في الصراع بين الحق والباطل قد يعيش الانسان في حالة نفسية يشعر بها بالإحباط لما يدور حوله من فساد أو انتصار لباطل أو غيره من الأمور التي يظن بعدها أنه لا أمل بالعمل فيتحبط، وهنا يكمن الخطر وتبدأ الهزيمة الفعلية . تفاءل بالخير: بالرجوع إلى قائدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه و سلم نراه كيف كان يحث أصحابه على التفاؤل والنظر بمنظار أن المستقبل لهذا الدين فكان يقول: ،تفاءلوا بالخير تجدوه وفي قمة الشعور بتخلي الجميع عنه وهو في الطائف حين أتاه ملك الأخشــبين وسأله إن كان يريد أن ي طبق على أهل مكة الجبلين فينزل عليهم عذاب الله قال عليه أفضل الصلاة والتســــــليم بنظرة تفاؤليـــة: ،لا .. لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحــد الله لم يتذمر ولكن اجتهد للدعوة إلى الله فاستطاع من بعد الفئة القليلة التي كانت تنصر هذا الدين أن تكون السيادة للإسلام في مشارق الأرض ومغاربها ويبث الإسلام في قلوب الكثير. الأمل المشرق: انظر إلى الحياة بنظرة تفاؤلية، فمهما زاد ظلام الليل حلكة فلابد أن تشرق الشمس سواء طال هذا الليل أو قصر وحتى في ظلمة الليل ترى بصيص نور من القمر، وكما يقول الشاعر: فلابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر واستبشر فرسولك الكريم يقول: بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء .. نعم طوبى لك إذا صبرت لطاعة الله تعالى مع تلك الطائفة التي أخبرنا رسولنا صلى الله عليه و سلم في حديثه حين قال: ،لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك . لا إفراط ولا تفريط: لا تجنح إلى التشاؤم فتقنط، ولا تتفاءل بكثرة حيث ينسيك الواقع فتركن، لكن كن معتدلا في ذلك وأعط الأمور حق ها فلا تهويل ولا تصغير، واعلم أن الدرب صعب شائك لكنك بعزيمتك وهمتك وتفاؤلك تمهد ذلك الطريق وكما قيل: ،ما لايدرك كله لا يترك جله، ونسأل الله الثبات على ذلك، فرسولنا صلى الله عليه و سلم علمنا معنى الحياة وماهي بالنسبة لنا فقال: ،الدنيا حلوة خضرة والله مستخلفكم فيها فناظر ماذا تعملون.. نعم هذه هي الدنيا حلوة لمن استغلها كقنطرة للعبور إلى الآخرة ولكنها تصبح مرة عاجلا أو آجلا لمن لم يراقب الله بها فـالدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر : أخي امض ولا تلتفت للوراء فدربك قد خضبته الدماء ولا تلتفت ها هنا أو هناك ولا تتطلع لغير السماء.