حدث ذات يوم شجار كبير بين طرفين في عملك أحدهما رئيسك والثاني زميل لك في العمل، فقدم رئيسك شكوى للإدارة العليا مطالبا فيها توقيع الجزاء على ذلك الزميل وكل هذا بهتان وزور، وقد شاهدت أنت الحادثة وتعرف الظالم والمظلوم، لكن لرئيسك نفوذه، وله صلاحيات قد تضرك، فقررت الصمت، فأنت تريد أن تعيش وتأكل كما يقولون لكنك في فراشك تتقلب، تشعر بشيء في قلبك لا يرحمك، يقول لك كم أنت ظالم كم أنت جبان أتعرف ما هذا الشيء الذي يقلب مضجعك؟ إنه الضمير أو ما يسمى بالوجدان
إن الضمير جهاز انذار يحذرنا من فعل الشر ويستحثنا على فعل الخير فنحن نشعر بوخزه قبل الفعل وبعده ..إنه حقا شعور رائع وجهاز عظيم ولكن هل حقا أن هذا الجهاز "الضمير" معصوم؟ فإذا كان غير معصوم كيف نثق في هذا الجهاز؟ اختلف القوم في عصمة الضمير إلى طائفتين أحدهما تعطيه العصمة والثانية تنفي عنه هذه العصمة *******
الضمير غريزة فهو معصوم
يرى هذا الفريق بأن الوجدان غريزة لا تخطئ فالإنسان يملك طبيعة حيوانية كما أنه يملك طبيعة اخلاقية سامية تتمثل في الضمير، فهو حاسة سادسة إن صح التعبير ليست كالتذوق أو الابصار إنه من نوع مختلف، فإذا كانت أنوفنا تميز بين الرائحة الطبية والكريهة فإن الضمير يميز بين السلوك السوي والسلوك السيء، ومن ينقاد له لا يقع في الخطيئة إننا قد نفعل الموبقات ولكننا في قرارة أنفسنا نقر بأننا على خطأ، وهذا الحكم موجود في كل زمان ومكان فهو مطلق، وفي جوهره لا يتبدل ولا يتغير وهم لهذا لا يتصورون بأن تكديس عقول الناشئة بفلسفات بالية من شأنه رفع مستواهم الخلقي لأن الضمير الشفاف سهل عليه ارشاد صاحبه دون علم أو تعلم ورغم اعترافنا بأن الوجدان لا يكفي لسعادتنا فإنه لا يمكن لسعادتنا أن تتم دون طاعته لكن سؤالا اثاره الطرف الاخر ويتمثل في هل تختلف الاحكام من شخص إلى آخر ؟