـزَلْ بالعشـقِ مـقتـولا



يا شـامُ ، يا شـامَةَ الدُّنيا ، ووَردَتَها

يا مَـنْ بحُسـنِكِ أوجعـتِ الأزاميلا



ودَدْتُ لو زَرَعُـوني فيـكِ مِئـذَنَـةً

أو علَّقـونـي على الأبـوابِ قِنديـلا



يا بلْدَةَ السَّـبْعَةِ الأنهـارِ .. يا بَلَـدي

ويا قميصاً بزهـرِ الخـوخِ مشـغولا



ويـا حِصـاناً تَخلَّـى عَـن أعِنَّتِـهِ

وراحَ يفـتـحُ معلـوماً ومـجهـولا



هـواكَ يا بَـرَدَى كالسَّـيْفِ يسكُنُني

ومـا مَلكْـتُ لأمـرِ الحـبِّ تَبديـلا



أيّـامَ في دُمَّـرٍ كُنّا .. وكـانَ فَمـي

على ضفائرِها .. حَفْـراً .. وتَنزيـلا



والنهـرُ يُسـمِعُنا أحلـى قـصائـدِه

والسَّـرْوُ يلبسُ بالسّـاقِ الخَـلاخيلا



يا مَنْ على ورقِ الصّفصَفاتِ يكتِبُني

شعراً ... وينقشُني في الأرضِ أيلولا



يا مَنْ يعيدُ كراريسي .. ومَدرَسَـتي

والقمحَ ، واللّوزَ ، والزُّرقَ المواويلا



يا شـامُ إنْ كنتُ أُخفـي ما أُكابِـدُهُ

فأجمَـلُ الحبِّ حـبٌّ ـ بعدَ ما قيلا


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:35 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الخطاب




(1)



أوقَفوني ..

وأنا أضحكُ كالمجنونِ وحدي

من خطابٍ كانَ يلقيهِ أميرُ المؤمنينْ

كلّفتني ضحكتي عشرَ سنينْ

سألوني ، وأنا في غرفةِ التحقيقْ ، عمّن حرّضوني

فضحكتْ ..

وعن المالِ ، وعمّن موّلوني ..

فضحكتْ ..

كتبوا كلَّ إجاباتي .. ولم يستجوبوني .

قالَ عنّي المدّعي العام ، وقالَ الجندُ حينَ اعتقلوني :

إنني ضدَّ الحكومَهْ

لم أكنْ أعرفُ أنَّ الضحكَ يحتاجُ لترخيصِ الحكومَهْ

ورسومٍ ، وطوابعْ ..

لم أكنْ أعرفُ شيئاً .. عن غسيلِ المخِّ .. أو فرمِ الأصابعْ

في بلادي ..

ممكنٌ أن يكتبَ الإنسانُ ضدَّ الله .. لا ضدَّ الحكومهْ

فاعذروني ، أيّها السّادةُ ، إنْ كنتُ ضحكتْ

كانَ في ودّي أن أبكي .. ولكنّي ضحكتْ





(2)



كُنتُ بعدَ الظهرِ في المقهى .. وكانَ البهلوانْ

يلبسُ الطرطورَ بالرأسِ .. ويلقي كلَّ (ما يطلبهُ المستمعونْ)

عن حزيرانَ الذي صارَ معَ الأيامِ .. (ما يطلبهُ المستمعونْ)

واحتفالاً مثلَ عيدِ الفطرِ والأضحى ..

أراجيحَ ، وكعكاً ، وفطائرْ ..

وزياراتِ مقابرْ ..

كنتُ أسترجعُ أفكاري ، وكانَ المخبرونْ

كالجراثيمِ .. على كلِّ الفناجينِ ، وفي كلِّ الصحونْ ..

كنتُ أصغي .. كألوفِ البسطاءِ الطيّبينْ

لكلامِ البهلوانْ

وهوَ يحكي .. ثم يحكي .. ثم يحكي ..

مثلَ صندوقِ العجائبْ

.. وتذكّرتُ ليالي رمضانْ

وأرجوازَ الذي كانَ له ألفُ لسانٍ ولسانْ

وتذكّرتُ فلسطينَ التي صارتْ حقيبهْ

ما لها في الأرضِ صاحبْ

كانَ في حنجرتي ملحٌ ، وحزني كانَ في حجمِ الكواكبْ

فاعذروني ، أيّها السّادةُ ، إن حطّمتُ صندوقَ العجائبْ

وتقيّأتُ على وجهِ أميرِ المؤمنينْ

وكبيرِ الياورانْ

واسترحتْ ..

