ДĻŖỮβ ДĻŞỠЏŖỈ عضو شرف متميز
الأوسمة : :
| موضوع: ديوان أحد عشر كوكباً للشاعر الكبير محمود دروبش 20/8/2010, 1:30 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم محمود درويش
ديوان: أحد عشر كوكباً _______________________________________________________ _______________________________________________________ إليكم بعض القصائد مكتوبه والملف ادناه يحوي القصائد بصوت الشاعر محمود درويش في الْمَسَاءِ الأخِيرِ عَلى هَذِهِ الأَرضْ
في المساءِ الأخير ِ على هذهِ الأرْض نَقطَعُ أَيّامَنا
عَنْ شُجيّراتِنا ، ونَعُدُّ الضُلوعَ الَّتي سَوفَ نَحمِلُها مَعَنا
والضُلوعَ الَّتي سَوْفَ نَتْرُكُها هَهُنا ... في المَساءِ الأخيرْ
لا نُودِّعُ شَيئا ، ولا نَجِدُ الوَقتَ كَيْ نَنْتهي ...
كُلُّ شيءٍ يَظَلُ على حَالِهِ ، فَالمَكانُ يُبَدِّلُ أَحلامَنا
ويُبَدِّلُ زوّارَهُ . فَجأةً لَمْ نَعُدْ قادرينَ على السُخريَة
فَالمَكَانُ مُعَدٌ لِكَيْ يَستَضيفَ الهَباء .. هُنا في الْمَسَاء الأَخيرْ
نَتَمَلى الْجِبالَ المُحيطَةَ بالْغَيْم : فَتْحٌ .. وَفَتْحٌ مُضادّ
وَزَمانٌ قَديمٌ يُسَلِمُ هذا الزَمَانَ الجَديدَ مَفاتيحَ أَبوابنا
فادْخلوا ، أَيُّها الْفاتِحونَ ، مَنازِلَنا واشربوا خَمرَنا
مِنْ مُوشَّحنا السَّهل . فاللّيْلُ نَحنُ إذا انتَصَفَ اللّيْلُ ، لا
فَجْرَ يَحْمِلُهُ فارسٌ قَادِمٌ مِنْ نَواحي الأَذان الأَخيرْ ..
شايُنا أَخْضَرٌ سَاخِنٌ فاشْرَبوه ، وَفُستُقُنا طَازجٌ فَكُلوه
والأَسِرَّةُ خَضْراءُ مِنْ خَشَبِ الأَرْزِ ، فَاسْتَسلِموا لِلنُعاسْ
بَعْدَ هذا الْحِصارِ الطَّويلِ ، وَنَاموا على ريشِ أحْلامِنا
المُلاءاتُ جاهِزَةٌ ، وَالعُطورُ على الْبابِ جاهِزةٌ ، وَالمرايا كَثيرة
فَادخُلوها لِنَخْرُجَ مِنْها تََماما ، وعَمَّا قَليلٍ سَنَبْحَثُ عَمّا
كانَ تاريخَنا حَوْلَ تاريخِكُمْ في الْبلاد الْبَعيدَة
وَسَنسْأَلُ أَنْفُسَنا فِي النِّهايَة : هَلْ كَانَتِ الأَندلس
هَهُنا أَمْ هُنَاكَ ؟ عَلى الأَرضِ ... أَمْ في الْقَصيدَة ؟
كَيْفَ أَكْتُبُ فَوْقَ السَّحاب؟
كَيْفَ أَكْتُبُ فَوْقَ السَّحابِ وَصِيَّةَ أَهْلي؟ وَأَهْلي يَتْرُكونَ الزَّمانَ كَما يَتْرُكونَ مَعاطِفَهُمْ في الْبُيوتِ , وَأَهْلي كُلَّما شَيَّدوا قَلْعَةً هَدَموها لِكَيْ يَرْفَعوا فَوْقَها خَيْمَةً لِلْحَنينِ إِلى أَوَّلِ النَّخْل . أَهْلي يَخُونونَ أَهْلي في حُروبِ الدِّفاعِ عَنِ الْمِلْح . لكِنَّ غَرْناطَةً مِنْ ذَهَب مِنْ حَريرِ الْكَلامِ الْمُطَرَّزِ بِاللَّوْزِ, مِنْ فِضَّةِ الدَّمْعِ في وَتَرِ الْعود. غَرْناطَةٌ لِلصُّعودِ الْكَبيرِ إلى ذاتِها... وَلَها أَنْ تَكونَ كَما تَبْتَغي أَنْ تَكونَ: الْحَنينَ إلى أَيِّ شَيْءٍ مَضى أَوْ سَيَمْضي: يَحُكُّ جَناحُ سُنونوَّةٍ نَهْدَ امْرأَةٍ في السَّريرِ, فَتَصْرُخُ: غَرْناطَةٌ جَسَدي وَيُضَيِّعُ شَخْصٌ غَزالَتَهُ في الْبَراري, فَيَصْرُخُ؛ غَرناطَةٌ بَلَدي وَأَنا مِنْ هُناكَ, فَغَنّي لِتَبْنيَ الْحَساسينُ مِنْ أَضْلُعي دَرَجاً لِلسَّماءِ الْقَريبَةِ. غَنّي فُروسِيَّةَ الصّاعِدينَ إلى حَتْفِهِمْ قَمَراً قَمَراً في زُقاقِ الْعشيقَةِ. غَنّي طُيورَ الْحَديقَة حَجَراً حَجَراً. كَمْ أُحِبُّكِ أَنْتِ التَّي قَطَّعْتِني وَتَراً وَتَراً في الطَّريقِ إلى لَيْلِها الْحارِّ , غَنّي لا صَباحَ لِرائِحةِ الْبُنِّ بَعْدَكِ, غَنّي رَحيلي عَنْ هَديلِ الْيَمامِ على رُكْبَتَيْكِ وَعَنْ عُشِّ روحي فِي حُروفِ اسْمِكِ السَّهْلِ, غَرْناطَةٌ لِلْغِناءِ فَغَنّي
لي خَلفَ السَّماءِ سَماء ...
