[center]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الطلقة فوق الصوتية: في عام 1997 عرض فريق من الباحثين من المركز NUWC عملية إطلاق قذيفة فوق
صوتية تحت الماء كليا، بسرعة انطلاق تبلغ 1549 مترًا في الثانية، وهي سرعة تفوق سرعة الصوت في الماء.
يعد الألمنيوم، وهو مادة رخيصة الثمن نسبيًّا، أكثر المعادن التي ذكرناها توليدًا للطاقة، فهو يولد حرارة تفاعل تبلغ 10600 درجة سيلزية «وبالإمكان تسريع التفاعل عن طريق تمييع المعدن (بصهره) واستخدام بخار الماء»، كما يشير إلى ذلك ساڤشينكو. ففي تصميم مقترح لمحطة لتوليد الطاقة، تُستخدم الحرارةُ المتولدة في حجرة الاحتراق لصهر صفائح الألمنيوم عند الدرجة 675 سيلزية، ولتبخير ماء البحر في الوقت ذاته. ومن ثم تدير نواتج الاحتراق دواسر توربينية الدفع.
جرى تطوير نظام من هذا القبيل في روسيا، وفقا لما تذكره وسائط الإعلام هناك. وللولايات المتحدة الأمريكية خبرة في هذا المجال كذلك؛ فالباحثون في مختبر البحوث التطبيقية في جامعة ولاية پنسلڤانيا يعملون حاليًا على نظام يحرق الألمنيوم لتوليد نفاث تضاغطي مائي water ramjet، وهو نظام تم تطويره كمصدر طاقة إضافي للقطع البحرية الطافية.
وفي التصميم الأمريكي المبتكر، يُدخل مسحوق الألمنيوم في دوّامة من ماء البحر تحدث ضمن ما يسمّى غرفة الاحتراق الدوامي vortex combustor فتتحاك الجسيمات ممتزجة بفعل الدوران السريع، وساحقة غشاء أكسيد الألمنيوم الخامل الذي يغطيها، وينجم عن ذلك تفاعل شديد مُصَدِّر (ناشر) للحرارة exothermic لدى تأكسد الألمنيوم. ويقوم البخار العالي الضغط الناجم عن عملية الاحتراق هذه بتوسيع فوهة صاروخ أو تشغيل توربين يدير محورًا لولبيًّا دافعًا.
لقد دلت التجارب على أن الدواسر اللولبية تمتلك قدرة كامنة لتوليد دفع يزيد بنسبة 20% على دفع الصواريخ، على الرغم من أنه يمكن ـ نظريًّا ـ مضاعفة الدفع بفضل الدواسر اللولبية، كما يقول ساڤشينكو؛ وهو يضيف إن اختبارات علمية قد أجريت على تصاميم نظام دفع الدواسر بتوربين ذي داسر متكهف وحيد، أو نظام ذي داسرين دوارين باتجاهين متعاكسين، يحدق بالسطح الخارجي للمركبة بحيث يمكنهما بلوغ حد الماء والغاز. على أنه يؤكد أنه مازال أمامنا الكثير من العمل حول التآثر بين الدواسر والتكهف، قبل تحقيق تقدم حقيقي في هذا المضمار.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]القذائف تحت المائية: تفكر البحرية الأمريكية في تصميم أسلحة تكهف فائق ذات مدى أبعد وحجم أكبر. يظهر في اليسار «سلاح فك اشتباك متوسط المدى غير موجَّه» في حين يظهر في اليمين «سلاح وقائي موجَّه بعيد المدى.»
مخاوف مستقبلية(***********)
نشير إلى أنه بصرف النظر عما تخفيه السنوات القادمة لأسلحة التكهف الفائق فإن هذا النوع من السلاح أقض مضاجع الأوساط العسكرية والاستخباراتية في العالم أجمع، إذ يبدو أنه حثها بالفعل على إعادة النظر في استراتيجياتها البحرية.
