موضوع: الروايه البوليسية ( وإختفت في السراب) 29/9/2010, 11:06 am
إخواني أخواتي أعضاء المنتدى والزوار الكرام أضع بين أيديكم بداياتي في عالم الكتابه وهي روايه بوليسيه بعنوان (وإختفت في السراب) إنتهيت إلى الآن من كتابة الجزئين الأولين وسأكمل الأجزاء الباقيه في أقرب فرصة ممكنه بإذن الله تعمدت في هذه الروايه التعتيم على المكان والزمان وإستخدمت الأسماء الغربية لأسباب أفضل الإحتفاظ بها لنفسي ****************** الرواية (1) نظرت آن إلى ساعتها القديمة الصفراء والتي كانت تشير الى الساعه السادسه مساء, تململت في جلستها وهي تفكر" لقد كنت أعرف انه لن يأتي يا لي من حمقاء" اتفقت هي و صاحب المحل المجاور لمنزلها بأن يأتيا إلى المقهى ليناقشا أمر زواجهم المستقبلي ولكنها إلى الآن لم تتخذ قرارا مما استدعاها إلى الطلب منه للخروج فيما لا تسميه هي موعدا للتحدث. أسرعت بالنهوض ولكنها شعرت بيد ثقيله تمسك بكتفها الايمن نظرت الى الخلف و رأت عجوزا قصيرة وسمينه تدل هيئتها على أنها تعمل نادلة في المقهى, قالت لها العجوز" إلى أين يا عزيزتي؟" كانت العجوز قد رأت آن وهي تدخل المقهى وتعجبت من القلق البادئ على وجهها فتعمدت مراقبتها مما أشعر آن بعدم الإرتياح بينما كانتا يتبادلان النظرات المليئه بالحقد من وقت لآخر, قالت آن " الشخص الذي أنتظره لن يأتي اليوم" ابتسمت العجوز وقالت لها " وليس غدا أيضا" لم تبالي آن بما قالته تلك العجوز الشمطاء والتي أصبحت أسنانها الصفراء بارزة وكان شغلها الشاغل هو أن تتحرر من قبضه هذه العجوز وتسارع بالمغادرة من هذا المقهى التي أحست فيه بعدم الراحة ووعدت نفسها بأن لا تأتي إلى هنا مرة أخرى. بينما كانت تسير في الشارع المقابل للمقهى لمحت رجلا نحيل الجسد وغائر العينين يجري خلف صبيه صغار وهو يصرخ فيهم مطالبهم بأن يعودوا لكي يلقنهم درسا قاسيا ابتسمت آن ثم ما لبثت هذه الإبتسامه الا أن اختفت فلقد رات شخصا واقفا أمامها وهو ينظر إليها بإستهجان كان ذلك الشخص يرتدي ملابس صوفيه ثقيلة خضراء اللون وكان يرتدي قبعه حمراء قبيحة الشكل جفلت آن بشكل مفاجئ لما رأت من خليط الألوان الفاقعه اللتي يرتديها هذا الشخص عديم الذوق بالأحساس الفني وتناسق الألوان وقالت "لقد أتى تيم وقررنا الزواج الشهر المقبل" ثم ضحكت فقالت كارولين ذات القبعة الحمراء" لم أره يدخل مع باب المقهى" قالت آن بغضب" لقد أتى وذهب بسرعه فلديه الكثير من الأعمال لينجزها" قالت كارولين" حسنا" و التفت إلى الوراء بسرعه واصطدمت بالشخص الذي كان قادما إلى الفتيات من الخلف تسمرت آن بمكانها ثم قالت بصعوبه" عزيزي تيم, هاأنت قد عدت لقد كنت أخبر كارولين بما قررنا قبل قليل, أقصد زواجنا الذي سيكون في الشهر القادم" تقدمت كارولين ناحية آن ثم همست بإذنها شيء ثم ذهبت وهي تضحك فظهر الغضب والخوف على ملامح آن الرقيقه وقالت بما تبقى لديها من جرأه" كارولين, انت لست مدعوه" قال تيم" ما بك يا آن؟" قالت" لا شيء, أين كنت؟" قال تيم" لقد تعطلت سيارتي بالقرب من برج الساعه ولقد أتيت من هناك مشيا على الأقدام, اعذريني." قالت" الزواج الشهر المقبل هل أنت موافق؟" قال تيم" ولكنني سأغادر المنطقه الاسبوع القادم ولن أعود إلا بعد ثلاثة شهور فلدي عدد من صفقات البيع والشراء لأتمها" قالت آن" كما تريد" وتحركت بخطوات ثقيلة إلى الأمام ذاهبة إلى المنزل وهي شبه محطمه مما همست به كارولين أما موضوع الزواج من تيم فلم يكن يشكل لها أي فارق وإنما قالت ما قالته لتغيظ كارولين تلك الفتاة الشقية التي طالما حصلت على ما تريد طيلة حياتها وكانت آن تنزعج من هذه الفكرة كثيرا على الرغم من أنهم كانوا يوما من