لِيَ خَلْفَ السَّماءِ سَماءٌ لأَرْجِعَ ، لكنَّني
لَا أَزالُ أُلَّمعُ مَعْدَنَ هذا الْمَكان ، وَأَحْيا
ساعَةً تُبصِرُ الْغَيْبَ . وأَعرِفُ أنَّ الزَّمانْ
لا يُحالِفُني مَرَّتَيْن ، وَأَعرِفُ أَنّي سأَخرُجُ مِنْ
رايَتي طائِراً لا يَحِطُّ على شَجَرٍ فِي الْحَديقَةْ
سَوفَ يَهْبطُ بَعْضَ الْكَلام عَنِ الحُبِّ في
شِعْرِ لوركا الّذي سَوفَ يَسْكُنُ غُرفَةَ نَوْمي
وَيَرى ما رَأيتُ مِنَ الْقَمَرِ الْبَدَويِّ . سَأَخْرُجُ مِنْ
شَجَرِ اللَّوْزِ قُطناً على زَبَدِ . مَرَّ الغَريبْ
حَامِلاً سَبْعَمائَةِ عامٍ مِنَ الْخَيْلِ . مَرَّ الْغَريبْ
ههُنا ، كيْ يَمْرَّ الْغَريبُ هناك . سَأخرُجُ بَعْدَ قَليل
مِنْ تَجاعيدِ وَقتي غَريباً عَنِ الشَّامِ وَ الأَنْدَلُسْ
هذهِ الأَرضُ لَيْستْ سَمائي ، ولَكِنَّ هذا الْمَساءُ مَسائي
وَ المفاتيحَ لي ، وَ الْمآذِنَ لي ، وَ الْمصَابيحَ لي ، وأَنا
لِيَ أيْضاً . َأَنا آدَمُ الْجَنَّتَيْنِ ، فَقدتُهُما مَرَّتَينْ
فَاطرُدوني على مَهَلٍ ،
وَ اقْتُلوني على عَجَلٍ ،
تَحْتَ زَيْتونَتي ،
مَعَ لوركَا ..
أَنا واحِدٌ مِنْ مُلوكِ النِّهايَة
...وأَنا واحِدٌ مِنْ مُلوكِ النِّهايَة...أَقْفِزُ عَنْ فَرَسي في الشِّتاءِ الأَخيرِ, أَنا زَفْرَةُ الْعَرَبيِّ الأَخيرَةْ لاَ أُطِلُّ على الآسِ فَوْقَ سُطوحِ الْبُيوتِ, ولا أَتَطلَّعُ حَوْلي لِئَلا يَراني هُنا أَحَدٌ كانَ يَعْرِفُني كانَ يَعْرِفُ أَنّي صَقَلْتُ رُخامَ الْكَلامِ لِتَعْبُرَ امْرأَتي بُقَعَ الضَّوْءِ حافِيَةً, لا أُطِلُّ على اللَّيْلِ كَيْ لا أَرى قَمَراً كانَ يُشْعِلُ أسْرارَ غَرْناطَةٍ كُلَّها جَسَداً جَسَداً. لا أُطِلُّ على الظِّلِ كَيْ لا أَرى أَحَداً يَحْمِلُ اسْمي وَيَرْكُضُ خَلْفي : خُذِ اسْمَكَ عَنّي وَاعْطِني فِضَّةَ الْحَوْرِ. لا أَتلَفَّتُ خَلْفي لِئلا أَتَذَكَّرَ أَنّي مَرَرْتُ على الأَرْضِ, لا أَرْضَ في هذهِ الأَرْضِ مُنْذُ تَكَسَّرَ حَوْلي الزَّمانُ شَظايا شَظايا لَمْ أَكُنْ عَاشِقاً كَيْ أُصَدِّقَ أَنَّ الْمِياهَ مَرايا, مِثْلَما قُلْتُ لِلأَصْدِقاءِ الْقُدامى, ولا حُبَّ يَشْفَعُ لي مُذْ قَبِلْتُ ((مُعاهَدَةَ الصُّلْحِ)) لَمْ يَبْقَ لي حاضِرٌ كَيْ أَمُرَّ غَداً قُرْبَ أَمْسي. سَتَرْفَعُ قَشْتالَةُ تاجَها فَوْقَ مِئْذَنَةِ اللهِ. أَسْمَعُ خَشْخَشَةً لِلْمَفاتيحِ في بابِ تاريخنا الذَّهَبيِّ, وَداعاً لتِاريخنا, هَلْ أَنا مَنْ سَيُغْلِقُ باب السَّماءِ الأخيرَ؟ أَنا زَفْرَةُ الْعَرَبيِّ الأَخيرَةْ
ذاتَ يومٍ ، سأجلِسُ فَوْقَ الرَّصيف
ذاتَ يَوْمٍ سأجْلِسُ فَوْقَ الرَّصيفِ ... رّصيفِ الْغَريبَة
لَمْ أَكُنْ نَرْجِساً ، بَيْدَ أَنّي أُدافِعُ عَنْ صُورَتي
في الْمَرايا. أَما كُنْتَ يَوْماً ، هُنا ، يا غَريبْ ؟
خَمْسُمائَةِ عامٍ مَضى وَانْقَضى ، وَالْقَطيعَةُ لَمْ تَكْتَمِلْ
بَيْنَنا ، هاهُنا ، والرَّسائِلُ لَمْ تَنْقَطِعْ بَيْنَنا ، وَالْحُروبْ
لَمْ تُغَيِّرْ حَدائِقَ غَرْناطَتي . ذاتَ يَوْمٍ أَمُرُّ بِأَقْمارِها
وَأَحُكُّ بِلَيْمونةٍ رَغْبَتي ... عانِقيني لأُولَدَ ثانِيَةً
مِنْ رَوائِحِ شَمْسٍ وَنَهْرٍ على كَتِفَيْكِ ، وَمِنْ قَدَمَيْنْ
تَخْمُشانِ الْمَساءَ فَيَبْكي حَليباً لِلَيْلِ الْقَصيدَةْ ..
