مصطلحات هامة
البراغماتية: pragma
تيار مثالي ذاتي في الفلسفة البرجوازية، يرى في المنفعة العملية للمعارف مصدرا لها ومعيارا رئيسيا لصحتها. وكانت المبادئ الاساسية لهذه المعرفة قد صيغت في سبعينات القرن التاسع عشر على يدي بيرس، الذي طرح الموضوعة الشهيرة: "وجود الشيء يعني كونه نافعاً". وقد صادفت البراغماتية منذ مطلع القرن الحالي رواجا واسعا في أوساط الانتلجنسيا الامريكية والانكليزية بفضل أعمال جيمس. وبين الوان البراغماتية تأتي "أداتية" instrumentalism ديوى و "عملياتية" operationalism بريجمان و "انسانية" شيلر. وقد طرح البراغماتيون شعار قرن الفلسفة بالحياة، وفهم الفلسفة على انها اسلوب لحل المشكلات البشرية، والنظر إلى الانسان باعتباره كائنا فعلالا، يحوّر الواقع وفقا لأهدافه ورغباته ومتطلباته. ويذهب ديوى إلى أن الفلسفة لا تقتصر على الدراسة العملية للوقائع، وانما ترمي إلى خلق القيم (المثل، والقواعيد والمعايير الاخلاقية...) ولكن الطروحات البراغماتية حول البعد الانساني للفلسفة وحول الممارسة كمعيار لليقين لا يمتان إلا بصلة شكلية إلى موضوعات الفلسفة المادية العلمية. فوراء هذا التشابه السطحي اللفظي يتستر التعارض الجذري بين المواقف الجوهرية لكلتا الفلسفتين. ان منطلق الفلسفة البراغماتية هو نفي الواقع الموضوعي. فهي ترى انه ليس ثمة موضوعات خارجنا، وانما هناك مجرد مادة غير متشكلة، نسبغ عليها هذه الصورة أو تلك. ومن ذلك قول ديوى أنه يتعذر حتى طرح مسألة ما هو الواقع بحد ذاته؛ فالواقع شيء هلامي، عديم الشكل، بدون بنية معينة وقانونيات موضوعية ذاتية. والانسان هو يشبع – بفضل نشاطه- الترتيب والنظام في عشوائية المعطيات التجريبية، فيعطى العالم ملامحه النهائية وتعينه الكامل. وهنا لا يسترشد الانسان الا المنفعة، بتطلعاته الشخصية. وهذا يعني ان البراغماتية تفهم الممارسة فهما ذاتيا متطرفا، فلا ترى فيها تحويرا هادفا للأشياء وفقا لقوانينها وصفاتها الداخلية، وانما تعتبرها انشاءً اعتباطيا وفقا لقوانينها وصفاتها الداخلية، وانما امكانية المعرفة الموضوعية اليقينية، فتعلن ان كافة النظريات او الفلسفات انما تكون صحيحة، يقينية، اذا كانت نافعة. وبذلك تقول البراغماتية بتعددية الحقائق، وتشكل تبريرا للاعتباطية اللامحدودة. ومن وجهة النظر البراغماتية قد يكون الدين صحيحا، طالما انه يجلب منفعة معينة – يعطي الانسان العزاء والسلوى عند الويلات و المصائب. وانطلاقا من المبادئ البراغماتية يمكن تبرير أية سياسة رجعية، بحجة أنها تأتي بالنفع. وهذه الأمور كلها تبين لاعلمية البراغماتية، وطبيعتها الفردية والارادوية المتطرفة.
يسار - يمين
اصطلاحان استخدما في البرلمان البريطاني، حيث كان يجلس المؤيدون للسلطة في اليمين ، والمعارضون في اليسار ؛ فأصبح يُطلق على المعارضين للسلطة لقب اليسار، وتطور الاصطلاحان نظراً لتطور الأوضاع السياسية في دول العالم ؛ حيث أصبح يُطلق اليمين على الداعين للمحافظة على الأوضاع القائمة، ومصطلح اليسار على المطالبين بعمل تغييرات جذرية، ومن ثم تطور مفهوم المصطلحان إلى أن شاع استخدام مصطلح اليسار للدلالة على الاتجاهات الثورية ، واليمين للدلالة على الاتجاهات المحافظة، والاتجاهات التي لها صبغة دينية.
