النابِغَة الشيباني ? - 125 هـ / ? - 743 م عبد الله بن المخارق بن سليم بن حضيرة بن قيس، من بني شيبان. شاعر بدوي من شعراء العصر الأموي. كان يفد إلى الشام فيمدح الخلفاء من بني أمية، ويجزلون له العطاء. مدح عبد الملك بن مروان وولده من بعده، وله في الوليد مدائح كثيرة، ومات في أيام الوليد بن يزيد. ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
آذَنَ اليومَ جِيرتي بارتحالِ وبِبَيْنٍ مُودَّعٍ واحتمالِ وانتضوا أينق النجائب صعراً أَخَذوها بالسَّيْر بالإرقالِ وَاعْتَلَوْا كلَّ عَيْهَمٍ دَوْسَرِيٍّ أرحبي يبذ وسع الجمال فكأن الرياض أو زخرف المجـ ـدَلِ مِنْها على قُطوعِ الرحالِ عدلوا بينها وبين عتاقٍ مُقْرَباتٍ تُصانُ تحتَ الجِلالِ فهي قبٌّ كأنهن ضراءٌ كقداح المفيض أو كالمغالي خَرَجوا أَنْ رَأَوْا مَخيلَة َ غَيْثٍ من قصورٍ إلى رياض أثال يومَ بانوا بكلِّ هيفاءَ بِكْرٍ ورَداحٍ وطَفْلة ٍ كالغَزالِ بكراتٌ أدمٌ أصبن ربيعاً أو ظباءٌ أَوْ رَبْرَبٌ في رِمالِ فَهْيَ بيضٌ حُورٌ يُبَسِّمْنَ عن غُرْ رٍ وأنيابُهُنَّ شَوْكُ السِّيالِ جاعلاتٌ قطفاً من الخز والبا غز حول الظباء فوق البغال جازئاتٌ جمعن حسناً وطيباً وقَواماً مِثْلَ القَنا في اعْتدالِ غص منها بعد الدماليج سورٌ والخلاخيلُ والنُّحور حَوالِ فكأن الحلي صيغت حديثاً يتألقن أو جلاهن جال ثُمَّ زَفَّتْ تعدو بِزقٍّ جِفالِ مخطفات البطون ميث النوالي لثن خمراً على عناقيد كرمٍ يانعاتٍ أَتْمِمْنَ في إكمالِ فهي تُبدي طوْراً وتُخفي وُجوهاً كل وجهٍ أغر كالتمثال كالدمى حسنهن أربهى على الحسـ ـن ويضعفن في تقى ً وجمال لابساتٌ غض الشباب جديداً مثقلاتٌ تنوء بالأكفال جاعلاتٌ من الفرند دروعاً والجلابيب من طعام الشمال يتأزرن بالمروط من الخـ ـزِ ويَرْكُلْنَها بِسُوقٍ خِدالِ فإذا مامشين مالت غصونٌ مِلْنَ نحوَ اليمينِ بَعْدَ الشِّمالِ يَتَقَتلْنَ لِلْحليمِ مِنَ القَوْ م فيسبينه بحسن الدلال وإذا مارمينه جانبياً أو عشيراً أَقْصَدْنَهُ بالنِّبالِ ولقد قُلتُ يومَ بانوا بصرمٍ كيف وَصْلي من لا يُجِدُّ وصالي وإذا ما انطوى أخٌ ليَ دوني فجديرٌ إن صَدَّ أَنْ لا أُبالي كل ما اختصتني به الله ربي ليس من قوتي ولا باحتيالي لو أطيع الشموع أو تعتليني زل حلمي ولامني عذالي وإذا ماذكرت صرف المنايا كادِّكارِ الحَزينِ في الأطلالِ كل عيشٍ ولذة ٍ ونعيمٍ وحياة ٍ تودي كفيء الظلال كَفَّني الحِلْمُ والمشيبُ وَعَقْلي ونهى اللهِ عَنْ سبيلِ الضلالِ وأرى الفقر والغنى بيد اللـ ـهِ وَحَتْفَ النُّفوسِ في الآجالِ ليس ماءٌ يروى به متعفوه واتنٌ لا يغور، كالأَوْشالِ قد يغيض الفتى كما ينقص البد ر وكلٌ يصير كالمستحال فمحاقٌ هذا وهذا كبيرٌ بعدما كان ناشئاً كالهلال ليس يغني عنه السنيح ولا البر ح ولا مشفقٌ زمام قبال فإذا صارَ كالبَلِيَّة ِ قَحْماً هو مر الأيام بعد الليالي وكَسَتْهُ السِّنونَ شيباً وضَعْفاً وطَوَتْ خَطْوَهُ بِقَيْدٍ دِخالِ عادَ كالضَّبِّ في سنينَ مُحُولٍ عادَ في حُجْرِهِ حليفَ هُزالِ ليس حي يبقى وإن بلغ الكبـ ـرة إلا مصيره لزوال كلُّ ثاوٍ يَثْوي لحينِ المنايا كجزورٍ حبستها بعقال إن تمت أنفس الأنام فإن الـ ـله يبقى وصالحَ الأعمالِ كلُّ ساعٍ سعى لِيُدْرِكَ شيْئاً سَوْفَ يأتي بِسَعْيهِ ذا الجَلالِ فَهُمُ بينَ فائِزٍ نالَ خَيْراً وشقي أصابه بنكال فولاة الحرام من يعمل السو ءَ عدوٌّ حربٌ لابنِ الحلالِ إنَّ مَنْ يركَبُ الفواحشَ سِرّاً حين يخلو بسوءة ٍ غير خال كَيْفَ يَخْلو وعندَهُ كاتِباهُ شاهدَيْهِ ورَبُّهُ ذو المِحالِ فاتق الله مااستطعت وأحسن إنَّ تقوى الإلهِ خيرُ الخِلالِ وإذا كنت ذا