قالت لي يوما : إني أخاف البحر ليلا قلت : أيعقل ذلك ، ولما تخافينه ! قالت أه ( وهي تبتسم بابتسامتها الطفولية المعتادة ): صوته أمواجه ، ظلمته ترعبني ليلا . قلت : دعينا نجلس الليل معا هنا ونرى ذلك . سهرنا هناك وكان البحر يغطينا بين أمواجه ويسحرنا بجماله ويأخذنا بشجون هدير أمواجه أسررنا له ما لم نخبر به إنسانا وكان حارسنا الأمين في كل شئ كان يهمس لنا بصمت ويناجينا بنغمات أمواجه . سهرنا هناك مرة وثانية وثالثة .... مرت الأيام وقلت لها يوما : ما رأيك بالبحر ليلا ؟ قالت : أروع سهراتي معك السهر على أحضانه . تذكرت ذلك كله وأنا في طريقي للبحر ها أنا أصلا للبحر ... اخذ ينظر إلي وهدير أمواجه العالية ويقول بغضب: مالي أراك وحيدا حزينا . قلت : هذي حال الدنيا لا تدعنا في حال . جلست هناك انظر إليها أنها هناك تتلألأ وتضيء بين أمواجه هناك بعيدا لم استطع البقاء كثيرا ولكني فقط جلست انظر لها ها أنا أغادر الآن فقال لي البحر : لا تتأخر عد إلي قريبا ولا تكن وحيدا لقد اشتقت لكم قلت له: طبعا سأعود وهل تعتقد أني سأعيش بدونها . وغادرت وأنا انظر إليه لم تعد صورتها هناك بين أمواجه ولا حتى صوتها يناديني هناك أنها أمام عيني دائما كما كانت وصوتها يهمس لي بصمته المعتاد ..... أحبك