مبدأ ويلسون
وضعه الرئيس الأمريكي وودر ويلسون عام 1918 م ؛ ويتألف من 14 نقطة، ويركز على مبدأ الاهتمام بصورة أكبر بمستقبل السلم والأمن في الشرق الأوسط ، وكان هذا المبدأ ينص على علنية الاتفاقيات كأساس لمشروعيتها الدولية، وهو ما كان يحمل إدانة صريحة لاتفاقية سايكس بيكو التي سبقت إعلانه بسنتين، ولمبدأ الممارسات الدبلوماسية التآمرية التي مارستها تلك الدول.
كما دعا مبدأ ويلسون ضمن بنوده إلى منح القوميات التي كانت تخضع لسلطة الدولة العثمانية كل الضمانات التي تؤكد حقها في الأمن والتقدم والاستقلال، والطلب من حلفائه الأوروبيين التخلي عن سياساتهم الاستعمارية واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها ( ! )
ولما اصطدمت مبادئه بمعارضة حلفائه الأوروبيين في المؤتمر الذي عقد بعد الحرب العالمية الأولى في باريس، أمكن التوفيق بين الموقفين بالعثور على صيغة (الانتداب الدولي) المتمثل في إدارة المناطق بواسطة عصبة الأمم وبإشراف مباشر منها، على أن توكل المهمة لبريطانيا وفرنسا نيابة عن العصبة
مبدأ كارتر
أعلنه الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، أكد فيه تصميم الولايات المتحدة على مقاومة أي خطر يهدد الخليج ؛ بما في ذلك استخدام القوة العسكرية، وكانت جذور هذا المبدأ هي فكرة إنشاء قوات التدخل السريع للتدخل في المنطقة وحث حلفائها للمشاركة في هذه القوة، وقد أنشئت قيادة عسكرية مستقلة لهذه القوة عرفت (بالسنتكوم).
مبدأ نيكسون
أعلنه الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في يوليو عام 1969 م ؛ وينص على أن الولايات المتحدة ستعمل على تشجيع بلدان العالم الثالث على تحمل مسؤوليات أكبر في الدفاع عن نفسها، وأن يقتصر دور أمريكا على تقديم المشورة وتزويد تلك الدول بالخبرة والمساعدة ( ! )
مبدأ مونرو
وضعه الرئيس الأمريكي جيمس مونرو عام 1823 م وحمل اسمه ؛ وينص على تطبيق سياسة شبه انعزالية في الولايات المتحدة الأمريكية في علاقاتها الخارجية، وظل هذا المبدأ سائداً في محدودية الدور الأمريكي في السياسة الدولية حتى الحرب العالمية الثانية في القرن الحالي حين خرجت أمريكا إلى العالم كقوة دنيوية عظمى.
مبدأ أيزنهاور
أعلنه الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور في الخامس من يناير عام 1957م ضمن رسالة وجهها للكونجرس في سياق خطابه السنوي الذي ركز فيه على أهمية سد الفراغ السياسي الذي نتج في المنطقة العربية بعد انسحاب بريطانيا منها، وطالب الكونجرس بتفويض الإدارة الأمريكية بتقديم مساعدات عسكرية للدول التي تحتاجها للدفاع عن أمنها ضد الأخطار الشيوعية، وهو بذلك يرمي إلى عدم المواجهة المباشرة مع السوفيت وخلق المبررات، بل إناطة مهمة مقاومة النفوذ والتسلل السوفيتي إلى المناطق الحيوية بالنسبة للأمن الغربي بالدول المعنية الصديقة للولايات المتحدة عن طريق تزويدها بأسباب القوة لمقاومة الشيوعية ، وكذلك دعم تلك الدول اقتصادياً حتى لا تؤدي الأوضاع الاقتصادية السيئة إلى تنامي الأفكار الشيوعية.