لَمْ أَكُنْ عَابِراً في كَلامِ المُغَنّين ... كُنْتُ كَلامَ
المُغَنّينَ ، صُلْحَ أَثينا وَفارِسَ ، شَرْقاً يُعانِقُ غَرْباً
في الرَّحيلِ إلى جَوْهَرٍ واحِدٍ . عانِقيني لأُولَدَ ثانِيةً
مِنْ سُيوفٍ دِمَشْقِيَّةِ في الدَّكاكينِ . لَمْ يَبْقَ منّي
غَيْرُ دِرْعي الْقَديمَةِ ، سَرْجِ حِصاني الْمُذَهَّبِ . لَمْ يَبْقَ مِنّي
غَيْرُ مَخْطوطةٍ لاِبْنِ رُشْدٍ ، وَطَوْقِ الْحَمامَةِ ، والتَّرْجَمات ...
كُنْتُ أَجْلِسُ فَوْقَ الرَّصيفِ على ساحَةِ الأُقْحُوانَة
وأَعُدُّ الْحَماماتِ: واحِدةً، اثْنَتَيْنِ، ثَلاثينَ ... وَالْفَتَياتِ اللَّواتي
يَتَخاطفْنَ ظِلَّ الشُّجَيْراتِ فَوْقَ الرُّخامِ ، وَيَتْرُكْنَ لي
وَرَقَ الْعُمْرِ ، أَصْفَرَ . مَرَّ الْخَريف عليَّ وَلَمْ أَنْتَبِهْ
مَرَّ كُلُّ الْخَريفِ ، وَتاريخُنُا مَرَّ فَوْقَ الرَّصيفِ ...
وَلَمْ أَنْتَبِهْ !
لِلْحَقيقَةِ وَجْهانِ وَالثَّلْجُ أَسْوَد
لِلْحَقيقَةِ وَجْهانِ وَالثَّلْجُ أَسْوَدُ فَوْقَ مَدينَتِنا لَمْ نَعُدْ قادِرينَ على الْيَأْسِ أَكْثَرَ مِمّا يَئِسْنا, وَالنِّهايَةُ تَمْشي إلى السّورِ واثِقَةً مِنْ خُطاها فَوْقَ الْبَلاطِ الْمُبَلَّلِ بِالدِّمْعِ, واثِقَةً مِنْ خُطاها مَنْ سَيُنْزِلُ أَعْلامَنا: نَحْنُ, أَمْ هُمْ ؟ وَمَنْ سَوْفَ يَتْلو عَلَيْنا((مُعاهَدَةَ الصُّلْحِ)), يا مَلِكَ الاحْتِضار؟ كُلُّ شَيْءٍ مُعَدٌّ لَنا سَلَفًا, مَنْ سَيَنْزِعُ أَسْماءَنا عَنْ هُوِيَّتِنا: أَنْتَ أَمْ هُمْ؟ وَمَنْ سَوْفَ يَزْرَعُ فينا خُطْبَةَ التّيهِ: (( لَمْ نَسْتَطِعْ أَنْ نَفُكَّ الْحِصار فَلْنُسَلِّمْ مَفاتيحَ فِرْدَوْسِنا لِوَزيرِ السَّلامِ, وَنَنْجو...)) لِلْحَقيقَةِ وَجْهانِ, كانَ الشِّعارُ الْمُقَدَّسُ سَيْفاً لَنا وَعَلَيْنا, فَماذا فَعَلْتَ بقَلعَتِنا قَبْلَ هذا النَّهار؟ لَمْ تُقاتِلْ لأَنَّكَ تَخْشى الشَّهادَةَ, لكِن عَرْشَكَ نَعْشُكْ فاحْمِلِ النَّعْشَ كَيْ تَحْفَظَ الْعَرْشَ, يا مَلِكَ الاْنتِظار إِنَّ هذا السَّلام سَيَتْرُكُنا حُفْنَةً مِنْ غُبار... مَنْ سَيَدْفِنُ أَيّامَنا بَعْدَنا: أَنْتَ...أَمْ هُمْ؟ وَمَنْ سَوْفَ يَرْفَعُ راياتِهِمْ فَوْقَ أَسْوارِنا: أَنْتَ ...أَمْ فارِسٌ يائِسٌ؟ مَنْ يُعَلِّقُ أَجْراسَهُمْ فَوْقَ رِحْلَتِنا أَنْتَ...أَمْ حارِسٌ بائِسٌ؟ كُلُّ شَيّءٍ مُعَدٌّ لَنا فَلِماذا تُطيلُ التَّفاوُضَ, يا مَلِكَ الاحْتِضارْ؟
مَنْ أَنا ...