وعلى سبيل المثال، فلدى انتشار نبأ طوربيد شكڤال، ثار جدال حول الغاية من هذا السلاح. وقالت بعض مراكز الاستخبارات الغربية، إن طوربيد شكڤال طور ليسمح للغواصات السوڤييتية ذات التقانة المتدنية، والمجهزة بمحركات ديزل عالية الضجيج بالرد إذا ما هوجمت فجأة من الغواصات الأمريكية ذات الضجيج المنخفض جدا القابعة قريبا منها، إذ إن سماع الدواسر اللولبية لطوربيد تقليدي قادم قد يؤدي إلى إطلاق طوربيد شكڤال لإجبار الطوربيد المهاجم على الهرب، وهو ما قد يؤدي إلى قطع سلك توجيهه. وهم يقولون بأن طوربيد شكڤال هو سلاح قاتل للغواصات، خاصة إذا جهز برأس نووي حربي تكتيكي.
وتدعي مصادر مطّلعة أخرى بأن الصاروخ هو في الحقيقة سلاح هجومي مصمم لتفجير عبوة نووية ذات قدرة تدميرية أعلى في مجموعة حاملات، ومن ثم القضاء على أسطول حربي بأكمله. وإذا ما نشبت حرب نووية فيمكن توجيه السلاح نحو ميناء أو نحو هدف ساحلي.
يقول في عدد الشهر 4/1995 في مقال بعنوان «التكهف الفائق: المضي إلى المعركة في فقاعة» نشر في المجلة Jane's Intelligence Review: «بالنظر إلى عدم وجود إجراءات مضادة معروفة لهذا النوع من الأسلحة، فإن استعماله سيكون ذا تأثير كبير في العمليات الحربية البحرية المستقبلية، سواء كانت هذه العمليات تجري فوق سطح الماء أو تحته، كما يمكنه أن يضع القوى البحرية الغربية في مأزق حقيقي.»
في السنوات الأخيرة عرضت روسيا ـ التي تشكو ضائقة مالية ـ طوربيد شكڤال للبيع علنا في معرضين دوليين للأسلحة أقيما في أبو ظبي وأثينا، وهو تطور أزعج البنتاگون بدرجة كبيرة. وأشارت مصادر موثوقة إلى أن عددًا من طوربيدات شكڤال بيعت إلى إيران، على سبيل المثال.
ومن الأمور المزعجة كذلك تقرير نُشر في الشهر 8/1998 مفاده أن الصين ابتاعت نحو 40 طوربيد شكڤال من كازاخستان، الأمر الذي يزيد من إمكانية تهديد بكين للقوى البحرية الأمريكية في أي مواجهة حربية مستقبلية في مضيق تايوان. ثم إن أخبارا مصدرها الصين (يقال إن مصادر البحرية الأمريكية أكدتها)، تقول بأن ضابطًا صينيًّا يعمل في سلاح الغواصات كان على متن الغواصة المنكوبة كورسك، زادت من مخاوف الأمريكيين، فهم يقولون بأنه كان هناك ليشهد اختبارًا لطراز جديد من طوربيد شكڤال.
وقد تلقت أجهزة الاستخبارات الأمريكية عدة مؤشرات على أن الروس يعملون على تطوير طوربيد شكڤال أطول مدى بكثير. وعلى سبيل المثال، أشارت وكالة أنباء أيتار-تاس الروسية في الشهر 2/1998 إلى أن الأسطول الروسي في المحيط الهادئ سوف يجري في ربيع 1998 اختبارات على نموذج أكثر حداثة من طوربيد شكڤال.
إن مأساة الغواصة الروسية كورسك وخبر محاكمة پوپ، والغموض الذي اكتنف هذين الحدثين، يؤكدان أن انتهاء الحرب الباردة لم يضع حدا للتنافس السري في مجال الأسلحة لتأمين مكاسب في أي صدام مستقبلي محتمل. ومن الواضح أن الفورة السرية حول طوربيد شكڤال لاتزال محتدمة.