روائع الشاعر الكبير نزار قباني
كاتب الموضوع رسالة ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ الاداري المتميز
الأوسمة : : موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 27/10/2010, 11:41 pm منشورات فدائية على جدران إسرائيل
1 لن تجعلوا من شعبنا شعبَ هنودٍ حُمرْ.. فنحنُ باقونَ هنا.. في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها إسوارةً من زهرْ فهذهِ بلادُنا.. فيها وُجدنا منذُ فجرِ العُمرْ فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعرْ مشرِّشونَ نحنُ في خُلجانها مثلَ حشيشِ البحرْ.. مشرِّشونَ نحنُ في تاريخها في خُبزها المرقوقِ، في زيتونِها في قمحِها المُصفرّْ مشرِّشونَ نحنُ في وجدانِها باقونَ في آذارها باقونَ في نيسانِها باقونَ كالحفرِ على صُلبانِها ياقونَ في نبيّها الكريمِ، في قُرآنها.. وفي الوصايا العشرْ.. 2 لا تسكروا بالنصرْ… إذا قتلتُم خالداً.. فسوفَ يأتي عمرْو وإن سحقتُم وردةً.. فسوفَ يبقى العِطرْ 3 لأنَّ موسى قُطّعتْ يداهْ.. ولم يعُدْ يتقنُ فنَّ السحرْ.. لأنَّ موسى كُسرتْ عصاهْ ولم يعُدْ بوسعهِ شقَّ مياهِ البحرْ لأنكمْ لستمْ كأمريكا.. ولسنا كالهنودِ الحمرْ فسوفَ تهلكونَ عن آخركمْ فوقَ صحاري مصرْ… 4 المسجدُ الأقصى شهيدٌ جديدْ نُضيفهُ إلى الحسابِ العتيقْ وليستِ النارُ، وليسَ الحريقْ سوى قناديلٍ تضيءُ الطريقْ 5 من قصبِ الغاباتْ نخرجُ كالجنِّ لكمْ.. من قصبِ الغاباتْ من رُزمِ البريدِ، من مقاعدِ الباصاتْ من عُلبِ الدخانِ، من صفائحِ البنزينِ، من شواهدِ الأمواتْ من الطباشيرِ، من الألواحِ، من ضفائرِ البناتْ من خشبِ الصُّلبانِ، ومن أوعيةِ البخّورِ، من أغطيةِ الصلاةْ من ورقِ المصحفِ نأتيكمْ من السطورِ والآياتْ… فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ، وفي الماءِ، وفي النباتْ ونحنُ معجونونَ بالألوانِ والأصواتْ.. لن تُفلتوا.. لن تُفلتوا.. فكلُّ بيتٍ فيهِ بندقيهْ من ضفّةِ النيلِ إلى الفراتْ 6 لن تستريحوا معنا.. كلُّ قتيلٍ عندنا يموتُ آلافاً من المراتْ… 7 إنتبهوا.. إنتبهوا… أعمدةُ النورِ لها أظافرْ وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ والموتُ في انتظاركم في كلِّ وجهٍ عابرٍ… أو لفتةٍ.. أو خصرْ الموتُ مخبوءٌ لكم.. في مشطِ كلِّ امرأةٍ.. وخصلةٍ من شعرْ.. 8 يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ.. إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخورْ هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظلّتِ الجذورْ 9 ننصحُكم أن تقرأوا ما جاءَ في الزّبورْ ننصحُكم أن تحملوا توراتَكم وتتبعوا نبيَّكم للطورْ.. فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضورْ من بابِ كلِّ جامعٍ.. من خلفِ كلِّ منبرٍ مكسورْ سيخرجُ الحجّاجُ ذاتَ ليلةٍ.. ويخرجُ المنصورْ 10 إنتظرونا دائماً.. في كلِّ ما لا يُنتظَرْ فنحنُ في كلِّ المطاراتِ، وفي كلِّ بطاقاتِ السفرْ نطلعُ في روما، وفي زوريخَ، من تحتِ الحجرْ نطلعُ من خلفِ التماثيلِ وأحواضِ الزَّهرْ.. رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ في غضبِ الرعدِ، وزخاتِ المطرْ يأتونَ في عباءةِ الرسولِ، أو سيفِ عُمرْ.. نساؤنا.. يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ على دمعِ الشجرْ يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ، بوجدانِ البشرْ يحملنَ أحجارَ فلسطينَ إلى أرضِ القمرْ.. 11 لقد سرقتمْ وطناً.. فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ صادرتُمُ الألوفَ من بيوتنا وبعتمُ الألوفَ من أطفالنا فصفّقَ العالمُ للسماسرهْ.. سرقتُمُ الزيتَ من الكنائسِ سرقتمُ المسيحَ من بيتهِ في الناصرهْ فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ وتنصبونَ مأتماً.. إذا خطفنا طائرهْ 12 تذكروا.. تذكروا دائماً بأنَّ أمريكا – على شأنها – ليستْ هيَ اللهَ العزيزَ القديرْ وأن أمريكا – على بأسها – لن تمنعَ الطيورَ أن تطيرْ قد تقتلُ الكبيرَ.. بارودةٌ صغيرةٌ.. في يدِ طفلٍ صغيرْ 13 ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعامْ لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألفِ عامْ طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ ونحنُ باقونَ على صدوركمْ.. كالنقشِ في الرخامْ.. باقونَ في صوتِ المزاريبِ.. وفي أجنحةِ الحمامْ باقونَ في ذاكرةِ الشمسِ، وفي دفاترِ الأيامْ باقونَ في شيطنةِ الأولادِ.. في خربشةِ الأقلامْ باقونَ في الخرائطِ الملوّنهْ باقونَ في شعر امرئ القيس.. وفي شعر أبي تمّامْ.. باقونَ في شفاهِ من نحبّهمْ باقونَ في مخارجِ الكلامْ.. 14 موعدُنا حينَ يجيءُ المغيبْ موعدُنا القادمُ في تل أبيبْ "نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبْ" 15 ليسَ حزيرانُ سوى يومٍ من الزمانْ وأجملُ الورودِ ما ينبتُ في حديقةِ الأحزانْ.. 