ولاقى هذا المبدأ معارضة في بعض الدول العربية بدعوى أنه سيؤدي إلى ضرب العالم العربي في النهاية، عن طريق تقسيم الدول العربية إلى فريقين متضاربين : أحدهما مؤيد للشيوعية والآخر خاضع للهيمنة الغربية
مبدأ ترومان
أعلنه الرئيس الأمريكي هاري ترومان في مارس 1947 م للدفاع عن اليونان وتركيا وشرق البحر الأبيض المتوسط في وجه الأطماع السوفيتية، ودعم الحكومات المعارضة للأيديولوجيات السوفيتية الواقعة في هذه المنطقة، والهدف من هذا المبدأ هو خنق القوة السوفيتية ومنعها من التسرب إلى المناطق ذات الثقل الاستراتيجي والاقتصادي البارز بالنسبة للأمن الغربي.
كونفدرالية
يُطلق على الكونفدرالية اسم الاتحاد التعاهدي أو الاستقلالي ؛ حيث تُبرم اتفاقيات بين عدة دول تهدف لتنظيم بعض الأهداف المشتركة بينها ؛ كالدفاع وتنسيق الشؤون الاقتصادية والثقافية ، وإقامة هيئة مشتركة تتولى تنسيق هذه الأهداف ، كما تحتفظ كل دولة من هذه الدول بشخصيتها القانونية وسيادتها الخارجية والداخلية ، ولكل منها رئيسها الخاص بها .
فيدرالية
نظام سياسي يقوم على بناء علاقات تعاون محل علاقات تبعية بين عدة دول يربطها اتحاد مركزي ؛ على أن يكون هذا الاتحاد مبنيًا على أساس الاعتراف بوجود حكومة مركزية لكل الدولة الاتحادية، وحكومات ذاتية للولايات أو المقاطعات التي تنقسم إليها الدولة، ويكون توزيع السلطات مقسماً بين الحكومات الإقليمية والحكومة المركزية.
فاشية
نظام فكري وأيديولوجي عنصري يقوم على تمجيد الفرد على حساب اضطهاد جماعي للشعوب، والفاشية تتمثل بسيطرة فئة دكتاتورية ضعيفة على مقدرات الأمة ككل، طريقها في ذلك العنف وسفك الدماء والحقد على حركة الشعب وحريته، والطراز الأوروبي يتمثل بنظام هتلر وفرانكو وموسيليني، وهناك عشرات التنظيمات الفاشية التي ما تزال موجودة حتى الآن ، وهي حالياً تجد صداها عند عصابات متعددة في العالم الثالث، واشتق اسم الفاشية من لفظ فاشيو الإيطالي ويعني حزمة من القضبان استخدمت رمزاً رومانياً يعني الوحدة والقوة، كما أنها تعني الجماعة التي انفصلت عن الحزب الاشتراكي الإيطالي بعد الحرب بزعامة موسيليني الذي يعتبر أول من نادى بالفاشية كمذهب سياسي.
شوفينية
مصطلح سياسي من أصل فرنسي يرمز إلى التعصب القومي المتطرف، وتطور معنى المصطلح للدلالة على التعصب القومي الأعمى والعداء للأجانب، كما استخدم المصطلح لوصم الأفكار الفاشية والنازية في أوروبا، ويُنسب المصطلح إلى جندي فرنسي اسمه نيقولا شوفان حارب تحت قيادة نابليون وكان يُضرب به المثل لتعصبه لوطنه.
رجعية
مصطلح سياسي اجتماعي يدل على التيارات المعارضة للمفاهيم التقدمية الحديثة وذلك عن طريق التمسك بالتقاليد الموروثة، ويرتبط هذا المفهوم بالاتجاه اليميني المتعصب المعارض للتطورات الاجتماعية السياسية والاقتصادية إما من مواقع طبقية أو لتمسك موهوم بالتقاليد، وهي حركة تسعى إلى التشبث بالماضي؛ لأنه يمثل مصالح قطاعات خاصة من الشعب على حساب الصالح العام. ( وقد استورد المنافقون هذا المصطلح من الغرب وحاولوا إلصاقه بأهل الإسلام ! الداعين إلى تحكيم الكتاب والسنة ) .
