التأمل واحة الروح.. وسادة من نعاس وأحلام. .بالتأمل نغوص في أعماقنا ونحررها من( الشوائب) تخفف أثقالنا ونتخطى ذواتنا الى الكون.. البعض تصادره الحياة اليومية تستهلكه الضروريات والكماليات التي تتوالد .. وتتكاثر.. كالفطور؟؟. والبعض الاخر يتحاشى أن ينفرد ويختلي بنفسه. .(لحظة).. كأنه يخاف منها؟ يكرسون أنفسهم للعمل أو اللهو يستهلكون طاقاتهم الجسدية والفكرية بتأجيرها الى خارجهم.؟.. دائماً يتفننون (بالـــــهروب) من مواجهة أنفسهم وتصفية حساباتهم (معـــــها) يلهثون كأنهم في سباق بعيداً عن(الذاتــــ) التي تختصر الكون بعمقها وتعقيدتها وتفاصيلها وفصولها وغناها...الشباب يهربون بضجيجهم مستعجلين تسوقهم سياط رغباتهم..والناضجون يبحرون في تأملهم مختصرين الزمان والمكان الى اللانهائي والمطلق.. وأولئك الذين يجلدون أنفسهم بأسواطهم لا يستقر بهم حال.. كأنهم مطاردون كأنهم مرصودون..تفور ارواحهم من مسامهم ويستهلكون طاقاتهم أكثر من مقدرتهم على التحمل كأنهم في سباق مع الموت؟؟. هل الهروب الدائم من الذات يحررنا منها؟.. تسبقنا دائماً وتقف لنا بالمرصاد عند كل عطفة ومفرق.. النفاذ الى جوهر الذات بحاجة الى (حس نقي) لحظة ضوء تبعد عنها تراكمات تكدست فوقها كالتلال. .(بالتأمل نولد من جديد)إنسان هذا الزمان يتحكم خوفه بتصرفاته.. وليس رغباته من الحذر الذي يقنن من الانفتاح على الآخر ويلهب الارادة بالمغامرة.. تصبح الحياة عبأً غير مضمون العواقب. طالما ابعدناها عن شوقنا الى وسادة تنبض بالدفء واغنية نهدهد بها سرير المحبة. . يفقد التفاح حلاوته والورود جمالها والطبيعة سحرها دون مشاركة الآخر؟؟. يضيق الكون ويصبح مقبرة.وذالك الانسان الذي اعرفه يركض دائماً كأنه قطار ينهب المسافات.. يركض وهو صاحي .. يركض وهو نائم.. يركض وهو عاشق.. ولا يلتقط انفاسه تبداً ويمنح روحه وقفة استراحة ونفسه برهة استجمام.. وتأمل.. يركض وتركض الاشياء من حوله دون ان يغوص في تفاصيله وعمقه وانتمائه اليها..لذالك يمضي حياته دون بصمات عميقة محفورة في دهاليزه..ذاك الانسان.. يهرب حتى من ظله.. قد يكون(الضوء) ...عذاب... للعتمة المعشعشة في الاحداق.. لسراديب الزواحف للقلوب المحنطة؟؟ . والعقول المغلقة.. على مستحثاتها.. والعتبات التي عشعشت على ادراجها الطحالب؟؟.قد يكون الضوء دهشة الاطفال. .( يعلقون على خيوطه العابهم.. ويحلمون بالجنة...؟ قد يقول البعض اني ابالغ ولكن اليست هذه الحقيقة..قلوبكم من سيحكم.