أحبتي موضوعي واضح من عنوانه .... هو رسالة إلي كل من يطلب الفراق !!! من المعلوم أن الفراق له وقع فاجع بين المحبين وهو يعكس مشاعر الحزن، ويكرس ألم الفراق هذا إذا كان الغائب حياً تُنتظر عودته فيتجدد نحوه الشوق بحسب طول غيابه ومسافة ابتعاده، ويظل الأمل معلقاً عليه والرجاءُ مرتبطاً به في تعليل للنفس بالآمال المرتجاة لهذه العودة القريبة، والصلة به موصولة على بُعده على أساس عودة منتظرة ورجعة مؤملة كما هو واقع الكثير من يتذوقون مرارة الفراق... حديثي عن الفراق الاختياري فلا تتعجبوا لهذا المسمي الذي أطلقته عليه.. الاختياري يكون برضي الطرفين أو برضي طرف واحد !!
لا اعلم كيف يستطيع هذا القلب أن يختار الفراق فكلنا نعرف القلوب تعتصر وتتألم بمجرد ذكر هذه الكلمة فكيف لو نعيشها؟ عندما يفرض عليك شخص الفراق وأنت تتلعثم ولا تعرف ماذا تقول وكأنه هذه الدنيا تدور من حولك ولا تعرف ماذا يحدث... من يطلب فراقك كأنه يضعك بغرفه زجاجية لا هواء ولا حتى ثقب صغير تستطيع أن تتنفس من خلاله وهذه الغرفة شديدة الحرارة وأنت وحدك بداخلها لا تحس سوي بالاختناق ... لماذا هذه الأنانية ؟؟؟ نعم أقولها بصوت عالي إنها أنانية تفارق من تحب..وتصدر القرار ولا تبالي ... لماذا؟؟ ظروف !! تجاوزها مع من تحب ...أخطأ في حقك !! سامح فلابد انه له محاسن تمحي خطاءة.. الخطأ لا يغتفر؟؟ لا تطيق المكوث مع من تحب لأنه أخطأ ؟ إذن سوف أقول لك حالته بعد الفراق أريدك أن تقرأ حروفي بصمت ولا يشغل بالك سوي الذي أقوله لك ...
حياتنا بعد الفراق.... نمتليء بالخوف المريع ويكاد رعب الوحدة يقضي علينا ويخيل إلينا أن لا شيء مازال على قيد الحياة ونظن أن كل الأشياء تلهث خلفنا وان نقطة النهاية أصبحت أمامنا؟ بعد الفراق نبدأ حكاية جديدة مع الحنين نعيش تفاصيلها المؤلمة نستغرق في طقوسها الحزينة نحتسي أحداثها بمرارة نبحر بين سطورها نسافر مع كلماتها وغالبا ما ننتهي فوق قارعة البكاء؟
طال الفراق وهذا الجمع ينتظر.. والقلب بات بنار ألشوق يشتعل
بعد الفراق نتعمد إيذاء قلوبنا ننشط ذاكرتنا المتضخمة بهم نغرس أنفسنا في أيامهم نبحث عن بقاياهم بإصرار نزور أطلالهم بأسى؟ بعد الفراق نمارس كل أنواع الموت فنموت اختناقا ونموت رعبا ونموت حزنا ونموت ندما ونموت غربة ونموت وحدة ونزور كل مدن النهايات؟ بعد الفراق يتوقف الوقت وتتوقف استمرارية الأشياء ويتوقف ضجيج الحلم ويتوقف تدفق الفرح ويتوقف نمو الأمل وينقطع حبل انتظار القادم الأفضل؟
إذ قلت ما أقساك قلباً قال دع .. هذا فقلبي للفراق تصدَّعا
بعد الفراق نعيد قراءة أنفسنا ونعيد ترتيب أعماقنا ونعيد طلاء أحلامنا ونقرر البدء من جديد وننادي الأفراح بأعلى أصواتنا..... بعد فراق من نحب تمتلكنا أحاسيس متناقضة نحبهم ولا نحبهم نكرههم ولا نكرههم نشتاق إليهم ولا نشتاق إليهم نذكرهم ولا نذكرهم ننساهم ولا ننساهم نتقدم خطوات..ونتأخر خطوات؟ بعد الفراق نشعر بالانكسار ونشعر بالتشتت ونشعر بالتبعثر ونشعر بالإرهاق ونشعر بالهزيمة وكأن حربا مريرة مع الواقع قد انتهت؟
لقد خفت أن لا تقنع النفس بعدكم ... بشيء من الدنيا وإن كان مقنعا سلام على الدنيا فما هي راحة ... إذا لم يكن شملي وشملكما معا
وقبل أن يمر بنا الوقت نجد أنفسنا بدائرة الحزن الذي لاينته!! الأحلام اختفت ولا يوجد سوي الألم والدموع كل المحاولات التي نبتكرها لتحمل مرارة الفراق أصبحت لا تجدي حتى الدموع علي الفراق أصبحت لا تجدي.. كل البدايات والنهايات أصبحت واحده بالنهاية الكثير منا من يعيش الفراق فهو بمرحله الموت البطيء!!!
يا من يعز علينا أن نفارقهم ... وجداننا كل شيءٍ بعدكم عدم
أليس هذا ظلم اقترفته بحق من تحب؟؟ فارقته ولم تعرف ماذا سوف يفعل بعد الفراق؟؟؟
وناب عن طيب لقيانا تجافيــنا هلاّ وقد حان صبح البين صبحــنا حين، فقام بنا للحين ناعيــنا إن الزمان الذي مازال يضحكـنا أنسا بقربهم، قد عاد يبكيــنا
فماذا تفعل إذا كان الفراق أبدياً لا يُنتظر له إياب ولا يُؤمل بعده عودة؟ وذلك كما هو واقع الحال في رحيل مَن ينتهي أجله ولا رجعة له من رحلته الأبدية إلى دنيا الناس.. لاشك أن الفاجعة حينئذٍ ستكون فادحة والحزن أعم وأشمل. لانقطاع الأمل وتلاشي الرجاء في أوبة الراحل وعودة الغائب، وهنا يتعمق الحزن فيهزّ كيان المحزون ولا يخفف لولعة الفراق ويهدّئ من توترات المحزون سوى الدموع التي يسفحها، والرثاء الذي يخفّفها ... وقفة ..... الفراق يعيشه الجميع وليس فقط المحبين فكثير منا فارق أبويه وفارق إخوته وأبنائه بلحظات غضب وبوقت لم يكن للتفكير الجدي مكان كل ما تمني أن تكون رسالتي لها الأثر الطيب بأنفسكم وتساعدكم علي أعاده التفكير أو بالأصح أعاده ترتيب أوراق قديمة مع أناس هم بأمس الحاجة لكم....