راديكالية (جذرية)
الراديكالية لغة نسبة إلى كلمة راديكال الفرنسية وتعني الجذر، واصطلاحاً تعني نهج الأحزاب والحركات السياسية الذي يتوجه إلى إحداث إصلاح شامل وعميق في بنية المجتمع، والراديكالية هي على تقاطع مع الليبرالية الإصلاحية التي يكتفي نهجها بالعمل على تحقيق بعض الإصلاحات في واقع المجتمع، والراديكالية نزعة تقدمية تنظر إلى مشاكل المجتمع ومعضلاته ومعوقاته نظرة شاملة تتناول مختلف ميادينه السياسية والدستورية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية، بقصد إحداث تغير جذري في بنيته، لنقله من واقع التخلف والجمود إلى واقع التقدم والتطور.
ومصطلح الراديكالية يطلق الآن على الجماعات المتطرفة والمتشددة في مبادئها.
رأسمالية
الرأسمالية نظام اجتماعي اقتصادي تُطلق فيه حرية الفرد في المجتمع السياسي، للبحث وراء مصالحه الاقتصادية والمالية بهدف تحقيق أكبر ربح شخصي ممكن، وبوسائل مختلفة تتعارض في الغالب مع مصلحة الغالبية الساحقة في المجتمع... وبمعنى آخر : إن الفرد في ظل النظام الرأسمالي يتمتع بقدر وافر من الحرية في اختيار ما يراه مناسباً من الأعمال الاقتصادية الاستثمارية وبالطريقة التي يحددها من أجل تأمين رغباته وإرضاء جشعه، لهذا ارتبط النظام الرأسمالي بالحرية الاقتصادية أو ما يعرف بالنظام الاقتصادي الحر، وأحياناً يخلي الميدان نهائياً لتنافس الأفراد وتكالبهم على جمع الثروات عن طريق سوء استعمال الحرية التي أباحها النظام الرأسمالي.
ديمقراطية
مصطلح يوناني مؤلف من لفظين الأول (ديموس) ومعناه الشعب، والآخر (كراتوس) ومعناه سيادة، فمعنى المصطلح إذاً سيادة الشعب أو حكم الشعب . والديمقراطية نظام سياسي اجتماعي تكون فيه السيادة لجميع المواطنين ويوفر لهم المشاركة الحرة في صنع التشريعات التي تنظم الحياة العامة، والديمقراطية كنظام سياسي تقوم على حكم الشعب لنفسه مباشرة، أو بواسطة ممثلين منتخبين بحرية كاملة ( كما يُزعم ! ) ، وأما أن تكون الديمقراطية اجتماعية أي أنها أسلوب حياة يقوم على المساواة وحرية الرأي والتفكير، وأما أن تكون اقتصادية تنظم الإنتاج وتصون حقوق العمال، وتحقق العدالة الاجتماعية.
إن تشعب مقومات المعنى العام للديمقراطية وتعدد النظريات بشأنها، علاوة على تميز أنواعها وتعدد أنظمتها، والاختلاف حول غاياتها ، ومحاولة تطبيقها في مجتمعات ذات قيم وتكوينات اجتماعية وتاريخية مختلفة، يجعل مسألة تحديد نمط ديمقراطي دقيق وثابت مسألة غير واردة عملياً، إلا أن للنظام الديمقراطي ثلاثة أركان أساسية:
أ- حكم الشعب .
ب-المساواة .
ج- الحرية الفكرية .
ومعلوم استغلال الدول لهذا الشعار البراق الذي لم يجد تطبيقًا حقيقيًا له على أرض الواقع ؛ حتى في أعرق الدول ديمقراطية – كما يقال - . ومعلوم أيضًا تعارض بعض مكونات هذا الشعار البراق الذي افتُتن به البعض مع أحكام الإسلام .
تكنوقراطية
مصطلح سياسي نشأ مع اتساع الثورة الصناعية والتقدم التكنولوجي، وهو يعني (حكم التكنولوجية) أو حكم العلماء والتقنيين، وقد تزايدت قوة التكنوقراطيين نظراً لازدياد أهمية العلم ودخوله جميع المجالات وخاصة الاقتصادية والعسكرية منها، كما أن لهم السلطة في قرار تخصيص صرف الموارد والتخطيط الاستراتيجي والاقتصادي في الدول التكنوقراطية، وقد بدأت حركة التكنوقراطيين عام 1932 في الولايات المتحدة الأمريكية ،حيث كانت تتكون من المهندسين والعلماء والتي نشأت نتيجة طبيعة التقدم التكنولوجي.
