لقد غلبت الاصوات والابحاث والدراسات التي ترجح مضار ومساوىء المشروبات الغازيه مقارنة بفوائدها كما كانت تنشر في السابق , ان احتواء هذه المشروبات الغازيه ومنها السفن اب على بعض الاحماض مثل حمض الستريك (الذي يكون تركيزه اعلى في السفن اب ) وحمض الفسفوريك، وهو ماكان يعتقد انه مفيد للمعده في عملية الهضم فانه يحتاج الى وقفة طبية.
فقد اجريت دراسة في المكسيك على 33 نوعا من المشروبات الغازية و15 نوعا من عصائر الفواكه وتبين ان هذه المشروبات كلها لها طابع حمضي، تتراوح درجة حموضتها Ph بين 2.26 و2.96 وهذه تعتبر في العرف الطبي حمضية شديدة اذا ما قارنا ذلك بحموضة المعدة التي تقدر ما بين 1و 2.
وفي دراسة اجرتها احدى الجامعات الاميركية بينت ان هناك زيادة في حموضة المعدة بعد تناول المشروبات الغازية، وعصائر بعض الفواكه الحمضية واوصى الباحثون بضرورة شرح هذه الظاهرة للمرضى الذين يشكون من زيادة حموضة المعدة والتهاب المريء الناجم عن تراخي الصمام بين المريء والمعدة. وكثيرا ما نسمع ان هذه المشروبات الغازية تساعد عملية الهضم خاصة عندما يشكو احدنا من تلبك في البطن او تخمة فيكثر من يصف له احدى المشروبات الغازية مقنعا اياه بانها تخفف او تزيل هذا التلبك والتخمة فماذا يقول العلم في هذا! ان غاز ثاني اوكسيد الكربون الموجود في هذه المواد الغازية هو المسؤول عن احداث الفقاقيع التي تتجمع في المعدة والتي تعطي نوعا من الشعور بالانتفاخ واذا ما اجريت صورة اشعاعية للبطن نجد ان هذه الغازات تتجمع في
اعلى المعدة وكثيرا ما يسبب هذا ألما في اعلى البطن قد يشبه آلم الذبحة الصدرية وخاصة اذا نام المريض على ظهره وتعذر اخراج هذه الغازات عن طريق التجشؤ، وفي كثير من الاحيان تمر هذه الغازات الى الامعاء وتحدث انتفاخا في كل البطن وقد تمر الى اعلى الجزء الايسر من القولون ويعطي ذلك شعورا بالانتفاخ في تلك المنطقة ولا يرتاح المريض الا اذا اخرج هذه الغازات سواء بالتجشؤ، او بشكل ريح.ولمعرفة مدى صحة المقولة بان المشروبات الغازية تريح اعراض التلبك الهضمي عن طريق انتفاخ المعدة بالغازات وزيادة حركة المعدة وزيادة افراغ الطعام من المعدة،
فقد اجريت دراسة علمية في احدى الجامعات الاميركية وذلك بدراسة اثر المشروبات الغازية على افراغ الطعام من المعدة على ثمانية متطوعين اصحاء عن طريق اعطائهم مشروبات غازية ووجبة طعام فيها مواد مشعة وذلك لمتابعة وجبة الطعام في المعدة وكانت النتيجة ان المشروبات الغازية لاتزيد من افراغ الطعام من المعدة، إذ ان غاز ثاني اوكسيد الكربون يرتفع الى اعلى المعدة، مما يدفع بالطعام والسوائل الى اسفل المعدة في وضعية الجلوس وبالتالي فان هذه المشروبات لا تريح التلبك الهضمي.والسؤال الان: ما هو تأثير شرب هذه المشروبات (وخصوصا الباردة كما هو معتاد) اثناء تناول الوجبات السريعة او الساندويتشات او بعد الوجبات الدسمة ( وما اكثرها)؟ من المعلوم ان درجة حرارة الجسم ثابتة حوالي 37 درجة مئوية، ولكن درجة حرارة المشروبات الغازية قريبة من الصفر المئوي، الامر الذي يؤدي الى انخفاض فاعلية الانزيمات مما يؤثر سلباً على فاعلية الجهاز الهضمي فيهضم من الطعام كمية اقل، وفي ضوء حالة الهضم السيئة المذكورة آنفا فان الطعام يتخمر، وتنبعث منه غازات كريهة تنحل وتتحول الى سموم تمتص وتستهلك في الامعاء مما يؤدي الى انحلالها في الدم ونقلها الى جميع انحاء الجسم، هذه السموم تنتشر في الجسم وتتطور احيانا الى امراض فيروسية. ومن المعروف أن المياه الغازية يتم تصنيعها بإضافة ثانى أكسيد الكربون اليها، وهو الذى يؤدى فى ذات الوقت الى زيادة نسبة الحموضة وإضطراب الهضم على عكس ما يظن البعض. فعندما يدخل هذا الحامض الى تيار الدم حيث يحاول الجسم معادلة تأثيره بالكالسيوم، وهو المعدن القلوى الذى يساعد على بناء العظام.