أناة ٍ وحلمٍ لم تَطِرْ عِندَ طَيْرة ِ الجُهّالِ وإذا ما أَذَلْتَ عِرْضَك أودى وإذا صِينَ كانَ غيرَ مُذالِ ثُمَّ قُلْ للمُريد حَوْلَ القوافي: إن بعض الأشعار مثل الخبال أَثْقِفِ الشِّعْرَ مرّتين وأَطنِبْ في صُنوف التشبيبِ والأمْثالِ وفلاة ٍ كأنها ظهر ترسٍ عُودُه واحدٌ قديمُ المِطالِ حَوْمة ٍ سَرْبَخٍ يَحارُ بها الرَّكْـ ـب تنوفٍ كثيرة الأهوال جبت مجهولها وأرضٍ بها الجـ ـن وعقد الكثيب ذي الأميال وعَدابٍ منْ رَملة ٍ ودَهَاسٍ وجِبالٍ قَطَعتُ بَعْدَ جِبالِ وَسُهوبٍ وكلِّ أبطحَ لاخٍ ثم آلٍ قد جبت من بعد آل بعقامٍ أجدٍ تقلج بالرا كِبِ عَنْسٍ جُلالة ٍ شِمْلالِ عيسجورٍ كأنها عرمس الوا دي أَمونٍ تزيفُ كالمُختالِ فإذا هجتها وخافت قطيعاً خَلَطَتْ مَشْيَها بِعَدْو نِقالِ كذعورٍ قرعاء لم تعل بيضاً ذات نأيٍ ليست بأم رئال فهي تهفو كالرِّمْثِ فوق عَمودَيْـ ـنِ عَلَتْهُ مُسْوَدَّة ُ الأَسْمالِ وَهْيَ تَسْمو بِذي بلاعيمَ عُوجٍ أصقع الرأس كالعمود الطوال فيها كالجنون أو طائف الأو لقِ مِنْ ذُعْرِ هَيْقة ٍ مِجْفالِ أو كجأبٍ مكدمٍ أخدري حول أُتنٍ لواقح وحيال يَرْتَمي الريحَ من سَماحيجَ قُبٍّ بِنُسالٍ تطيرُ بعدَ نُسالِ فرعاها المصيف حتى إذا ما رَكدَ الخاطِراتُ فَوْقَ القِلالِ حثها قارحٌ فجالت جميعاً خشية ً من مكدمٍ جوال فهو منها وهن قودٌ سراعٌ كرقيب المفيض عند الخصال سحره دائمٌ يرجع يحدو ها مصرٌ مزايلٌ للفحال فإذا استاف عوذاً قد أقصت ضَرَحَتْهُ تَشيعُ بالأَبْوالِ وكأنَّ اليَراعَ بين حَوامٍ حينَ تعْلو مَرْوٌ وسُرْجُ ذِبالِ نحو ماءٍ بالعرق حتى إذا ما نَقَعَتْ أَنْفُساً بِعَذْبٍ زُلالِ عرفَ الموتَ فاستغاثَ بأَفْنٍ ذي نَجاءٍ عَطِّ الحَنيفِ البالي فهو يهوي كأنه حين ولى حَجَرُ المِنْجَنيقِ أو سَهْمُ غالِ ذاك شبهته وصاحبة الـ ـفِ قَلوصي بعدَ الوَجا والكَلالِ تَنْتَوي من يزيدَ فضلَ يَدَيْهِ أَرْيحيّاً فَرْعاً سَمينَ الفَعالِ حَكَمِيّاً بين الأعاصي وحَرْبٍ أبطحي الأعمام والأخوال أُمَّهُ مَلْكة ٌ نَمَتْها ملوكٌ وهي أهل الإكرام والإجلال أمها بنت عامر بن كريزٍ وأبوها الهمام يوم الفضال تلك أمٌ كست يزيد بهاءً وجمالاً يبذ كل جمال وأبوه عبد المليك نماه زاد طولاً على الملوك الطوال فَهْوَ مَلْكٌ نَمَتْهُ أيضاً مُلوكٌ خير من يحتذي رقاق النعال حالف المجد عبشمياً إماماً حل داراً بها تكون المعالي أريحيّاً فرْعاً ومعقِلَ عِزٍّ قَصُرَتْ دونَهُ طِوالُ الجِبالِ أُعطيَ الحِلْمَ والعَفافَ مع الجو د ورأياً يفوق رأي الرجال وحباهُ المَليكُ تقوًى وبِرّاً وهو من سوس ناسكٍ وصال يقطعُ الليلَ آهَة ً وانْتِحاباً وابْتهالاً للّهِ أيَّ ابْتهالِ راعَهُ ضَيْغمٌ من الأُسْدِ وَرْدٌ جا بِلَيْلٍ يهيسُ في أَدْغالِ تارة ً راكعاً وطوراً سجوداً ذا دموعٍ تنهل أي انهلال وله نحبة ٌ إذا قام يتلو سوراً بعد سورة الأنفال عادِلٌ مُقْسِطٌ وميزانُ حَقٍّ لم يحف في قضائه للموالي مُوفِياً بالعُهودِ من خَشْية اللا هِ ومَنْ يَعْفُهُ يكنْ غَيْرَ قالِ مُحْسِنٌ مُجْمِلٌ تَقِيٌّ قَوِيٌّ وهو أهل الإحسان والإجمال ليس بالواهن الضعيف ولا القحـ ـم ولا مودنٍ ولا تنبال تم منه قوامه واعتدال الـ ـخَلْقِ والرأيُ بالأمورِ الثقالِ وهو من يعفه ينخ بكريمٍ يَلْقَ جُوداً مِنْ ماجِدٍ مِفْضالِ مثل جود الفرات في قبل الصيـ ـفِ تَرامى تيّارُهُ بالجُفالِ فَهْوَ مُغْلَولِبٌ وَقَدْ جَلَّلَ العِبْـ ـرَيْنِ ماءٌ يُفيضُه غيرَ آلِ فإذا ماسما تلاطم بالمو ج جوادٌ كالجامح المستشال فهو جون السراة صعبٌ شموسٌ سار منه تيار موجٍ عضال كَبَّ مِنْ صَعْنَباءَ نخلاً ودُوراً وارتمى بالسفين والموج عال وتَسامَتْ منهُ أواذيُّ غُلْبٌ كَفِحالٍ تَسْمو لِغُلبِ فِحالِ غير أن الفرات ينضب منه ويزيدٌ يزداد جود نوال وَهْوَ إنْ يعْفُهُ فِئامٌ شُعوبٌ يبتد المعتفين قبل السؤال ويذد عنهم الخلالة منه بِسِجالٍ تَغْدو أَمامَ سِجالِ فإذا أُبْرِزَتْ جِفانٌ من الشِّيـ ـزى وفيها سَديفُ فَوْقَ المَحالِ قتل الجوع والهزال فبادا حين هر العفاة شحم المتالي وكأن الترعيب فيها عذارى خالصاتُ الألوانِ إلْفُ الحِجالِ ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
