تسأل ماذا أقصد ؟ لا , دعني , لا تسأل لا تطرق بوّابة هذا الركن المقفل اتركني يحجب أسراري ستر مسدل إنّ وراء الستار ورودا قد تذبل إن أنا كاشفتك , إن عرّيت رؤى حبّي وزوايا حافلة باللهفة في قلبي فستغضب مني , سوف تثور على ذنبي وسينبت تأنيبك أشواكا في دربي *** هل يقبل ثلج عتابك قلبي الملتهب ؟ أترى أتقبّل ؟ لا أغضب ؟ لا اضطراب ؟ لا ! بل سأثور عليك..سيأكلني الغضب *** وإذا أنا ثرت عليك وعكّرت الأجواء فستغضب أنت وتنهض في صمت وجفاء وستذهب يا آدم لا تسأل عن حوّاء *** وإذا ما أنت ذهبت وأبقيت الشوقا عصفورا عطشانا لا يحلم أن يسقى وإذا ما أنت ذهبت..فماذا يتبقّى ؟ *** لا , لا تسأل..دعني صامتة منطويه أترك أخباري وأناشيدي حيث هي اتركني أسئلة وردودا منزويه *** يا آدم لا تسأل.. حوّاؤك مطويّه في زاوية من قلبك حيرى منسّيه ذلك ما شاءته أقدار مقضيّه آدم مثل الثلج , وحوّاء ناريّه *** يا آدم لا تسأل.. حوّاؤك مطويّه في زاوية من قلبك حيرى منسّيه ذلك ما شاءته أقدار مقضيّه آدم مثل الثلج , وحوّاء ناريّه ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
في سكون المساء في ظلام الوجود حين نام الضياء واعتراني جمود فوق قلبي أثير تحت رجلي قيود في كياني فتور في دمي نوء في إسار الألم روحي المبهم يا معاني العدم آه لو أفهم وغدا سأعود دون أن أدري جسدي في الألم خاطري في القيود وسكوني حياة وظلامي بريق ألنجاة النجاة من شعوري العميق أم أنا جسم وغرق في الشرور بل أنا آفاق من شعور عنيف ألمقاييس ليس تعنيني ألأحاسيس هي قانوني فإذا دوّى في دمي إحساس سرت لا ألوي سرت خلف الصوت في دمي إعصار عاصف بالجمود وشظايا نار تتحدّى الركود فكرة تضحك أنا أهوى الشر إن يك الجسم من تراب حقير فأنا حل منه..يا للعار إن يك الإيمان هو هذا الجمود سرت لا ألوي سرت خلف الصوت فغدا يطوي فجر عمري الموت في دمي إعصار عاصف بالجمود وشظايا نار تتحدّى الركود كلّ قلبي شك في معاني الخير فكرة تضحك أنا أهوى الشر إن يك الجسم من تراب حقير فأنا إثم..... أنا لست أثير إن يك العقل يمقت الإنفجار فأنا حل منه..يا للعار إن يك الإيمان هو هذا الجمود فأنا نكران أنا كلّي جحود ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
خذني إلى العالم البعيد يا زورق السحر والخلود وسر بقلبي إلى ضفاف توحي إلى القلب بالقصيد جزيرة الوحي , من بعيد , تلوح كالمأمل البعيد الرمل في شطّها نديّ يرشف من دجلة البرود والقمر الحلو , في سماها, أمنيّة الشاعر الوحيد فلتسر يا زورقي بروحي قد آن أن يستفيق عودي وآن للشعر أن يغنّي بالحلم الضاحك الشرود حلمي , وقد صغته نشيدا يهشّ , من سحره , وجودي شاعرتي , حدّقي , فهذي جزيرة الشعر والنشيد لاحت , على البعد , ضفّتاها أمنّية العالم الجديد إن لهت المقلتان عنها صاحت بها الأمنيات : عودي فلتبسمي , يا ابنة الأغاني للشاطىء الساحر المديد ولتوقفي الزورق المعنّى تحت شعاع السنا البديد العود والشعر والأماني , شاعرتي , فاصدحي وزيدي قد ضحك العمر واستنامت عواصف اليأس والنكود وانقلب اليأس بشريات وامنيات , فأيّ عيد ! ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