بَعْدَ لَيْلِ الْغَريبَة ؟ مَن أَنا بَعدَ ليلِ الغَريبةِ ؟ أَنهَضُ مِنْ حُلُمي خَائِفاً مِنْ غُموضِ النَّهار عَلى مَرْمَرِ الدّارِ ، مِنْ عَتْمَةِ الشَّمسِ في الْوَرْدِ ، مِنْ مَاءِ نَافورَتيِ خَائِفاً مِنْ حَليبٍ عَلى شَفَةِ الْتّين ، مِنْ لُغَتي خَائِفاً ، مِنْ هَواءٍ يُمَشِّطُُ صَفْصَافَةً خَائِفاً ، خَائِفاً مِنْ وُضوحِ الْزَّمانِ الكَثيفِ ، وَمِنْ حَاضِرٍ لَمْ يَعُدْ حَاضِراً ، خَائِفاً مِنْ مُروري على عَالمٍ لَمْ يَعًُدْ عَالمي . أَيُّها اليَأس كُنْ رَحْمَةً . أَيُّها الْمَوْتُ كُنْ نِعمَةً للغَريبِ الَّذي يُبصِرُ الْغَيْبَ أَوضَحَ مِنْ وَاقِعٍ لَمْ يَعُدْ واقِعاً . سَوْفَ أَسقُطُ مِنْ نَجمَةٍ فِي السَّماءِ إلى خَيْمَةٍ فِي الطَّريقِ ... إلى أَيْن ؟ أَيْنَ الطَّريقُ إلى أيِّ شيءٍ ؟ أرى الْغَيْبَ أَوضَحَ مِنْ شارعٍ لَمْ يَعُدْ شارِعي . مَنْ أَنا بَعْدَ لَيْلِ الْغَريبَةْ ؟ كُنتُ أَمْشي إلى الذّات في الآخَرينَ ، وَها أَنَذا أَخسَرُ الذّاتَ والآخَرينَ . حِصَاني على سَاحِلِ الأَطلَسيَّ اخْتَفى وَحِصاني على ساحِلِ المُتَوَسِّطِ يُغْمِدُ رُمْحَ الصَّليبيِّ فيّ مَنْ أَنا بَعْدَ لَيْلِ الْغَريبَةِ . لا أَستَطيعُ الرُّجوعَ إلى إخوَتي قُرْبَ نَخْلَةِ بَيْتي القَديم ، ولا أَستَطيعُ النُّزولَ إلى قَاع هاويَتي . أَيُّها الْغَيْبُ ! لا قَلْبَ لِلْحُبِّ ... لا قَلْبَ لِلْحُبِّ أَسْكُنُهُ بَعْدَ لَيْلِ الْغَريبَة
كُنْ لِجيتارَتي وَتَراً أَيُّها الماء
كُنْ لِجيتارَتي وَتَراً أَيُّها الْماءُ؛ قَدْ وَصَلَ الْفاتِحون وَمَضى الْفاتِحون الْقُدامى. مِنَ الصَّعْبِ أَنْ أَتَذَكَّرَ وَجْهي في الْمَرايا. فَكُنْ أَنْتَ ذاكِرَتي كَيْ أَرى مافَقَدْت... مَنْ أَنا بَعْدَ الرَّحيلِ الْجَماعِيَّ؟ لي صَخْرَةٌ تَحْمِلُ اسْمِيَ فَوْقَ هِضابٍ تُطِلُّ على ما مَضى وانْقَضى...سَبْعُمائَةِ عامٍ تُشَيِّعُني خَلْفَ سُورِ المَدينَة... عَبَثاً يَسْتَديرُ الزَّمانُ لأُنقِذَ ماضِيَّ مِنْ بُرْهَةٍ تَلِدُ الآنَ تاريخَ مَنْفايَ فِيَّ... وَفي الآخَرين... كُنْ لِجيتارَتي وَتَراً أَيُّها الْماءُ, قَدْ وَصَلَ الْفاتِحون وَمَضى الْفاتِحونَ القُدامى جَنوباً شُعوباً تُرَمِّمُ أَيّامَها في رُكامِ التَّحَوُّلِ: أَعْرِفُ مَنْ كُنْتُ أَمْس, فَماذا أَكُونْ في غَدٍ تَحْتَ رَاياتِ كولومبسَ الأَطْلَسِيَّةِ؟ كُنْ وَتَراً كُنْ لِجيتارَتي وَتَراً أَيُّها الْمَاءُ. لامِصْرَ في مِصْرَ, لا فاسَ في فاسَ, وَالشّامُ تَنْأَى. لا صَقْرَ في رايَةِ الأَهْلِ, لانَهْرَ شَرْقَ النَّخيلِ الْمُحاصَرْ بِخُيولِ الْمَغولِ السَّريعَةِ. في أيِّ أَنْدَلُسٍ أَنْتَهي؟ هاهُنا أمْ هُناكَ؟ سأَعْرِف أَنّي هَلَكْتُ وأَنّي تَركْتُ هُنا خَيْرَ مافِيَّ: ماضِيَّ. لَمْ يَبْقَ لي غَيْرُ جيتارتي كُنْ لِجيتارَتي وَتراً أَيُّها الْماءُ. قَدْ ذَهَبَ الْفاتِحون وَأَتى الْفاتِحون...
في الرَّحيلِ الْكَبير أَحِبُّكِ أَكْثَر ...
في الرَّحيلِ الْكَبيرِ أَحِبُّكِ أَكْثَر ، عَمّا قَليْلْ
تُقْفِلينِ المَدينَةَ . لا قَلْبَ لي في يَديكِ ، وَلا
دَرْبَ يَحمِلُني ، في الرَّحيلِ الْكَبيرِ أُحِبُّكِ أَكْثَرْ
لا حَليبَ لِرُمّانِ شُرفَتِنا بَعْدَ صَدْرِكِ . خَفَّ النَّخيلْ
خَفَّ وَزنُ التِّلال ، وَخَفَّتْ شَوارِعُنا في الأَصيلْ
خَفَّتِ الأرضُ إذْ وَدعَتْ أَرضَها . خَفَّتِ الْكَلِمات
والْحِكَاياتُ خَفَّت على دَرَجِ اللَّيل . لَكِنَّ قَلْبي ثَقيلْ
فَاترُكيهِ هُنا حَولَ بَيْتكِ يَعوي وَيَبكي الزَّمانَ الْجَميلْ ،
لَيْسَ لي وَطَنٌ غَيْرَهُ ، في الرَّحيل أُحِبُّكِ أَكْثَرْ
أُفْرِغُ الرّوح مِنْ آخِر الْكَلِمات : أُحِبُّكِ أَكْثَر
في الرَّحيلِ تَقودُ الْفَراشاتُ أَرواحَنا ، في الرَّحيلْ
نَتَذَكَرُ زِرَّ الْقَميصِ الّذي ضاعَ مِنّا ، وَنَنْسى
تاجَ أَيامِنا ، نَتَذَكَرُ رائِحَةَ الْعَرَقِ الْمِشمِشيِّ ، وَنَنْسى
رَقصَةَ الْخَيْلِ في لَيْلِ أَعْراسِنا ، في الرَّحيلْ
نَتَساوى مَعَ الطَّيْر ، نَرْحَمُ أَيامَنا ، نَكتَفي بِالْقَليلْ
أَكتَفي مِنْكِ بالْخَنْجَرِ الذَّهبيِّ يُرَقِصُ قَلْبي الْقَتيلْ
فاقْتُليني ، على مَهَلٍ كَيْ أَقولَ : أَحِبُّكِ أَكْثَرَ مِمّا
قُلْتُ قَبْلَ الرَّحيلِ الْكَبير . أُحِبُّكِ . لا شَيءَ يوجِعُني
لا الْهَواءُ ، وَلا الْماءُ ... لا حَبَقٌ فِي صَباحِكِ ، وَلا
زَنْبَقٌ في مَسائِكِ يوجِعُني بَعْدَ هذا الرَّحيلْ ...
