إخواني في الله!! أدعوكم ونفسي إلى حب الله تبارك وتعالى، وإلى حب رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلى إقامة البينات على هذه الدعوى، من محافظة على الفرائض، ومن تزوّد بالنوافل، ومن تدبر لكتاب الله، ومن كثرةٍ لذكر الله.
نماذج من الحب الرخيص
وهو حب المرأة والكأس وحب المعاصي. يقول أحدهم:
يا من هواه أعزّه وأذلني كيف السبيل إلى رحالك دُلني!
(يا من هواه أعزه وأذلني) نعم؛ لأنك ذللت لغير الله، فأذلك الله سبحانه وتعالى. وآخر يدعي محبة الله كثيراً، وفي أعظم المواقف في الحج ينسى الله تبارك وتعالى، وينسى الوقوف بين يدي الله، وينظر إلى امرأة أتت إلى الطواف حول البيت، فأخذ يتغنى في الحرم، ويقول:
قف بالطواف ترى الغزال المحرما حج الحجيج وعاد يقصد زمزما
لو أن بيت الله كلّم عاشقاً من قبل هذا كاد أن يتكلما
هذا هو الحب الحقير الذي يُحاسب عليه الله. ولي منظومة للرد على هذا الرجل.. قلت:
قف في الحياة ترى الجمال تبسما والطل من ثغر الخمائل قد هما
لا والذي جمع الخلائق في منى وبدا فأعطى من أحل وأحرما
ما في جميع الأرض أجمل منظرٍ من مؤمن لله جدّ ويمما
هذا هو الحب، أما من يتغزل بهذه الأمور ويصرفها لغير الله، فقد كذب على الله. يقول ابن القيم في (بدائع الفوائد )، وهو يتحدث عن من صرف حبه لغير الله، أن أبا فراس الحمداني الشاعر، أرسل لابن عمه سيف الدولة رسالة يقول فيها:
فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضابُ
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب ترابُ
وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خرابُ
فقال: أحسن كل الإحسان في نظم الأبيات، وأساء كل الإساءة يوم جعلها لمخلوق!
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.