16 للحزنِ أولادٌ سيكبرونْ.. للوجعِ الطويلِ أولادٌ سيكبرونْ للأرضِ، للحاراتِ، للأبوابِ، أولادٌ سيكبرونْ وهؤلاءِ كلّهمْ.. تجمّعوا منذُ ثلاثينَ سنهْ في غُرفِ التحقيقِ، في مراكزِ البوليسِ، في السجونْ تجمّعوا كالدمعِ في العيونْ وهؤلاءِ كلّهم.. في أيِّ.. أيِّ لحظةٍ من كلِّ أبوابِ فلسطينَ سيدخلونْ.. 17 ..وجاءَ في كتابهِ تعالى: بأنكم من مصرَ تخرجونْ وأنكمْ في تيهها، سوفَ تجوعونَ، وتعطشونْ وأنكم ستعبدونَ العجلَ دونَ ربّكمْ وأنكم بنعمةِ الله عليكم سوفَ تكفرونْ وفي المناشير التي يحملُها رجالُنا زِدنا على ما قالهُ تعالى: سطرينِ آخرينْ: ومن ذُرى الجولانِ تخرجونْ وضفّةِ الأردنِّ تخرجونْ بقوّةِ السلاحِ تخرجونْ.. 18 سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ ونحنُ باقونَ هنا، حدائقاً، وعطرَ برتقالْ باقونَ فيما رسمَ اللهُ على دفاترِ الجبالْ باقونَ في معاصرِ الزيتِ.. وفي الأنوالْ في المدِّ.. في الجزرِ.. وفي الشروقِ والزوالْ باقونَ في مراكبِ الصيدِ، وفي الأصدافِ، والرمالْ باقونَ في قصائدِ الحبِّ، وفي قصائدِ النضالْ باقونَ في الشعرِ، وفي الأزجالْ باقونَ في عطرِ المناديلِ.. في (الدَّبكةِ) و (الموَّالْ).. في القصصِ الشعبيِّ، والأمثالْ باقونَ في الكوفيّةِ البيضاءِ، والعقالْ باقونَ في مروءةِ الخيلِ، وفي مروءةِ الخيَّالْ بالقونَ في (المهباجِ) والبُنِّ، وفي تحيةِ الرجالِ للرجالْ باقونَ في معاطفِ الجنودِ، في الجراحِ، في السُّعالْ باقونَ في سنابلِ القمحِ، وفي نسائمِ الشمالْ باقونَ في الصليبْ.. باقونَ في الهلالْ.. في ثورةِ الطلابِ، باقونَ، وفي معاولِ العمّالْ باقونَ في خواتمِ الخطبةِ، في أسِرَّةِ الأطفالْ باقونَ في الدموعْ.. باقونَ في الآمالْ 19 تسعونَ مليوناً من الأعرابِ خلفَ الأفقِ غاضبونْ با ويلكمْ من ثأرهمْ.. يومَ من القمقمِ يطلعونْ.. 20 لأنَّ هارونَ الرشيدَ ماتَ من زمانْ ولم يعدْ في القصرِ غلمانٌ، ولا خصيانْ لأنّنا مَن قتلناهُ، وأطعمناهُ للحيتانْ لأنَّ هارونَ الرشيدَ لم يعُدْ إنسانْ لأنَّهُ في تحتهِ الوثيرِ لا يعرفُ ما القدسَ.. وما بيسانْ فقد قطعنا رأسهُ، أمسُ، وعلّقناهُ في بيسانْ لأنَّ هارونَ الرشيدَ أرنبٌ جبانْ فقد جعلنا قصرهُ قيادةَ الأركانْ.. 21 ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ.. يشحذُ خبزَ العدلِ من موائدِ الذئابْ ويشتكي عذابهُ للخالقِ التوَّابْ وعندما.. أخرجَ من إسطبلهِ حصاناً وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ أصبحَ في مقدورهِ أن يبدأَ الحسابْ.. 22 نحنُ الذينَ نرسمُ الخريطهْ ونرسمُ السفوحَ والهضابْ.. نحنُ الذينَ نبدأُ المحاكمهْ ونفرضُ الثوابَ والعقابْ.. 23 العربُ الذين كانوا عندكم مصدّري أحلامْ تحوّلوا بعدَ حزيرانَ إلى حقلٍ من الألغامْ وانتقلت (هانوي) من مكانها.. وانتقلتْ فيتنامْ.. 24 حدائقُ التاريخِ دوماً تزهرُ.. ففي ذُرى الأوراسِ قد ماجَ الشقيقُ الأحمرُ.. وفي صحاري ليبيا.. أورقَ غصنٌ أخضرُ.. والعربُ الذين قلتُم عنهمُ: تحجّروا تغيّروا.. تغيّروا 25 أنا الفلسطينيُّ بعد رحلةِ الضياعِ والسّرابْ أطلعُ كالعشبِ من الخرابْ أضيءُ كالبرقِ على وجوهكمْ أهطلُ كالسحابْ أطلعُ كلَّ ليلةٍ.. من فسحةِ الدارِ، ومن مقابضِ الأبوابْ من ورقِ التوتِ، ومن شجيرةِ اللبلابْ من بركةِ الدارِ، ومن ثرثرةِ المزرابْ أطلعُ من صوتِ أبي.. من وجهِ أمي الطيبِ الجذّابْ أطلعُ من كلِّ العيونِ السودِ والأهدابْ ومن شبابيكِ الحبيباتِ، ومن رسائلِ الأحبابْ أفتحُ بابَ منزلي. أدخلهُ. من غيرِ أن أنتظرَ الجوابْ لأنني أنا.. السؤالُ والجوابْ 26 محاصرونَ أنتمُ بالحقدِ والكراهيهْ فمن هنا جيشُ أبي عبيدةٍ ومن هنا معاويهْ سلامُكم ممزَّقٌ.. وبيتُكم مطوَّقٌ كبيتِ أيِّ زانيهْ.. 27 نأتي بكوفيّاتنا البيضاءِ والسوداءْ نرسمُ فوقَ جلدكمْ إشارةَ الفداءْ من رحمِ الأيامِ نأتي كانبثاقِ الماءْ من خيمةِ الذُّل التي يعلكُها الهواءْ من وجعِ الحسينِ نأتي.. من أسى فاطمةَ الزهراءْ من أُحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزانِ كربلاءْ نأتي لكي نصحّحَ التاريخَ والأشياءْ ونطمسَ الحروفَ.. في الشوارعِ العبريّةِ الأسماء..
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ الاداري المتميز
الأوسمة : : موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 27/10/2010, 11:42 pm حوار ثوري مع طه حسين
