قال تعالى : قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
يقول الامام الشافعي : " إ ذا ضاق صدرالمرء عن سرِّ نفسه ..فصدر الذي يستودع السرَّ أضيقُ"..
تعوّدنا منذ الصغر..
عندما تضيق بنا الدنيا, أو نواجه أمورا مؤلمة, صعبة, قاسية, نتوجه لأقرب الناس لقلوبنا لنبثَّ إليهم همًّا ثَـقُل على قلوبنـا, ولنشكو لهم من جور الناس وقسوة الحيــاة التي نعانيها..
وبدورهم يحاولون التخفيف عنَّـا, وتهوين الأمور علينا, تصبيرنا, نصحنا أو إرشادنا للعمل الأفضل تجاه هذه الأمور.. ولا يغفلون عن ( الطبطبة) على أكتافنا..
شعور بالراحة يجتاح قلوبنا ويجعلنا نستنشق الهواء بشهيقٍ أكبر, وزفير يزفر معه همومًا كانت متراكمة..
جميــل ذلك الشعور عندما تجد من يستمع إليك ويواسيك في آلامك, ويقف معك في أصعب المواقف ..
لكن .. لتحتفظ بهمومك وما يثقل على قلبك وتوجه لربّك؛ لأنه هو الذي سيفرج عنك الهم والكرب, والذي اذا استجرت إليه أجارك ,وبه تطمئن ويرتاح قلبك و يستقر ,ويشعر بالسعادة والأمان..
وما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أدعية فرج الكرب والهم , إلا لأنها أنجح من غيرها في الوصول إلى (راحــة قلبك) وتفريج همك وحل صعوبة أمرك..
هناك مثل يقول : "اجعل سرّك لواحد ومشورتك لألف "
إن أردت أن تفضفض عما في قلبك, فلا تفضّ كل ما فيــه , فليس كلُّ شيءٍ يُــقَــال للبشر أيًّا كانوا..
فهناك أمورًا لا بد أن تجعلها بينك وبين ربك وتحتسب أجرها عنده.
وبالتأكيـدلن تفضّ عن أمرٍ لشخص إلا إذا كان هذا الشخص مؤهل لأن يفيـــدك,
أي أنك بعدما تخبره بما أهمّـــك تجد لديه حلولا أو آراءً تفيــدك في التخلص من هذا الأمر وهمِّــه وتخطيــه..
أمَّــا إن كان مستمعًا جيدًا لك ومطبطبًا من الدرجة الممتازة, ولكنه لا يرشدك للطريق الصحيح,
فلا مرحبًـــا بهكذامشورة أو فضفضة !
عزيزي..تذكَّــر دومً
إن أردت أن تفضفض (لا تكب عشاك)..ولا تقل إلا ما تريد له حلًا ,
ولمن تتوقع بأنه عقلاني يخاف الله فيما يقول ويفعل ويرشدك على ضوء ذلك..