كانَ في ودّيَ أن أبكي ..

ولكنّي ضحكتْ ..





(3)



نشروا في صحفِ اليومِ تصاويري .. على أوّلِ صفحهْ ..

واعترافاتي على أولِ صفحهْ ..

فضحكتْ ..

قدّموني للإذاعاتِ طعاماً ، ولأسنانِ الصحافهْ

جعلوني - دونَ أن أدري - خُرافهْ

ربطوني بالسّفاراتِ .. وأحلافِ الأجانبْ

فضحكتْ ..

إنني لم أشتغلْ من قبلُ قوّاداً .. ولا كنتُ حصاناً للأجانبْ

أنا عبدٌ من عبادِ اللهِ مستورٌ ومغمورٌ ، ومحدودُ المواهبْ

أسمعُ الأخبارَ كالناسِ .. وأستقبلُ مأمورَ الضرائبْ

زوجتي طيّبةُ القلبِ ، وعندي ولدانْ

وأبي حاربَ ضدَّ التُركِ في الشامِ .. وماتْ

أنا لا أفهمُ في النحوِ .. وفي الصرفِ .. وفي علمِ الكلامْ

غيرَ أني لم أعدْ أفهمُ - من بعدِ حزيرانَ - الكلامْ ..

لم أعدْ أهضمُ حرفاً .. من أكاذيبِ أمير المؤمنينْ

صارت الألفاظُ مطاطاً ..

وصارت لغةُ الحكّامِ صمغاً وعجينْ

خدّروني بملايينِ الشعاراتِ .. فنمتْ

وأروني القدسَ في الحلمِ ..

ولم أجدَ القدسَ ، ولا أحجارَها ، حينَ استفقتْ

فاعذروني ، أيّها السّادةُ ، إن كنتُ ضحكتْ

كانَ في ودّيَ أن أبكي .. ولكنّي ضحكتْ





(4)



كنتُ في المخفرِ مكسوراً .. كبللور كنيسهْ

نافخاً (سورةَ ياسين) بوجهِ القاتلينْ

لم أكنْ أملكُ إلا الصبرَ .. (واللهُ يحبُّ الصابرينْ)

وجراحي .. كبساتينِ أريحا ..

يمطرُ الياقوتُ منها .. ويضوعُ الياسمينْ

وفلسطينُ على الأرضِ .. حمامهْ

سقطَتْ تحتَ نعالِ المخبرينْ ..

كنتُ وحدي ..

لم يزرْني أحدٌ في السجنْ ..

إلا جبلُ الكرملِ ، والبحرُ ، وشمسُ الناصرَهْ

كنتُ وحدي ..

وملوكُ الشرقِ كانوا جُثثاً فوقَ مياهِ الذاكرهْ

كنتُ مجروحاً .. ومطروحاً على وجهي ، كأكياسِ الطحينْ

أيّها السّادةُ : لا تندهشوا ..

كلّنا في نظرِ الحاكمِ .. أكياسُ طحينْ

كلّنا - بعد حزيرانَ - خِرافٌ

نتسلّى بحشيشِ الصبرِ .. (واللهُ يحبُّ الصابرينْ)

فأطالَ اللهُ في عمرِ أميرِ المؤمنينْ

نائبِ اللهِ على الأرضِ .. كبيرِ العادلينْ





(5)



أيّها السّادةُ :

إني وارثُ الأرضِ الخرابْ

كلّما جئتُ إلى بابِ الخليفهْ

سائلاً عن (شرمِ الشيخِ) وعن (حيفا) ..

و (رامَ الله) و (الجولانِ) أهداني خطابْ ..

كلّما كلّمتُهُ - جلَّ جلالُهْ -

عن حزيرانَ الذي صارَ حشيشاً .. نتعاطاهُ صباحاً ومساءْ

واحتفالاً مثلَ عيدِ الفطرِ ، والأضحى ، وذكرى كربلاءْ

ركبَ السيّارةَ المكشوفةَ السقف .. وغطّى صدرهُ بالأوسمهْ

ورشاني بخطابْ ..

كلّما ناديتُهُ : يا أميرَ البرّ .. والبحرِ .. ويا عالي الجنابْ

سيفُ إسرائيلَ في رقبتِنا .. سيفُ إسرا .. سيفُ إسـ ...