ضـوءُ عينَيْـكَ أمْ هُمْ نَجمَتانِ؟ كُلُّهمْ لا يَـرى .. وأنـتَ تَراني لسـتُ أدري مِن أينَ أبدأُ بَوْحي شجرُ الدمـعِ شـاخَ في أجفاني كُتِبَ العشقُ ، يا حبيبـي ، علينا فـهـوَ أبكـاكَ مثلما أبكـانـي عُمْرُ جُرحي .. مليونَ عامٍ وعامٍ هلْ تَرى الجُرحَ من خِلال الدُخانِ؟ نَقَشَ الحـبُّ في دفاتـرِ قـلبـي كُـلَّ أسمـائِهِ ... وما سَـمَّـاني قالَ : لا بُدَّ أن تَمـوتَ شـهـيداً مثلَ كُلِّ العشّـاقِ ، قلتُ عَسَـاني وطويـتُ الدُّجـى أُسـائلُ نفسي أَبِسَيْفٍ .. أم وردةٍ قد رمـاني ؟ كيفَ يأتي الهوى، ومن أينَ يأتي؟ يعـرفُ الحـبُّ دائماً عـنواني صَدَقَ الموعدُ الجميلُ .. أخيـراً يا حبيبي ، ويا حَبيـبَ البَيَـانِ ما عَلَينـا إذا جَلَسْـنا بـِرُكـنٍ وَفَتَحْنـا حَـقائِـبَ الأحـزانِ وقـرأنـا أبـا العـلاءِ قـليـلاً وقَـرَأنـا (رِسَـالةَ الغُـفْـرانِ) أنا في حضـرةِ العُصورِ جميعاً فزمانُ الأديبِ .. كـلُّ الزّمانِ .. * ضوءُ عينَيْكَ .. أم حوارُ المَـرايا أم هُـما طائِـرانِ يحتـرِقانِ ؟ هل عيـونُ الأديبِ نهورُ لهيبٍ أم عيـونُ الأديبِ نَهرُ أغاني ؟ آهِ يا سـيّدي الذي جعلَ اللّيـلَ نهاراً .. والأرضَ كالمهرجانِ .. إرمِ نـظّارَتَيْـكَ كـي أتملّـى كيف تبكي شـواطئُ المرجـانِ إرمِ نظّارَتَيْكَ ... ما أنـتَ أعمى إنّمـا نحـنُ جـوقـةُ العميـانِ * أيّها الفارسُ الذي اقتحمَ الشـمسَ وألـقـى رِداءَهُ الأُرجـوانـي فَعلى الفجرِ موجةٌ مِـن صهيـلٍ وعلى النجـمِ حافـرٌ لحصـانِ .. أزْهَرَ البـرقُ في أنامِلكَ الخمـسِ وطارَتْ للغـربِ عُصفـورَتـانِ إنّكَ النهـرُ .. كم سـقانا كؤوسـاً وكَسـانا بالـوردِ وَ الأقـحُـوانِ لم يَزَلْ ما كَتَبْتَهُ يُسـكِـرُ الكـونَ ويجـري كالشّهـدِ تحـتَ لساني في كتابِ (الأيّامِ) نوعٌ منَ الرّسمِ وفـيهِ التـفـكيـرُ بالألـوانِ .. إنَّ تلكَ الأوراقِ حقـلٌ من القمحِ فمِـنْ أيـنَ تبـدأُ الشّـفـتـانِ؟ وحدُكَ المُبصرُ الذي كَشَفَ النَّفْسَ وأسْـرى في عُـتمـةِ الوجـدانِ ليـسَ صـعباً لقـاؤنـا بإلـهٍ .. بلْ لقاءُ الإنسـانِ .. بالإنسـانِ .. * أيّها الأزْهَـرِيُّ ... يا سارقَ النّارِ ويـا كاسـراً حـدودَ الثـوانـي عُـدْ إلينا .. فإنَّ عصـرَكَ عصرٌ ذهبـيٌّ .. ونحـنُ عصـرٌ ثاني سَـقَطَ الفِكـرُ في النفاقِ السياسيِّ وصـارَ الأديـبُ كالـبَهْـلَـوَانِ يتعاطى التبخيرَ.. يحترفُ الرقصَ ويـدعـو بالنّصـرِ للسّـلطانِ .. عُـدْ إلينا .. فإنَّ مـا يُكتَبُ اليومَ صغيرُ الـرؤى .. صغيرُ المعاني ذُبِحَ الشِّعـرُ .. والقصيدةُ صارَتْ قينـةً تُـشتَـرى كَكُـلِّ القِيَـانِ جَـرَّدوها من كلِّ شيءٍ .. وأدمَوا قَـدَمَيْهـا .. باللّـفِ والـدّورانِ لا تَسَـلْ عـن روائـعِ المُـتنبّي والشَريفِ الرّضـيِّ ، أو حَسَّانِ .. ما هوَ الشّعرُ ؟ لـن تُلاقي مُجيباً هـوَ بيـنَ الجنـونِ والهذيـانِ * عُـدْ إلينا ، يا سيّدي ، عُـدْ إلينا وانتَشِلنا من قبضـةِ الطـوفـانِ أنتَ أرضعتَنـا حليـبَ التّحـدّي فَطحَنَّـا الـنجـومَ بالأسـنانِ .. واقـتَـلَعنـا جـلودَنـا بيدَيْنـا وفَـكَكْنـا حـجـارةَ الأكـوانِ ورَفَضْنا كُلَّ السّلاطينِ في الأرضِ رَفـَضْنـا عـِبـادةَ الأوثـانِ أيّها الغاضبُ الكبيـرُ .. تأمَّـلْ كيفَ صارَ الكُتَّـابُ كالخِرفـانِ قَنعـوا بالحياةِ شَمسَاً .. ومرعىً و اطمَأنّـوا للمـاءِ و الغُـدْرانِ إنَّ أقسـى الأشياءِ للنفسِ ظُلماً .. قَلَمٌ في يَـدِ الجَبَـانِ الجَبَـانِ .. يا أميرَ الحُروفِ .. ها هيَ مِصرٌ وردةٌ تَسـتَحِمُّ في شِـريـانـي إنّني في حُمّى الحُسينِ، وفي اللّيلِ بقايـا من سـورةِ الـرّحمـنِ .. تَسـتَبِدُّ الأحـزانُ بي ... فأُنادي آهِ يا مِصْـرُ مِـن بني قَحطـانِ تاجروا فيكِ.. ساوَموكِ.. استَباحوكِ وبَـاعُـوكِ كَـاذِبَاتِ الأَمَـانِـي حَبَسـوا الماءَ عن شـفاهِ اليَتامى وأراقـوهُ في شِـفاهِ الغَـوانـي تَركوا السّـيفَ والحصانَ حَزينَيْنِ وباعـوا التاريـخَ للشّـيطـانِ يشترونَ القصورَ .. هل ثَمَّ شـارٍ لقبـورِ الأبطـالِ في الجَـولانِ ؟ يشـترونَ النساءَ .. هل ثَمَّ شـارٍ لدمـوعِ الأطـفالِ في بَيسـانِ ؟ يشترونَ الزوجاتِ باللحمِ والعظمِ أيُشـرى الجـمـالُ بالميزانِ ؟ يشـترونَ الدُّنيا .. وأهـلُ بلادي ينكُشـونَ التُّـرابَ كالدّيـدانِ ... آهِ يا مِصـرُ .. كَم تُعانينَ مِنـهمْ والكبيـرُ الكبيـرُ .. دوماً يُعاني لِمَنِ الأحمـرُ المُـراقُ بسَـيناءَ يُحاكي شـقـائـقَ النُعـمانِ ؟ أكَلَتْ مِصْـرُ كِبْدَها .. وسِـواها رَافِـلٌ بالحـريرِ والطيلَسَـانِ .. يا هَوَانَ الهَوانِ.. هَلْ أصبحَ النفطُ لَـدَينا .. أَغْـلى من الإنسـانِ ؟ أيّها الغارقـونَ في نِـعَـمِ اللهِ .. ونُعـمَى المُرَبْرَباتِ الحِسـانِ ... قدْ رَدَدْنا جحافلَ الـرّومِ عنكـمْ ورَدَدْنا كِـسـرى أنـوشِـرْوانِ وحَـمَيْنا مُحَـمَّـداً .. وعَـلِيَّـاً وحَـفَظْنـا كَـرامَـةَ القُـرآنِ .. فادفعـوا جِـزيَةَ السّيوفِ عليكُمْ لا تعيـشُ السّـيوفُ بالإحسانِ .. * سامِحيني يا مِصرُ إنْ جَمَحَ الشِّعرُ فَطَعْمُ الحـريقِ تحـتَ لِسـاني سامحيني .. فأنتِ أمُّ المروءَاتِ وأمُّ السّماحِ والغُفرانِ .. سامِحيني .. إذا احترَقتُ وأحرَقْتُ فليسَ الحِيادُ في إمكاني مِصرُ .. يا مِصرُ .. إنَّ عِشقي خَطيرٌ فاغفري لي إذا أَضَعْتُ اتِّزاني ...
