أترككم مع القصة هى غريبة نوعاً ما ولكن أتمنى أن تنال إعجابكم....
ها أنا بنت الشيطان، أتيت من عالمى إلى عالمكم لكى لا يهنأ أحد بنومه........ أنا... أنا بنت الشيطان... أسمى "تيرا" فى عالمى، وبما أننى أبنة الشيطان فلم تكن لى وظيفة سوى أننى أميرة الشياطين.... أنا... بنت الشيطان... لذلك لم أكن أنام أبدا، لقد كان النوم يكرهنى.. حقدت كثيراً على بنى البشر لأنهم يستطيعون النوم أما أنا... محال أن أنام.... أتيت إلى عالمكم لأنكم من أجبرتمونى أيها البشر، أنتم من أستدعيتموننى من قصرى فى الجحيم لأعيش بين أحلامكم فأجعلها كوابيس، بل أجعلها أهوال، أصبحت أتلذذ وأنا أرى بعينى النارية؛ البشرى المسكين يختنق من الكوابيس، وأحياناً يموت فى إستسلام، دون أدنى مقاومة.... أنتم من أطلقتم علي أسم "الجاثوم" لأن كوابيسكم تطبق على أنفاسكم فتجعلكم تختنقون، وحينها تزعمون أننى آتى فى الليل أثناء نومكم لأطبق على أنفاسكم فهناك من يموت منكم، وهناك من ينجو بحياته..... لقد أحببت أن أجعل وهمكم حقيقة.. لقد صنعتم بأنفسكم أسوأ كوابيسكم..، أنا أسوأ كوابيسكم.... ها أنا أعجبنى لقب "الجاثوم"، وأعجبتنى أكثر وظيفته، فهى أفضل بكثير من جلوسى فى قصر الجحيم، فوظيفتى الجديدة أو هوايتى الجديدة تجعلنى أتلذذ بتعذيبكم أكثر وأكثر... أنتم من خلقتم وظيفتى.. وأنتم من خنقتم أنفسكم بأيديكم...... اليوم قررت ألا أزور أحد فى أحلامه... ولكنى مضطرة أن آتى كعادتى فى الليل.. اليوم فقط قررت أن أسرد لكم إحدى مغامراتى مع أحدى البشريين....
هى... كانت فتاة، فى العشرين من عمرها، تسكن فى بيت كبير، ولديها عائلة كبيرة، وكانت غرفتها مليئة بالتماثيل الصغيرة والكبيرة التى نحتتها بيديها، منها ما شكله مخيف ومنها ما هو جميل، فهى كانت من عشاق نحت التماثيل.... فكرت كثيراً كيف أجعل أحلامها كوابيس تقضى عليها، أو تجعلها تكره النوم، حاولت أن أزورها، وكنت فى كل مرة أفشل، لا أعرف لماذا؟؟ فكأن أحلامها كانت محاطة بأسوار منيعه، كنت كلما حاولت أن أتسلل إلى أحلامها أشعر بأنها محاطة بهالة من النور تجعلنى غير قادرة على التسلل إليها... هذا ما جعلنى أستشيط غضباً، كيف؟؟ أنا بنت الشيطان أعجز عن التسلل داخل أحلام تلك الفتاة من بنى البشر التى لا تملك عُشر ما أمتلكه من قوة.... وحينها أصررت على المحاولة مراراً وتكراراً لن أسأم أبداً من المحاولة، لابد أن أقضى عليها، لا... بل سأجعل أحلامها تقضى عليها.... وفى إحدى ليالى الشتاء المظلم... كانت تلك الفتاة مستيقظة لوقت متأخر من الليل تنحت تمثال، أعترف إنه غريب بعض الشئ، ولكنه راقنى كثيراً، فهو كان يشبهنى إلى حد كبير... وفى حوالى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، بدأ يتسلل النوم إلى عينيها فذهبت إلى السرير كى تنام... هاهى فرصتى حانت مرة أخرى، لابد أن أنجح هذه المرة، لن أجعلها تغلبنى... وبالفعل عندما تأكدت من أنها ذهبت فى نوم عميق... بدأت أتسلل إلى أحلامها... ـــ .................................................. ............. أندهشت كثيراً، أعترف أننى أنا بنت الشيطان شعرت بالخوف، فلم تكن تلك الهالة التى تحيط بأحلامها موجودة... كيف؟؟ لماذا؟؟؟ هيييييييييييييه... نجحت فى أن أتسلل لأحلامها، لقد دخلت بالفعل لأحد أحلامها، كانت بداية الحلم أنها تجلس وسط حديقة منزلها، والشمس ساطعة، وهى تمارس هوايتها المفضلة فى نحت تماثيلها، وبالأحرى كانت تكمل التمثال الذى أعتقدت أنه يشبهننى كثيراً.. ماذا أفعل؟؟ كيف أجعل حلمها هذا كابوس؟؟ فكرت كثيراً إلى أن وجدت الحل... لقد بدأت مهمتى... لقد وقفت أمام الشمس الساطعة فجعلت حلمها ظلام حالك، رأيت نظرة الإندهاش الملئ بالخوف يملأ عيناها فى حلمها... ها قد بدأ أول جزء من خطتى ينجح... عندها حاولت الفتاة فى حلمها الدخول إلى بيتها، فمحوت من حلمها بيتها، كأننى كنت أرسم لوحة حياتها ولكنى محوت منها صورة بيتها.... ظلت الفتاة فى حلمها تلتفت يميناً ويساراً محاولة أن تجد مهرب ولكن لا فائدة لن تهرب من يدى تلك المرة... وهنا بدأ الجزء الأخير من خطتى، لقد أحييت تلك التماثيل التى صنعتها هى بأيديها، لقد جعلت تلك التماثيل تحيط بها من كل ناحية... شعرت بالرعب يملأ قلبها، شعرت بها أيضاً تتلوى فى سريرها، شعرت بالعرق الذى ينهمر من جبينها........ وظلت التماثيل تقترب منها شيئاً فشيئاً، إلى أن حبست الفتاة فى دائرة صغيرة... أما عن المشهد الأخير للحلم... أقصد الكابوس، الفتاة مقيدة بعد أن قيدتها تلك التماثيل، وبدأت تلك التماثيل تنظر إليها بعين نارية، وبدأت تسكب الطين عليها، ذلك الطين الذى صنعت منه الفتاة تلك التماثيل، تلك الفتاة تصرخ... وأنا أضحك وكلما زاد صراخها، تزداد ضحكاتى، وأشعر بقوة أكبر.... وبدأ الطين يغطى جسدها بالكامل، حتى وصل إلى فمها لقد أوشكت تلك الفتاة على الإختناق... هل أكمل؟! لربما أشفقت عليها قليلاً، ولكن هذا لن يجعلنى أتوقف عن إخافتها وجعل حلمها من أسوأ كوابيسها... ولكنه جعلنى أتردد قليلاً بين أن أجعلها تموت، أو أننى سوف أتركها تلك المرة تعيش.. لقد قررت، لن أجعلها تموت، ليس لإشفاقى عليها فقط، ولكنى وددت أن أجد فرصة اخرى مع تلك الفتاة للتلذذ بالدخول إلى كوابيسها فأجعلها تكره النوم، مثلما يكرهنى النوم.... هنا فقط لابد أن أترك حلمها، فلو ظللت هنا أكثر من ذلك لماتت المسكينة... ها أنا لقد خرجت من الحلم... حلم تلك الفتاة.... لقد رأيتها تستيقظ بعنف، وهى تشهق من الخوف.. وتسعل، وجبينها يتصبب عرقاً، أكاد أسمع نبضات قلبها الذى كاد يوشك على التوقف.... هاهاهاهاهاها...... لقد رأيتها تضئ النور، وبدأت تهشم تلك التماثيل التى صنعتها بيديها الواحد تلو الآخر.... حتى صارت كالأشلاء..... يالفرحتى، ما أسعدنى تلك اللحظة... رأيتها تعود للسرير مرة أخرى، يالها من فتاة عنيدة، ولكنها حاولت النوم فعجزت............ لقد نجحت فى إحدى مهماتى.. أحذروا منى لن أتوقف عن جعل أحلامكم كوابيس، بل أهوال... سأجعلكم تكرهون النوم كما يكرهنى.... لقد أنتهت قصتى اليوم... ربما أعود لأسرد لكم إحدى مغامراتى مع كوابيس بنى البشر... وربما ترونى بأنفسكم فى أحلامكم.. أقصد فى كوابيسكم...... الجاثوم.................