أما المصطلح فقد استحدث عام 1919 على يد وليام هنري سميث الذي طالب بتولي الاختصاصيين العلميين مهام الحكم في المجتمع الفاضل.
ديماغوجية
كلمة يونانية مشتقة من كلمة (ديموس)، وتعني الشعب، و(غوجية) وتعني العمل، أما معناها السياسي فيعني مجموعة الأساليب التي يتبعها السياسيون لخداع الشعب وإغراءه ظاهرياً للوصول للسلطة وخدمة مصالحهم.
دكتاتورية
كلمة ذات أصل يوناني رافقت المجتمعات البشرية منذ تأسيسها ، تدل في معناها السياسي حالياً على سياسة تصبح فيها جميع السلطات بيد شخص واحد يمارسها حسب إرادته، دون اشتراط موافقة الشعب على القرارات التي يتخذها.
ثيوقراطية
نظام يستند إلى أفكار دينية مسيحية ويهودية ، وتعني الحكم بموجب الحق الإلهي ! ، وقد ظهر هذا النظام في العصور الوسطى في أوروبا على هيئة الدول الدينية التي تميزت بالتعصب الديني وكبت الحريات السياسية والاجتماعية ، ونتج عن ذلك مجتمعات متخلفة مستبدة سميت بالعصور المظلمة.
تعددية
مذهب ليبرالي يرى أن المجتمع يتكون من روابط سياسية وغير سياسية متعددة، لها مصالح مشروعة متفرقة، وأن هذا التعدد يمنع تمركز الحكم ، ويساعد على تحقيق المشاركة وتوزيع المنافع.
بيروقراطية
البيروقراطية تعني نظام الحكم القائم في دولة ما يُشرف عليها ويوجهها ويديرها طبقة من كبار الموظفين الحريصين على استمرار وبقاء نظام الحكم لارتباطه بمصالحهم الشخصية ؛ حتى يصبحوا جزءً منه ويصبح النظام جزءً منهم، ويرافق البيروقراطية جملة من قواعد السلوك ونمط معين من التدابير تتصف في الغالب بالتقيد الحرفي بالقانون والتمسك الشكلي بظواهر التشريعات، فينتج عن ذلك " الروتين " ؛ وبهذا فهي تعتبر نقيضاً للثورية، حيث تنتهي معها روح المبادرة والإبداع وتتلاشى فاعلية الاجتهاد المنتجة ، ويسير كل شيء في عجلة البيروقراطية وفق قوالب جاهزة، تفتقر إلى الحيوية. والعدو الخطير للثورات هي البيروقراطية التي قد تكون نهاية معظم الثورات، كما أن المعنى الحرفي لكلمة بيروقراطية يعني حكم المكاتب.
بورجوازية
تعبير فرنسي الأصل كان يُطلق في المدن الكبيرة في العصور الوسطى على طبقة التجار وأصحاب الأعمال الذين كانوا يشغلون مركزاً وسطاً بين طبقة النبلاء من جهة والعمال من جهة أخرى، ومع انهيار المجتمع الإقطاعي قامت البورجوازية باستلام زمام الأمور الاقتصادية والسياسية واستفادت من نشوء العصر الصناعي ؛ حتى أصبحت تملك الثروات الزراعية والصناعية والعقارية، مما أدى إلى قيام الثورات الشعبية ضدها لاستلام السلطة عن طريق مصادرة الثروة الاقتصادية والسلطة السياسية.
والبورجوازية عند الاشتراكيين والشيوعيين تعني الطبقة الرأسمالية المستغلة في الحكومات الديمقراطية الغربية التي تملك وسائل الإنتاج.
بروليتاريا
مصطلح سياسي يُطلق على طبقة العمال الأجراء الذين يشتغلون في الإنتاج الصناعي ومصدر دخلهم هو بيع ما يملكون من قوة العمل، وبهذا فهم يبيعون أنفسهم كأي سلعة تجارية.