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ الاداري المتميز
الأوسمة : : موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 27/10/2010, 11:43 pm الممثلون
(1) حين يصيرُ الفكرُ في مدينةٍ مُسَطَّحاً كحدوةِ الحصانْ .. مُدوَّراً كحدوةِ الحصانْ .. وتستطيعُ أيُّ بندقيّةٍ يرفعُها جَبانْ أن تسحقَ الإنسانْ حينَ تصيرُ بلدةٌ بأسرِها .. مصيدةً .. والناسُ كالفئرانْ وتصبحُ الجرائد الموَجَّههْ .. أوراقَ نعيٍ تملأُ الحيطانْ يموتُ كلُّ شيءْ يموتُ كلُّ شيءْ الماءُ ، والنباتُ ، والأصواتُ ، والألوانْ تُهاجِرُ الأشجارُ من جذورِها يهربُ من مكانِه المكانْ وينتهي الإنسانْ (2) حينَ يصيرُ الحرفُ في مدينةٍ حشيشةً يمنعُها القانونْ ويصبحُ التفكيرُ كالبغاءِ ، واللّواطِ ، والأفيونْ جريمةً يطالُها القانونْ حينَ يصيرُ الناسُ في مدينةٍ ضفادعاً مفقوءةَ العيونْ فلا يثورونَ ولا يشكونْ ولا يغنّونَ ولا يبكونْ ولا يموتونَ ولا يحيونْ تحترقُ الغاباتُ ، والأطفالُ ، والأزهارْ تحترقُ الثمارْ ويصبحُ الإنسانُ في موطنِه أذلَّ من صرصارْ .. (3) حينَ يصيرُ العدلُ في مدينةٍ سفينةً يركبُها قُرصانْ ويصبحُ الإنسانُ في سريرِه محاصَراً بالخوفِ والأحزانْ حينَ يصيرُ الدمعُ في مدينةٍ أكبرَ من مساحةِ الأجفانْ يسقطُ كلُّ شيءْ الشمسُ ، والنجومُ ، والجبالُ ، والوديانْ والليلُ ، والنهارُ ، والبحارُ ، والشطآنْ واللهُ .. والإنسانْ (4) حينَ تصيرُ خوذةٌ .. كالربِّ في السّماءْ تصنعُ بالعبادِ ما تشاءْ تمعسُهمْ .. تهرسُهمْ .. تميتُهمْ .. تبعثُهمْ .. تصنعُ بالعبادِ ما تشاءْ حينَ يصيرُ الحكمُ في مدينةٍ نوعاً من البغاءْ ويصيرُ التاريخُ في مدينةٍ .. مِمسَحَةً .. والفكرُ كالحذاءْ حينَ تصيرُ نسمةُ الهواءْ تأتي بمرسومٍ من السلطانْ وحبّةُ القمحِ التي نأكلُها .. تأتي بمرسومٍ من السلطانْ وقطرةُ الماءِ التي نشربُها تأتي بمرسومٍ من السلطانْ حينَ تصيرُ أمّةٌ بأسرِها ماشيةً تعلفُ في زريبةِ السلطانْ يختنقُ الأطفالُ في أرحامِهمْ وتُجهَضُ النساءْ .. وتسقطُ الشمسُ على ساحاتِنا .. مشنقةً سوداءْ (5) متى سترحلونْ ؟ المسرحُ انهارَ على رؤوسِكمْ .. متى سترحلونْ ؟ والناسُ في القاعةِ يشتمونَ .. يبصقونْ كانتْ فلسطينُ لكمْ .. دجاجةً من بيضِها الثمينِ تأكلونْ كانتْ فلسطينُ لكمْ .. قميصَ عثمانَ الذي بهِ تُتاجِرونْ طوبى لكمْ .. على يديكمْ أصبحتْ حدودُنا من وَرَقٍ فألفُ تُشكَرونْ .. على يديكمْ أصبحتْ بلادُنا إمرأةً مباحةً .. فألفُ تُشكَرونْ (6) حربُ حُزيرانَ انتهتْ .. فكلُّ حربٍ بعدَها ، ونحنُ طيّبونْ أخبارُنا جيّدةٌ وحالُنا ـ والحمدُ للهِ ـ على أحسنِ ما يكونْ جمرُ النراجيلِ ، على أحسنِ ما يكونْ وطاولاتُ الزّهرِ .. ما زالتْ على أحسنِ ما يكونْ والقمرُ المزروعُ في سمائِنا مدَوَّرُ الوجهِ على أحسنِ ما يكونْ وصوتُ فيروزَ ، من الفردوسِ يأتي : " نحنُ راجعونْ " تغَلْغَلَ اليهودُ في ثيابِنا ، و " نحنُ راجِعونْ " صاروا على مِترَينْ من أبوابِنا ، و " نحنُ راجِعونْ " ناموا على فراشِنا ، و "نحنُ راجِعونْ " وكلُّ ما نملكُ أن نقولَهُ : " إنّا إلى الله لَراجعونْ " ... (7) حربُ حزيرانَ انتهتْ وحالُنا ـ والحمدُ للهِ ـ على أحسنِ ما يكونْ كُتّابُنا على رصيفِ الفكرِ عاطلونْ من مطبخِ السلطانِ يأكلونْ بسيفهِ الطويلِ يضربونْ كُتّابُنا ما مارسوا التفكيرَ من قرونْ لم يُقتَلوا .. لم يُصلَبوا .. لم يقِفوا على حدودِ الموتِ والجنونْ كُتّابُنا يحيونَ في إجازةٍ .. وخارجَ التاريخِ .. يسكنونْ .. حربُ حزيرانَ انتهتْ جرائدُ الصباحِ ما تغيّرتْ الأحرفُ الكبيرةُ الحمراءُ .. ما تغيّرتْ الصورُ العاريةُ النكراءُ .. ما تغيّرتْ والناسُ يلهثونْ .. تحتَ سياطِ الجنسِ يلهثونْ تحتَ سياطِ الأحرفِ الكبيرةِ الحمراءِ .. يسقطونْ الناسُ كالثيرانِ في بلادِنا ، بالأحمرِ الفاقعِ يُؤخَذونْ ... (8) حربُ حزيرانَ انتهتْ ... وضاعَ كلُّ شيءْ .. الشّرفُ الرّفيعُ ، والقلاعُ ، والحصونْ والمالُ والبنونْ لكنّنا .. باقونَ في محطّةِ الإذاعهْ .. " فاطمةٌ تُهدي إلى والدِها سلامَها .. " " وخالدٌ يسألُ عن أعمامِه في غَزَّةَ .. وأينَ يقطنونْ ؟ " " نفيسةٌ قد وضعتْ مولودَها .. " " وسامرٌ حازَ على شهادةِ الكفاءهْ .. " " فطمئنونا عنكُمُ .. " عنوانُنا المخيّمُ التسعونْ .. " (9) حربُ حزيرانَ انتهتْ .. كأنَّ شيئاً لم يكنْ .. لم تختلفْ أمامَنا الوجوهُ والعيونْ محاكمُ التفتيشِ عادتْ .. والمفتّشونْ والدونكشوتيّونَ .. ما زالوا يُشَخِّصونْ والناسُ من صعوبةِ البُكاءِ يضحكونْ ونحنُ قانِعونْ .. بالحربِ قانعونْ .. والسلمِ قانعونْ بالحرِّ قانعونْ .. والبردِ قانعونْ بالعقمِ قانعونْ .. والنسلِ قانعونْ بكلِّ ما في لوحِنا المحفوظِ في السماءِ قانعونْ .. وكل ما نملكُ أن نقولَهُ : " إنّا إلى اللهِ لَراجعونْ " ... (10) إحترقَ المسرحُ مِن أركانِهِ ولم يَمُتْ ـ بعدُ ـ الممثِّلونْ
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ الاداري المتميز
الأوسمة : : موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 27/10/2010, 11:43 pm حُبلى
لا تَمْتَقِعْ ! هي كِلْمَةٌ عَجْلى إنّي لأَشعُرُ أنّني حُبلى .. وصرختَ كالمسلوعِ بي .. " كَلاّ " .. سنُمَزِّقُ الطفلا .. وأخذْتَ تشتِمُني .. وأردْتَ تطردُني .. لا شيءَ يُدهِشُني .. فلقد عرفتُكَ دائماً نَذْلا .. * وبعثتَ بالخَدَّامِ يدفعُني .. في وحشةِ الدربِ يا مَنْ زَرَعتَ العارَ في صُلبي وكسرتَ لي قلبي .. ليقولَ لي : " مولايَ ليسَ هُنا .. " مولاهُ ألفُ هُنا .. لكنَّهُ جَبُنا .. لمّا تأكّدَ أنّني حُبلى .. * ماذا ؟ أتبصِقُني والقيءُ في حَلقي يدمِّرُني وأصابعُ الغَثَيانِ تخنقُني .. ووريثُكَ المشؤومُ في بَدَني والعارُ يسحقُني .. وحقيقةٌ سوداءُ .. تملؤني هي أنّني حُبلى .. * ليراتُكَ الخمسون .. تُضحكُني .. لمَن النقودُ .. لِمَنْ ؟ لتُجهِضَني ؟ لتخيطَ لي كَفَني ؟ هذا إذَنْ ثَمَني ؟ ثمنُ الوَفا يا بُؤرَةَ العَفَنِ .. أنا لم أجِئكَ لِمالِكَ النتِنِ .. " شكراً .. " سأُسقِطُ ذلكَ الحَمْلا أنا لا أريدُ لهُ أباً نَذْلا ..
