( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) .
.. هل هذا يكفي .. ؟؟ !!
لا ..
بل حتى جلد العبد يشهد على العبد
.. قال سبحانه
( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا )
ليس هذا فحسب !!!
ايضا هناك يوجد شهود بيراقبون كل تحركاتك
الشاهد الأول
فهو هذه الأرض التي نمشي عليها ونأكل عليها وننام عليها ونطيع الله عليها ومنا من يعصي الله عليها هذه الأرض لها يوم ستتحدث فيه وتتكلم فيه بما عملت عليها- يا عبد الله – سوف يأتي اليوم الذي تفضحك فيه وتكشف أسرارك ولعلك تقول ما هو الدليل على أن الأرض ستشهد يوم القيامة فأقول : يقول الله تعالى ( إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان مالها * يومئذ تحدث أخبارها ) نعم إن الناس لم ينتبهوا لجريمتك ولم يشهدوا عليك ولكن الأرض التي فعلت تلك المعصية عليها سوف تشهد عليك نعم إنك غافل ولكن الأرض لا تغفل
الشاهد الثاني
فهم الملائكة الذين يكتبون علينا أعمالنا ويسجلون علينا سيئاتنا وحسناتنا أما تتذكر ملك اليمين و ملك الشمال قال تعالى "وإن عليكم لحافظين* كراماً كاتبين* يعلمون ما تفعلون"
و يقول تعالى " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "
أيها الأخ الحبيب :- أتذكر في تلك الليلة لما كنت أمام جهاز التلفاز وكنت تنظر إلى ما تبثه القنوات من تلك الصور العارية؟ لعلك تذكرت ذلك الموقف ..هل كنت وحدك؟ إنك لو علمت أن الملائكة قد كتبوا عليك تلك المعصية لما فعلت تلك المعصية. وهناك شاب آخر قد أخذ سماعة الهاتف ليعاكس الفتيات ... يا ترى !! هل علم بأن الملائكة الكاتبين قد سجلوا عليه سوء عمله؟ وتلك الفتاه التي سمعت الأذان ولكنها تساهلت في أداء الصلاة حتى خرج وقتها ولم تصل تلك الصلاة ؛لأنها انشغلت بالمكالمة الهاتفية أو لعلها كانت تشاهد الأفلام والقنوات .... وبعد تلك الكتابة من الملائكة ، يا ترى ماذا سيجري بعد ذلك ؟ عندما تموت سيطوى كتابك ولكنك سوف تلتقي معه عندما تخرج من قبرك وسوف تعطى هذا الكتاب الذي كتبته عليك الملائكة في الدنيا وسوف يأمرك الله جـل وعـــــلا بأن تقرأه عندما تقف بين يديه قال تعالى "ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا " إنها لحظة عجيبة ، إنها ساعة حرجة عندما يقف العبد حافياً عارياً أمام الجبار جل جلاله ليس بينه وبين ربه حجاب
هل يتسطيع أحدكم أن يكتب المصائب التى فعلها ثم يقف أمام والده و يقول أنتظر حتى اقرأ لك ما فعلته ؟ ياليت هكذا كان الأمر إنك ستمسك كتابك امام ملك الملوك قيوم السموات و الأرض ولتقرأ حينئذ إن استطعت لذلك سيأتى يوم القيامة أناس يقولون خذونا إلى جهنم ولا نقف بين يدى الله عز و جــل فما هو شعورك يا من كان ليله في السهر على القنوات ونهاره في النوم عن الصلوات ؟ ما حالك يا عبد الله عندما ترى سيئاتك في ذلك الكتاب ؟
وأخيراً يا ترى هل بقي أحد يشهد علينا ؟ .......... نعم
إنه الشاهد الرابع
إنه الواحد الأحد رب الشهود ، إنه الواحد المعبود، ) أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) الذي يراك أينما كنت ويعلم بحالك. ) إن الله لا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء) فسبحان العليم بعباده " وهو معكم أينما كنتم" فسبحان الذي لا تخفى عليه خافيه (" والله يعلم مافي قلوبكم") فسبحان من يعلم مافي الصدور. والله إن من أكبر أسباب ضعفنا وتقصيرنا هو " الغفلة عن مراقبة الله تعالى" والإ فلو أن العبد الذي يخلو بذنوبه ، ويبتعد عن الناس لكي لا يروه، لو يعلم ذلك العبد بعلم الله به ورؤيته له لما فعل تلك الفعلة السيئة ولكنه غفل عن الله ، فتمادى في الشهوات " ألم يعلم بأن الله يرى
إن الواحد منا لو يعلم أن أحداً من الناس علم بذنب من ذنوبه لأصابه الخجل والحياء ، ولكن أين الحياء من الله تعالى ؟ أين الحياء ؟
فتذكروا يوم الحساب و أنتم و اقفون بين يدى الله عندما يقول الله لك [ يا فلان ما غرك بلقائى أستهونت بلقائى أكنت عليك هين أكنت تتجمل للناس و تتأتيننى بالقبيح أكنت تستتر عن عيون الناس و تعصينى إذا خلوت أكان يضطرب قلبك إذا نظر إليك أحد و لا يضطرب قلبك لنظرى إليك . ما غرك بى ؟ أظننت أنك لن تلقانى ألم أكن رقيباً على عينيك و أنت تنظر بهما إلى الحرام ألم أكن رقيباً على قدميك و أنت تمشى بهما إلى الحرام الم أجملك ألم أقوك ] فإن كنت من العاصين فيقول الله تعالى [ خذوه يا ملائكتى عبد قد بارزنى بالمعاصر لا أرضى عنه ابداً لقد سخطت عليك فخذوه إلى النار ] و تخيل ألمك و حسرتك حينئذ أو تخيل لو أنك طائع لربك فيقول تعالى [ أدنو منى يا عبدى فيرخى عليك ستره و يقول لك أتذكر ذنب كذا أتذكر ذنب كذا حتى يظن العبد أنه هالك فيقول الله تبارك و تعالى له سترتها عليك فى الدنيا وها أنا أغفرها لك اليوم فأذهب قد رضيت عنك فاذهب أدخل جنتى ]
فإلى كل مؤمن ومؤمنة تذكروا إن من أسماء الله : العليم ، البصير، الشهيد ،الخبير، المحيط ، السميع ، وكلها توجب مراقبة الله في كل حين فيا من يسافر للعصيان تذكر نظر الواحد المنان ويا من يتمتع بالنظر الحرام ، أنسيت رؤية الملك العلام ؟ ويا من يسهر على الآثام ، إن الله يراك ويعلم بحالك ....فأين ستذهب ؟!!
فهـل من توبة عاجلـــــة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لك مني أرق تحية