أختي الحزينة : في جنحة الحياة وبين زحامها المتكتل أرسل إليك هذه الرسالة الصغيرة مقدرة وقتك الثمين وحياتك الغالية... هذه اللحظات هي بداية التواصل المتجدد بإذن الله، أتواصل معك بأفكاري وقلبي وخاطري الخفاق في نفسي أريد منك يا غاليتي قلبك ووجدانك الحي، وأدبك الجم ولتقدمي لنا خلاصة تجاربك. عزيزتي: أرى على وجهك وجبينك خطوط الحزن ومأساة الدهر... لا أكاد أقابلك صباحاً ومساءً إلا وتلك الخطوط علت على وجهك، وعبَّرت عن ما في قلبك... فها هو الحزن ذلك الكابوس المزعج يكسر علينا قفص حياتنا ويدمرها... تســاءلت مــــراراً إلى متى وأنت على هذه الحال وما الســـبب يا ترى.؟! أهو لعزيز فقد، أم لصديق رفض، أم لمطالب لم تتحقق، أم لنفس حبت الحزن وكتبت على نفسها العيش فيه أبد الآبدين... واعلمي يا صغيرتي أنك في أوج شبابك وأجمل رياحين عمرك، فها أنا أمد يدي ليدك وأخاطبك من أعماق قلبي وأقول لك يا صديقة دربي، إياك والحزن، عليك بالابتسامة المنعشة والنفس الفرحة والمرحة... إياك أن تلتفتي إلى الحزن فإنه همٌّ قاصم للظهر ومقض للمضجع. واعلمي أن الله جل جلاله لا يخلق، ولا يضع شيئاً في هذه الدنيا سدى إلا له به علماً فالحزن نعمة يكفِّـر بها الله ذنوبك إذا كانت كثيرة وبه يرفع درجتك في أعلى الجنان، وبه تعلمي سر هذه الحياة المتعاقبة والمتتالية... فياأيتها الحبيبة: انظري إلى هذه الحياة بمنظار أمل وامسكي به بكل قوتك ولا تلجئي أبداً إلى القنوط واليأس وكوني دوماً على اتصال بالله، وإذا أصابك هم أو غم أو حزن أو نصب أو وصب... فنادي من لا يغفل النداء ويسمع الدعاء وقولي: يا سامعاً كل شكوى ويا عالماً بكل نجوى. ولا تلجئي لخلقه أبداً لما بها من الذل والمهانة إلا في التخفيف عما بك والبوح بما في صدرك. وأخيراً عليك بالدعاء فإنه سلاح المؤمنة وغذاؤها الذي تواجهين به مصاعب الحياة وأزماتها.. وتقبلي خالص تحياتي.