الأيام أعز صديقات ولكن هذه الصداقة تحولت إلى حقد وكره بعدما علمت كارولين خطيبة تيم السابقة بخبر إلغاء خطوبتها الذي حدث بتدبير من آن ولكنها لم تكن تنوي الزواج بتيم فلقد أرادت فقط إلحاق الأذى النفسي بكارولين لأنها رفضت مساعدتها في مشكلتها الماليه لأن كارولين كانت تعتبر آن مغامرة فاشلة فهي دائما تخسر في جميع محاولاتها التجارية مما أدى إلى دخولها للسجن و مكوثها فيه لمدة تجاوزت الثلاثه أشهر وبعدما علم خطيب آن بما حدث لها قرر هو الآخر إلغاء الخطبة تذكرت آن هذه الذكريات بمرارة مما زادها تشجيعا وإصرارا على إتمام عملية الزواج مع المدعو تيم ولكنها أحست برعشة تجري في جسمها عندما تذكرت ما قالته لها كارولين و لكن حاولت طرد هذه الأفكار بدندنة لحن قديم كانت تسمعه وهي صغيرة. (2) نهضت آن من فراشها وارتدت نظارتها الطبية ونظرت حولها فوجدت أن الشمس لم تشرق بعد وأن الوقت ما زال مبكرا على الشروق فعادت لتنام مرة أخرى وبينما كانت تخلع نظارتها رأت شيئا يلمع بجانب النافذة التي تطل على الشارع أهمت بالنهوض للاستطلاع وعندما وضعت قدمها على الأرض أحست بمادة سائله فتقدمت خطوة للأمام فاختل توازنها بسبب الارضيه المبتلة بتلك المادة وسقطت على الأرض, لترى جثه هامدة تسبح بدمائها فما كانت تلك المادة إلا دم هذا المخلوق الميت حاولت أن لا تصرخ وأن تستجمع قواها للنهوض مرة أخرى ولكنها لم تستطع فصرخت بقوة من الألم والخوف معا, مرت فترة ليست بطويلة بين الصرخة والشخص الذي هب للمساعدة وما كان ذلك إلا الشخص إلا أختها كاتي قالت " ما الأمر؟" ثم صرخت عندما رأت الجثه وفرت هاربه قالت آن " عودي إلى هنا" لم تستطع آن تحمل رائحه الدم لفترة طويله بسبب حاله نفسيه ارتبطت بهذه الرائحه منذ كانت صغيرة و هي حادث مروري حصل لها وفقدت فيه أمها فبعد حدوث الحادث لم تستطع التحرر من حزام الأمان ومساعدة أمها فجلست مقيدة للمقعد وهي تقاوم وتصرخ واضطرت إلى استنشاق رائحه الدم والتي ارتبطت فيما بعد بالموت في ذاكرتها إلى ساعات طويله إلى حين وصول سيارة الإسعاف لحمل والدتها التي توفيت وحملها هي الأخرى إلى أقرب مشفى, نظرت آن إلى الجثه التي بجانبها ورأت شعرا أصفرا براقا يدل على إهتمام صاحبته به فذلك الشعر كان لفتاه أحست آن بأنها تعرفها ولكنها لم تستطع التذكر وما هي إلا لحظات ثم فقدت الوعي. ******************************** "ها هي هنا حضرة المفتش" تسلل ذلك الصوت الرقيق إلى مسامع آن والتي كانت قد استيقظت لتوها من حالة الإغماء التي أصابتها رأت آن أشخاص كثر يميلون نحوها هي والجثة التي بجانبها فقالت" انا بخير يا كاتي لا تقلقي علي" حاولت النهوض ولكنها لم تستطع وأحست ببرود في قدميها نتيجة عدم وصول الدم إلى قدميها لأنها كانت شبه ملتوية أمر المفتش بإحضار عربة نقل المرضى وحملها فيها وأخذها إلى أقرب مشفى ولكنها قبل أن تضع جسدها في عربة النقل سألت المفتش "من؟" وأومأت برأسها ناحية الجثه ذات الشعر الأصفر فقال" فتاة في الواحد والعشرين من عمرها وتدعى كارولين إدجار" بدت كاتي متفاجأة ومرتعبة من ما سمعته ولكن ملامح آن بدت باردة ولم تكن توحي بأي شيء سوى إبتسامة خافته تعجب منها المفتش لوهلة ولكنه أعاز الأمر إلى الصدمة التي وقعت لها, رمت آن بنفسها في عربة نقل المصابين وأغمضت عيناها بهدوء وسرور. ******************************************** تم نقل آن إلى المشفى وعمل الفحوصات اللازمة للتأكد من سلامتها وتم إستدعاء طبيب نفسي للنظر في حالتها لاشتباههم بأنه قد حصل لها إنهيار عصبي, كانت آن مستلقية على سرير المشفى الأبيض وتنظر إلى الحائط الأبيض الذي أمامها أحست بأنها تكره هذا اللون