لا أُريدُ مِنَ الْحُبِّ غَيْرَ الْبِدايَة
لا أُريدُ مِنَ الْحُبِّ غَيْرَ الْبِدايَةِ, يَرْفو الْحَمام فَوْقَ ساحاتِ غَرْناطَتي ثَوْبَ هذا النَّهار في الْجِرارِ كَثيرٌ مِنَ الْخَمْرِ لِلْعيدِ مِنْ بَعْدِنا في الأَغاني نَوافِذُ تَكْفي وَتَكْفي لِيَنْفَجِرَ الْجُلَّنار
أَتْرُكُ الْفُلَّ في الْمَزهَرِيَّةِ, أَتْرُكُ قَلْبي الصَّغير في خِزانَةِ أُمِّيَ, أَتْرُكُ حُلْمِيَ في الْماءِ يَضْحَك أَتْرُكُ الْفَجْرَ في عَسَلِ التّين, أَتْرُكُ يَوْمي وأَمْسي في الْمَمَرِّ إلى ساحَةِ الْبُرْتُقالَةِ حَيْثُ يَطيرُ الْحَمام
هَلْ أَنا مَنْ نَزَلْتُ إلى قَدَمَيْكِ, لِيَعْلُوَ الْكَلام قَمَراً في حَليبِ لَياليكِ أَبْيَضَ... دُقّي الْهَواء كَيْ أَرى شارِعَ النّايِ أَزْرَقَ... دُقِّي الْمَساء كَيْ أَرى كَيْفَ يَمْرَضُ بَيْني وَبَيْنَكِ هذا الرُّخام.
الْشَّبابيكُ خالِيَةٌ مِنْ بَساتينِ شالِكِ. في زَمَنٍ آخَرٍ كُنْتُ أَعْرِفُ عَنْكِ الْكَثيرَ, وَ أَقْطُفُ غاردينيا مِنْ أَصابِعِكِ الْعَشْرِ. في زَمَنٍ آخَرٍ كانَ لي لُؤْلُؤٌ حَوْلَ جِيدكِ, وَاسْمٌ على خاتَمٍ شَعَّ مِنْهُ الظَّلام
لا أُريدُ مِنَ الْحُّبِ غَيْرَ الْبِدايَةِ, طارَ الْحَمام فَوْقَ سَقْفِ السَّماءِ الأَخيرةِ, طارَ الْحَمامُ وَطار سَوْفَ يَبْقى كَثيرٌ مِنَ الْخَمْرِ. مِنْ بَعْدِنا, في الْجِرار وَقَليلٌ مِنَ الأَرْضِ يَكْفي لِكَيْ نَلْتَقي, وَيَحُلَّ السَّلام.
الكمنجات
الكَمَنجاتُ تَبْكي مَعَ الْغَجَرِ الذَّاهِبينَ إلى الأَنْدَلُسْ الكَمَنجاتُ تَبْكي على الْعَرَبِ الْخارِجينَ مِنَ الأَنْدَلُسْ
الكَمَنجاتُ تَبْكي على زَمَنٍ ضائِعٍ لا يَعودْ الكَمَنجاتُ تَبْكي على وَطَنٍ قَدْ يَعودْ
الكَمَنجاتُ تُحْرِقُ غَاباتِ ذاكَ الظَّلامِ الْبَعيد الْبَعيدْ الكَمَنجاتُ تُدْمي الْمُدى ، وَتَشُمُّ دَمي في الْوَريدْ
الكَمَنجاتُ تَبْكي مَعَ الْغَجَرِ الذَّاهِبينَ إلى الأَنْدَلُسْ الكَمَنجاتُ تَبْكي على الْعَرَبِ الْخارِجينَ مِنَ الأَنْدَلُسْ
الكَمَنجاتُ خَيْلٌ على وَتَرٍ مِنْ سَراب ، وَماءٍ يَئِنُ الكَمَنجاتُ حَقْلٌ مِنَ اللَّيْلَكِ الْمُتَوَحِّشِ يَنْأى وَيَدنو
الكَمَنجاتُ وَحشٌ يُعَذِّبُهُ ظُفْرُ إمْرأةٍ مَسَّهُ ، وَابتَعَدْ الكَمَنجاتُ جَيْشٌ يُعَمِّرُ مَقْبَرَةً مِنْ رُخاَمٍ وَمِنْ نَهَوَنْدْ
الكَمَنجاتُ فَوْضى قُلوب تُُُُجَنِّنُها الرِّيحُ في قَدَمِ الرَّاقِصةْ الكَمَنجاتُ أْسْرابُ طَيْرٍ تَفِرُّ مِنَ الرَّايَةِ النَّاقِصَةْ
الكَمَنجاتُ شَكوى الْحَرير المُجَعَّدِ في لَيْلَةِ الْعَاشِقَِةْ الكَمَنجاتُ صَوْتُ النَّبيذِ الْبَعيدِ على رَغْبَةٍ سابِقَةْ
الكَمَنجاتُ تَتْبَعُني ، ههُنا وَهُناكَ ، لِتَثْأرَ مِنِّي الكَمَنجاتُ تَبْحَثُ عَنِّي لِتَقْتُلَني، أَيْنَما وَجَدَتْني
الكَمَنجاتُ تَبْكي على الْعَرَبِ الْخارِجينَ مِنَ الأَنْدَلُسْ الكَمَنجاتُ تَبْكي مَعَ الْغَجَرِ الذَّاهِبينَ إلى الأَنْدَلُسْ
خُطْبَةُ "الهنديّ الأحمر" -مَاقَبْل الأخيرة- أمام الرّجُلِ الأبيض
"هَلْ قُلْتُ مَوْتى؟ لا مَوْتَ فقط تبديلُ عوالم" سياتل زعيم دواميش