ركبِ السيّارةَ المكشوفةَ السقف .. إلى دارِ الإذاعهْ

ورشاني بخطابْ ..

ورماني بينَ أسنانِ الجواسيسِ ، وأنيابِ الكلابْ

فاعذروني ، أيّها السّادةُ ، إن كنتُ كفرتْ

وَصَفوا لي صبرَ أيّوبَ دواءً .. فشربتْ

أطعموني ورقَ النشّافِ .. ليلاً ونهاراً .. فأكلتْ

أدخلوني لفلسطينَ على أنغامِ (ما يطلبهُ المستمعونْ)

أدخلوني في دهاليزِ الجنونْ ..

فاعذروني - أيّها السّادةُ - إن كنتُ ضحتْ

كان في ودّيَ أن أبكي ..

ولكنّي ضحكتْ ..


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:36 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المهرولون





1

سقطتْ آخرُ جدرانِ الحياءْ

وفرحنا.. ورقصنا..

وتباركنا يتوقيعِ سلامِ الجبناءْ

لم يعد يرعبنا شيءٌ..

ولا يخجلنا شيءٌ

فقد يبستْ فينا عروقُ الكبرياءْ...



2

سقطتْ.. للمرةِ الخمسينِ عذريّتنا..

دونَ أن نهتزَّ.. أو نصرخَ..

أو يرعبنا مرأى الدماءْ..

ودخلنا في زمانِ الهرولهْ..

ووقفنا بالطوابيرِ، كأغنامٍ أمامَ المقصلهْ

وركضنا.. ولهثنا

وتسابقنا لتقبيلِ حذاءِ القتلهْ..



3

جوَّعوا أطفالنا عشرينَ عاماً

ورمَوا في آخرِ الصومِ إلينا..

بصلهْ...



4

سقطتْ غرناطةٌ

-للمرّةِ الخمسينَ – من أيدي العربْ.

سقطَ التاريخُ من أيدي العربْ.

سقطتْ أعمدةُ الروحِ، وأفخاذُ القبيلهْ.

سقطتْ كلُّ مواويلِ البطولهْ.

سقطتْ إشبيليهْ..

سقطتْ أنطاكيهْ..

سقطتْ حطّينُ من غيرِ قتالٍ..

سقطتْ عموريَهْ..

سقطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ

فما من رجلٍ ينقذُ الرمزَ السماويَّ

ولا ثمَّ الرجولهْ..



5

سقطتْ آخرُ محظيّاتنا

في يدِ الرومِ، فعنْ ماذا ندافع؟

لم يعدْ في القصرِ جاريةٌ واحدةٌ

تصنعُ القهوةَ.. والجنسَ..

فعن ماذا ندافعْ؟؟



6

لم يعدْ في يدنا أندلسٌ واحدةٌ نملكها..

سرقوا الأبوابَ، والحيطانَ، والزوجاتِ، والأولادَ،

والزيتونَ، والزيتَ، وأحجارَ الشوارعْ.

سرقوا عيسى بنَ مريمْ

وهوَ ما زالَ رضيعاً..

سرقوا ذاكرةَ الليمون..

والمشمشِ.. والنعناعِ منّا..

وقناديلَ الجوامعْ



7

تركوا علبةَ سردينٍ بأيدينا

تسمّى "غزّة"

عظمةً يابسةً تُدعى "أريحا"

فندقاً يدعى فلسطينَ..

بلا سقفٍ لا أعمدةٍ..

تركونا جسداً دونَ عظامٍ

ويداً دونَ أصابعْ...



8

لم يعدْ ثمةَ أطلالٌ لكي نبكي عليها.

كيفَ تبكي أمةٌ

أخذوا منها المدامعْ؟



9

بعدَ هذا الغزلِ السريِّ في أوسلو

خرجنا عاقرينْ..

وهبونا وطناً أصغرَ من حبّةِ قمحٍ..

وطناً نبلعهُ من غيرِ ماءٍ

كحبوبِ الأسبرينْ!!



10

بعدَ خمسينَ سنهْ..

نجلسُ الآنَ على أرضِ الخرابْ..

ما لنا مأوى

كآلافِ الكلابْ!!



11

بعدَ خمسينَ سنهْ

ما وجدنا وطناً نسكنهُ إلا السرابْ..

