إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح ،
فابتسمت أمي وقالت لي : يا ولدي.. أنا لست مرهقة ..
وكانت هذه كذبتها الثالثة
وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ، أصرت أمي على الذهاب معي ،
ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة ،
وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء
وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت
قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي ، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت ،
بالرغم من أن احتضان أمي لي : كان أكثر بردا وسلاما ، وفجأة نظرت
إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه ، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها :
اشربي يا أمي ، فردت : يا ولدي اشرب أنت ، أنا لست عطشانة ..
وكانت هذه كذبتها الرابعة
وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة ، وأصبحت
مسئولية البيت تقع عليها وحدها ، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات ،
فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ، كان عمي رجلا طيبا
وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ، وعندما رأى الجيران
حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق
علينا فهي لازالت صغيرة ، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة :
أنا لست بحاجة إلى الحب ..
وكانت هذه كذبتها الخامسة
وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ، حصلت على وظيفة
إلى حد ما جيدة ، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي
وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ، وكانت في ذلك الوقت لم يعد
لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ، فكانت تفرش فرشا
في السوق وتبيع الخضروات كل صباح ، فلما رفضت أن تترك العمل
خصصت لها جزءا من راتبي ، فرفضت أن تأخذه قائلة :
يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني ..
وكانت هذه كذبتها السادسة
وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير ،
وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها
الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا ، فشعرت بسعادة بالغة ،
وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة ، وبعدما سافرت وهيأت الظروف ،
اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ، ولكنها لم تحب أن تضايقني
وقالت : يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ...
وكانت هذه كذبتها السابعة
كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ، وأصابها مرض السرطان اللعين ،
وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها ، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين
أمي الحبيبة بلاد ، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا ، فوجدتها
طريحة الفراش بعد إجراء العملية ، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي
ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة ، ليست أمي
التي أعرفها ، انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني
فقالت : لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ...
وكانت هذه كذبتها الثامنة
وبعدما قالت لي ذلك ، أغلقت عينيها ، فلم تفتحهما بعدها أبدا ...
إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته :
حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها ...
وإلى كل من فقد أمه الحبيبة :
تذكر دائما كم تعبت من أجلك ، وادع الله تعالى لها بالرحمة والمغفرة
اول مره تدمع عيني والله واحذنني الموضوع وانا من نقله الهم ارحم ابي واطال الله في عمر امي الحبيبه يا رب العالمين لكم ودي احبتي جعل الله لي ولكم بر الولادين
ويقـول يـا قلـب انتقـم مني ولا تغفر فـإن جريمتـي لا تغتفـر
نــاده قـلـب الأم كــف يــداًولا تذبح فؤادي مرتين على الأثـر
اني قرأت الموضوع اكثر من مرة كل مرة احس فيه لحن لهذه الكلمات كلمات رائعة جدا تدخل الى القلب و تحركه بدون استأذان , حنان الام و قلبها الدافئ الذي يوجل على ضناه أروع نعمة أنعمها الله على الانسان .
يارب تحمي أمي , وكل أمهات الامة العربية و الاسلامية
وائل جميل حقا ماكتبت........
نفع الله بك ,, ورزقنا الله رضاالولدين ............ غفر الله لنا ولهم كما ربونا صغار.............
شهد الورد
ΜԾՄŖĤẴ₣ ДĻĘĤŞДŞ الاداري المتميز
الأوسمة : :
موضوع: رد: حنان الام وحبها وكذبــــتها الثمانيــــــــه؟ 27/12/2010, 4:00 am
الأم هي بهجة الدنيـــــــــآإآ .. وقرة العين.. مهما كتبنا عن الأم لايمكن ان نوفيها حقها .......
لكن لعل في كتاباتنا هذه نحيي قلوب من هم في غفلة عن امهاتهم ولا يعطونهم حق الاهتمام
حفظ الله لي ولكم امهاتكم ..
أرض ٍ تدوس أمي بالأ قدام رملها أموت فيها واندفن في رمالها
أمي لها بالجوف والقلب منزلة مكانة ماكل محبوب نالها
ماشافت عيوني من الناس غيرها ولا خلق رب الخلايق مثالها
أغلى بشر في جملة الناس كلهم وأكرم من يدين المزون وهمالها
اتبع رضاها وارتجي زود قربها واللي طلبته من حياتي وصالها