الذي لطالما أحبته لأن أصبح يدل على المرض والموت في هذا المشفى وتساءلت آن لما لا يستخدمون غير هذا اللون الجميل الذي يفسدون جماله بإستخدامه هنا وتمنت بأن يكون اللون الأسود بديلا للأبيض لأنها دائما تقول أينما كان السواد كان الشقاء فلن تضطر إلى كره هذا اللون لأنها بالفعل تكرهه, قطع حبل أفكارها طرق خافت على الباب وإعتقدت آن بأنها كاتي فقالت" ادخلي يا كاتي" دخل رجل صغير الجسد يبدو عليه بأنه في أواسط الثلاثينات وكان يرتدي نظارة طبيه تدل هيئتها على أنها لا تصلح إلا للأطباء وكان يرتدي معطفا أبيضا وبدا عليه القليل من الحرج لتخييبه ظن مريضته وقال" أنا الدكتور شيبارد والمسئول عن حالتك يا آنسة آن أتمنى منك أن تخبريني بما تشعرين به الآن" فقالت آن ببرود مصطنع " آه أنا أشعر الان بأني بخير وأتمنى بأن أخرج من المشفى بأسرع وقت ممكن" وقال الدكتور متعجبا" ولكن ياآنسة الفحوصات تثبت بأن لديك كسرا في أحد أصابع قدميك نتيجة سقوطك ويجب أن تمكثي قليلا في المشفى لنرى ما يمكننا فعله بصدد هذا" قالت آن بضيق واضح" حسنا انا لم أعد أشعر بأي ألم في قدمي" قال الدكتور" لقد زال الألم لفترة بسيطه بسبب المسكنات التي أعطيناها لك ولكنه سيعود, أنا آسف يا آنسة ولكن لن أستطيع لك السماح بالخروج" نظرت له آن بإحتقار وإنقلبت إلى الجانب الآخر لكي لا تراه ولكي تشعره بالخجل, لم يبد الخجل على وجه الدكتور فلديه خبرة كبيرة في مجال التعامل مع المرضى ويعلم بأن المريض يكون في أضعف حالاته عندما يكون بالمشفى ولم يعر الأمر أدنى إهتمام وهم بالمغادرة وهو في طريقه خارج الغرفه إلتقى بشخص طويل وله عينان زرقاوتين وكان يبدو عليه القلق والخوف وكان يحمل بيده باقه ورد من أزهار البنفسج فخمن الدكتور بأنه صديق للمريضه, ألقى الدكتور التحية على هذا الشخص فرد الشخص الآخر التحيه بأسلوب لبق ودخل هذا الشخص إلى غرفة آن دون أن يطرق الباب" حمدا لله على سلامتك يا عزيزتي, لقد أخبرتني كاتي بما حدث, إنني إلى الآن لا أستطيع تصديق ما حدث إن هذا أمر يقودني إلى الجنون, كارولين؟ لماذا هي؟ لماذا هذه الفتاة المسكينة؟ من هذا القاتل المجنون الذي إستطاع أن يقتلها؟ يا له من أمر مثير للإشمئزاز" قالت آن" تيم, إن ما حدث قد حدث ولن يفيدنا الندم بشيء دعنا نحاول تخطي هذا الأمر معا" قالت هذا الكلام وهي كانت تكاد تنفجر من الضحك لسذاجة تيم, فهي الآن لم تعد تريد الزواج منه لأن كارولين قد ماتت فهي أصلا لم ترد الزواج به فكانت تتمنى أن يحدث شيء يغير مجرى الأحداث ولكنها بعد ذلك أحست بالخجل لتفكيرها بهذه الطريقه وأقنعت نفسها بأنها لم تكن تريد حدوث ما حدث ثم تساءلت للوهلة الأولى من وقت وقوع الحادثة من قتل كارولين و إعترفت لنفسها بأنها حائرة ولا تملك أدنى دليل على هذا الشخص التي كانت تكن له بداخلها قدر من الإحترام لخدمته الجليله للبشريه فكان هذا ما فكرت به آن ولكنها فجأة تذكرت ما قالته لها كارولين قبل موتها بساعات قليله وأحست برعشة تجري في جسدها فلقد كان ما قالته يمثل لها عبئا كبيرا وإعتقدت آن بأن له سببا في مقتلها وتمنت بأن لا تكون هي من قتلها عندما كانت تحت تأثير عقلها الباطن الذي أراد التخلص منها بشدة ولكنه وجد المعارضه من ضميرها ولكنها استبعدت هذا الإحتمال من رأسها لسخافته ونظرت إلى تيم وقالت" أريد أن أرى كاتي يا تيم أحضرها إلي الآن" نهض تيم من مقعده الأبيض الذي كان بجوار سريرها الأبيض وذهب نحو الباب بخفة ثم إستدار ناحية آن وقال لها" أتريدين أن أحضر لك أي شيء آخر" فقالت آن" أحضرها بسرعه" أومئ برأسه موافقا وخرج من الباب وعادت آن تحدق بالحائط الأبيض الذي أمامها اعجبتني فنقلتها