ليسَ صُلحاً، ذلكَ الصلحُ الذي أُدخلَ كالخنجرِ فينا..

إنهُ فعلُ اغتصابْ!!..



12

ما تفيدُ الهرولهْ؟

ما تفيدُ الهرولهْ؟

عندما يبقى ضميرُ الشعبِ حياً

كفتيلِ القنبلهْ..

لن تساوي كلُّ توقيعاتِ أوسلو..

خردلهْ!!..



13

كم حلمنا بسلامٍ أخضرٍ..

وهلالٍ أبيضٍ..

وببحرٍ أزرقَ.. وقلوعٍ مرسلهْ..

ووجدنا فجأةً أنفسنا.. في مزبلهْ!!



14

من تُرى يسألهم عن سلامِ الجبناءْ؟

لا سلامِ الأقوياءِ القادرينْ.

من تُرى يسألهم عن سلامِ البيعِ بالتقسيطِ..؟

والتأجيرِ بالتقسيطِ.. والصفقاتِ..

والتجّارِ والمستثمرينْ؟

وتُرى يسألهم عن سلامِ الميتينْ؟

أسكتوا الشارعَ.. واغتالوا جميعَ الأسئلهْ..

وجميعَ السائلينْ...



15

... وتزوّجنا بلا حبٍّ..

من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلتْ أولادنا..

مضغتْ أكبادنا..

وأخذناها إلى شهرِ العسلْ..

وسكِرنا ورقصنا..

واستعَدنا كلَّ ما نحفظُ من شعرِ الغزلْ..

ثمَّ أنجبنا، لسوءِ الخظِّ، أولاداً معاقينَ

لهم شكلُ الضفادعْ..

وتشرّدنا على أرصفةِ الحزنِ،

فلا من بلدٍ نحضنهُ..

أو من ولدْ!!



16

لم يكُن في العرسِ رقصٌ عربيٌّ

أو طعامٌ عربيٌّ

أو غناءٌ عربيٌّ

أو حياءٌ عربيٌّ

فلقد غابَ عن الزفّةِ أولادُ البلدْ..



17

كانَ نصفُ المهرِ بالدولارِ..

كانَ الخاتمُ الماسيُّ بالدولارِ..

كانتْ أجرةُ المأذونِ بالدولارِ..

والكعكةُ كانتْ هبةً من أمريكا..

وغطاءُ العرسِ، والأزهارُ، والشمعُ،

وموسيقى المارينزْ..

كلُّها قد صنعتْ في أمريكا!!



18

وانتهى العرسُ..

ولم تحضرْ فلسطينُ الفرحْ.

بلْ رأت صورتها مبثوثةً عبرَ كلِّ الأقنيهْ..

ورأتْ دمعتها تعبرُ أمواجَ المحيطْ..

نحوَ شيكاغو.. وجيرسي.. وميامي..

وهيَ مثلَ الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:

ليسَ هذا العرسُ عرسي..

ليسَ هذا الثوبُ ثوبي..

ليسَ هذا العارُ عاري..

أبداً.. يا أمريكا..

أبداً.. يا أمريكا..

أبداً.. يا أمريكا..



لندن في 2 تشرين الأول (أكتوبر) 1995


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:38 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
خبز وحشيش وقمر






عندما يُولدُ في الشرقِ القَمرْ

فالسطوحُ البيضُ تغفو...

تحتَ أكداسِ الزَّهرْ

يتركُ الناسُ الحوانيتَ.. ويمضونَ زُمرْ

لملاقاةِ القمرْ..

يحملونَ الخبزَ، والحاكي، إلى رأسِ الجبالْ

ومعدَّاتِ الخدرْ..

ويبيعونَ، ويشرونَ.. خيالْ

وصُورْ..

ويموتونَ إذا عاشَ القمرْ



ما الذي يفعلهُ قرصُ ضياءْ

ببلادي..

ببلادِ الأنبياْ..

وبلادِ البسطاءْ..

ماضغي التبغِ، وتجَّارِ الخدرْ

ما الذي يفعلهُ فينا القمرْ؟

فنضيعُ الكبرياءْ

ونعيشُ لنستجدي السماءْ

ما الذي عندَ السماءْ

لكُسالى ضعفاءْ

يستحيلونَ إلى موتى..

إذا عاشَ القمرْ..

ويهزّونَ قبور الأولياءْ

علّها..