1- إَذاً مَنْ نَحْنُ في المسيسِبّي. لَنا ماتَبَقَّى لَنا مِنْ الأَمْسِ / لكِنَّ لَوْنَ السَّماءِ تَغَيَّرَ, وَالْبَحرَ شَرْقاً تَغَيَّرَ, يا سَيَّدَ الْبِيضِ! يا سَيَّدَ الخَيْلِ, ماذا تُريدُ مِنَ الذَّهِبينَ إلى شَجَرِ اللَّيْل؟ / عالِيَةٌ روحُنا, والْمَراعي مُقَدَّسَةٌ, وَالنّجومْ كَلاَمٌ يُضيءُ... إِذا أَنْتَ حَدَّقْتَ فيها قَرَأْتَ حِكايَتَنا كُلَّها: وُلِدْنا هُنا بَيْنَ ماءٍ ونارٍ... وَنولَدُ ثانِيَةً في الْغُيومْ على حافَّةِ السّاحِلِ اللّازَوَرْدِيِّ بَعْدَ الْقِيامَةِ... عَمّا قَليلْ فلا تَقْتُلِ الْعُشْبَ أَكْثَرَ, لِلْعُشْبِ روحٌ يُدافِعُ فينا عَنِ الرّوحِ في الأَرْضِ / ياسَيَّدَ الْخَيْلِ! عَلِّمْ حِصانَكَ أَنْ يَعْتَذِرْ لِروحِ الطَّبيعَةِ عَمَّا صَنَعْتَ بِأَشْجارِنا: آهِ! يا أُخْتِيَ الشَّجَرةْ لَقَدْ عَذَّبوكِ كَما عَذَّبُوني فلا تَطْلُبي الْمَغْفِرَةْ لِحَطَّابِ أُمِّي وَأُمَّكْ...
2- ... لَنْ يَفْهَمَ السَّيِّدُ الأَبْيَضُ الْكَلِماتِ الْعَتيقَةِ هُنا, في النُّفوسِ الطَّليقَةِ بَيْنَ السَّماءِ وَبَيْنَ الشَّجَر... فَمِنْ حَقِّ كولومبوسَ الْحُرِّ أَنْ يَجِدَ الهِنْدَ في أيِّ بَحْر, وَمِنْ حَقِّهِ أَنْ يُسَمِّيَ أَشْبَاحَنا فُلْفُلاً أَوْ هُنودا, وَفي وُسْعِهِ أَنْ يُكَسِّرَ بَوْصَلَةَ الْبَحْرِ كَيْ لا يُصَدِّقُ أَنَّ الْبَشَر سَواسِيَّةٌ كالْهَواءِ وَكَالْماءِ خارِجَ مَمْلَكَةِ الْخارِطَة! وَأَنَّهُمُ يولَدونَ كَما تولَدُ النَّاسُ في بَرْشَلونَة, لكِنَّهمْ يَعْبُدون إِلهَ الطَّبيعَةِ في كُلِّ شَيْءٍ... وَلا يَعْبُدونَ الذَّهَبْ... وَكولومبوسُ الْحُرُّ يَبْحَثُ عَنْ لُغَةٍ لَمْ يَجِدْها هُنا, وعَنْ ذَهَبٍ في جَماجِمِ أجْدادِنا الطَّيِّبينَ وكان لهُ مَا يُرِيدُ مِنَ الْحَيِّ وَالمَيْتِ فِينا. إِذاً لِماذا يُواصِلُ حَرْبَ الإبادَةِ, مِنْ قَبْرِهِ,لِلنِّهايَة؟ وَلَمْ يَبْقَ مِنَّا سِوى زِينَةٍ لِلْخَرابِ, وَرِيشٍ خَفيفٍ على ثِيابِ الْبُحَيْراتِ. سَبْعونَ مَلْيونَ قَلْبٍ فَقَأْتَ... سَيَكْفي وَيَكْفي, لِتَرْجِعَ مِنْ مَوْتِنا مَلِكاً فَوْقَ عَرْشِ الزَّمانِ الْجَديد... أَما آنَ أَنْ نَلْتَقِيَ, يا غَريبُ, غَريبَيْنِ في زَمَنٍ واحِدٍ؟ وَفي بَلَدٍ واحِدٍ, مِثْلَما يَلْتَقي الْغُرَباءُ على هاوِيَة؟ لَنا ما لَنا... وَلَنا ما لَكُمْ مِنْ سَماء لَكُمْ ما لَكُمْ... وَلَكُمْ مِنْ هَواءٍ وَماء لَنا ما لَنا مِنْ حَصىً... وَلَكُمْ ما لَكُمْ مِنْ حَديد تَعال لِنَقْتَسِمَ الضَّوْءَ في قُوَّةِ الظِّلِّ, خُذْ ما تُريد مِنَ اللَّيْلِ, وَاتْرُكْ لَنا نَجْمَتَيْنِ لِنَدْفِنَ أَمْواتنا في الْفَلَكْ وَخُذْ ماتُريدُ مِنَ الْبَحْرِ, وَاتْرُكْ لَنا مَوْجَتَيْنِ لِصَيْدِ السَّمَكْ وَخُذْ ذَهَبَ الأَرْضِ والشَّمسِ, واتْرُكْ لَنا أَرْضَ أَسْمائِنا وَعُدْ, يا غَريبُ, إلى الأَهْلِ... وابْحَثْ عَنِ الْهِنْد
3- ...أَسْماؤُنا شَجَرٌ مِنْ كَلامِ الإِلهِ, وَ طَيْرٌ تُحَلِّقُ أَعْلى مِنْ الْبُنْدُقِيَّةِ. لا تَقْطَعوا شَجَرَ الإِسْمِ يا أَيُّها الْقادِمون مِنَ الْبَحْرِ حَرْبَاً وَ لا تَنْفُثوا خَيْلَكُمْ لَهَباً في السُّهول لَكُمْ رَبُّكُمْ ولَنَا رَبُّنا , وَلَكُمْ دينُكُمْ وَلَنَا دينُنا فلا تَدْفِنوا الله في كُتُبٍ وَعَدَتْكُمْ بأَرْضٍ على أَرْضِنا كَما تدَّعونَ , وَلا تَجْعَلوا رَبَّكُمْ حاجِباً في بَلاطِ الْمَلِك! خُذوا وَرْدَ أَحْلاَمِنا كَيْ تَرَوْا ما نَرى مِنْ فَرَحْ ! وَناموا على ظِلِّ صَفْصافِنا كَي تَطيروا