لا تلتفت الى الوراء ولا تفكر فيمن اغرقوا روحك في مياه الخذلان والحرمان ولا تجعل الأسى والسأم ينسيك أنك بإنسانيتك وحبك الصادق تظل الأقوى, تبقى طيور اللقاء تحلق في سماء الزمن تمضي مهاجرة الى متاهات حياتي بعد مضي طويل وترحال الى أناس آخرين وصورتك تلوح لمرآي لا تزال ماكثة بين اجفاني,, ياأنت, لا تلتفت حواليك في بحث واستقصاء,, لا تبحث في أرجاء المكان عن سبب لصدفة اللقاء,, أيها الماكث في أحشاء الزمن الماضي لا تجعل بوادر الدهشة وعلامات التعجب تدور في بوتقة أفكارك السادية المتسلطة,, ياأنت,, لا تدع الفرصة تعانق عينيك فتبرق مرآك لتدخل بعده في محاولات للمراوغة والخداع,, ياأيها المهتمون فوق سطوة الجبروت,, يامن ظن ان العالم كله يكمن في لفظة (أنا) ويا من اكتشف فؤادي انه لا يعشق إلا الأنا المتعمقة في ذاته والمختلطة بدماء اوردته وشرايينه وحتى أنا فازت عليّ أنانية ذاتك ياهذا,, ها أنت مثلي تلمح أسراب طيور اللقاء واعلام الاجتماع ترفرف في سماء زمننا معاً وتأخذني الذكرى يوم كان لك في فؤادي مكان,, يوم كان لك في شرايين أعماقي مسار,, بذرت الإهانات في دروب فؤادي فرعرعت أشجار شوك تدمي وتؤلم,, خاطبت عقلي بعبارات جارحة منمقة ومرتلة بموسيقى ضحكة تجلجل من فيك فكأنها أسهم منطلقة من قوس ماهر قوي,, ولما سرت (لا) في داخلي لتشق لها طريقا الى الخروج لتصل مسامعك تقف عاجزة أمام شفتين عاجزتين عن الحراك لترتد الى الفؤاد ثانية وتصطدم بأوردتي لتتجزأ الى جزيئات تستشري داخلي حزنا وبؤساً وأظل أدور في بوتقة الألم لا استطيع نطق كلمة أمام الظلم,, لم تدع لمشاعري أي درب تسلكه سوى الوقوف في مكانها هناك خلف كثبان الأسى وبالضبط على حواف الكبرياء,, أعماقي صارت أشبه بغابة مليئة بمستنقعات الحقد والكراهية الصعبة التجاوز والدروب المتفرعة، منها ما هو حالك ظلامه ومنها ما احتوت ارضه على أشواك حادة ومنها ما أحيط إحاطة بذئاب الخوف من العالم بأسره ومنها ما هو مزروع بألغام من اليأس والبؤس، توشك على الانفجار والفؤاد الذي كان زمنا ذا دقات منظمة تحول اليوم وبمرور السنين وبفعل الضغوط الى جرح يئن بألم لا ينقضي إلا بالانتقام, لا تعجبي مني,, لأني ما نسيت قط أنني احببتك ووهبتك عقلي وقلبي، لكل هذا أرغب في قتلك حرقة وتعذيبا,, تثير كلمة الانتقام بواعث الانسانية الكامنة في روحي والفؤاد وأمله يصرخ لاداعي ياهذا للتذكر وغض طرفك عن هذا اللقاء العابر في سماء عمرك فترد المشاعر النازفة بلى فلتكن هذه آخر ذكرى فهاهو موعد القصاص يتراءى حقيقة واضحة في الواقع لا حلما وهميا على ارض الخيال,, لقد جمعنا الموعد الغائب في متاهات المجهول بعد ان رآك فؤادي لغيره تسعى وللقاء الآخرين تطلب ولموعده وعهده تنسى,, دفعت ثمن اختياري غاليا ولم يعد سواك وعند الكلمة دوى صوت الرصاص قويا,, فتحت عيني الغارقتين في غمرة الذكرى فإذا بي ارى طيور اللقاء قتيلة برصاص المستحيل ليضيع حلم اللقاء في متاهات العجز ودوران الايام