مدينة على نهر العاصي، مركز منطقة جسر الشغور، تتبع محافظة إدلب. تقع شمال سهل الغاب على بعد 4كم، في منخفض تحيط به الروابي من جميع الجهات. تتاخم السفوح الشرقية لجبال اللاذقية، وهضبة القصير من الشمال، ويطل عليها جبل الدويلة من الشرق، وهضبة شيروبية البركانية من الجنوب والجنوب الشرقي، وتبعد 47كم جنوب غرب مدينة إدلب. هذا وتعد جسر الشغور نقطة عبور طبيعية إلزامية لنهر العاصي وجبال اللاذقية، بين حفرة الغاب جنوباً، وخانق دركوش شمالاً. ثم بين سورية الداخلية والبحر المتوسط. يزعم المؤرخون الأجانب أنه كان في موقعها قرية تسمى نيكوبا، اندثرت قبل الفتح الإسلامي وذكر الرحالة أولياجلبي أنه لم يكن قرب الجسر حين مروره هناك عام 1058هـ بلدة معمورة، بل خان وجامع وحمام في منطقة غير آمنة، ويعتقد أن باني هذه الآثار محمد باشا الكوبرلي، والي طرابلس سفي العهد العثماني، لذا فإن إعمارها يعود إل ذلك العهد، وقد بنيت المساكن الطينية الخشبية المتلاصقة حول تلك المنشآت وتركزت في غربي النهر لدواع أمنية. يفصل بين أحيائها أزقة ضيقة بسبب ضيق رقعتها المتاحة بين الجبل والنهر. وفي الأربعينيات من القرن العشرين توسعت في كافة الاتجاهات ولاسيما بعد الاستقلال، ووضع لها مخطط تنظيمي عام 1955 وعدل عام 1970 روعي فيه التطور العمراني في المستقبل، وتتسع الآن بسرعة لهجرة السكان من الأرياف المجاورة إليها، فانتشرت فيها المنازل الطابقية وبخاصة في القسم الجنوبي منها. تعتمد مدينة (جسر الشغور في اقتصادها على التجارة، وبسبب خصوبة منطقتها، ووجود العديد من القرى التابعة لها، والتي تعتمد على المدينة في تأمين حاجياتها، تعقد في أيام السبت والأحد والاثنين من كل أسبوع أسواق مخصصة لبيع الحيوانات واللحوم والأجبان والأسماك الطازجة والحبوب. كما يعمل السكان في زراعة 700هـ بعلاً، تنتج القمح والشعير والزيتون، و420هـ رياً، تنتج البندورة والرمان، ويصدر فائض الإنتاج إلى مدينتي حلب ودمشق. والصناعة فيها ضعيفة، ماعدا معمل سكر الغاب التابع لها ويقع في شرقها ويعتمد على الشوندر السكري الذي تزرعه محافظة إدلب ومنطقة الغاب، وكذلك على السكر الأحمر المستورد، ويعمل به أيام المواسم 600 عامل، وفيه وحدة إرشادية لصنع السجاد، ومعمل مياه غازية نصف آلي، وورشات لإصلاح السيارات والجرارات، وقد خطط لإقامة منطقة صناعية لها في شرق المدينة، وتعد مدينة جسر الشغور)ممراً حيوياً بين مدينتي حلب واللاذقية، وفيها محطة لسكة الحديد بين هاتين المدينتين في طرفها الغربي، ويرتبط قسماها بجسرين أحدهما خشبي غير سالك حالياً أقيم عام 1943، وترتبط بطرق مزفتة مع المدن والقرى المجاورة لها. يشرب السكان من مصدرين أساسيين الأول ينابيع قرية اشتبرق في الجنوب الغربي منها وعلى بعد 3كم، وهي ينابيع غزيرة أكثر أيام السنة، ومن آبار عند قرية المعلقة في جهة الشرق، تجر مياهها بأنابيب إلى خزان توزع مياهه بشبكة على المدينة، وهناك مشروع لجر المياه من قرية الناعور التي تبعد 17كم إلى الجنوب الغربي. فيها مستوصف ومؤسسات استهلاكية ومقصف على نهر العاصي ومحطة للرصد الجوي. تصلها بمدينة إدلب طريق مزفتة.