نشأة المدينة: إن استيطان المنطقة التي تقوم عليها مدينة حلب يعود إلى سبعة ألاف سنة مضت عاصرت حلب مدن نينوى، بابل، ممفيس، ماري، أوغاريت، ايبلا، ادور، أفاميا، كركميش، الرصافة وغيرها وقد زالت تلك المدن وبقيت حلب صامدة. كانت حلب عامرة لأكثر من ألف عام عندما أنشئت مدينة روما، كما كانت حلب عاصمة لأقوى دولة أمورية ( يمحاض ) في القرن 18 ق.م . أهمية حلب الأثرية: اعتبرتها منظمة اليونسكو مدينة تاريخية هامة لاحتوائها على تراث إنساني عظيم يجب حمايته، خاصة وأن فيها أكثر من 150 أثراً هاماً تمثل مختلف الحضارات الإنسانية والعصور السياسية التي مرت بها وفي عام 1978 سجلت مدينة حلب في السجلات الأثرية الرسمية ووضعت الإشارة على صحائفها العقارية، تثبيتا لعدم هدمها أو تغير معالمها أو مواصفاتها حتى من قبل بلديتها إلا بعد موافقة الجهات الأثرية المختصة. وتأتي هذه الأهمية من موقعها الاستراتيجي الذي جعلها تلعب دوراً متميزاً في تاريخ المنطقة منذ الممالك الآكادية والعمورية وحتى العصور الحديثة . فهي تقع على ملتقى طرق تجارية مهمة في الشمال السوري وبذلك أصبحت مفتاحاً للمبادلات بين بلاد الرافدين وبين سورية وفلسطين ومصر ومن ثم بين الشرق والغرب وقد جعلها العموريون عاصمة لمملكتهم الواسعة ( يمحاض ) في القرن الثامن عشر قبل الميلاد .
وتقلبت عليها الأيدي بسبب أهميتها الاستراتيجية والعسكرية فكانت الغزوات الحثية والفرعونية والآشورية والفارسية ثم اليونانية والرومانية . وفي العهد المسيحي كان لها دور بارز إذ أصبحت أبرشية وأقيمت فيها الكاتدرائية التي مازالت قائمة حتى الآن . ولكن الصراع بين بيزنطة وفارس ألقى بثقله على المدينة , فقد استولى عليها الفرس عام 440 ونهبوها وأحرقوها وخربوا الكثير من معالمها .ورغم أن جوستنيان طرد الفرس وأصلح الكثير مما دمروه فإن شبح هؤلاء ظل يروع حلب حتى جاء الفتح العربي عام 636 فأصبحت واحدة من حواضر الإسلام الكبرى , ومالبثت أن نشطت فيها حركة التجارة والعمران بدءاً من العهد الأموي مروراً بالعهود العباسية والفاطمية والأيوبية والمملوكية .
وإحدى هذه الفترات الهامة كانت فترة الدولة الحمدانية التي أسسها سيف الدولة عام 944 م الذي جعل حلب عاصمة لسوريا الشمالية كلها , ونعمت المدينة في أيامه بازدهار كبير وبخاصة في مجالات العلم والأدب والطب ورغم مشاغله الحربية المستمرة في الدفاع عن الثغور العربية , وكان أشهر مماعاشوا في بلاطه الشاعران العظيمان المتنبي وأبو فراس , والعالم الفيلسوف الفارابي , واللغوي ابن خالويه , وبالرغم من نكبتين كبيرتين حلتا بالمدينة حين غزاها المغول عام ( 1260 ) وتيمورلنك عام ( 1400 ) فإنها سرعان ماكانت تصلح ماتهدم وتستعيد نشاطها وعمرانها فكثرت فيها الأبنية ذات العمارة المتميزة كالمساجد والمدارس والحمامات والكنائس والخانات والأضرحة والتكايا . وفي العهد المملوكي أصبحت مركزاً هاماً من مراكز تجارة البحر الأبيض المتوسط العالمية إذ كان يأتي اليها تجار البندقية لشراء الفستق والقطن والعقاقير الطبية كما صارت سوقاً كبيرأً لأقمشة الحرير , ولايزال في حلب خان يحمل اسم ( خان البندقية ) الذي هو واحد من عشرات الخانات التجارية القديمة المنتشرة في أسواق المدينة والمستعملة حتى اليوم .
أما في العهد العثماني فقد أصبحت مركز تجارة الشرق المتوجهة الى استنبول , ومنذ أواخر القرن السادس عشر نشأت لحلب علاقات تجارية هامة مع فرنسا وانكلترا وهولندا , ومن هنا انتقلت اليها أنماط العمارة الأوروبية وتزيينات ( الباروك ) التي لاتزال تشاهد في كثير من مبانيها على الأبواب والنوافذ والسقوف.