يَماماً يَماما... كَما طارَ أَسْلافُنا الطيِّبونَ وَعادوا سَلاماً سَلاما. سَتَنْقُصُكُمْ , أَيُّها الْبِيضُ , ذِكْرِى الرَّحيلِ عَنِ الأَبْيَضِ الْمُتَوَسِّط, وَتَنْقُصُكُمْ عُزْلَةُ الأَبَدِيَّةِ في غابَةٍ لا تُطِلُّ على الْهاوِيَةْ وَتَنْقُصُكُمْ صَخْرَةٌ لا تُطيعُ تَدَفُّقَ نَهْرِ الزَّمانِ السَّريع سَتَنْقُصُكُمْ ساعَةٌ لِلتَّأَمُّلِ في أيِّ شَيْءٍ , لِتُنْضِجَ فيكُمْ سَماءً ضَروريَّةً لِلتُّرابِِ, سَتَنْقُصُكُمْ ساعَةٌ للِتَّرَدُّدِ ما بَيْنَ دَرْبٍ وَدَرْبٍ, سَيَنْقُصُكُمْ يوربيدوسُ يَوْماً, وَأَشْعارُ كَنْعَانَ والبْابلييِّنَّ , تَنقُصُكُمْ أَغاني سُلَيْمانَ عَنْ شولَميتَ, سَيَنْقُصُكُم سَوْسَنٌ لِلْحَنين سَتَنْقُصُكُمْ, أَيُّها البِّيِضُ ذِكرى تُروِّضُ خَيْلَ الْجُنون وَقَلْبٌ يَحُكُّ الصُّخُورَ لِتَصْقُلَهُ في نِداءِ الكَمَنْجاتِ ...يَنقُصُكُمْ وَتَنْقُصُكُمْ حَيْرَةٌ لِلْمُسَدَّسِ : إِنْ كانَ لا بُدَّ مِنْ قَتْلِنَا فَلاَ تَقْتُلوا الْكائِناتِ الَّتي صادَقَتْنا, وَلا تَقْتُلوا أَمْسنَا سَتَنْقُصُكُمْ هُدْنَةٌ مَعَ أَشْباحِنا في لَيالي الشِّتاءِ الْعَقيمَة وَشَمْسٌ أَقلُّ اشتعالاً, وبَدْرٌ أَقلُّ اكتِمالاً, لِتَبْدُوَ الْجَريَمة أَقلُّ احْتِفالاً على شاشَةِ السِّينما, فَخُذوا وَقْتَكُمْ لِكَي تَقْتُلوا الله...
4- ... نَعْرِفُ ماذا يُخَبَّي هذا الْغُموضُ الْبَليغُ لنا سَماءٌ تَدَلَّتْ على مِلْحِنا تُسْلِمُ الرُّوحَ. صَفْصافَةٌ تَسيرُ على قَدَمِ الرِّيحِ , وَحْشٌ يُؤَسِّسُ مَملكةً في ثُقوبِ الْفَضاءِ الجَريحِ... وَبَحْرٌ يُمَلِّحُ أَخْشابَ أَبْوابِنا, وَلَم تَكُنِ الأَرْضُ أَثْقَلَ قَبْلَ الخليقةِ, لكنَّ شيئاً كهذا عَرَفْناهُ قَبْلَ الزَّمانِ ... سَتَرْوي الرِّياحُ لنا بِدَايَتَنا والنِّهايَةَ , لكِنَّنا نَنْزِفُ اليَوْمَ حاضِرَنا وَنَدْفِنُ أَيَّامَنا في رَمادِ الأَساطيرِ , لَيْسَتْ أَثينا لنا, وَنَعْرِفُ أَيَّامَكُمْ مِنْ دُخانِ الْمَكانِ, وَ لَيْسَتْ أَثينا لَكُمْ, وَنَعْرِفُ ما هَيَّأَ الْمَعْدِنُ – السَّيِّدُ الْيَوْمَ مِنْ أَجْلِنا وَمِنْ أَجْلِ آلِهَةٍ لَمْ تُدَافِعْ عَنِ الْمِلْحِ في خُبْزِنا وَنَعْرِفُ أَنَّ الْحَقيقَةَ أَقْوى مِنَ الْحَقِّ, نَعْرِفُ أَنَّ الزَّمانَ تَغَيَّرَ, مُنْذُ تَغَيَّرَ نَوْعُ السِّلاحِ.فَمَنْ سَوْفَ يَرْفَعُ أَصْواتَنا إِلى مَطَرٍ يابِسٍ في الْغُيُومِ؟ وَمَنْ يَغْسِلُ الضَّوْءَ مِنْ بَعْدِنا وَمَنْ سَوْفَ يَسْكُنُ مَعْبَدَنا بَعْدَنا؟ مَنْ سَيَحْفَظُ عاداتِنا مِنَ الصَّخَبِ الْمَعْدِنِيِّ؟ (( نُبَشِّرُكُمْ بِالْحَضارةِ )) قالَ الْغَريبُ, وَقال: أَنا سَيِّدُ الْوَقْتِ , جِئْتُ لِكَيْ أَرِثَ الأَرْضَ مِنْكُم, فَمُرُّوا أَمامي , لأُحْصِيَكُمْ جُثّةً جُثّةً فَوْقَ سَطْحِ الْبُحَيْرَة ((أُُبَشِّرُكُم بِالحْضارَةِ)) قالَ, لِتَحْيا الأناجيلُ, قالَ, فَمُرُّوا لِيَبْقى لِيَ الرَّبُّ وَحْدي, فإنَّ هُنوداًُ يَموتونَ خَيْرٌ لِسَيِّدِنا في الْعُلى مِنْ هُنودٍ يَعيشونَ , وَالرَّبُّ أَبْيَض وَ أَبْيَضُ هذا النَّهارُ : لَكُمْ عالمٌ وَلنا عالَم... يَقولُ الغَريبُ كَلاماً غَريباً، وَيَحْفِرُ في الأَرْضِ بِئْرا لِيَدْفنَ فيها السَّماءَ . يَقولُ الغَريبُ كَلاماً غَريباً وَيصْطادُ أَطُفالنا وَاْلفَراشَ. بِماذا وَعَدْتَ حَديقَتَنا يا غَريب؟ بِوَرْدٍ مِن الزِّنْكِ أَجْمَلَ مِنْ وَرْدِنا؟ فَلْيكُنْ ما تَشاء وَلكِنْ, أَتَعْلَمُ أَنَّ الْغَزالَةَ لا تَأْكُلُ الْعُشْبَ إِنْ مَسَّهُ دَمُنا؟ أَتَعْلَمُ أَنَّ الْجَواميسَ إِخْوتُنا والنَّباتاتِ إِخْوتُنا يا غَريب؟ فلا تَحْفِرِ الأَرْضَ أَكْثَرَ! لا تَجْرَحِ السُّلَحْفاةَ التَّي تَنامُ على ظَهرِها الأَرْضُ ، جَدَّتُنا الأَرْضُ, أَشجارنُا شَعْرُها وَزِينتُنا زَهْرُها. ((هذِه الأَرْضُ لا مَوْتَ فيها )) , فَلا تُغَيِّرْ هَشاشَةَ تَكْوينِها ! لا تُكَسِّرْ مَرايا بَساتينِها وَلا تُجْفِلِ الأَرْضَ , لا تُوجِعِ الأَرْضَ. أَنْهارُنا خَصْرُها وَأَحْفادُها نَحْنُ, أَنتُمْ ونحن, فلا تَقْتُلوها... سَنَذهبُ ، عمَّا قليلٍ، خُذُوا دَمَنا واترُكوها كما هي , أَجملَ ما كَتَبَ اللهُ فوقَ المياه , لَهُ...ولنا سَنَسْمَعُ أَصْواتَ أَسلافِنا في الرِّياحِ ، ونُصْغي إِلى نَبْضِهِمْ في بَراعِم أَشجارِنا. هذه الأَرْضُ جَدَّتُنا مُقَدَّسةٌ كُلُّها، حَجَراً حَجَراً، هذه الأَرْضُ كُوخٌ لآلِهَةٍ سَكَنتْ مَعَنا , نَجْمةً نَجمةً وأَضاءَت لَنا لَيالي الصَّلاةِ ... مَشَينا حُفَاةً لِنَلْمُسَ رُوحَ الْحَصى وَسِرْنا عُراةً لِتُلْبِسَنا الرُّوحُ، روحُ الهواءِ ، نِسَاء يُعِدْنَ إِلينا هِباتِ الطَّبيعةِ _ تاريخُنا كانَ تاريخَها. كانَ لِلْوَقْتِ وَقْتٌ لِنولَدَ فيها وَنَرْجِعَ مِنْها إِلَيْها: نُعيدُ إِلى الأَرْضِ أَرَوْاحَها رُوَيْداً رُوَيْداً. وَنَحْفَظَ ذِكْرى أَحبَّتِنا في الْجِرار مَعَ الْمِلْح والزَّيْتِ ، كُنَّا نُعَلِّقُ أَسْماءَهُمْ بُطُيورِ الجداوِل وَكُنَّا الأَوائِلَ, لا سَقْفَ بَيْنَ السَّماءِ وزُرْقَةِ أَبْوابِنا وَلا خَيْلَ تَأْكُلُ أَعْشابَ غِزْلانِنا في الْحُقولِ, وَلا غُرَباء يَمُرُّونَ في لَيْلِ زَوْجاتِنا, فَاتْرُكوا النَّايَ للرّيحِ تَبْكي على شَعْبِ هذا المكانِ الجريحِ...وَتَبْكي عليكم غَدا, وتبكي عليكم...غَدا ... ! _______________________________ الآن القصائد كامله بصوت الشاعر العملاق محمود درويش [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لا تنسى الرد
عدل سابقا من قبل ДĻŖỮβ ДĻŞỠЏŖỈ في 4/9/2010, 7:55 pm عدل 1 مرات | |
|
ŞĦДĤĘḐ ДĻฟДŖḐ صاحبة ومؤسسة المنتدى
الأوسمة : :
| موضوع: رد: ديوان أحد عشر كوكباً للشاعر الكبير محمود دروبش 4/9/2010, 7:28 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشكرا يا الرعب على الديوان الجميل جدا جزاك الله كل خير على مواضيعك المميزة
دمت بخير وسلام | |
|
ŞДŁΜД عضوة متميزة
الأوسمة : :
| موضوع: رد: ديوان أحد عشر كوكباً للشاعر الكبير محمود دروبش 4/9/2010, 8:34 pm | |
| مشاءالله ابيات في قمة الروعه وهذا يدل على ذوقك في الاختيار | |
|
السوري الأصلي العضو مميز
الأوسمة : :
| موضوع: رد: ديوان أحد عشر كوكباً للشاعر الكبير محمود دروبش 22/10/2010, 4:18 pm | |
| آآلـًٍسًٍـلآآمً عـًٍـلًٍـيًٍــكًٍـمًٍ وٍرٍحًٍـمًٍـهًٍـ الله وٍبًٍـرًٍكَـَآتـٍَّهـ يًسـٍــًلـًـٍمًـًوٍـوٍـوٍـوٍ حًـٍبـًيـًبـٍىآ‘إْْْ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عً ـٍـآلـًـمـًوٍضـًـوٍعً آ‘إْلـرٍآ‘إْْئـً‘عًٍ
لآ تًـحٍـرٍمًـنٍـآ جًـٍدًيٍـدًكٍـ
وٍآ‘إْْْصًــٍـلً إبـًـدآ‘إْْعـًكـٍ | |
|