1 مُهْدي ليالينا الأسَى والحُرَقْ ساقي مآقينا كؤوسَ الأرَقْ نحنُ وجدناهُ على دَرْبنا ذاتَ صباحٍ مَطِيرْ ونحنُ أعطيناهُ من حُبّنا رَبْتَةَ إشفاقٍ وركنًا صغيرْ ينبِضُ في قلبنا ** فلم يَعُد يتركُنا أو يغيبْ عن دَرْبنا مَرّهْ يتبعُنا ملءَ الوجودِ الرحيبْ يا ليتَنا لم نَسقِهِ قَطْرهْ ذاكَ الصَّباحَ الكئيبْ مُهْدي ليالينا الأسَى والحُرَقْ ساقي مآقينا كؤوس الأرَقْ 2 مِن أينَ يأتينا الأَلمْ? من أَينَ يأتينا? آخَى رؤانا من قِدَمْ ورَعى قوافينا ** أمسِ اصْطحبناهُ إلى لُجج المياهْ وهناكَ كسّرناه بدّدْناهُ في موج البُحَيرهْ لم نُبْقِ منه آهةً لم نُبْقِ عَبْرهْ ولقد حَسِبْنا أنّنا عُدْنا بمنجًى من أذَاهْ ما عاد يُلْقي الحُزْنَ في بَسَماتنا أو يخْبئ الغُصَصَ المريرةَ خلف أغنيَّاتِنا ** ثم استلمنا وردةً حمراءَ دافئةَ العبيرْ أحبابُنا بعثوا بها عبْرَ البحارْ ماذا توقّعناهُ فيها? غبطةٌ ورضًا قريرْ لكنّها انتفضَتْ وسالتْ أدمعًا عطْشى حِرَارْ وسَقَتْ أصابعَنا الحزيناتِ النَّغَمْ إنّا نحبّك يا ألمْ ** من أينَ يأتينا الألم? من أين يأتينا? آخى رؤانا من قِدَمْ ورَعَى قوافينا إنّا له عَطَشٌ وفَمْ يحيا ويَسْقينا 3 أليسَ في إمكاننا أن نَغْلِبَ الألمْ? نُرْجِئْهُ إلى صباحٍ قادمٍ? أو أمْسِيهْ نشغُلُهُ? نُقْنعهُ بلعبةٍ? بأغنيهْ? بقصّةٍ قديمةٍ منسيّةِ النَّغَمْ? ** ومَن عَسَاهُ أن يكون ذلك الألمْ? طفلٌ صغيرٌ ناعمٌ مُستْفهِم العيونْ تسْكته تهويدةٌ ورَبْتَةٌ حَنونْ وإن تبسّمنا وغنّينا له يَنَمْ ** يا أصبعًا أهدى لنا الدموع والنَّدَمْ مَن غيرهُ أغلقَ في وجه أسانا قلبَهُ ثم أتانا باكيًا يسألُ أن نُحبّهُ? ومن سواهُ وزّعَ الجراحَ وابتسَمْ? ** هذا الصغيرُ... إنّه أبرَأ مَنْ ظَلَمْ عدوّنا المحبّ أو صديقنا اللدودْ يا طَعْنةً تريدُ أن نمنحَها خُدودْ دون اختلاجٍ عاتبٍ ودونما ألمْ ** يا طفلَنا الصغيرَ سَامحْنا يدًا وفَمْ تحفِرُ في عُيوننا معابرًا للأدمعِ وتَسْتَثيرُ جُرْحَنا في موضعٍ وموضعِ إنّا غَفَرْنا الذنبَ والإيذاء من قِدَمْ 4 كيف ننسىَ الألَمْ كيف ننساهُ? من يُضيءُ لنا ليلَ ذكراهُ? سوف نشربُهُ سوف نأكلُهُ وسنقفو شُرودَ خُطَاه وإذا نِمنا كان هيكلُهُ هو آخرَ شيءٍ نَرَاهْ ** وملامحُهُ هي أوّلَ ما سوف نُبْصرُهُ في الصباحْ وسنحملُهُ مَعَنا حيثُما حملتنا المُنى والجراحْ ** سنُبيحُ له أن يُقيم السُّدودْ بين أشواقنا والقَمَرْ بين حُرْقتنا وغديرٍ بَرُودْ بين أعيننا والنَّظَرْ ** وسنسمح أن يَنْشُر البَلْوى والأسَى في مآقينا وسنُؤْويه في ثِنْيةٍ نَشْوَى من ضلوع أغانينا ** وأخيرًا ستجرفُهُ الوديانْ ويوسّدُهُ الصُّبَّيْر وسيهبِطُ واديَنَا النسيان يا أسانا, مساءَ الخَيْرْ! ** سوف ننسى الألم سوف ننساهُ إنّنا بالرضا قد سقيناهُ 5 نحن توّجناكَ في تهويمةِ الفجْرِ إلهَا وعلى مذبحكَ الفضيّ مرّغْنَا الجِبَاهَا يا هَوانا يا ألَمْ ومن الكَتّانِ والسِّمْسِمِ أحرقنا بخورَا ثمّ قَدّمْنا القرابينَ ورتّلْنَا سُطورَا بابليَّاتِ النَّغَمْ ** نحنُ شَيّدنا لكَ المعبَدَ جُدرانًا شَذيّهْ ورَششنا أرضَهُ بالزَّيتِ والخمرِ النَّقيَّهْ والدموع المُحرِقهْ نحن أشعلنا لكَ النيرانَ من سَعف النخيلِ وأسانا وَهشيم القمح في ليلٍ طويلِ بشفاهٍ مُطْبَقَهْ ** نحنُ رتّلْنَا ونادَيْنا وقدّمْنا النذورْ: بَلَحٌ من بابلِ السَّكْرَى وخُبْزٌ وخمورْ وورودٌ فَرِحَهْ ثمّ صلّينا لعينيك وقرّبنا ضحيّهْ وجَمَعْنا قطَراتِ الأدمُعِ الحرّى السخيّهْ وَصنَعْنا مَسْبَحَهْ ** أنتَ يا مَنْ كفُّهُ أعطتْ لحونًا وأغاني يا دموعًا تمنحُ الحكمةَ, يا نبْعَ معانِ يا ثَرَاءً وخُصوبَهْ يا حنانًا قاسيًا يا نقمةً تقطُرُ رحْمَه نحنُ خبّأناكَ في أحلامنا في كلّ نغْمهْ من أغانينا الكئيبهْ ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
زمان الصفاء مضى وتلاشى مع الذكريات وها نحن مختصمان وجاء زمان الصراع فلا لطف لا بسمات ولا دفقة من حنان وها نحن مختصمان دفنّا الوئام وراء التوتّر في قعر ألفاظنا البارده ولم نبق كأسا ولا منهلا للغرام ولم نبق عشّا لأحلامنا الساهده *** بأعماق أنفسنا من عيوب جميله ويدرك كلّ بأنّ الهوى طوى ما طوى من معايبنا المترفات الأصيله ولم نبق إلا محاسننا الفجّة المستحيله *** وها نحن نعرف أبعادنا الشاسعه وكيف ملكنا عيوبا منوّعة رائعه تخبّيء أوجهها خلف ستر الرضى والليونه وخلف الوداعة خلف السكينه *** وفي لحظات الصفاء لمسنا شذاها الرصينا وذقنا محاسننا السمحة المنعمه وغطّى الحماقة والضعف فينا *** وفي لحظات الحنين هوينا بساطتنا وعشقنا العذوبه وها نحن نعشق ما تخلق الآدميّة فينا وما في حماقتنا من جمال شذ وخصوبه *** وكنّا عشقنا انبثاق الحرارة في مقلتينا فدعنا نحبّ النضوب وكنّا هوينا التورّد والشعر في شفتينا فلم لا نحبّ الشحوب *** وكنّا عقدنا الصداقة بين المحاسن فينا فدعنا نقم أسس الحبّ والودّ بين العيوب وأفسح مكانا لبعض الحماقات بعض الذنوب ودعنا نكن بشرا طافحين نفيض جنونا وننصح ضحكا ودمعا سخينا *** وكنّا عقدنا الصداقة بين المحاسن فينا فدعنا نقم أسس الحبّ والودّ بين العيوب وأفسح مكانا لبعض الحماقات بعض الذنوب ودعنا نكن بشرا طافحين نفيض جنونا وننصح ضحكا ودمعا سخينا ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
