الحكمةُ كلام بليغ موجز، قريبةُ الشبه من المثل، تصدرُ عن الحكيم المجرب، يُضَمِّنها صادقَ تجربته، وثاقب نظرته، وسديد رأْيه، وسليم تفكيره، بأسلوب أَحْسنَ دلالة، وأَكثر وضوحاً، وأَعمق تفكيراً، وأَعم فائدة، فيها الموعظة الحسنة تستهوي السمع، وتسترق اللب، فيكون لها أثرها القوى في النفس.
والحكمة أيضا مظهر من مظاهر ثقافة الأمة تنبع من تجربة أَفرادها، ونظرتهم إِلى الأُمور بمنظار سليم.
والعربُ من أكثر الأمم حكمةً، وأبلغها قولاً، وأَفصحها بياناً، وأَسلسها أُسلوباً، لما عرف عنها من رجاحة العقل، وبعد النظر، وسداد الرأي، وصدق العاطفة، ونذكر فيما يأتي طرفا من حكمهم:
1- مصارعُ الرجال تحتَ بروقِ الطمع.
2- العتابُ قبل العقاب.
3- التوبةُ تغسل الحوبة.
4- أَولُ الحْزم المشورة.
5- ربَّ قول أَنفذ من صول.
6- أَنجز حرُّ ما وعد.
7- اترك الشر يترَكَك.
8- القناعةُ كنز لا يفنى.
من الحكم في صدر الإسلام:
قال أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه:
(أ) صنائع المعروف تقي مصارعَ السوء.
(ب) الموتُ أَهونُ مما بعدَه وأشدُّ مما قبله.
(ج) ثلاثٌ من كنَّ فيه كنَّ عليه... البغي والنُّكْث والمكر.