من مآقي الحزن المتشبث بأهداب الروح وتهادي كخيوط الشفق الآتي في مَقْدمِ ليل لتلثمي شفاه بؤسي وتدغدغي ملاحم أوجاعي فليس لجنازة تُحمل على أكتاف النسيان أن تدرك كم هي كثيرة أبواب الألم .. أو تهتم لأيهما يفتح قبل الآخر ..!! ثمة خنجرا مغروسة في خاصرة الفرح .. وثمة من يحركها ليزيد في جرحها اتساع متعاظم؛ لتنداح خلاله روح مثقلة الكاهل بتواتر المحن تحت أقبية الزمن العتيقة .
ارتمي أيتها الدمعة ..
فلازالت أنفاس الراقصين على أطلال السعادة تلهث بحرارة محرقة لتأتي على ما تبقى من أوراق العمر الواهنة وتستعجل غروب شمس ما تبقى من حياة..! ولازالت صدى أهازيج القتلة مترددة بين جنبات الروح .. فتتشكل على جدران القلب لوحة بؤس.. تتوسطها صرخة نصر طرزانية على جثة الأمل ..
ويخترقها الغدر في شكل رمح مسموم .
ارتمي أيتها الدمعة ..
وارسمي مساراتك بعفوية حيث تشائين .. فقد أجهدني اقتفاء أثرك .. وباءت محاولاتي بالفشل في تجفيف منابعك .!!
ارتمي..
لأني أدمنت تذوق طعمك المالح الأجاج .. وأعتدت على رؤيتك بين أهدابي ومحاجري .!! حتى أصبحت ابحث عنك حينما تغيبين.. لتطفئي لوائع الفؤاد المتقدة وتغسلي بطهرك أدران همي وحزني..!!
ارتمي..
واعزفي نايك الحزين على تخوم الخط الفاصل بين الحياة والموت فثمة قلوب نابضة تطرب لتراتيل هطولك لتدرك بأنها لم تتحول الى كتل جامدة بعد ..!!
ارتمي أيتها الدمعة ..
فقد تمزقت شرنقة الأمل تحت سنابك الحظوظ النافرة واستبيحت فضاءات الروح في داخلي حتى تلاشت.. فما كانت ردهات الفرح الواسعة يوما الا سرادق عزاء ..