تعال لنحلم , إنّ المساء الجميل دنا ولين الدجى وخدود النجوم تنادي بنا تعال نصيد الرؤى ونعدّ خيوط السّنا ونشهد منحدرات الرمال على حبّنا *** سنمشي معا فوق صدر جزيرتنا الساهدة ونبقي على الرمل آثار أقدامنا الشاردة ويأتي الصباح فيلقي بأندائه البارده وينبت حيث حلمنا ولو وردة واحده *** سنحلم أنّا صعدنا نرود جبال القمر ونمرح في عزلة اللانهاية واللابش بعيدا , بعيدا, إلى حيث لا تستطيع الذكر إلينا الوصول فنحن وراء امتداد الفكر *** سنحلم أنّا استحلنا صبيّين فوق التلال بريئين نركض فوق الصخور ونرعى الجمال شريدين ليس لنا منزل غير كوخ الخيال وحين ننام نمرّغ أجسامنا في الرمال *** سنحلم أنّا نسير إلى الأمس لا للغد وأنّا وصلنا إلى بابل ذات فجر ند حبيبين نحمل عهد هوانا إلى المعبد يباركنا كاهن بابليّ نقيّ اليد ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
ثورة من ألم , من ذكريات خلف نفسي , ملء إحساسي العنيف وجموح في دمي , في خلجاتي في ابتساماتي , في قلبي اللهيف إن أكن أبسم كالطفل السعيد فابتساماتي وهم وخداع إن أكن هادئة , بين الورود ففؤادي في جنون وصراع أيّ ماساة تراها مقلتايا ! أيّ حزن عاصر في نظراتي جمدت فوق شقائي شفتايا وانحنت كفّاي تحت الرعشات لا تسلني عن خيالاتي ولحني فالدجى الآن بغيض في عيوني أين ألقي بصري الباكي وحزني إن أنا حوّلت عن كفّي عيوني أين أرنو ؟ كلّما حوّلت عيني طالعتني صورة الوجه اللهيف ذلك الوجه الذي الهب فنّي بمعاني الشعر والحبّ العنيف أيّها الغادر , لا تنظر إليّا قد سئمت الأمل المرّ الكذوبا حسب أقداري ما تجني عليّا وكفى عمري حزنا ولهيبا فيم أبقى الآن حيرى في مكاني ؟ آه لو أرجع , لو أنسى شقائي أدفن الأحزان في صدر الأغاني وأناجي بالأسى صمت المساء ليتنا لا نلتقي , ليت شقائي ظل نارا , ظلّ شوقا وسهاد يا دموعي , أيّ معنى لّلقاء إن ذوى الحبّ وأبلاه البعاد أيّها الأقدار , ما تبغين منّا ؟ فيم قد جئت بنا هذا المكانا ؟ آه لو لم نك يا أقدار جئنا ها هنا , لو لم تقدنا قد مانا ما الذي أبقيت في قلبي الجريح ليس إلا الألم المرّ الشديدا لم يعد في جسمي الذاوي وروحي موضع يحتمل الجرح الجديدا أكذا تنطفىء الذكرى ؟ ويفنى حبنا ؟ والأمل الشعريّ يخبو أكذا تذبل آمالي حزنا وهي أشعار وأنغام وحبّ ؟ خدّر الحزن حياتي وطواها لم تعد تعنيني الآن الحياة أبدا ينطق باليأس دجاها وتغنّي في فضاها العاصفات لم يعد من حلمي غير ظلال من أسى مرّ على وجهي المرير آه لا كان بكائي وخيالي أيّها الليل , ولا كان شعوري والتقينا , لا فؤاد يتغنّى لا ابتسام رسمته الشفتان لم يعد إحساسنا شعرا وفنّا ليتنا ضعنا ومات الخافقان لم يعد في نفسي الولهى مكان لأسى أو فرحة أو ذكريات أيّ معنى للمنى ؟ فات الأوان وذوت عيناي , تحت العبرات والتقينا في الدجى , كالغرباء تحت جنح الصمت يطوينا الوجوم كل شيء ضاحك تحت السماء وأنا وحدي تذويني الهموم هكذا يا ليل صوّرت شقائي في نشيد من كآباتي وحزني قصّة قد وقعت ذات مساء وحوت روحي واحزاني ولحني ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
كان ليل , كانت الأنجم لغزا لا يحلّ كان في روحي شيء صاغه الصمت المملّ كان في حسّي تخدير ووعي مضمحلّ كان في الليل جمود لا يطاق كانت الظلمة أسرارها تراق كنت وحدي لم يكن يتبع خطوي غير ظلي أنا وحدي , أنا والليل الشتائيّ..وظلي *** لم أكن أحلم لكن كان في عينيّ شيء لم أكن أبسم لكن كان في روحي ضوء لم أكن أبكي لكن كان في نفسي نوء مرّ بي تذكار شيء لا يحدّ بعض شيء ما له قبل وبعد ربّما كان خيالا صاغه فكري وليلي وتلفتّ ولكن لم أقابل غير ظلّي *** كان صمت راكد حولي كصمت الأبديّة ماتت الأطيار أو نامت بأعشاش خفيّة لم يكن ينطق حتى الرغبات الآدميّة غير صوت رنّ في سمعي وذابا لحظة لم أدر حتى أين غابا آه لو أدركت من ألقاه في الصمت المملّ أتراني لم أكن أمشي أنا وحدي وظلي ؟ كانت الظلمة تمتدّ إلى الأفق الغريب كلّ شيء وغرق فيها كقلبي , كشخوبي ظلمة ممتدّة كالوهم كالموت الرهيب غير ضوء خاطف مرّ بجفني لحظة لم تدر ماذا كان ,عيني كان ضوءا لونه لون خيال مضمحلّ مرّ بي لمحا وأبقاني أنا وحدي وظلّي *** كان في الجوّ الشتائيّ ارتعاش وجمود جمد الظلّ من البرد وغشّاه الركود ليلة يرتجف في أجوائها حتى الجليد غير دفء طاف من قلبي الوجيع فزت فيه من شتائي بربيع وإذا في عمق قلبي فرحة الفجر المطلّ غير أني كنت في الليل أنا وحدي وظلّي *** كان في روحي فراغ جائع كاللاّنهايه كان ظلي صامتا لا لحن لا رجع حكايه باهتا يتبع مسرى خطواتي دون غايه غير كأس عبرت حين صرخت قطرة واحدة ثم ارتويت أتراه كان أكذوبة إحساسي المضلّ أو ما كنت أنا وحدي مع الليل وظلّي ؟ *** كان قلبي متعبا يسكنه حزن فظيع رقصت فيه وشدّته إلى الجرح دموع صور في قعره يصبغ مرآها النجيع كان , لكنّ يدا مرّت عليه حملت بعض تحاياها إليه باركت آلامه السوداء كانت يد طفل أيّ طفل ؟ لم يكن في الليل غيري غير ظلّي ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