ألا هاج قلبي العام ظعنٌ بواكر كما هاج مسحوراً إلى الشوق ساحر سليمى وهندٌ والرباب وزينبٌ وأَرْوى وليلى صِدْنَني وتُماضِرُ كواعب أترابٌ كأن حمولها من النَّخلِ عُمْريُّ النخيلِ المَواقِرُ تعلّق ديباجٌ عليهنَّ باجلٌ وعقلٌ ورقمٌ يملأ العين فاخر دخلن خدوراً فوق عيسٍ كنينة ً كما كنست نصف النهار الجآذر من الهيف قد رقت جلوداً تصونها وأَوْجُهها قد دَقَّ منها المَناخِرُ تلوث فروعاً كالعثاكيل أينعت عناقيدُها وابيضَّ منها المحاجِرُ كُسْينَ من الألوانِ لوْنا كأنَّهُ تَهاويلُ دُرٍّ يَقبلُ الطيبَ باهِرُ عِتاقٌ جوازي الحسن تُضحي كأنَّها ـ ولو لم تُصِبْ طيباًـ لآلٍ عَواطِرُ إذا ما جرى الجادي فوق متونها ومِسْكٌ ذكيٌّ جفّفتها المجامِرُ لَهُنَّ عيونُ العِين في صُوَرِ الدُّمى وطرْفٌ ضعيفٌ يَسْتبي العَقْلَ فاتِرُ أبانت حصيداً عن يمينٍ وياسرت وسارت وفيها عن رماحٍ تزاور فَظِلْتُ وفي نفسي همومٌ تنوبُني وفي النفسِ حُزْنٌ مستسرٌّ وظاهِرُ عَساكرُ من وَجْدٍ وشَوْقٍ تنوبُني إذا رفهت عني أتتني عساكر وإن قلت هذا حين يسلى حبائبي أبى القلب أن يسلى الذي هو ذاكر فلو أن حياً مات شوقاً صبابة ً لقام على أوصالي العام قابر عفت دمنة ٌ منهن بالجو أقفرت كأنْ لم يَكُنْ فيها من الحيِّ سامِرُ تبدت بها الأرواح كل عشية ٍ وغير آيات الرسوم الأعاصر وغيثٌ سماكيٌّ ركامٌ سحابه دَلوحٌ من الوَسْميِّ بالماءِ باكرُ يبيت إذا أبدى بروقاً كأنها سيوف زحوفٍ جردتها الأساور كأنَّ طُبُولاً فوقَ أعجازِ مُزْنِهِ يُجاوبُها من آخِرِ الليلِ زامِرُ كأنَّ حنينَ وُلَّهٍ في سحابهِ يُجاوبُها خُلْجٌ وَعُطفٌ جَراجِرُ لهُ زِبْرِجٌ: برق ورعدٌ كأنَّهُ مزامير جونٌ هيجتها مزاهر فغيّر رسَم الدارِ من بَعْدِ عُرْفها أجشُّ هزيمٌ يحفِشُ الأُكْمَ ماطرُ يَبيتُ يَصُبُّ الماءَ صَبّاً ويَنْتحي لهُ نَزَلٌ فيه تُجَرُّ حَضاجِرُ فأزلق ورلاناً فبالأكم أعصمت وقد زلقت من الضباب الجواحر كساها رياضاً كالعهون عشية ً لها صبحٌ مثل الدرانيك ناضر إذا اكْتَهَلتْ واعتمَّ أزواجُ نبتها نما بعده بقلٌ تؤامٌ وزاهر عفت غير ظلمانٍ كأن نعامها إذا راعها رَوْعٌ إفالٌ نوافرُ بِها النُّؤيُ والمشجوجُ بالفِهْر أُسُّهُ وآرِيُّ أفْراسٍ بِها وأياصِرُ وسُفْعٌ ضَبَتْ أنصافَها النارُ رَكَّدٌ وأورقُ هاب كالحَمامة ِ داثِرُ فهيّجَ دمعي رَسْمُ دارٍ كأنَّهُ وحي السلام فالدموع بوادر وحبك ما لا تستطيع طلابه ومن لا يُجِدُّ الوصْلَ، داءٌ مُخامِرُ ويهماء يجري آلها فوق أكمها كما فاض ماءٌ ألبس الأكم غامر إذا الشمس كانت قم رأسٍ سوية ٍ وظلّتْ تُساميها الحرابي الخواطرُ تجشّمتُها حتى أَجوبَ سَرابَها ومن يعْملِ الخيراتِ أو يُخطِ خالياً بناجية ٍ أجدٍ كنازٍ كأنها إذا رُدَّ فيها الطَّرْفُ فحلٌ عُذافِرُ تمد الزمام والجديل إذا مشت مواشكة ٌ غلباء كالبرج عاقر بأتلع كالجذع السوادي طوله نفى الليفَ عَنْهُ والكرانيفَ ناجِرُ وطالَ شَواها ثُمَّ تَمَّ نَصيلُها وقد طال منها خطمها والمشافر عَلَيْها من الفِتْيانِ جَوّابُ قَفْرة ٍ وأبيضُ هنديٌّ من العُتْق باتِرُ وحلسٌ عليه نسعتان