حزينة هي معزوفتي يا قلبي
لا أدري ما أصاب حروفي وقلمي من سوء
توقفت عن طبع المزيد منها على الورق
لا أدري مالها لا تريد أن يُـكتب منها
لا تريد أن تَـكتب لبقايا حبٍ
لا تريد أن تكون تلك الخاطرة المذبوحة
لم يعد القلم يهوى النقش على الورق
ولم يعد لحروفي أثرٌ على الورق
فأصوات البكاء مختنقة بين الكلمات وخلف النقاط
تنتظر أصوات رجوع القطار على السكك الحديدية
تنتظر حروفي على المقعد متلهفةً عودة المسافر المنتظر
ويتكئ القلم على عامود الكهرباء يناظر المدى البعيد للوصول
فظل القلب واقفاً على قدميه تناسل منه دموعاً مموجة بالشوق الحارق
فتتالت الثواني للساعات إلى أن وصل القطار بصوته العالي على السكة الحديدية
وكأن ذلك الصوت ينبع منه كلمات
" ها أنا قد عدت فهل أحد ينتظريني ها انا قد عدت"
تناظرتا حروفي وقلمي بلهفةً لبعضهم بعضا
لعودة الحب المشرق من جديد على صفحاتنا
فتراقصا على الأرض يتمايلا بحبٍ مغنى
فنزلوا الراكبون على متن القطار متعجبين قائلين بهمهمة
ما بالهم أأصابهم الجنون أم على وشك
فنزل الحبيب المنتظر أدراج القطار برقةً ينتظر ورائه أحداً
فذهب القلب مسارعا مهرولا الأرض بدهشةً
من تنتظر خلفك؟؟!
أكان حب الربيع يحملاه كلتا يداك
أم
كان فستاناً ملونا بالأبيض
يطرزه شوق الربيع بخيوطه
فتصلب القلب رؤية وتوقف القلم وحروفي رقصاً
وتجمدت دمعة في بؤرة عينه
فما كان سوى عروسةً يحمله بين يداه
يتبادلا الابتسامات والنظرات
أدارة القلب رأسه فوق كتفيه للوراء
فأخذ القلم يمسك بيديه من جهة
وأخذت حروفي تمسك بيديه من جهة أخرى
فرحلوا ساحبين وراءهم صدمةً تمزق الأحشاء