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ الاداري المتميز
الأوسمة : : موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 27/10/2010, 11:44 pm ملاحظات في زمن الحب والحرب
1 ألاحظتِ شيئاً ؟ ألاحظتِ أنَّ العلاقةَ بيني وبينكِ .. في زمنِ الحرب .. تأخذُ شكلاً جديدا وتدخلُ طوراً جديدا وأنّكِ أصبحتِ أجملَ من أيِّ يومٍ مضى .. وأنّي أحبّكِ أكثرَ من أيَّ يومٍ مضى .. ألاحظتِ ؟ كيفَ اخترقنا جدارَ الزمنْ وصارتْ مساحةُ عينيكِ مثلَ مساحةِ هذا الوطنْ .. 2 ألاحظتِ ؟ هذا التحوّلَ في لونِ عينيكِ حينَ استمعنا معاً .. لبيانِ العبورْ ألاحظتِ ؟ كيف احتضنتُكِ مثل المجانينِ .. كيفَ عصرتُكِ مثلَ المجانين .. كيفَ رفعتُكِ .. ثم رميتُكِ .. ثم رفعتُكِ .. ثم رميتُكِ .. فاليومَ عرسٌ .. وتشرينُ سيّدُ كلِّ الشّهورْ .. ألاحظتِ ؟ كيفَ تجاوزتُ كلَّ ضفافي ؟ وكيفَ غمرتُكِ مثلَ مياهِ النهورْ ألاحظتِ .. كيفَ اندفعتُ إليكِ ؟ كأنّي أراكِ لأوّلِ مرّهْ .. ألاحظتِ كيفَ انسجمْنا .. وكيفَ لَهِثنا .. وكيفَ عَرِقنا .. وكيفَ استحَلْنا رماداً .. وكيفَ بُعِثنا .. كأننا نمارسُ فِعلَ الغرامْ .. لأوّلِ مرّهْ .. 3 ألاحظتِ ؟ كيفَ تحرّرتُ من عقدةِ الذَّنْبِ .. كيفَ أعادتْ ليَ الحربُ كلَّ ملامحِ وجهي القديمهْ أحبُّكِ في زمنِ النصرِ .. إن الهوى لا يعيشُ طويلاً بظلِّ الهزيمهْ 4 هل الحربُ تُنقذنا بعدَ طول الضّياع ؟ وتُضرمُ أشواقَنا الغافيهْ فتجعلَني بدويَّ الطِّباعْ وتجعلَكِ امرأةً ثانيهْ 5 ألاحظتِ ؟ كيفَ اكتشفنا طفولَتنا بعدَ ستِّ سنين وكيفَ رجعنا أخيراً .. لمملكةِ العشقِ والعاشقينْ أأحسستِ مثلي ؟ بأنَّ رجالَ المظلاّتِ كانوا .. يحطّونَ مثل الحَمامِ على راحتَيْنا وأنَّ جنودَ المغاويرِ كانوا .. يمرّون فوقَ عروقِ يدينا .. ألاحظتِ ؟ كيفَ نثرنا عليهمْ عقودَ البنفسجِ والياسمينْ وكيف ركضنا إليهمْ .. وكيف انحنَينا .. أمامَ بنادقهمْ خاشعينْ لأاحظتِ كيفَ ضحكنا .. وكيف بكَينا .. وكيفَ عبرنا الجسورَ معَ العابرينْ 6 تركتُ عصورَ انحطاطي ورائي .. تركتُ عصورَ الجفافْ وجئتُ على فرسِ الريحِ والكبرياءِ لكي أشتري لكِ ثوبَ الزّفافْ .. 7 تصيرينَ في زمنِ الحربِ .. مصقولةً كالمرايا ومسحوبةً كالزرافهْ وبينَ يدينا تذوبُ الحدودً وتُلغى المسافهْ 8 قرأتُ خرائطَ جسمكِ .. في كتبي المدرسيّهْ .. ولا زلتُ أحفظُ أسماءَ كلِّ النهورِ ، وأشكالَ كلِّ الصخورِ ، وعاداتِ كلِّ البوادي ولا زلتُ أحفظُ أعمارَ كلِّ الجيادِ فكيفَ أفرّقُ بين حرارةِ جسمكِ أنتِ .. وبينَ حرارةِ أرضِ بلادي ؟ 9 وجدنا أخيراً .. حدودَ فمَينا عثرنا على لغةٍ للحوارْ وكانَ حزيرانُ يجلسُ فوقَ يدينا ويحبسُنا في كهوفِ الغُبارْ وكنتُ أحبُّكِ .. لكنَّ ليلَ الهزيمةِ صادرَ منّي النهارْ وكنتُ أريدَ الوصولَ أليكِ .. ولكنّهم أنزلوني .. قُبيلَ رحيلِ القطارْ .. وكنتُ أفكّرُ فيكِ كثيراً .. وأحلُمُ فيكِ كثيراً .. وكنتُ أهَرِّبُ شعري إليكِ برغمِ الحصارْ ولكنّهم أعدموني مراراً وأرخوا عليَّ السّتارْ ولكنْ برغمِ تعدُّدِ موتي بقيتُ أحبُّكِ .. يا زهرةَ الجُلَّنارْ 10 أحبُّكِ أنتِ .. وأكتبُ حبّي على وجهِ كلِّ غمامهْ وأعطي مكاتيبَ عشقي .. لكلِّ يمامهْ أحبُّكِ في زمنِ العنفِ .. مَن قالَ إنّي أريدُ السلامهْ ؟ أحبُّكِ .. يا امرأةً من بلادي وأنوي ، على شفتيكِ ، الإقامهْ 11 ألاحظتِ ؟ كم تشبهينَ دمشقَ الجميلهْ وكم تشبهينَ المآذنَ .. والجامعَ الأمويَّ .. ورقصَ السّماحِ .. وخاتمَ أمّي .. وساحةَ مدرستي .. وجنونَ الطفولهْ ألاحظتِ كم كنتِ أنثى ؟ وكم كنتُ ممتلئاً بالرجولهْ ألاحظتِ ؟ كيفَ تألّقَ وجهكِ .. تحتَ الحرائقْ وكيفَ دبابيسُ شَعركِ .. صارت بنادقْ .. ألاحظتِ .. كيفَ تغيّرَ تاريخُ عينيكِ .. في لحظاتٍ قليلهْ .. فأصبحتِ سيفاً بشكلِ امرأهْ وأصبحتِ شعباً بشكلِ امرأهْ وأصبحتِ كلَّ التراثِ .. وكلَّ القبيلهْ .. 12 ألاحظتِ ؟ كم كنتِ رائعةَ الحُسنِ ، ذاكَ المساءْ وكيفَ جلستِ أمامي .. كعاصمةِ الكبرياءْ .. وكيفَ تغيّرَ إيقاعُ صوتِكِ حتى تصوّرتُ صوتَكِ .. ينبوعَ ماءْ .. وزهرةِ دفلى ، على شَعرِ المجدليّهْ ألاحظتِ ؟ أنّكِ صرتِ دمشقَ .. بكلِّ بيارقها الأمويّهْ ومِصرَ .. بكلِّ مساجدِها الفاطميّهْ وصرتِ حصوناً .. وأكياسَ رملٍ .. ورَتلاً طويلاً من الشهداءْ ألاحظتِ .. أنّكِ صرتِ خلاصةَ كلِّ النساءْ وصرتِ الكتابةَ والأبجديّهْ .. 13 أحبُّكِ .. عندَ اشتدادِ العواصفِ لا تحتَ ضوءِ الشموعِ ولا تحتَ ضوءِ القمرْ .. وأعلنُ للناسِ أنّي أعارضُ ضوءَ القمرْ وأكرهُ ضوءَ القمرْ .. أحبُّكِ .. حينَ تكونُ الشوارعُ مغسولةً بدموعِ المطرْ وحينَ تصيرُ بلونِ النحاسِ ثيابُ الشجرْ أحبُّكِ .. مزروعةً في عيونِ الصّغارْ ومسكونةً بهمومِ البشرْ ومولودةً في مياهِ البحارِ وطالعةً من ضميرِ الحجرْ .. أحبُّكِ .. حينَ يسافرُ شَعركِ في الريحِ .. دونَ جوازِ سفرْ وحينَ يغمغمُ نهدُكِ .. كالذئبِ .. في لحظاتِ الخطرْ فهل تعرفينَ عشيقاً ؟ أحبَّكِ يوماً بهذا القَدَرْ 14 أحبُّكِ أيّتها الغاليهْ أحبُّكِ أيّتها الغاليهْ أحبُّكِ مرفوعةَ الرأسِ مثلَ قبابِ دمشقَ .. ومثلَ مآذنِ مصرَ ... فهل تسمحينَ بتقبيلِ جبهتِكِ العاليهْ ؟ وهل تسمحينَ بنسيانِ وجهي القديمِ .. وشِعري القديمِ .. ونسيانِ أخطائيَ الماضيهْ وهل تسمحينَ بتغييرِ ثوبكِ ؟ إنَّ حزيرانَ ماتَ .. وإنّي بشوقٍ لرؤيةِ أثوابكِ الزّاهيهْ .. أحبُّكِ أكثرَ ممّا ببالِكِ .. أكثرَ ممّا ببالِ البحارِ .. وبالِ المراكبْ أحبُّكِ .. تحتَ الغُبارِ ، وتحتَ الدمارِ ، وتحتَ الخرائبْ أحبُّكِ .. أكثرَ من أيِّ يومٍ مضى .. لأنَّكِ أصبحتِ حبّي المحاربْ ..