ونمرقٌ وكورٌ علافيٌّ من الميس قاتر أقضي عليها حاجتي وأردها مَنيناً كما رَدَّ المنيحَ المُخاطِرُ وتعجبني اللذات ثم يعوجني ويسترني عنها من الله ساتر ويَزْجُرني الإسْلامُ والشيبُ والتقى وفي الشِّيْبِ والإسلامِ للمرءِ زاجِرُ وقُلْتُ وقد مَرَّتْ حُتوفٌ بأهلِها: ألا ليْس شيءٌ غير ربّي غابِرُ هو الباطن الرب اللطيف مكانه وأول شيءٍ ربنا ثم آخر كريمٌ حليمٌ لا يعقب حكمه كثير أيادي الخير للذنب غافر يُنيمُ حصادَ الزَّرْعِ بعدَ ارْتفاعِهِ فَتَفْنى قُرونٌ وَهْوَ للزَّرْعِ آبِرُ ومن يعيَ بالأخبار عن من يرومُها فإنّي بما قد قُلتُ في الشعر خابِرُ ألا أيها الإنسان هل أنت عاملٌ فإنك بعد الموت لابد ناشر ألم تر أن الخير والشر فتنة ذخائرُ مَجْزِيٌّ بهنَّ ذخائرُ فإنْ عُسْرة ٌ يوماً أضرّتْ بأَهْلِها أتت بعدها مما وعدنا المياسر ونازلِ دارٍ لا يُريدُ فراقَها سَتُظْعِنُهُ عمّا يُريدُ الجَرائِرُ ومن ينصف الأقوام ما فات قاضياً وكل امرئٍ لا ينصف الله جائر يُعَذَّرُ ذو الدَّيْنِ الطلوبُ بِدَيْنهِ وليس لأمر يظلنم الناس عاذر ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
ألا طال التنظر والثواء وجاءَ الصيْفُ وانكشف الغطاءُ وليسَ يقيمُ ذو شَجَنٍ مُقيمٍ ولا يَمضي إذا ابتُغيَ المَضاءُ طوال الدهر إلا في كتابٍ لمقدارٍ يوافقه القضاء ولا يعطى الحريص غنى ً لحرصٍ وقد ينمي لذي الجود الثراء غني النفس ما استغنت غنيٌّ وفَقرُ النفسِ ما عَمِرتْ شَقَاءُ إذا استحيا الفتى ونشا بحلمٍ وسادَ الحيَّ حالفَهُ السَّناءُ وليس يسود ذو ولدٍ ومالٍ خفيف الحلم ليس له حياء ومن يَكُ ذَا حَياً لم يُلْقِ بؤساً يَنُخْ يوماً بِعَقْوتهِ البلاَءُ تعاوره بنات الدهر حتى تثلمه كما انثلم الإناء فكُلُّ شَديدة ٍ نزلتْ بِحَيٍّ سيأتي بعد شدتها الرخاء فَقُلْ للمتّقي حَدَثَ المنايا: توقَّ، فليسَ ينفعُك اتّقاءُ ولا تك المصاب ، وأي حي إذا ما مات يُحييهِ البكاءُ؟ وقُلْ للنفْسِ: من تُبقي المنايا؟ فكلُّ الناسِ ليسَ له بقاءُ تعزي بالأسى في كل حي فذلك حينَ يَنْفعُها العَزاءُ ستفنى الراسيات ، وكل نفسٍ ومالٍ سَوْفَ يَبْلُغُه الفَناءُ يُعَمَّرُ ذو الزمانة ِ وهو كَلٌّ على الأدنى وليس له غناء ويردى المرء وهو عميد حيًَ ولو فادوه ماقبل الفداء إذا حانتْ مَنِيَّتُهُ وأوصى فليس لنفسه منها وقاء وكلُّ أُخوَّة ٍ في الله تبقى وليس يدوم في الدنيا إخاء أَصِبْ ذا الحِلْمِ منك بِسَجْل وُدٍّ وصله ، لا يكن منك الجفاء ولا تصل السفيه ولا تجبه فإن وصال ذي الخربات داء وإن فراقه في كل أمرٍ وصرم حبال خلته شفاء وضيفك ما عمرت فلا تهنه وآثِرْهُ وإن قلَّ العَشاءُ ولا تجعَلْ طعامَ الليل ذُخْراً حذار غدٍ ، لكل غدٍ غداء وكل جراحة ٍ توسى فتبرا ولا يَبْرا إذا جرحَ الهِجاءُ يؤثر في القلوب له كلومٌ كداء الموت ليس له دواء وحوك الشعر ما أنشدت منه فَيَنْفي سيّىء َ الاكفاءِ عَنْهُ غُثاءُ السَّيْلِ يضرحُ حَجْرتَيْه تجلله من الزبد الجفاء من الشُّعراءِ أكْفاءٌ فُحولٌ وفَرّاثونَ إنْ نطقوا أساؤوا فَهَل شِعران: شِعرُ غناً وحَكْمٍ وشعرٌ لا تعيج به ، سواء ؟ فإنْ يكُ شاعرٌ يعوي فإنّي وجدتُ الكلبَ يقتلُه العُواءُ وإن جَرِبَتْ بواطنُ حالبيهِ فإنَّ العَرَّ يَشفيهِ الهِناءُ وقلت لمن أبث إليه سري وينفعُني وإيّاهُ الخَلاءُ: ألا يا هندُ هل تُحيينَ مَيْتاً؟ وهل لقروضنا أبداً أداء ؟ أحلأت النفوس لتقتليها وهن إلى مناهلكم ظماء أديم صفاءها ويدوم عهدي وإنْ طالَ التعاشُرُ والصفاءُ فإن يك أهلنا ناءوا وبانوا وبان بها أقاربها وناءوا فقد أعْفو مَنازِلَها بِفَلْجٍ وفي آيات دمنتِها امتحاءُ تراوحها من الأرواح هوجٌ كأن نخيل تربتها هباء وكل مجلجلٍ دانٍ زحوفٍ تشابه غيمه فيه استواء كأن على غواربه زحوفاً لها لَجَبٌ يُصَمُّ به الدُّعاءُ كأن دفاف مأدبة ٍ وعرسٍ ورجازٍ يجاوبه الحداء ونوح مآتمٍ وحنين عوذٍ يجاوبُها من النَّعَمِ الرُّغاءُ على أعْجازهِ إذ لاحَ فيهِ سيوف الهند أخلصها الجلاء إذا انسحَّتْ دلاءُ الماء منهُ أمدته بسافكها الدلاء فليس حفيله كحفيل غيثٍ ولا كمياهِهِ في الأرضِ ماءُ قرارُ الأرض ممّا صَبَّ فيها لهُ حُبُكٌ مُوَكَّرة ٌ مِلاءُ فأقلعَ والشَّمالُ تحنُّ فيهِ بكلٍّ قَرارة ٍ منها إضاءُ فأعْقبَ بقلُهُ نَوْراً تؤاماً كَلَوْنِ الرَّقمِ حَطَّ به الفِلاءُ ونور البخترية والخزامى وحنوته لبهجتها بهاء فقد جُنَّت كواكبُهُ جُنوناً لها صبحٌ إذا ارتفع الضحاء إذا اغتبقت من الأنداء طلا فإن صبوحها منها رواء فأوْحشَ رَبْعُها وعفت رِياضٌ تولَّدُ في كواكِبها الظِّباءُ بِها سُفْعٌ مُوَلَّعَة ٌ هِجانٌ هواملُ لا تطرِّدُها الضِراءُ كأن جلودها إذ بان عنها نَسيلُ الصيف بالصيف المُلاءُ لهن جآذر نعست ، فنامت عَواقدُ في سوالِفِها انثناءُ وعاناتٌ يطردها فحولٌ نَواشطُ في أَياطِلِها انطواءُ تَرومُ حِيالها وتصُدُّ عنها لواقحُ مِنْ صَعابتها الإباءُ فكلُّ هَجَنَّعٍ تحنو إليهِ نقانقُ في بلاعِمِها الْتِواءُ كأنَّ ظهورَها حُزَمٌ أنابَتْ بِها أُصُلاً إلى الحيِّ الإماءُ فعُجْتُ على الرسومِ فشوّقتني ولم يكُ في الرسوم لنا جَداءُ فناجيت الرسوم فلم تجبني وقد ناديت لو نفع النداء ودويً يصيح بها صداها كَأَنَّ صِياحَهُ فيها مُكاءُ تفجع هامها والبوم أصلاً كما صرخت على الميت النساء لأسراب القطا فيها عيالٌ مُعَرَّسُها ومَجْثَمُها الفَضاءُ تَوائِمُ كالكُلى زُغُبٌ ضِعافٌ تضمَّنها الأفاحصُ والعَراءُ تبص كأنها عجزٌ فوان وقد بَثِرتْ وليس لها عِفاءُ كأنَّ بِهِنَّ زِرْنيخاً مَدُوفاً بِها لَصِقاً كما لَصِقَ الغِراءُ إذا استسقت مطاعم أنهضتها فولت من غرائزها النجاء موارِدُها مياهُ العِرق توّاً وماءُ القُطْقُطانَة ِ والحِساءُ تراطن بينها بكلام عجمٍ وَأَكْبرُ ما تهُمُّ بهِ الرَّحاءُ فخلَّفَتِ الدَّعاثِرَ ثُمَّ عَبَّتْ لكل ثمالة ٍ منها سقاء متى تنهل قطاة ٌ من شروب يكُنْ قُدّامَها منهُ ارتواءُ فأنهلت النفوس ، وفي الأدواى أمامَ نُحورِها منْها امتلاءُ أداوى لا يبض الماء منها ولَيْسَ لمَفْرَغٍ منها وِكاءُ فَصَبَّحتِ الفِراخ فأَنْهَلتْها تغرُّ حوائماً فيها انحناءُ بِنازِحة ٍ ترى الثيران ظُهْراً لكلِّ مُوَلّعٍ مِنها خِباءُ فخلَّفْتُ الأَباعِدَ مِنْ صُواها بعنسٍ ما تخونها الخلاء مواشكة ٍ مقتلة ٍ ذمولٍ وَقاحِ الخُفِّ ليس لها حِذاءُ كأن مؤثر الأنساع فيها حجاج البئر خربها الرشاء تمد زمامها منه بسامٍ مروحٍ ، في قوائمها اعتلاء تزيف كما مشت خرقاء زافت تُعجِّلُها المَخيلة ُ والرِّياءُ أؤم بها من الأعياص ملكاً أَغَرَّ كأنَّ غرّتَهُ ضِياءُ لأسمع من غريب الشعر غراً وأُثني حَيْثُ يُنتضلُ الثَّناءُ يزيدَ الخَيْرِ وهو يزيدُ خيراً وينمي كُلَّما ابتُغِيَ النماءُ ويَلْبَسُ حُلّة ً أَعْذَرْتُ فيها عليهِ فوق مِئْزره الرِّداءُ إلى الشُمِّ الشَّمارِخ مِنْ قُريْشٍ تجَوَّبَ عن ذوائبها العَماءُ قريشٌ تبتني المعروف قدماً وليس كما بنيت لها بناء فَضَضْتَ كتائبَ الأزديِّ فَضّاً بكبشِكَ وهو بُغيتُه اللقاءُ وعادتُهُ إذا لاقى كِباشاً فَناطَحهُنَّ قتلٌ واحتواءُ يفلِّقُ بالسيوفِ شَرَنْبثاتٍ ويَجْسُرُ كلّما اختُضِبَ اللواءُ أبرت عدوهم وعفوت عفواً به حقنت من الناس الدماء سمكت لهم - بإذن الله - ملكاً كما سمكت على الأرض السماء وأحيَيْتَ العطاءَ وكانَ مَيْتاً ولولا اللهُ ماحَيِيَ العَطاءُ ففي كل القبائل من معد ومن يمنٍ له أيضاً حباء وصَلْت أخاك فهو وليُّ عهدٍ وعند الله في الصلة الجزاء نُرجّي أنْ يكونَ لَنا إماماً وفي ملك الوليد لنا الرجاء هشامٌ والوليد ، وكل نفسٍ تُريدُ لكَ الفَناءَ لكَ الفِداءُ فناء أبيك مأهولٌ خصيبٌ إذا لم يُغشَ في المحل الفِناءَ عِداتُكَ لا يُخافُ الزهدُ منها إذا ما خان بالعِدَة ِ اللقاءُ وأنت ابن الخلائف من قريشٍ نَمَوْكَ وفي عداوتِهِمْ إباءُ وعاتكة التي ورثت كريزاً وحرباً ، فالكرام لها حواء عقيلة من تكرم من قريشٍ لها خَشَعَتْ من الكَرَمِ النساءُ وعودك من أعالي النبع فرعٌ رفيعٌ لا يوازيه السَّراءُ فكل مناقب الخيرات فيه حَنيكُ العقل آزرهُ الفتاءُ إمامُ الناسِ لا ضَرَعٌ صَغيرٌ ولا قحمٌ يثلمه الذكاء على الأعياصِ عِنْدَكَ حينَ تُعفى لَمُمْتَدِحٍ من الثَّمنِ الغَلاءُ ومختبطن من بلدٍ بعيدٍ عَبَأْتَ لَهُمْ سِجالَك حينَ جاؤوا كَشَفْتَ الفَقْرَ والإقْتارَ عَنْهُم فَنالوا الخيرَ وانكشفَ الغِطاءُ فَعِيصُك خيرُ عِيصٍ في قُريشٍ وهم من كل سباتٍ براء أولاك السابقون بكل خيرٍ إذا كذبَ المسبَّقة ُ البِطاءُ وخير المتهمين بنو الأعاصي كما خير الجبال بها حراء ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
ألا طرقتنا بالقرينين موهناً وقد حل في عيني من سنتي غمضي سليمى فشاقتني وهاجت صبابتي بطرفٍ لها ساجٍ وذي أشرٍ بض كأن على أنيابها بعد هجعة ٍ ضبابة ُ ماءِ الثلجِ بالعَسَلِ الغضِّ فلما عرتنا ينفح المسك جيبها إذا نهضت كادت تميل من النهض عرضت عليها أن تجد وصالنا وأن تبذل المعروف لو قبلت عرضي وقلت لها : كيف ادكاري غريرة ً مبتلة ً هيفاء لم تقضي قرضي لها عَمَلٌ لم تجنِ فيهِ خطيئة ً تقاضى به أديانها ثم لا تقضي فلمّا دنا منها بتاتٌ وأصبحتْ بعيدا، ولم تحلُلْ سمائي ولا أرضي فقلتُ لمنْ ينهى عن الودِّ أهلَهُ أعاذلُ أفشي كُلَّ لومكِ أو غُضّي إذا أنا لم أنفع صديقي بوده فإنَّ عدوّي لم يضرَّهُمُ بُغضي ألينُ لمنْ صادقتُ منْ حسنِ شيمتي وأكحل من عاديت بالكحل المض وليس ذَوو الأَضغانِ في كلِّ كُرْبة ٍ يُطيعونَ إبْرامي الأمورَ ولا نقضي وإني لصبارٌ إذا خشي الردى ولم يبقَ إلاّ كلُّ ذي حَسَبٍ مَحْضِ وأضرب رأس الكبش بالسيف في الوغى إذا ما اعتصوا بالبيضِ بعد قناً رُفْضِ وأكشِفُ عن صحبي غَما الخوفِ والرّدى إذا ندبت خيل الطليعة للنفض على كل موارٍ برجع نسوره يَرُضُّ الحصى رَضّاً جميعاً مع القَضِّ وما عز أقوامي تلادي وطاوفي من المال في حق وقيت به عرضي وأَقْتُلُ جَهْلَ المرءِ بالحِلْمِ والتقى وإنْ رامَ قرضي حالَ من دونِه قرْضي وأشْدَخُ هاماتِ الأعادي بِوطْأتي ولستُ عن الأوتار ما عِشتُ بالمُفضي وأحلُمُ في شِعْري فلا أَنطقُ الخَنا ويدرأ عني شعر ذي الحرة العض من الشِّعر سُمٌّ يقتُلُ المرءَ طعمُهُ كما تقتل الصم الأساود بالعض ومنهُ غُثاءٌ لا يُفارقُ أهْلَهُ كمثلِ الحَرونِ لا يَكُرُّ ولا يمضي ويعرب أقوامٌ ويلحن معشرٌ مِراراً وبعضُ اللحنِ أكثرُ من بعضِ يزل الفتى عما يقول لسانه كما زلَّ من يهوي عن الزَلَقِ الدْحضِ وتيهٍ مروراة ٍ يحار بها القطا إلى فَجِّ مخشيِّ المهالك ذي غمضِ كأن على قيعانها من سرابها رياطاً نقيات المتون من الرحض وكأَنَّ على أعلامِها وإكامها إذا ما ارتدت بالآلِ أردية المحضِ تجاوزتُ مِنْها كُلَّ قُفٍّ ورملة ٍ بناجية ٍ أطوي المخارم بالركض بناها من الأحماء أكلاؤها العلا وما قد أصابت في الشتاء من العض فما زال سيري ينتقي مخ عظمها وأعذر منها في السنام وفي النحض من الجَهْدِ حتى عاد غَثّاً سَمِينُها رَذّية َ أسفارٍ أضرَّ من النقضِ إذا أحنقت أدرجت فضل زمامها فجال عليها الضفر حولاً من الغرض بتلك التي أقضي همومي وبُغيتي إذا رضي المثلوج بالطعم والخفض ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
أشتقت وانهل دمع عينك أن أضحى قِفاراً من خُلّتي طَلَحُ؟ بسابسٌ دارها ومعدنها تمسي خلاءً وما بها شبح إلا عسولٌ أو حاجلٌ نغقٌ وذو ضباحٍ في صوته بحح يضبح فيها شختاً تجاوبه ـ إذ صاحَ ـ بومٌ روّاغة ٌ ضُبُحُ كأنَّه لم يكنْ بِهِ أَحدٌ فالقَلْبُ من قلبِ من نأى قَرِحُ تشوقُهُ عُدْمُلُ الديارِ وما أشقاه إلاّ الدوارسُ المُصُحُ يعتادها كل مسبلٍ لجبٍ جَوْنٍ رُكامٍ سَحابُهُ رَجُحُ قُعْسٌ من الماءِ في غوارِبِهِ بُلْقٌ صِعابٌ يَرْمَحْنَهُ ضُرُح مقعندرٌ في الديار مؤتلقٌ تكاد منه الأبصار تلتمح مؤتلفٌ خِلْتَ في أواخِرِهِ حداة عيرٍ إذ جلحوا صدحوا قد مات غماً أجش مبتركٌ تنصاحُ منهُ مواقِرٌ دُلُحُ فالماء يجري ولا نظام له روايا صعوقة ٌ سُحُحُ والطيرُ تطفو غَرقى قد أهلكها رحب العزالي ماصبَّ منسفح يزدادُ جوداً والأُكْمُ قد غُمِرتْ والعون فيها مقامها طفح والوَحْشُ أَوْفَتْ على اليَفاعِ وما لم يوف منها في سيله سبح قد نالَ منها البطونَ ذو زَبَدٍ فكل رفعٍ منهن منتضح أشحذ إذ هبت الشمال ، له سيق ركامٌ فالغيم منسرح تلوح فيه لما قضى وطراً قَوْسٌ حَناها في مُزْنِهِ قُزَحُ والأرضُ منهُ جمُّ النبات بِها مثل الزرابي للونه صبح وارتدتِ الأُكْمُ من تَهاويلِ ذي نورٍ عميمٍ ، والأسهل البطح من أربيانٍ تزينه شققٌ يغبق ماء الندى ويصطبح والشومُ كالرِيحِ شَدُّها عَرَضٌ تجول فيه والعين تنتطح أولادها الأرخ حين تفطمها وغاطِشٌ للرِّضاع مُرْتَشِحُ يحوزها كالعزيز عن عرضٍ يهز روقاً كأنه رمح وأنت إن تشأ أَمَّ مرتبئاً له صعابٌ رواتعٌ لقح يَصومُ من حبِّها ويَرْبؤُها فالبَطْنُ منهُ كأنَّهُ قَدَحُ إن رامها لم تقر وامتنعت منهُ على كلِّ فائلٍ جُرُحُ متى تَفُتْهُ في الشدِّ خائفة ً يدنه منها صلادمٌ وقح صَرَفْتُ عنها والطيرُ جارِيَة ٌ ولست ممن يعوقه السنح تحمِلُ كُوري وجناءُ مُجْفَرة ٌ قنواء عرفاء جسرة ٌ سرح أجد أمونٌ كالقبر هامتها ذات هبابٍ في لحيها سجح وفي يَدَيْها من بَغِيها عُسُرٌ والرجل فيها من خلفه روح بها ندوب الأنساع دامية ٌ يَلوحُ من حَزِّها بِها وَضَحُ حز سقاة ٍ حجاج غامضة ٍ منها على كل جانبٍ متحوا لاشيء أنجى منها وقد ضمرت من بعد بدنٍ إذ بلها الرشح يَبُلُّ منها الذِّفْرى ودنَّسَها من قُنْفذِ الليْتِ حالِكٌ نَتِحُ تُمِرُّ جَثْلاً مثلَ الإهانِ على الـ ـحاذين يربو في قضبه البلح وتارة ً عجزَها تُصيبُ بِهِ وذائِلاً لَيْسَ فيهِ مُمْتَنَحُ إن حل عنها كورٌ يبت وحداً وصاحباها كِلاهُما طَلِحُ فكم وَرَدْنا من مَنْهلٍ أَبِدٍ أعذبُ ما نستقي به المَلِحُ آمل فضلاً من سيب منتجعٍ إيّاهُ ينوي الثناءُ والمِدَحُ أزحت عنا آل الزبير ولو كانَ إمامٌ سواكَ ما صَلَحوا تسوس أهل الإسلام عملتهم وأنتَ عندَ الرحمنِ مُنْتَصَحُ إن تلق بلوى فصابرٌ أنفٌ وإن تلاق النعمى فلا فرح ماضٍ إذا العيس أنسفت وونت في لَوْنِ داجٍ كأنَّه مِسَحُ تصبح عن غب ماأضر بها والعيس خوصٌ بالقوم تجتنح يرمي بعيني أقنى على شرفٍ لم يؤذه عائرٌ ولا لحح يبينُ فيه عِتْقُ الأعاصي كما يَبينُ يَوْماً للناظرِ الصُّبُحُ وآل أبي العاص أهل مأثرة ٍ غُرٌّ عِتاقٌ بالخير قد نفحوا خير قريشٍ هم أفاضلها في الجد جدٌ وإن هم مزحوا أرحبها أذرعاً وأصبرها صبراً إذا القومُ في الوغى كَلَحوا أما قريشٌ فأنت وارثها تكفُّ مِنْ شَغْبِهِمْ إذا طَمَحوا حفظت ماضيعوا وزندهم أوريت إذا أصلدوا وقد قدحوا مناقب الخير أنت وارثها والحمد ذخرٌ تغلي به ربح آليْتُ جَهْداً وصادقٌ قسمي برب عبدٍ تجنه الكرح فهو يتلو الإنجيل يدرسه من خَشْيَة ِ اللهِ قلبُهُ قَفِحُ لابنك أولى بملك والده وعمه إن عصاك مطرح داود عدلٌ فاحكم بسنته وآل مروان كانوا قد نصحوا فَهُمْ خِيارٌ فاعْمَلْ بِسُنَّتهمْ واحي بخيرٍ واكدح كما كدحوا ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