وهذه الطبقة تعاني من الفقر نتيجة الاستغلال الرأسمالي لها، ولأنها هي التي تتأثر من غيرها بحالات الكساد والأزمات الدورية، وتتحمل هذه الطبقة جميع أعباء المجتمع دون التمتع بمميزات متكافئة لجهودها. وحسب المفهوم الماركسي فإن هذه الطبقة تجد نفسها مضطرة لتوحيد مواقفها ليصبح لها دور أكبر في المجتمع.
بروسترايكا
هي عملية إعادة البناء في الاتحاد السوفيتي التي تولاها ميخائيل جورباتشوف وتشمل جميع النواحي في الاتحاد السوفيتي ، وقد سخر الحزب الشيوعي الحاكم لتحقيقها ، وهي تفكير وسياسة جديدة للاتحاد السوفيتي ونظرته للعالم ، وقد أدت تلك السياسة إلى اتخاذ مواقف غير متشددة تجاه بعض القضايا الدولية ، كما أنها اتسمت بالليونة والتخلي عن السياسات المتشددة للحزب الشيوعي السوفيتي .
أوتوقراطية
مصطلح يطلق على الحكومة التي يرأسها شخص واحد، أو جماعة، أو حزب، لا يتقيد بدستور أو قانون، ويتمثل هذا الحكم في الاستبداد في إطلاق سلطات الفرد أو الحزب، وتوجد الأوتوقراطية في الأحزاب الفاشية أو الشبيهة بها، وتعني الكلمة باللاتينية الحكم الإلهي، أي أن وصول الشخص للحكم تم بموافقة إلهية، والاوتوقراطي هو الذي يحكم حكمًا مطلقًا ويقرر السياسة دون أية مساهمة من الجماعة، وتختلف الاوتوقراطية عن الديكتاتورية من حيث أن السلطة في الأوتوقراطية تخضع لولاء الرعية، بينما في الدكتاتورية فإن المحكومين يخضعون للسلطة بدافع الخوف وحده.
أيديولوجية
هي ناتج عملية تكوين نسق فكري عام يفسر الطبيعة والمجتمع والفرد، ويحدد موقف فكري معين يربط الأفكار في مختلف الميادين الفكرية والسياسية والأخلاقية والفلسفية.
أنثروبولوجيا
تعني باللغة اليونانية علم الإنسان ، وتدرس الأنثروبولوجيا نشأة الإنسان وتطوره وتميزه عن المجموعات الحيوانية ،كما أنها تقسم الجماعات الإنسانية إلى سلالات وفق أسس بيولوجية، وتدرس ثقافته ونشاطه.
أرستقراطية
تعني باللغة اليونانية سُلطة خواص الناس، وسياسياً تعني طبقة اجتماعية ذات منـزلة عليا تتميز بكونها موضع اعتبار المجتمع ، وتتكون من الأعيان الذين وصلوا إلى مراتبهم ودورهم في المجتمع عن طريق الوراثة ،واستقرت هذه المراتب على أدوار الطبقات الاجتماعية الأخرى، وكانت طبقة الارستقراطية تتمثل في الأشراف الذين كانوا ضد الملكية في القرون الوسطى ،وعندما ثبتت سلطة الملوك بإقامة الدولة الحديثة تقلصت صلاحية هذه الطبقة السياسية واحتفظت بالامتيازات المنفعية، وتتعارض الارستقراطية مع الديمقراطية.
اليبرالية
( من اللاتينية liberalis حر)
لون من الفلسفة السياسية، ظهر في ظل الرأسمالية. وتضرب الليبرالية جذورها الفكرية في مذاهب لوك والمنورين الفرنسيين خاصة. وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر كانت الليبرالية تمثل البرنامج الايديولوجي للبرجوازية الفتية، التي كانت تناضل ضد بقايا الاقطاعية وتلعب دورا تقدميا نسبيا. وكانت تدعو إلى حماية مصالح الملكية الخاصة وتوفير المنافسة الحرة والسوق الحرة وترسيخ مبادئ الديمقراطية البرجوازية واشاعة الحياة الدستورية واقامة الانظمة الجمهورية. ومع دخول الرأسمالية طورها الامبريالي راحت الليبرالية تدافع باطراد عن تدخل الدولة الواسع في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وتنحو صوب النزعة الاصلاحية الاجتماعية. وفي الوقت الحاضر تتعزز بوادر الازمة التي تعصف بالليبراليه، مما يعود إلى تردي فعالية آلية الضبط الحكومي الاحتكاري واحتدام ازمة الديمقراطية البرجوازية وتعزز فاعلية الفئات العريضة من الكادحين.