ترزقُهم رزّاً وأطفالاً..

قبورُ الأولياءْ..

ويمدّونَ السجاجيدَ الأنيقاتِ الطُررْ

يتسلّونَ بأفيونٍ..

نسمّيهِ قدرْ..

وقضاءْ..

في بلادي..

في بلادِ البسطاءْ..



أيُّ ضعفٍ وانحلالْ

يتولانا إذا الضوءُ تدفّقْ

فالسجاجيدُ، وآلاف السلالْ

وقداحُ الشاي.. والأطفال.. تحتلُّ التلالْ

في بلادي..

حيثُ يبكي الساذجونْ

ويعيشونَ على الضوءِ الذي لا يبصرونْ

في بلادي..

حيثُ يحيا الناسُ من دونِ عيونْ

حيثُ يبكي الساذجونْ

ويصلّونَ، ويزنونَ، ويحيونَ اتّكالْ

منذُ أن كانوا.. يعيشونَ اتّكالْ

وينادونَ الهلالْ:

" يا هلالْ..

أيها النبعُ الذي يمطرُ ماسْ

وحشيشاً.. ونُعاسْ

أيها الربُّ الرخاميُّ المعلّقْ

أيها الشيءُ الذي ليسَ يُصدَّقْ

دُمتَ للشرقِ.. لنا

عنقودَ ماسْ

للملايينِ التي قد عُطِّلت فيها الحواس "



في ليالي الشرقِ لمّا

يبلغُ البدرُ تمامهْ..

يتعرّى الشرقُ من كلِّ كرامهْ

ونضالِ..

فالملايينُ التي تركضُ من غيرِ نعالِ..

والتي تؤمنُ في أربعِ زوجاتٍ..

وفي يومِ القيامهْ..

الملايينُ التي لا تلتقي بالخبزِ.. إلا في الخيالِ

والتي تسكنُ في الليلِ بيوتاً من سعالِ..

أبداً.. ما عرفتْ شكلَ الدواءْ..

تتردّى..

جُثثاً تحتَ الضياءْ..



في بلادي..

حيثُ يبكي الساذجونْ

ويموتونَ بكاءْ

كلّما طالعهم وجهُ الهلالِ

ويزيدونَ بكاءْ

كلّما حرّكهم عودٌ ذليلٌ.. و"ليالي"..

ذلكَ الموتُ الذي ندعوهُ في الشرقِ..

"ليالي".. وغناءْ

في بلادي..

في بلادِ البُسطاءْ..



حيثُ نجترُّ التواشيحَ الطويلهْ..

ذلكَ السلُّ الذي يفتكُ بالشرقِ..

التواشيحُ الطويلهْ

شرقُنا المجترُّ.. تاريخاً.. وأحلاماً كسولهْ

وخُرافاتٍ خوالي..

شرقُنا، الباحثُ عن كلِّ بطولهْ

في (أبي زيدِ الهلالي)..


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:39 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من مفكرة عاشق دمشقي




فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهدبـا

فيا دمشـقُ... لماذا نبـدأ العتبـا؟



حبيبتي أنـتِ... فاستلقي كأغنيـةٍ

على ذراعي، ولا تستوضحي السببا



أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امـرأةٍ

أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كـذبا



يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها

فمسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا



وأرجعيني إلى أسـوارِ مدرسـتي

وأرجعيني الحبرَ والطبشورَ والكتبا



تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها

وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صـبا



وكم رسمتُ على جدرانِها صـوراً

وكم كسرتُ على أدراجـها لُعبا



أتيتُ من رحمِ الأحزانِ... يا وطني

أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا



حبّي هـنا.. وحبيباتي ولـدنَ هـنا

فمـن يعيـدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟



أنا قبيلـةُ عشّـاقٍ بكامـلـها

ومن دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا



فكـلُّ صفصافـةٍ حّولتُها امـرأةً

و كـلُّ مئذنـةٍ رصّـعتُها ذهـبا



هـذي البساتـينُ كانت بينَ أمتعتي

لما ارتحلـتُ عـن الفيحـاءِ مغتربا



فلا قميصَ من القمصـانِ ألبسـهُ

إلا وجـدتُ على خيطانـهِ عنبا



كـم مبحـرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ

وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هـربا



يا شـامُ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ

وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا



فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ

زُهــواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا



وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامسـهُ

فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا



يا رُبَّ حـيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنـهُ

ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامـهِ انتصـبا



يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟

فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا



دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي

أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟



أدمـت سياطُ حزيرانَ ظهورهم

فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا



وطالعوا كتبَ التاريخِ.. واقتنعوا

متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟



سقـوا فلسطـينَ أحلاماً ملوّنةً

وأطعموها سخيفَ القولِ والخطبا



وخلّفوا القدسَ فوقَ الوحلِ عاريةً

تبيحُ عـزّةَ نهديها لمـن رغِبـا..



