تقرأ جرحك بتأني وعمق وتشعر أنك بحاجة إلى أن تعيد إكتشاف نفسك من جديد ؛ وترتيب أوراق روحك المبعثرة ... وربما أيضا إكتشاف الوجه الآخر الحقيقي لمن تحب وربما أيضا الوجه الآخر للغياب حينما تشعر أن في صدرك أماني ذبحها الغياب .
هو أعظم قوة لمن نحب ، لأنه يصبغ علية صفات الجمال و الكمال ، وكأنه كائن خرافي وإسطوري ، فنتوهم في غيابة أن لدية تلك المقدرة على تغيير كل الأشياء والأحاسيس بمجرد حضورهم ... !!
نقرأ دفاتر الذكريات لوحدنا ونزينها بألوان الحنين الزاهية ونرسم على السطور بعضا من علامات الإستفهام والتعجب والفواصل .. ونتردد ونحن نضع نقطة في آخر السطر لأننا نخشى أن تكون هذة النقطة الأخيرة ....... هي نقطة الوداع والفراق الأخير !!
أحيانا يكون جمرة يتقد بها الحب وأحيانا يكون فرصة لأن يهدأ هذا الجمر المشتعل ثم ينطفئ ويترمد ليصبح مع الزمن مجرد ذكرى لحب كان مهيأ أن يكون نار تضئ القلب وتشعل شموع الوجد !!
نكتشف أحيانا أنه لم يتغير شئ سوى أننا لم نعد نحس بشئ ولم تعد لدينا القدرة على الإستمتاع بأي شئ .. حتى السفر الذي نحبه نراه رحلة جديدة في درب الغربة والإغتراب !!
نكون دائما مع الآخرين لكننا نشعر بأننا لوحدنا بصحبة حزننا وجرحنا !! وكما أن الأشجار تموت ولكن واقفة .. فإن بعض مشاعر الحب تموت في الغياب ولكن ... بكبرياء !!