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ الاداري المتميز
الأوسمة : : موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 27/10/2010, 11:45 pm الحاكم والعصفور
أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ لأقرأَ شعري للجمهورْ فأنا مقتنعٌ أنَّ الشعرَ رغيفٌ يُخبزُ للجمهورْ وأنا مقتنعٌ – منذُ بدأتُ – بأنَّ الأحرفَ أسماكٌ وبأنَّ الماءَ هوَ الجمهورْ أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ وليسَ معي إلا دفترْ يُرسلني المخفرُ للمخفرْ يرميني العسكرُ للعسكرْ وأنا لا أحملُ في جيبي إلا عصفورْ لكنَّ الضابطَ يوقفني ويريدُ جوازاً للعصفورْ تحتاجُ الكلمةُ في وطني لجوازِ مرورْ أبقى ملحوشاً ساعاتٍ منتظراً فرمانَ المأمورْ أتأمّلُ في أكياسِ الرملِ ودمعي في عينيَّ بحورْ وأمامي كانتْ لافتةٌ تتحدّثُ عن (وطنٍ واحدْ) تتحدّثُ عن (شعبٍ واحدْ) وأنا كالجُرذِ هنا قاعدْ أتقيأُ أحزاني.. وأدوسُ جميعَ شعاراتِ الطبشورْ وأظلُّ على بابِ بلادي مرميّاً.. كالقدحِ المكسو
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ الاداري المتميز
الأوسمة : : موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 27/10/2010, 11:46 pm متى يعلنون وفاة العرب؟
أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ... وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى ككلّ العصافير فوق الشجرْ... أحاول رسم بلادٍ تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ... 2 أحاولُ رسْمَ بلادٍ... لها برلمانٌ من الياسَمينْ. وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ. تنامُ حمائمُها فوق رأسي. وتبكي مآذنُها في عيوني. أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري. ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني. ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني. أحاولُ رسْمَ بلادٍ... تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني 3 أحاول رسم مدينةِ حبٍ... تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ... فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ... 4 رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا... ولافائدهْ... فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ... وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ- رائحةٌ واحدهْ... وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ. 5 أحاول منذ البداياتِ... أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ... رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما. رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ... 6 أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها. فبعضُ القصائدِ قبْرٌ ، وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ. وواعدتُ آخِرَ أنْثى... ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ... 7 أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ... وأنفُضَ عني غُباري. وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ... أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ... وداعا قريشٌ... وداعا كليبٌ... وداعا مُضَرْ... 8 أحاول رسْمَ بلادٍ تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ سريري بها ثابتٌ ورأسي بها ثابتٌ لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ... ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي. ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ... 9 أحاول منذ الطفولةِ فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ... ليستقبلَ العاشقينْ... وألغيتُ كل الحروب القديمةِ... بين الرجال...وبين النساءْ... وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ... وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ... ولكنهم...أغلقوا فندقي... وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ... وطُهْرِ العربْ... وإرثِ العربْ... فيا لَلعجبْ!! 10 أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ? أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي وأسبحَ ضد مياه الزمنْ... وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا, وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ. أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ... وبين نُهور اللبنْ... وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي فلا قمرٌ في سماءِ أريحا... ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ... ولا قهوةٌ في عَدَنْ... 11 أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ... وأزرعَ نخلا... ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ... أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!! 12 أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ... خارجَ كلِ الطقوسْ... وخارج كل النصوصْ... وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ... في أي منفى ذهبت إليه... لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري - بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ... 13 أحاول - مذْ كنتُ طفلا ، قراءة أي كتابٍ تحدّث عن أنبياء العربْ. وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ... فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ... فيا للعَجَبْ!! ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء... وبين الرُطَبْ... فيا للعَجَبْ!! ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ... لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي... وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي... وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ... فيا للعَجَبْ!! 14 أنا منذ خمسينَ عاما، أراقبُ حال العربْ. وهم يرعدونَ ، ولايمُطرونْ... وهم يدخلون الحروب ، ولايخرجونْ... وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا ولا يهضمونْ... 15 أنا منذ خمسينَ عاما أحاولُ رسمَ بلادٍ تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ رسمتُ بلون الشرايينِ حينا وحينا رسمت بلون الغضبْ. وحين انتهى الرسمُ ، ساءلتُ نفسي: إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ... ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟ ومَن سوف يبكي عليهم؟ وليس لديهم بناتٌ... وليس لديهم بَنونْ... وليس هنالك حُزْنٌ ، وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!! 16 أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ. رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ... رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ... وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ... فقتلى على شاشة التلفزهْ... وجرحى على شاشة التلفزهْ... ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ... 17 أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ نتابع أحداثهُ في المساءْ. فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟ 18 أنا...بعْدَ خمسين عاما أحاول تسجيل ما قد رأيتْ... رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ... ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ... رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ... ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!... لندن 1998