هل من فلسطينَ مكتوبٌ يطمئنني

عمّن كتبتُ إليهِ.. وهوَ ما كتبا؟



وعن بساتينَ ليمونٍ، وعن حلمٍ

يزدادُ عنّي ابتعاداً.. كلّما اقتربا



أيا فلسطينُ.. من يهديكِ زنبقةً؟

ومن يعيدُ لكِ البيتَ الذي خربا؟



شردتِ فوقَ رصيفِ الدمعِ باحثةً

عن الحنانِ، ولكن ما وجدتِ أبا..



تلفّـتي... تجـدينا في مَـباذلنا..

من يعبدُ الجنسَ، أو من يعبدُ الذهبا



فواحـدٌ أعمـتِ النُعمى بصيرتَهُ

فللخنى والغـواني كـلُّ ما وهبا



وواحدٌ ببحـارِ النفـطِ مغتسـلٌ

قد ضاقَ بالخيشِ ثوباً فارتدى القصبا



وواحـدٌ نرجسـيٌّ في سـريرتهِ

وواحـدٌ من دمِ الأحرارِ قد شربا



إن كانَ من ذبحوا التاريخَ هم نسبي

على العصـورِ.. فإنّي أرفضُ النسبا



يا شامُ، يا شامُ، ما في جعبتي طربٌ

أستغفرُ الشـعرَ أن يستجديَ الطربا



ماذا سأقرأُ مـن شعري ومن أدبي؟

حوافرُ الخيلِ داسـت عندنا الأدبا



وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ

قالَ الحقيقةَ إلا اغتيـلَ أو صُـلبا



يا من يعاتبُ مذبوحـاً على دمـهِ

ونزفِ شريانهِ، ما أسهـلَ العـتبا



من جرّبَ الكيَّ لا ينسـى مواجعهُ

ومن رأى السمَّ لا يشقى كمن شربا



حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ عـلى عنقي

من ذا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا؟



الشعرُ ليـسَ حمامـاتٍ نـطيّرها

نحوَ السماءِ، ولا ناياً.. وريحَ صَبا



لكنّهُ غضـبٌ طـالت أظـافـرهُ

ما أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ
الاداري المتميز
الاداري المتميز
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ



الأوسمة
 :  
 :
اوسمه (ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ )










روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني   روائع الشاعر الكبير نزار قباني Empty27/10/2010, 11:39 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حوار مع أعرابي أضاع فرسه



1

لو كانتْ تسمعُني الصحراءْ

لطلبتُ إليها أن تتوقّف عن تفريخِ ملايينِ الشعراءْ

وتحرِّر هذا الشّعب الطيّبَ من سيفِ الكلماتْ

ما زلنا منذُ القرنِ السّابعِ ، نأكلُ أليافَ الكلماتْ

نتزحلقُ في صمغِ الرّاءاتْ

نتدحرجُ من أعلى الهاءاتْ

وننامُ على هجوِ جريرٍ

ونفيقُ على دمعِ الخنساءْ

ما زلنا منذ القرنِ السابعِ .. خارجَ خارطةِ الأشياءْ

نترقّبُ عنترةَ العبسيَّ .. يجيءُ على فَرَسٍ بيضاءْ

ليفرِّجَ عنّا كربتَنا .. ويردَّ طوابيرَ الأعداءْ ..

ما زلنا نقضمُ كالفئرانِ .. مواعظَ سادتِنا الفقهاءْ

نقرأُ (معروفَ الإسكافيَّ) ونقرأُ (أخبارَ الندماءْ)

ونكاتَ جُحا ..

و (رجوعَ الشيخِ) ..

وقصّةَ (داحسَ والغبراءْ) ..

يا بلدي الطيّبَ ، يا بلدي

الكلمةُ كانتْ عصفوراً ..

وجعلنا منها سوقَ بغاءْ ..