لاأدرية
( agnosticism متعذر على المعرفة)
مذهب يرى أنصاره أنه ليس بوسع الانسان، كليا او جزئيا، معرفة جوهر الأشياء، ليس بامكانه تحصيل معرفة يقينية عنها. وقد كان هيوم وكانط من أبرز ممثلي هذا المذهب في تاريخ الفكر الفلسفي. فيذهب هيوم إلى أن الانسان لا يتعامل الا مع مشاعره الخاصة، مع وقائع تجربته الذاتية، ولذا يتعذر عليه معرفة شيء عن العالم الخارجي: سواء عما اذا كان موجودا بالفعل ام لا، أو عن حقيقة وجوده. اما كانط فيسلم بالوجود الموضوعي للأشياء بحد ذاتها، ولكنه يصوّر جوهرها امراً مستعصيا على المعرفة، "شيئا في ذاته". وهو يرى انه ليس لعقل الانسان ان يدرك إلا ظواهر الأشياء. اما هذه الظواهر، أي كيفية تجلي الاشياء لنا، فتتحدد، عند كانط، لا بصفات الأشياء ذاتها، وانما بخصوصيات اشكال المعرفة. واللاأدرية سمة مميزة ، إلى هذا الحد أو ذاك، للفلسفات الكانطية الجديدة والوضعية الجديدة والبراغماتية والوجودية، الخ. فتتجلى اللاادرية ، مثلا، في محاولات رد عملية المعرفة إلى دراسة ما هو معطى مباشرة في التجربة، الذاتية أو العلمية، او ما هو معطى وجوديا، أي لا يعقل إلا من منظار الوجود البشري. اما باقي محاولات التعمق إلى ما وراء هذه الظواهر فتصوّر لونا من التفلسف العقيم، او من الميتافيزيقا. ان اللاادريين المعاصرين يهدفون ، في الحقيقة، إلى حرمان الفلسفة من حقها في ان تدرس وتدرك، بأدواتها الخاصة، جوهر العالم، قانونياته العامة وظواهره معا، وإلى حرمان العلم من حقه في طرح فرضيات، أو في وضع نظريات ، تتعدى الوقائع السطحية الظاهرية، وتتعمق في سبر اغوار الأشياء. ان اللاادرية تضخم وتبالغ في واقعة ان الانسان لا يملك معرفة تامة وكاملة عن العالم، وان معارفه، عند هذه او تلك من درجات التطور، تكون محدودة (مشروطة مثلا بمستوى تطور الانتاج). كما ويقوم في صلب اللاادرية نفي الارتباط بين الجوهر والظاهرة. فانطلاقا من ان جوهر الشيء لا يتبدى على السطح، ولا يتطابق مع المظاهر، تقيم اللاادرية هوة عميقة بينهما. وينبغي الاخذ بالحسبان، عند دراسة اسباب رواج اللاادرية بالمجتمع البرجوزاي في عصرنا، ما تلقاه من دعم وتأييد ايديولوجي الطبقات الرجعية. فاللاادرية، بتشكيكها في قدرات العقل والفلسفة والعلم، انما تمهد الطريق للايمان الاعمى، وتشكل ركيزة للدين. ان نشاط الناس العملي هو افحم دحض للنزعات اللاادرية. فالانسان، حين يؤثر في الاشياء المحيطة، يتعمق في رصد جوهرها، ويحصل على معلومات يقينية عنها، "واذا كان بوسعنا اثبات صحة فهمنا للظاهر الطبيعية المعنية بأن ننتجها بأنفسنا، بأن نستدعيها من شروطها، فضلا عن ارغامها على خدمة اغراضنا، فإنه عندئذ تحل نهاية نظرية "الشيء في ذاته" الكانطية الزئبقية" ( انجلس. لودفيغ فورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الالمانية).