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ الاداري المتميز
الأوسمة : : موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 27/10/2010, 11:47 pm جمال عبد الناصر
1 قتلناكَ.. يا آخرَ الأنبياءْ قتلناكَ.. ليسَ جديداً علينا اغتيالُ الصحابةِ والأولياءْ فكم من رسولٍ قتلنا.. وكم من إمامٍ.. ذبحناهُ وهوَ يصلّي صلاةَ العشاءْ فتاريخُنا كلّهُ محنةٌ وأيامُنا كلُّها كربلاءْ.. 2 نزلتَ علينا كتاباً جميلاً ولكننا لا نجيدُ القراءهْ.. وسافرتَ فينا لأرضِ البراءهْ ولكننا.. ما قبلنا الرحيلا.. تركناكَ في شمسِ سيناءَ وحدكْ.. تكلّمُ ربكَ في الطورِ وحدكْ وتعرى.. وتشقى.. وتعطشُ وحدكْ.. ونحنُ هنا نجلسُ القرفصاءْ نبيعُ الشعاراتِ للأغبياءْ ونحشو الجماهيرَ تبناً وقشاً ونتركهم يعلكونَ الهواءْ 3 قتلناكَ.. يا جبلَ الكبرياءْ وآخرَ قنديلِ زيتٍ.. يضيءُ لنا في ليالي الشتاءْ وآخرَ سيفٍ من القادسيهْ قتلناكَ نحنُ بكلتا يدينا وقُلنا المنيَّهْ لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا؟ فمثلُكَ كانَ كثيراً علينا.. سقيناكَ سُمَّ العروبةِ حتى شبعتْ.. رميناكَ في نارِ عمَّانَ حتى احترقتْ أريناكَ غدرَ العروبةِ حتى كفرتْ لماذا ظهرتَ بأرضِ النفاقْ.. لماذا ظهرتْ؟ فنحنُ شعوبٌ من الجاهليهْ ونحنُ التقلّبُ.. نحنُ التذبذبُ.. والباطنيّهْ.. نُبايعُ أربابنا في الصباح.. ونأكلُهم حينَ تأتي العشيّهْ.. 4 قتلناكَ.. يا حُبّنا وهوانا وكنتَ الصديقَ، وكنتَ الصدوقَ، وكنتَ أبانا.. وحينَ غسلنا يدينا.. اكتشفنا بأنّا قتلنا مُنانا.. وأنَّ دماءكَ فوقَ الوسادةِ.. كانتْ دِمانا نفضتَ غبارَ الدراويشِ عنّا.. أعدتَ إلينا صِبانا وسافرتَ فينا إلى المستحيل وعلمتنا الزهوَ والعنفوانا.. ولكننا حينَ طالَ المسيرُ علينا وطالتْ أظافرُنا ولحانا قتلنا الحصانا.. فتبّتْ يدانا.. فتبّتْ يدانا.. أتينا إليكَ بعاهاتنا.. وأحقادِنا.. وانحرافاتنا.. إلى أن ذبحنكَ ذبحاً بسيفِ أسانا فليتكَ في أرضِنا ما ظهرتَ.. وليتكَ كنتَ نبيَّ سِوانا… 5 أبا خالدٍ.. يا قصيدةَ شعرٍ.. تقالُ. فيخضرُّ منها المدادْ.. إلى أينَ؟ يا فارسَ الحُلمِ تمضي.. وما الشوطُ، حينَ يموتُ الجوادْ؟ إلى أينَ؟ كلُّ الأساطيرِ ماتتْ.. بموتكَ.. وانتحرتْ شهرزادْ وراءَ الجنازةِ.. سارتْ قريشٌ فهذا هشامٌ.. وهذا زيادْ.. وهذا يريقُ الدموعَ عليكْ وخنجرهُ، تحتَ ثوبِ الحدادْ وهذا يجاهدُ في نومهِ.. وفي الصحوِ.. يبكي عليهِ الجهادْ.. وهذا يحاولُ بعدكَ مُلكاً.. وبعدكَ.. كلُّ الملوكِ رمادْ.. وفودُ الخوارجِ.. جاءتْ جميعاً لتنظمَ فيكَ.. ملاحمَ عشقٍ.. فمن كفَّروكَ.. ومَنْ خوَّنوكَ.. ومَن صلبوكَ ببابِ دمشقْ.. أُنادي عليكَ.. أبا خالدٍ وأعرفُ أنّي أنادي بوادْ وأعرفُ أنكَ لن تستجيبَ وأنَّ الخوارقَ ليستْ تُعاد
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ الاداري المتميز
الأوسمة : : موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 27/10/2010, 11:47 pm جسمك خارطتي
زيديني عِشقاً.. زيديني يا أحلى نوباتِ جُنوني يا سِفرَ الخَنجَرِ في أنسجتي يا غَلغَلةَ السِّكِّينِ.. زيديني غرقاً يا سيِّدتي إن البحرَ يناديني زيديني موتاً.. علَّ الموت، إذا يقتلني، يحييني.. جسمكِ خارطتي.. ما عادت خارطةُ العالمِ تعنيني.. أنا أقدمُ عاصمةٍ للحبّ وجُرحي نقشٌ فرعوني وجعي.. يمتدُّ كبقعةِ زيتٍ من بيروتَ.. إلى الصِّينِ وجعي قافلةٌ.. أرسلها خلفاءُ الشامِ.. إلى الصينِ في القرنِ السَّابعِ للميلاد وضاعت في فم تَنّين عصفورةَ قلبي، نيساني يا رَمل البحرِ، ويا غاباتِ الزيتونِ يا طعمَ الثلج، وطعمَ النار.. ونكهةَ شكي، ويقيني أشعُرُ بالخوف من المجهولِ.. فآويني أشعرُ بالخوفِ من الظلماء.. فضُمّيني أشعرُ بالبردِ.. فغطّيني إحكي لي قصصاً للأطفال وظلّي قربي.. غنِّيني.. فأنا من بدءِ التكوينِ أبحثُ عن وطنٍ لجبيني.. عن حُبِّ امرأة.. يكتُبني فوقَ الجدرانِ.. ويمحوني عن حبِّ امرأةٍ.. يأخذني لحدودِ الشمسِ.. نوَّارةَ عُمري، مَروحتي قنديلي، بوحَ بساتيني مُدّي لي جسراً من رائحةِ الليمونِ.. وضعيني مشطاً عاجياً في عُتمةِ شعركِ.. وانسيني أنا نُقطةُ ماءٍ حائرةٌ بقيت في دفترِ تشرينِ زيديني عشقاً زيديني يا أحلى نوباتِ جنوني من أجلكِ أعتقتُ نسائي وتركتُ التاريخَ ورائي وشطبتُ شهادةَ ميلادي وقطعتُ جميعَ شراييني...
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ الاداري المتميز
الأوسمة : : موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 27/10/2010, 11:48 pm كلمات
يُسمعني.. حـينَ يراقصُني كلماتٍ ليست كالكلمات يأخذني من تحـتِ ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات والمطـرُ الأسـودُ في عيني يتساقـطُ زخاتٍ.. زخات يحملـني معـهُ.. يحملـني لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات وأنا.. كالطفلـةِ في يـدهِ كالريشةِ تحملها النسمـات يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ بيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـات يهديني شمسـاً.. يهـديني صيفاً.. وقطيـعَ سنونوَّات يخـبرني.. أني تحفتـهُ وأساوي آلافَ النجمات و بأنـي كنـزٌ... وبأني أجملُ ما شاهدَ من لوحات يروي أشيـاءَ تدوخـني تنسيني المرقصَ والخطوات كلماتٍ تقلـبُ تاريخي تجعلني امرأةً في لحظـات يبني لي قصـراً من وهـمٍ لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتي لا شيءَ معي.. إلا كلماتْ
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ الاداري المتميز
الأوسمة : : موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 27/10/2010, 11:49 pm كل عام وأنت حبيبتي