2

لو كانتْ نَجدٌ تسمعُني

والربعُ الخالي يسمعني

لختمتُ أنا بالشّمعِ الأحمرِ سوقَ عُكاظْ

وشنقتُ جميعَ النجّارينَ .. وكلَّ بياطرةِ الألفاظْ

ما زلنا منذُ ولادتِنا ..

تسحقُنا عجلاتُ الألفاظْ

لو أُعطى السّلطةَ في وطني

لقلعتُ نهارَ الجمعةِ أسنانَ الخُطباءْ

وقطعتُ أصابعَ من صبغوا .. بالكلمةِ أحذيةَ الخُلفاءْ

وجلدتُ جميعَ المنتَفعينَ بدينارٍ .. أو صحنِ حساءْ

وجلدتُ الهمزةَ في لغتي .. وجلدتُ الياءْ

وذبحتُ السّينَ .. وسوفَ .. وتاءَ التأنيثِ البلهاءْ

والزخرفَ والخطَّ الكوفيَّ ، وكلَّ ألاعيبِ البُلغاءْ

وكنستُ غبارَ فصاحَتنا ..

وجميعَ قصائدنا العصماءْ ..

يا بلدي ..

كيفَ تموتُ الخيلُ .. ولا يبقى إلا الشعراءْ ؟



3

لو أُعطى السُّلطة في وطني

أعدمتُ جميعَ المنبطحينَ على أبوابِ مقاهينا

وقصصتُ لسانَ مغنّينا

وفقأتُ عيونَ القمرِ الضاحكِ من أحزانِ ليالينا

وكسرتُ زجاجتَهُ الخضراءْ ..

وأرحتُكَ يا ليلَ بلادي ..

من هذا الوحشِ الآكلِ من لحمِ البُسطاءْ ..



4

يا بلدي الطيّبَ .. يا بلدي

لو تنشفُ آبارُ البترولِ .. ويبقى الماءْ

لو يُخصى كل المنحرفينَ .. وكلُّ سماسرةِ الأثداءْ

لو تُلغى أجهزةُ التكييفِ .. من الغرفِ الحمراءْ

وتصيرُ يواقيتُ التيجانِ .. نعالاً في أقدامِ الفقراءْ ..

أو أملكُ كرباجاً بيدي ..

جرّدتُ قياصرةَ الصحراءِ من الأثوابِ الحضريَّهْ

ونزعتُ جميعَ خواتمهمْ

ومحوتُ طلاءَ أظافرهمْ

وسحقتُ الأحذيةَ اللمّاعةَ .. والسّاعاتِ الذهبيّهْ

وأعدتُ حليبَ النُوقِ لهمْ

وأعدتُ سروجَ الخيلِ لهمْ

وأعدتُ لهم ، حتّى الأسماءَ العربيّهْ



5

لو يكتُبُ في يافا الليمونُ .. لأرسلَ آلافَ القُبلاتْ

لو أنَّ بحيرةَ طبريّا ..

تُعطينا بعضَ رسائلِها ..

لاحترقَ القارئُ والصفحاتْ ..

لو أنَّ القدسَ لها شفةٌ ..

لاختنقت في فمها الصلواتْ

لو أنَّ .. وما تُجدي (لو أنَّ) .. ونحنُ نسافرُ في المأساةْ

ونمدُّ الأرضَ المحتلّهْ .. حبْلاً شعريَّ الكلماتْ

ونمدُّ ليافا منديلاً طُرِّزَ بالدمعِ .. وبالدعواتْ



يا بلدي الطيّبَ .. يا بلدي

ذبحَتْكَ سكاكينُ الكلماتْ


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
روائع الشاعر الكبير نزار قباني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» قصيدة ( طوق الياسمين ) للشاعر الكبير { نزار قباني }
» قصيدة ( الغاضبون ) للشاعر الكبير { نزار قباني }
» قصيدة ( حُبلى ) للشاعر الكبير { نزار قباني }
» قصيدة ( أحبك جدا ) للشاعر الكبير { نزار قباني }
» قصيدة ( الحب والحرب ) للشاعر الكبير { نزار قباني }

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مہہےـنہےـتہہےـديہہےـاتـے شـہہےهـہہد الہہےـہہورد  :: آلـمـنـتـديــآت آلآدآبـيـه :: منتدى الشعر وعشاق الكلمه-
انتقل الى: