نابلس تتحدّى
أحمد رشاد العتيلي
لا لِلغُزاةِ! –وفيَّ نَبضُ دِمائي
وأْدُ الكرامةِ أن يُراقَ إِبائي
اللهُ يأبَى أن تُباحَ مَسَاجِدي
أو تُستَباحُ مَحارِمي ونِسائي
هذا جَبينيَ قَد أعَزَّ رُواءَهُ
عِزّي، فطاوَلَ الشُّموخِ سَمائي
لا هامَتي اْستَخْذَتْ، ولا أغضَتْ، ولا
وَطِئَتْ سَنامِي خَيلةُ الدُّخَلاءِ
ما كنتُ إلا الكِبرَ.. تَاريخِي عُلىً
وعلى جِبالِ النارِ رَفَّ لِوَائي
مِن فَوقِ "عيبَالَ" الأشَمِّ، ومن ذُرَى
"جِرزِيمَ" تُعصِفُ بالعِدَى أنوائي
لا كان كِبْرِي إنْ أدالَ على الحِمَى
غازٍ، ولم تُحْرِقْهُ نارُ فِدائي
يا قاتلَ الأطفالِ! ما ذَنبُ الرُّؤى
تغتالُها بِرُغُونَةِ الأهْواءِ؟
ما تبتَغي؟ هَدمَ البُيوتِ؟ وما سوى
هدمِ البُيوتِ؟ مَصَارعَ الأبناءِ؟
-2-
حَرثَ الزُّروعِ؟ ومُثْلَةَ القَتلَى؟ وما
نَدرِي ولا نَدرِي مِنَ الأرْزاءِ؟
احرِقْ! فما بعدَ الحَريقِ تفتُّحُ
-الأزهارِ في رَوضِي، وفي أفيائي
اقتُلْ! فإنّ الأرضَ صَادِيةُ الظّما
للدَّمّ.. فَلْيَنزِفْ دَمُ الشُّهداءِ!
يَزكُو الثَّرى بِالدمِّ.. في أندائِه
عَبَقُ الأريجِ وفَوحةُ الأشذاءِ
ازرَعْ رَصاصَكَ في الصُّدورِ! فإنّما
هذي الصدورُ مَواقِدُ الهَيْجاءِ
اقذِفْ بجُندِكَ في الجَحيمِ، ففي لَظَى
نارِ الجَحيمِ نِهَايةُ الظَلْماءِ
اقصِفْ جُموعَ الأبرياءِ ! فإنّ مِنْ
رَحِمَ الضَحايا مَولِدَ الأحياءِ
إنْ يَسْقُطِ الشهداءُ في ساحِ الوغَى
فَلِكَي يَرُودُوا الدَّربَ للرُّفَقاءِ
لن تَطمئِنُّوا –يا غُزاةُ- وفي يَدِي
حَجَري.. وفي نَبْضِي مُوارُ دِمائي
موتُوا بِغيظِكُمُ! فَنابُلُسُ التي
ثارَتْ ستَبقَى قَلعةً الشُّرفاءِ