[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تقع مدينة معرة النعمان في منطقة وسط بين وادي نهر العاصي في الغرب والبادية في الشرق. مما جعلها هدفاً لتنافس قوى متعددة، حاولت السيطرة عليها عبر تاريخها الطويل. واسم المعرّة الأصلي هو "أرّا" ولكنها تعرف اليوم باسم معرّة النعمان. وهي مسقط رأس الشاعر الشهير أبو العلاء المعرّي.
تقع مدينة المعرّة في حزام زراعي على الحافة الشرقية للمنطقة الكلسية التي تمثل هناك بامتدادها الجنوبي، جبل الزاوية. وهذا الموقع يجعل المعرّة في منطقةٍ وسطٍ بين وادي نهر العاصي في الغرب، والبادية في الشرق. وتتوسط المعرّة مدينتي حماة في الجنوب وحلب في الشمال، وهي تبعد حوالي 55كم عن الأولى وحوالي 73كم عن الثانية. وقد أدى هذا الموقع إلى أن تشهد المعرّة، في تاريخها الطويل، تنافس قوى متعددة في السيطرة عليها.
عرفت المعرّة عند الصليبيين بإسم مَرّا "Marra" ولاَمرّي "La Marre"، وذكرها الأغريق باسم أرّا "Arra" وميغَرا "Megara". والحقيقة إن اسم أرّا لم يكن من أصل إغريقي، كما لم يبتدئ تاريخ المعرّة من العصر الإغريقي كما هو شائع حالياً، وإنما هو الاسم الأصلي للمدينة الذي عرفت به في عصور قديمة من تاريخ سورية سبقت عصر الإغريق. فقد ورد هذا الاسم بصيغة أرا "Arâ" في النصوص المسمارية الآشورية التي دون فيها بالمقاطع أ ـ را ـ ا "A – ra – a". وذكرتها بهذا الاسم نصوص الملك الآشوري تغلات ـ بلاصر الثالث (744 ـ 727ق.م) باعتبارها إحدى المدن التابعة لحماة، وذلك بصدد وصف وقائع حملة السنة الثالثة من عهد ذلك الملك (سنة 742ق.م).
ويقترن اسمها الحالي، معرّة النعمان، باسم الصحابي النعمان بن بشير الأنصاري الذي عين والياً عليها من قبل الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان (661 ـ 668م).
استولى البيزنطيون على المدينة في عام 968م ضمن محاولات الإمبراطور نيكيفوروس" Nicephorus"الرامية إلى بسط نفوذ القسطنطينية في شمالي سورية.
وانتهى الاحتلال البيزنطي المدمر على إثر تحرك الفاطميين بحدود عام 996م، ثم سرعان ما عادت المعرّة لتنضوي تحت راية حلب.
احتلت جيوش الصليبيين هذه المدينة في مطلع عام 1099م في زحفهم الأول باتجاه القدس. وكان دخول تلك الجيوش إلى المدينة بعد حصار دام ثلاثة أسابيع. وقد رافق ذلك الاحتلال مذبحة سقط فيها الآلاف من سكان المدينة التي تعرضت للحرق أيضاً. استعيدت المعرّة من أيدي الصليبيين لفترة من الزمن قبل أن يتمكن عماد الدين زنكي من تحريرها تماماً في عام 1135م. وقد أصبحت تابعة لحلب تحت حكم الأيوبيين، ثم إلى حماة تحت حكم المماليك.
وعرفت المعرّة في كونها مسقط رأس الشاعر الشهير أبو العلاء المعري (المتوفى في عام 1057م)؛ ويقوم اليوم فيها ضريح له.
توجد في الطرف الشمالي ـ الغربي للمدينة بقايا قلعة تعود في تاريخها إلى العصور الوسطى. ويعود إنشاء هذه القلعة، المشيدة على هضبة كلسية، إلى العصر البيزنطي، وقد دعمها الأيوبيون بتحصينات مهمة، وكان لها عشرة أبراج ضخمة وضمت أقبية ومستودعات ومسجداً. ومنذ سقوط هذه القلعة بيد المغول في عام 1260م بدأت تتعرض للخراب حتى إن تحصيناتها الأصلية أزيلت بشكل كامل تقريباً.
وتقوم حالياً في الساحة الرئيسة، في مركز المدينة، مئذنة أثرية أقيمت أصلاً في النصف الأول من القرن الثاني عشر الميلادي وجدد بناؤها في أعقاب هزة أرضية حدثت في عام 1170م. والمسجد الذي تعود إليه هذه المئذنة كان قد أقيم، كما هو واضح، على موقع معبد قديم أعيد استعمال بعض مواده البنائية، مثل الأعمدة، في تشييد المسجد.
في الجزء الجنوبي ـ الشرقي من المنطقة المركزية يوجد خان يعود إلى القرن السادس عشر الميلادي، وهو خان مراد باشا الذي يعتبر أكبر خان في سورية، إذ تبلغ مساحته 7000م2. ويضم هذا الخان تكية وألحق به حمام وسوق، وقد حول الخان إلى متحف يضم آثاراً من عصور مختلفة تشمل قطع فسيفساء نقلت من مواقع أثرية قريبة. ومن هذه القطع مشهد الذئبة مع رومولوس وريموس عثر عليها في فركيا، على بعد حوالي 13كم شمال ـ غرب المعرّة، ويعود تأريخها إلى عام 511م. وتحيط بالمعرّة تلال أثرية تعود إلى عصور قديمة، ومن هذه التلال: بنصرة ومنصور والفجل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]