من أهم الكتب العلمية...كتاب "أصل الأنواع" لـــتشارلز داروين (مترجم إلى العربية)
5 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
السوري الأصلي العضو مميز
الأوسمة : :
موضوع: من أهم الكتب العلمية...كتاب "أصل الأنواع" لـــتشارلز داروين (مترجم إلى العربية) 17/10/2010, 1:35 am
آآلـًٍسًٍـلآآمً عـًٍـلًٍـيًٍــكًٍـمًٍ وٍرٍحًٍـمًٍـهًٍـ الله وٍبًٍـرًٍكَـَآتـٍَّهـ
أصل الأنواع كتاب من تأليف داروين صدر عام 1859 يعتبر أحد الأعمال المؤثرة في العلم الحديث وإحدى ركائز علم الأحياء التطوري. عموان الكتاب الكامل: "أصل الأنواع/ نشأة الانواع الحيّة عن طريق الانتقاء الطبيعي - أو الاحتفاظ بالاعراق المفضلة في اثناء الكفاح من اجل الحياة" (بالإنجليزية: On the Origin of Species by Means of Natural Selection, or the Preservation of Favoured Races in the Struggle for Life). يقدم فيه داروين نظريته القائلة أن الكائنات تتطور على مر الأجيال. أثار الكتاب جدلا بسبب مناقضته الاعتقادات الدينية التي شكلت أساسا للنظريات البيولوجية حينئذ. شكل كتاب داروين هذا عرضا لنظريته التي اعتمد فيها على البراهين العلمية التي جمعها في رحلته البحرية في ثلاثينات القرن التاسع عشر وبحوثه وتجاربه منذ عودته من الرحلة.
كان الكتاب مثار جدل وأثار نقاشات علمية، فلسفية ودينية. لقد تطورت نظرية النشوء والارتقاء منذ عرضها داروين للمرة الأولى ولكن يبقى مبدأ الانتخاب الطبيعي أوسع النماذج العلمية قبولا لكيفية حصول ارتقاء الأنواع. رغم قبول نظرية النشوء والارتقاء الواسع في الأوساط العلمية إلا أن الجدل حولها لا يزال قائما حتى يومنا هذا.
اعتبرت نظرية داروين، بتلاوينها المختلفة، من احجار الزاوية في العقلانية الاوروبية. لم يتردد توماس كون، في كتابه «بنية الثورات العلمية» (جامعة شيكاغو - 1962) في اعتبار ما فعله داروين أنموذجاً لما تكونه الثورة العلمية، بمعنى انها النظرية العلمية التي لا تبقى مجرد تطور تقني، بل يبلغ من قوتها وجرأتها ان تضع منهجاً جديداً في التفكير، بحيث تغيّر جذرياً من المفاهيم الاساسية، وكذلك طرق التفكير، التي سبقتها. ووضعها على قدم المساواة مع الثورة التي احدثتها نظريات السير اسحاق نيوتن، عند نشره كتاب «المبادئ الاساسية للفلسفة الطبيعية»، والتي وضعت حداً لسيطرة مقولات الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت وثنائياتها.
وفي العام 1996، اعتبر عالم الاناسة الاميركي فرانك سولووي ان داروين يفوق اهمية ألبرت اينشتاين, وان نظرية الاول عن علاقة الانسان مع الطبيعة احدثت هزة في عمق نظرة الانسان الى هويته، وطريقة تفكيره في الطبيعة والكون، فيما انحصر الاثر الاساسي لنظرية النسبية، التي وضعها اينشتاين، في المجال العلمي، ولم تغيّر في عمق نظرة الانسان لهويته الكونية. وقارن اثر نظرية داروين وجرأتها، بالاثر الذي احدثته المقولات الجريئة لعالم الفلك كوبرنيكوس (الارض تدور حول الشمس وحول نفسها)، التي اطاحت بصورة نهائية فلسفة ارسطو ونظرياته عن الطبيعة والكون، وتقاطعت مع الانشقاق الذي قاده القس مارتن لوثر عن الكنيسة الكاثوليكية وباباواتها!
