موضوع: الفيزياء الكلاسيكية والفيزياء الحديثة 20/10/2010, 5:50 pm
آآلـًٍسًٍـلآآمً عـًٍـلًٍـيًٍــكًٍـمًٍ وٍرٍحًٍـمًٍـهًٍـ الله وٍبًٍـرًٍكَـَآتـٍَّهـ
الفيزياء الكلاسيكية والفيزياء الحديثة
تعتبر قوانين نيوتن في حركة الأجسام ومعادلات ماكسويل في الإشعاعات الكهرومغناطيسية ركنين أساسيين يقوم عليها ما يُعرف الآن بــ "الفيزياء التقليدية (الكلاسيكية)".
فقد نجحت فوانين نيوتن في وصف حركة الأجسام الجهرية (أو الأجسام غير المجهرية أي ذات الأبعاد الأكبر من الذرة والجزئ، من رتبة الأجسام التي نتعامل معها في الحياة اليومية) ذات السرعات العادية التي تقل كثيراً عن سرعة الضوء كسقوط الأجسام تحت تأثير الجاذبية وحركة المقذوفات وحركة الكواكب ... إلخ.
كما وجد أم معادلات ماكسويل تُعطي وصفاً دقيقاً لكثير من الظواهر المتعلقة بالإشعاعات الكهرومغناطيسية كانتشارها وحساب سرعتها ... إلخ.
ولكن مع إتجاه الأبحاث في أواخر القرن التاسع عشر نحو دراسة الأجسام المجهرية (المتناهية الصغر كالجزئ والذرة والإلكترون) ... وجد أن الفيزياء التقليدية عاجزة عن وصف حركة هذه الجسيمات وتفسير الظواهر المرتبطة بها كإشعاع الجسم الأسود والتأثير الكهروضوئي وتأثير كومبتون.
وقد أدت هذه البحوث النظرية المكثفة التي قام بها العلماء لحل هذا الإشكال إلى إقتراح نظرية "ميكانيكا الكم" التي تختلف في فلسفتها ومفاهيمها اختلافاً جذرياً عن الفيزياء الكلاسيكية.
وقد حققت ميكانيكا الكم نجاحاً باهراً في وصف حركة الجسيمات المجهرية وتفسير الظواهر المرتبطة بها فضلاً عن إمكانية استخدامها في وصف حركة الأجسام الجهرية.
وقد مثلت نظرية "ميكانيكا الكم" الدعامة الأولى لما يُعرف الآن بــ "الفيزياء الحديثة".
أما الدعامة الثانية للفيزياء الحديثة فتتمثل في النظرية "النسبية الخاصة" التي أعلنها أينشتاين والتي حققت، هي الأخرى، نجاحاً باهراً في وصف حركة الأجسام ذات السرعات العالية القريبة من سرعة الضوء (السرعات النسبية) والتي عجزت الفيزياء التقليدية أيضاً عن وصفها وتفسير الظواهر المرتبطة بها.
كذلك يمكن تطبيق قوانين النسبية على الأجسام التي تتحرك بسرعات صغيرة، فهي إذن أكثر دقة وعمومية وشمولية من قوانين الفيزياء الكلاسيكية.
مما سبق يتضح أن الفيزياء الحديثة نتجت عن قفزتين ريئستين في علم الفيزياء أولاهما جاءت لسد عجز الفيزياء التقليدية في حالة الأجسام المجهرية، متمثلة في ميكانيكا الكم، وثانيهما ظهرت لتصحيح وصف حركة الأجسام ذات السرعات النسبية، متمثلة في النظرية النسبية.
ويمكن تطبيق قوانين ميكانيكا الكم وقوانين النظرية النسبية معاً في حالة الأجسام المجهرية ذات السرعات النسبية فيما يُعرف بــ "ميكانيكا الكم النسبية".