ومن أهم معالم حلب قلعة حلب: تقوم هذه القلعة وسط المدينة وتشرف عليها على ارتفاع 50 متراً عن مستواها , ويقال أن أنقاض الحضارات القديمة تراكمت بعضاً فوق بعض فكانت هذه التلة العالية التي كان لها في كل العصور أهمية استراتيجية وعسكرية بالغة .
هذه القلعة العربية الإسلامية هي من أشهر قلاع العالم، ومما لا شك فيه أنها أقيمت على أنقاض قلاع متتابعة قديمة يعود تاريخ بناء أهم أقسام القلعة إلى عصر الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي سنة 1190م، فلقد حصّن مدخلها وبنى على سفحها جداراً ، وحفر حولها الخندق،وشيد في داخلها مسجداً وعدداً من القصور. تعلو القلعة ما يقرب من أربعين متراًعن مستوى مدينة حلب ، ومازالت أسوارها وأبراجها قائمة ، يعود بعضها إلى عصر نورالدين زنكي، ويحيط القلعة خندق بعمق ثلاثين متراً . وندخل إلى القلعة من بوابة ضخمة من خلال برج دفاعي مستطيل الشكل، ينتهي بالمدخل الكبير للقلعة، ويتكون من دهليز ينتهي بباب ضخم من الحديد المطرّق، تعلوه فتحات للمرامي والمحارق، ويعود إلى عصر خليل بن قلاوون الذي جدده ورممه. وتعلو الباب قنطرة حجرية عليها نحت ممتد على طولها يمثل ثعبانين برأس تنين.
ولمدينة حلب عدة أبواب منها: الباب الأحمر باب الجنان- يلفظه العامة باب جنين- باب الحديد باب السلامة باب السعادة باب الصغير باب الفرج باب المقام باب النصر باب النيرب باب انطاكية باب دار العدل باب قنسرين
واشتهرت أيضا حلب بحماماتها المعروفة بالأسماء التالية: حمام البابيدية حمام البساتنة حمام البياضة حمام الجديدة حمام النحاسين حمام محمد باشا
وعرف في حلب وجود الكنائس الموجودة إلى الآن مثل: كنيسة الأربعين شهيداً للأرمن الأرثوذكس كنيسة الأرمن الكاثوليك كنيسة السيدة للروم الكاثوليك كنيسة العذراء مريم للأرمن الأرثوذكس كنيسة العذراء للروم الأرثوذكس خان القدس - الهوديكون. كنيسة سيدة الانتقال للسريان الكاثوليك
وأيضا اشتهرت حلب الشهباء بأسواقها القديمة والحديثة: سنتر العزيزية سوق العطارين سوق الصابون سوق خان النحاسين ـ المحمص سوق الياسمين سوق باب النصر سوق باب الجنان سوق الحدادين سوق خان الحرير سوق العتيق سوق الحبال الأسواق الحديثة سوق التلل سوق الجديدة سوق الهوكيدون سوق الهال سوق الإنتاج
و من مشاهير هذه المدينة الذين خلَدت أسماؤهم إلى الآن: المجاهدون : أمثال ابراهيم هنانو ، سليمان الحلبي والشعراء : أمثال البحتري ، أبو العلاء المعري ،عمر أبو ريشة ،أبو فراس الحمداني المفكرون والأدباء :أمثال أحمد دوغان، أحمد زياد محبَك، جورج سالم، عبد الفتاح قلعه جي وغيرهم الكثير علماء الدين الإسلامي : أمثال الشيخ أحمد الزويتيني، بكري ملاحفجي، جميل عقاد، الشيخ محمد زين العابدين جذبه وغيرهم من الخطاطين والمطربين والمشاهير والمنشدين. وقد وصفها الرحالة الأجانب و القناصل المقيمين فيها بأنها أجمل مدن الإمبراطورية العثمانية وأنظفها وأجملها مناخاً ، ووصفوا سكانها بأنهم أكثر أهل السلطة العثمانية رقياً وتمدناً وهم مضيافون ويخصون ضيوفهم بالمودة الصافية، من أكبر وأغنى مدينة في الإمبراطورية العثمانية بعد القسطنطينية والقاهرة .
السوري الأصلي العضو مميز
الأوسمة : :
موضوع: رد: حلب في سطور 23/10/2010, 2:58 pm
آآلـًٍسًٍـلآآمً عـًٍـلًٍـيًٍــكًٍـمًٍ وٍرٍحًٍـمًٍـهًٍـ الله وٍبًٍـرًٍكَـَآتـٍَّهـ