الميتافيزيقا
ما يرد بعد الفيزيقا ، أي بعد العلم الطبيعي أو الطبيعة – "ما بعد الطبيعة"
1- مبحث أو ميدان في الفلسفة، يشتغل بأكثر مشكلات الوجود والمعرفة ايغالا في التجريد. وقد تحدر هذا المصطلح تاريخيا من تسمية أعمال أرسطو الفلسفية، التي جاء ترتيبها بعد اعماله الفيزيائية، أي الخاصة بالطبيعة. وفيما بعد صار يدل على الفلسفة بالمعنى الدقيق للكلمة، باعتبارها لا تدرس الطبيعة ، أي عالم الأشياء العيانية الملموسة، وانما تعنى بما يقول في صلبه. وفي العصر الوسيط بأوروبا تحولت الميتافيريقا والفلسفة عامة إلى علم سكولائي عن الجوهر المتعالي على الحس الالهي للعالم. ولكن مع تطور العلوم الطبيعية صارت الفلسفة تلتفت أكثر فأكثر إلى الموضوعات الواقعية، وزاد اعتمادها على المعرفة التجريبية وعلوم الطبيعة. ومن هنا صار نعت ميتافيزيقي يطلق على كافة المحاكمات المجردة، المعزولة عن العلم، والخاصة بمبادئ الوجود الغيبية المفارقة. وراح علماء الطبيعة يتملصون تدريجيا من الميتافيزيقا. ومن ثم صارت الميتافيزيقا تعنى المبحث الخاص بالمبادئ المتعالية، أي المتعالية على الحس والتجربة على العالم المرئي. وبهذا المعنى يستخدم المصطلح في الفلسفة البورجوازية المعاصرة. ولكن في حين يعمل بعض الفلاسفة، كالتوماويين الجدد مثلا لاحياء الميتافيزيقا السكولائية القديمة، وتصويرها اساسا للفلسفة، يتصدى آخرون (من انصار الوضعية الجديدة والبراغماتية والوجودية وغيرها) للميتافيزيقا، ويرفضونها قطعاً. بيد أن فلاسفة الطرف الثاني يعنون بالميتافيزيقا اية محاولات للتعمق في جوهر الظواهر والعمليات التي لا تخضع للمعرفة الحسية، ولرصد قوانينها. ولذا فإن نقدهم للميتافيزيقا موجه في حقيقة الأمر، ضد الفلسفة المادية، العلمية.
2- وتدل الميتافيزيقا على منهج في التفكير، مقابل للديالكتيك. وبهذا المعنى بالذات يستخدم المصطلح في الفلسفة الماركسية. وكان هيغل أول من ضمّن الميتافيزيقا ذلك المدلول، فوصف به الفكر الذي يتعامل بمفاهيم وتحديدات ساكنة واحادية الجانب. ان الميتافيزيقا نظرة سطحية ومحدودة إلى العالم. فهي اما أن تنفي التغير، التطور، واما ترده إلى مجرد كمي، نقص أو زيادة، دون اعتبار للتحولات الكيفية التي تطرأ على الأشياء. والميتافيزيقا لا ترى المصدر الداخلي لتطور الظواهر، لا ترى تناقضها الداخلي. وفي القرنين 17-18، عندما كان العلم يكتفي بجمع الوقائع وبتحليل الطبيعة إلى أجزاء منفردة ، غير مرتبطة احدها بالآخر، كان ثمة مبرر تاريخي لتطبيق المنهج الميتافيزيقي. ولكن عندما راح العلم يتعمق في سبر أغوار الأشياء ورصد العلميات الجارية فيها، وثبت ان كل ما يجري في الطبيعة انما يجري على نحو ديالكتيكي، لا ميتافيزيقي، صارت الميتافيريقا، كمنهج، عائقا على طريق الفكر العلمي. ويستخدم المنهج الميتافيزيقي، إلى هذا الحد أو ذاك، في أعمال بعض رجالات الفلسفة واللاهوت المعاصرين.