1 كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي .. أقولُها لكِ، عندما تدقُّ السّاعةُ منتصفَ اللّيلْ وتغرقُ السّنةُ الماضيةُ في مياهِ أحزاني كسفينةٍ مصنوعةٍ من الورقْ .. أقولُها لكِ على طريقتي .. متجاوزاً كلَّ الطقوسِ الاحتفاليّهْ التي يمارسُها العالمُ منذ 1975 سنة .. وكاسراً كلَّ تقاليدِ الفرحِ الكاذب التي يتمسّكُ بها الناسُ منذ 1975 سنة .. ورافضاً .. كلَّ العباراتِ الكلاسيكيّة .. التي يردّدُها الرجالُ على مسامعِ النساءْ منذ 1975 سنة .. 2 كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي .. أقولها لكِ بكلِّ بساطهْ .. كما يقرأُ طفلٌ صلاتهُ قبل النومْ وكما يقفُ عصفورٌ على سنبلةِ قمحْ .. فتزدادُ الأزاهيرُ المشغولةُ على ثوبكِ الأبيض .. زهرةً .. وتزدادُ المراكبُ المنتظرةُ في ميناءِ عينيكِ .. مركباً .. أقولُها لكِ بحرارةٍ ونَزَقْ كما يضربُ الراقصُ الإسبانيُّ قدمهُ بالأرضْ فتتشكَّلُ آلافُ الدوائرْ حولَ محيطِ الكرةِ الأرضيّهْ 3 كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي هذهِ هي الكلماتُ الأربعْ .. التي سألفُّها بشريطٍ من القصبْ وأرسلُها إليكِ ليلةَ رأسِ السنهْ كلُّ البطاقاتِ التي يبيعونَها في المكتباتْ لا تقولُ ما أريدُه .. وكلُّ الرسومِ التي عليها .. من شموعٍ .. وأجراسٍ .. وأشجارٍ .. وكُراتِ ثلجْ .. وأطفالٍ .. وملائكهْ .. لا تُناسبُني .. إنني لا أرتاحُ للبطاقاتِ الجاهزهْ .. ولا للقصائدِ الجاهزهْ .. ولا للتمنّياتِ التي برسمِ التصديرْ فهي كلُّها مطبوعةٌ في باريس، أو لندن، أو أمستردام .. ومكتوبةٌ بالفرنسية أو الإنكليزية .. لتصلحَ لكلِّ المناسباتْ وأنت لستِ امرأة المناسباتْ .. بل أنتِ المرأةُ التي أحبُّها .. أنتِ هذا الوجعُ اليوميُّ .. الذي لا يقالُ ببطاقاتِ المعايَدهْ .. ولا يقالُ بالحروفِ اللاتينيّهْ .. ولا يقالُ بالمراسلَهْ .. وإنما يقالُ عندما تدقُّ السّاعةُ منتصفَ اللّيلْ .. وتدخلينَ كالسمكةِ إلى مياهي الدافئهْ .. وتستحمّينَ هناكْ .. ويسافرُ فمي في غاباتِ شَعركِ الغجريّْ ويستوطنُ هناكْ .. 4 لأنني أحبُّكِ .. تدخُلُ السّنةُ الجديدةُ علينا .. دخولَ المُلوكْ .. ولأنني أحبُّكِ .. أحملُ تصريحاً خاصاً من الله .. بالتجوُّلِ بينَ ملايينِ النجومْ .. 5 لن نشتري هذا العيد شجرهْ ستكونينَ أنتِ الشجرهْ وسأعلّقُ عليكِ .. أمنياتي .. وصلواتي .. وقناديلَ دموعي .. 6 كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي .. أمنيةٌ أخافُ أن أتمنّاها حتى لا أُتّهَمَ بالطمعِ أو بالغرور فكرةٌ أخافُ أن أفكّرَ بها .. حتى لا يسرقَها الناسُ منّي .. ويزعموا أنهم أوّلُ من اخترعَ الشِعرْ .. 7 كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي .. كلَّ عامٍ وأنا حبيبُكِ .. أنا أعرفُ أنني أتمنى أكثرَ مما ينبغي .. وأحلمُ أكثرَ من الحدِّ المسموحِ به .. ولكنْ .. من لهُ الحقُّ أن يحاسبني على أحلامي؟ من يحاسبُ الفقراءْ ؟ إذا حلموا أنهم جلسوا على العرشْ لمدّةِ خمسِ دقائقْ ؟ من يحاسبُ الصحراءَ إذا توحَّمَتْ على جدولِ ماءْ ؟ هناكَ ثلاثُ حالاتٍ يصبحُ فيها الحلمُ شرعياً : حالةُ الجنونْ .. وحالةُ الشِّعرْ .. وحالةُ التعرُّفِ على امرأةٍ مدهشةٍ مثلكِ .. وأنا أُعاني - لحسنِ الحظّ - منَ الحالاتِ الثلاثْ .. 8 اتركي عشيرتكِ .. واتبعيني إلى مغائري الداخليّهْ اتركي قبّعةَ الورقْ .. وموسيقى الجيركْ .. والملابسَ التنكريّهْ .. واجلسي معي تحتَ شجرِ البرقْ .. وعباءةِ الشِّعرِ الزرقاءْ .. سأغطّيكِ بمعطفي من مطرِ بيروتْ وسأسقيكِ نبيذاً أحمر .. من أقبيةِ الرُّهبانْ .. وسأصنعُ لكِ طبقاً إسبانياً .. من قواقعِ البحرْ .. اتبعيني - يا سيّدتي - إلى شوارعِ الحلمِ الخلفيّهْ .. فلسوفَ أطلعُكِ على قصائدَ لم أقرأها لأحدْ .. وأفتحُ لكِ حقائبَ دموعي .. التي لم أفتحها لأحدْ .. ولسوفَ أحبُّكِ .. كما لا أحبَّكِ أحدْ .. 9 عندما تدقُّ السّاعةُ الثانيةَ عشرهْ وتفقدُ الكرةُ الأرضيّةُ توازنَها ويبدأُ الراقصونَ يفكّرونَ بأقدامهمْ .. سأنسحبُ إلى داخلِ نفسي .. وسأسحبكِ معي .. فأنتِ امرأةٌ لا ترتبطُ بالفرحِ العامْ .. ولا بالزمنِ العامْ .. ولا بهذا السّيركِ الكبيرِ الذي يمرُّ أمامَنا .. ولا بتلكَ الطبولِ الوثنيّةِ التي تُقرعُ حولنا .. ولا بأقنعةِ الورقِ التي لا يبقى منها في آخرِ اللّيل سوى رجالٌ من ورقْ .. ونساءٌ من ورقْ .. 10 آهٍ .. يا سيّدتي لو كانَ الأمرُ بيدي .. إذنْ لصنعتُ سنةً لكِ وحدكِ تفصّلينَ أيّامها كما تريدينْ وتسندينَ ظهركِ على أسابيعها كما تريدينْ وتتشمّسينْ .. وتستحمّينْ .. وتركضينَ على رمالِ شهورها .. كما تريدينْ .. آهٍ .. يا سيّدتي .. لو كانَ الأمرُ بيدي .. لأقمتُ عاصمةً لكِ في ضاحيةِ الوقتْ لا تأخذُ بنظامِ السّاعاتِ الشمسيّةِ والرمليَّهْ ولا يبدأُ فيها الزمنُ الحقيقيُّ إلا .. عندما تأخذُ يدكِ الصغيرةُ قيلولتَها .. داخلَ يدي .. 11 كلَّ عامٍ .. وأنا متورّطٌ بكِ .. ومُلاحقٌ بتهمةِ حبّكِ .. كما السّماءُ مُتّهمةٌ بالزُرقهْ والعصافيرُ متّهمةٌ بالسّفرْ والشفةُ متّهمةٌ بالاستدارهْ ... كلَّ عامٍ وأنا مضروبٌ بزلزالكْ .. ومبلّلٌ بأمطاركْ .. ومحفورٌ - كالإناء الصينيّ - بتضاريسِ جسمكْ كلَّ عامٍ وأنتِ .. لا أدري ماذا أسمّيكِ .. اختاري أنتِ أسماءكِ .. كما تختارُ النقطةُ مكانَها على السطرْ وكما يختارُ المشطُ مكانهُ في طيّاتِ الشِّعرْ .. وإلى أن تختاري إسمكِ الجديدْ إسمحي لي أن أناديكِ : " يا حبيبتي " ...
همسات روح Moderateur
الأوسمة : : اوسمه (همسات روح )
موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 28/10/2010, 4:11 am اسمحلي مرهف ان اكون اول من يرد على هالموضوع الرائع فانا من اشد المعجبين بشعر نزار قباني وفي البدايه بشكرك جدا عهالقصائد الروعه الي اخترتلنا اياهم كتير حلوين وفي الو قصيدة قطرة ندى(اعتيادي) هاي جدا راقيه واكيد كل شعرو الو رونق خاص يعطيك العافيه يازوء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ الاداري المتميز
الأوسمة : : موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 28/10/2010, 4:15 pm
ŞĦДĤĘḐ ДĻฟДŖḐ صاحبة ومؤسسة المنتدى
الأوسمة : : اوسمه (ŞĦДĤĘḐ ДĻฟДŖḐ )
موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 1/11/2010, 10:25 pm (( مرهف .. الأحساس )) أنت عاشق للشعر ..والشعريعشق قلمك .. من أزهار إبداعك .. رسمت لوحة من جمال ذاتك .. وإبحار روحك .. إلى حيث يكون الجمال .. يكون مطار روحك .. من روائع وجودك .. أشكرك جزيل الشكر .. على هذه المساهمة بشعر الكاتب الكبير نزار قباني .. مبدع أنت في مساهماتك .. ودمت كما أنت .. ~ مرهف الاحساس دائما ~ أمنياتي ~شهد ا لورد ~
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ الاداري المتميز
الأوسمة : : موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 5/11/2010, 3:52 pm
عنان صلاحات الوسام البرونزي
الأوسمة : : موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 9/12/2010, 3:19 pm
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ الاداري المتميز
الأوسمة : : موضوع: رد: روائع الشاعر الكبير نزار قباني 10/12/2010, 5:00 pm
روائع الشاعر الكبير نزار قباني