لم تنقص داروين الجرأة في القول بعلاقة الانسان مع الطبيعة. ففكرة التطورية، سواء في العلم أو الفلسفة، سبقت داروين. قبله، اقترح هذه الفكرة علماء التاريخ الطبيعي الفرنسيون مثل جورج لويس بوفون (1804) وجان باتيست لامارك (1809). ولعل ابرز من توصل الى نظرية التطورية في البيولوجيا قبل داروين، وأعوزته الجرأة لقول ما اكتشفه، تمثل في عالم البيولوجيا الانكليزي تشارلز لايل. ويظهر ذلك في كتابه الذي يحمل عنوان «تاريخ قديم للانسان» ( 1863).
بعد نحو قرن ونصف قرن من صدور كتاب تشارلز داروين، في امكاننا ان نرى ان تاريخ الداروينية لم يكن ايجابياً خالصاً. لنبتعد عن النقاش العلمي حول صحة مقولات داروين، التي اثبت العلم لاحقاً خطل الكثير منها. روج داروين لفكرة الانتقاء الطبيعي والصراع للبقاء الذي يفوز به الافضل. أليس ذلك صلب نظرية الانتخاب الطبيعي، الذي ترجمه الفيلسوف الانكليزي هربرت سبنسر (1820- 1903)، صديق داروين، الى مقولة البقاء للاصلح. لم تكن فكرة «اليوجينيا» Eugenia، الصفاء العنصري مبررة بمقولة بيولوجية داروينية عن ضرورة الاحتفاظ بالنخب الاقوى من البشر، سوى امتداد مباشر لنظرية داروين. وسار بها ابن اخته فرانسيس غالتون، الذي نظر الى ضرورة تخلص الجنس البشري من الفئات التي تحمل «صفات متدنية». انشأت المانيا النازية معهداً علمياً حمل اسم غالتون. ووجدت في مقولات داروين وغالتون خير تأييد لمقولاته العنصرية عن تفوق اعراق معينة من البشر على غيرها. والنتيجة؟ تعقيم ملايين النساء والرجال لئلا ينجبوا اولاداً يحملون «صفات اقل»، اضافة الى معسكرات الابادة الجماعية، لليهود والغجر والبولونيين والروس، في داخاو وأوشفيتز وسواهما.
من الصعب ان «ننزه» داروين عن تفلتات الفكر النازي في السياسة والفكر. والارجح ان المقولة الجاهزة عن سوء استخدام السياسة للعلم، تمثل تبسيطاً مملاً لأمر معقد تماماً. فبأثر من قوة نظريات داروين وانتشارها، راجت مقولات اليوجينيا (الصفاء العنصري) في المانيا النازية, وفي بريطانيا الديموقراطية والولايات المتحدة الشديدة الديموقراطية. بقيت بعض قوانين اليوجينيا مطبقة في بعض الولايات الاميركية لسنوات طويلة بعد الحرب العالمية الثانية. وظلت هذه القوانين فاعلة في السويد والدنمارك وهولندا حتى السبعينات من القرن العشرين. تصعب تبرئة داروين من هذا الارث. ترى أليس مشروعاً ان يتمرد العقل البشري على نظرية وضعها بشر آخرون؟ أليس القول بضرورة الاحتفاظ بالداروينية نوعاً من «الاصولية العلمية» التي تنفي قدرة العقل على الابتكار المستمر؟
الكتاب مازال يقبل عليه القراء إلى اليوم – حتى لغير المختصين.
معلومات عن الكتاب : العنوان بالانجليزية : On the Origin of Species by Means of Natural Selection, or the Preservation of Favoured Races in the Struggle for Life العنوان بالعربية : أصل الأنواع/ نشأة الانواع الحيّة عن طريق الانتقاء الطبيعي - أو الاحتفاظ بالاعراق المفضلة في اثناء الكفاح من اجل الحياة المؤلّف : تشارلز داروين المترجم : مجدي محمود المليجي المراجعة و الإشراف : جابر منصور الترجمة العربية عن الطبعة الانجليزية السادسة للكتاب و التي صدرت سنة 1872 عدد الصفحات : 886 صفحة
ملاحظة بسيطة مني : هناك كثيرون يعتقدون أن نظرية داروين تروّج للإلحاد، و لكن ذلك غير صحيح ، فداروين حاول تفسير كيفية ظهور الكائنات الحيّة و تطوّرها و اكتسابها خصائص جديدة، و نسب جميع الكائنات الحيّة الموجودة إلى الخليّة الأحادية النواة التي وجدت قبل مئات الملايين من السنين...و لكنه لم يجحد الله و لم ينكر وجوده رغم أن نظريته يحتجّ بها الكثيرون من الملحدين لتفسير تيّارهم الفكري