لم يزل مجلسي على تلّي الرمـ ـليّ يصغي إلى أناشيد أمسي لم أزل طفلة سوى أنني قد زدت جهلا بكنه عمري ونفسي ليتني لم أزل كما كنت قلبا ليس فيه إلا السّنا والنقاء كلّ يوم أبني حياتي أحلا ما وأنسى إذا أتاتي المساء في ظلال النخيل أبني قلاعا وقصورا مشيدة في الرّمال أسفا يا حياة أين رمالي وقصوري ؟ وكيف ضاعت ظلالي؟ إيه تلّ الرمال ماذا ترى أبـ ـقيت لي من مدينة الأحلام ؟ أين أبراجها العلّيات هل تا هت وراء الزمان في اوهام ؟ ذهب المس لم أعد طفلة تر قب عشّ العصفور كلّ صباح لم أعد أبصر الحياة كما كا نت رحيقا يذوب في أقداحي لم أعد في الشتاء أرنو إلى الأمـ ـطار من مهدي الجميل الصغير لم أعد أعشق الحمامة ان غنّـ ـت وألهو على ضفاف الغدير كم زهور جمّعتها وعطور سرقتها الحياة لم تبق شيّا كم تعاليل صغتها بدّدتها وتبقّى تذكارها في يديّا كنت عرشي بالأمس يا تلّي الرمـ ـلي والآن لم تعد غير تلّ كان شدو الطيور رجع أناشيـ ـدي وكان النعيم يتبع ظّلي كان هذا الوجود مملكتي الكبـ ـرى فيا ليتها تعود إليّا ليت تل الرمال يسترجع الأسـ ـرار والشعر والجمال الطريّا لم أعد أستطيع أن أحكم الزهـ ـر وأرعى النجوم في كلّ ليل هل أنا الآن غير شاعرة تد رك سرّ الكون الجديب المملّ؟ ذهب الأمس والطفولة واعتضـ ـت بحسّي الرهيف عن لهو أمسي كلّ ما في الوجود يؤلمني الآ ن وهذي الحياة تجرح نفسي قد تجّلت لي الحقيقة طيفا غيهّبيا في مقلتيه جنون وتلاشى حلم الطفولة في الما ضي ولم يبق منه إلا الحنين أين لون الأزهار ؟ لم أعد الآ ن أرى في الأزهار غير البوار كلما أبصرت عيوني أزها را تذّكرت قاطف الأزهار أين لحن الطيور ؟ لم يعد الآ ن اشتياقا وحرقة في فؤادي فالغناء اللذيذ ضاع صداه وانطوي في تذّكر الصياد أين همس النسيم ؟ أشواقه السكـ ـرى انطفت لم تعد تثير خيالي فغدا يهمس النسيم بموتي في عميق الهوى وفوق التلال أين مني مفاتن الليل شعر وغموض في غيهب مسحور لم أعد أعشق الظلام غدا أهـ ـوي عظاما تحت الظلام الكبير ها أنا الآن تحت ظلّ من الصفـ ـصاف والتين مستطاب ظليل أقطف الزهر ان رغبت وأجني الثـ ـمر الحلو في صباحي الجميل وغدا ترسم الظلال على قبـ ـري خطوطا من الجمال الكئيب وغدا من دمي غذاؤك يا صفـ ـصاف يا تين أيّ ثأر رهيب ذاك دأب الحياة تسلب ما تعـ ـطيه بخلا لا كان ما تعطيه تتقاضى الأحياء قيمة عيش ضّمهم من شقاه أعمق تيه هي هذي الحياة ساقية السم كؤوسا يطفو عليها الرحيق أومأت للعطاش فاغترفوا منـ ـها ومن ذاقها فليس يفيق هي هذي الحياة زارعة الأشـ ـواك لا الزهر والدجى لا الضياء هي نبع الآثام تستلهم الشرّ وتحيا في الأرض لا في السماء ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
أهكذا داست علينا الحياه لم تبق منا صدى لم تبق إلا الندم الأسودا وصوت واخيبتاه أليس من كوكبنا الآفل إيماضة تستعاد ؟ أليس من كوكبنا الآفل إيماضة تستعاد ؟ أليس عنّا نبأ أو نشيد أو همسة واحده ؟ ألم تعد قصّتنا البائده توقظ عرقا جديد ؟ ألم يعد قطّ لنا من مكان في القصّة الجاريه ؟ أليس في كاساتنا الخاليه شيء يهمّ الزمان ؟ وذلك الموكب والسائرون فوق ثرى المنحدر لم يدركوا أنّ هوانا اندثر في عمق قبر السكون ووقع أقدام الهوى الراحله إلى مكان بعيد تنقاها الريح فلا تستعيد ألحانها القافله ونحن ما زلنا نجرّ الحنين والأمس والذكريات أقيادنا مثقلة بالحياة ونحن في الميّتين ونحن ما زلنا نسوق الرّماد لنطعم الموقدا وأذرع الأحلام ترجو سدى خلق غد من جماد وبعث ماض لون أركانه من مزق الأحلام أمسى رهيبا تنكر الأيام عاري جدرانه أمسى بعيدا تحجب الوديان أسواره القاتمه تعيث فيه الهدأة الساهمه ويحكم النسيان والريح لم تبق على بابه حروف أسمائنا لم تبق حتى وقع أقدامنا في جوّ محرابه وربّما طافت به في ذهول أشباحنا الباكيه تطوف حول الغرف الخاليه سدى تريد الدخول أشباحنا يضلّها الإعصار تحت غلاف الضّباب تظلّ ولهى تلطم الأبواب والحائط المنهار أشباحنا حافرة في ارتعاد مقبرة الذكريات لا صورة تنبض فيها حياة لا شيء غير الرّماد تنصت في رعب وفي إعياء عند السياج الحزين فلا تعي إلا بقايا أنين ترسله الأقباء أشباحنا تستفهم النسيان عن أمسها الضائع فلا ترى إلا الردى الجائع يقوّض البنيان وأذرع السرو تمدّ الذهول فوق شحوب الخراب كأنها تقذف فوق القباب معنى الردى والذبول ولفظة واحدة واحده تكرّرت في المكان سمعتها تفحّ كالأفعوان في الشرف البارده أبصرتها مكتوبة باللهيب في الغرف الباليه وفوق ساق السروة العاريه وفي الفناء الجديب أحسستها تهمس معنى "مضى" ملء المساء الكئيب أبصرتها في كلّ ركن رهيب أبصرت لفظ " انقضى" وتلتقي أشباحنا في المساء باردة واجمه تنظر في تقطيبة ساهمه في سورة من غباء أشباحنا تطلب ماضينا لا تدرك الأسرار كيف انقضى ؟ ألم يعد في الدار صوت ينادينا ؟ أهكذا داست علينا الحياه لم تبق منا صدى ؟ لم تبق إلا الندم الأسودا وصوت واخيبتاه ؟ ــــــــــــ انتهى ــــــــــــ
ما زلت أذكر كلّ شىء من صباحي الضائع الراقد الدامي المجرّح فوق أرض الشارع وصدى السياط المرهقات على الجبين الضارع يا ثورة الإحساس في نفسي علام تمزقّي ألمي على الجسد الممزّق بعض ضعفي الأحمق وغدا سأدفن ما تبقّى من حناني المرهق يا ليتني عمياء لا أدري بما تجني الشرور صّماء لا أصغي إلى وقع السياط على الظهور يا ليت قلبي كان صخرا لا يعذّبه الشعور يا ليتني , ماذا تفيدك , يا حياتي , ليتني؟ أحلامك النضرات باتت في قنوط محزن لن يسمع القدر المدّمر فاصرخي أو أذعني يا نار عاطفتي الرقيقة , يا غريبة في البشر وقع السياط على الظهور أشدّ من وقع القدر والحسّ في هذا الوجود جريمة لا تغتفر لن تقتلي الشيطان في الإنسان أو تحيي الملاك وغدا ستطويك الليالي في دياجير الهلاك وغدا سيأسرك التراب فلا شعور ولا حراك ما كان أثقل عبء أحلامي وآلامي وأقسى ! فامشي بنا نحو الفناء لعلّنا ننسى وننسى وليسدل الستر المقدّس ,حسبنا غّما ويأسا ــــــــــــ انتهى ــــــــــــ