إنَّ الوليدَ أميرَ المؤمنين لهُ حقٌّ من الله تفضيلٌ وتشريف خليفة ٌ لم يزلْ يجري على مَهَلٍ أغر تنمي به البيض الغطاريف لا يخمدُ الحربَ إلاّ ريثَ يوقدُها في كل فج لع خيل مسانيف يحوي سبياً فيعطيها ويقسمها ومِنْ عطيّتِهِ الجُردُ السَّراعيفُ أخزى طرندة منه وابل برد وعسكرٌ لم تقدْهُ العُزّلُ الجُوفُ مازال مسلمة الميمون يحضرها وركنها بثقال الصخر مقذوف وقد أحاطت بها أبطال ذي لجبٍ كما أحاط برأس النخلة ِ الليفُ حتى علوا سورها من كل ناحية ٍ وحان من كان فيها فهو ملهوف فأهلُها بين مقتولٍ ومُسْتلَبٍ ومنهُمُ موثَقٌ في القدِّ مكتوفُ يا أيها الأجدع الباكي لمهلكهم هل بأسُ ربِّكَ عن من رامَ مصروفُ؟ تدعو النصارى لنا بالنصر ضاحية ً واللهُ يعلمُ ما تخفي الشَّراسيفُ قلعت بيعتهم عن جوف مسجدنا فصخرها عن جديد الأرض منسوف كانت إذا قام أهل الدين فابتهلوا باتت تجاوبنا فيها الأساقيف أصواتُ عُجْمٍ إذا قاموا بِقُرْبتِهِمْ كما توصت في الصبح الخطاطيف فاليوم فيه صلاة الحق ظاهرة ٌ وصادِقٌ من كتابِ الله مَعْروفُ فيهِ الزَبَرْجدُ والياقوتُ مُؤْتلقٌ والكلس والذهب العقيان مرصوف ترى تهاويلَهُ من نحوِ قبْلتنا يلوحُ فيهِ من الألوانِ تفويفُ يكادُ يُعشي بصيرَ القومِ زِبْرجُهُ حتى كأن سواد العين مطروف وفِضّة ٌ تُعجِبُ الرائين بَهْجتُها كريمها فوق أعلاهن معطوف وقُبة ٌ لا تكادُ الطيرُ تبلُغُها أَعْلى محارِيبِها بالسّاجِ مَسْقوفُ لها مصابيحُ فيها الزيتُ من ذَهَبٍ يُضيءُ من نورِها لُبنانُ والسِّيفُ فكلُّ إقبالِهِ ـ والله زيّنَهُ ـ مبطنٌ برخام الشام محفوف في سُرَّة ِ الأرضِ مشدودٌ جوانبُهُ وقد أحاط به الأنهار والريف فيهِ المثاني وآياتٌ مفصَّلة ٌ فيهن من ربنا وعدٌ وتخويف تَمَّتْ قصيدة ُ حَقٍّ غير ذي كَذِبٍ في حوكها من كلام الشعر تأليف قوّمتُ منها فلا زيغٌ ولا أَوَدٌ كما أقام قنا الخطي تثقيف ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
بانَ الخليطُ فَشَطّوا بالرَّعابيبِ وهن يؤبن بعد الحسن بالطيب فهيجوا الشوق إذ خفت نعامتهم وأورثوا القلب صدعاً غير مشعوب فَهُمْ حزائقُ ساروا نِيَّة ً قُذُفاً لم ينظروك سراعاً نحو ملحوب بتوا القرينة فانصاع الحداة ُ بهم وَهُمْ ذوو زَجَلٍ عالٍ وتَطْرِيبِ منهُ أراجيزُ تَزْفي العيسَ إذْ حُدِيتْ وفي المزاميرِ أَصْواتُ الصَّلابيبِ والعيسُ منهُ كأنَّ الذعرَ خالَطَها أو نالَها طائفٌ من ذي المخاليبِ زانَ السُّدولَ عليها الرِّقْمُ إذ حُدِجَتْ بكل زوجٍ من الديباج محجوب وفي الهَوادجِ أبكارٌ مُناعَمَة ٌ مثل الدمى هجن شوقاً في المحاريب كأنَّها كُلَّما ابتُزَّتْ مَباذِلُها درٌ بدارين صافٍ غير مثقوب لها سوالف غزلانٍ وأوجهها مثل الدنانير حرات الأشانيب كأنّما الذَّهَبُ العِقيان تجعَلُهُ بين الزمرد أوساط اليعاسيب على نحورٍ كغرقي البيض ناعمة ٍ يَعْلُلْنَها بِمَجاميرٍ وتَطْييبِ لَها معاصمُ غصَّ اليارقاتُ بِها وفي الخلاخيل خلقٌ غير معصوب تزهو المحاسن منها وهي ناعمة ٌ بكلِّ جَثْلٍ غُدافِ اللونِ غِرْبيبِ صُفْر السوالفِ من نَضْحِ العبير بِها تَبْدو لَها غُرَرٌ دونَ الجَّلابيبِ تُبْدي أَكُفّاً تصيدُ العاشقين بِها منها خضيبٌ ومنها غَيْرُ مخضوبِ كأنَّ أَفْواهَها الإغريضُ إذ بَسَمتْ أو أقحوان ربيعٍ ذي أهاضيب في رَوْضة ٍ مِنْ رِياضِ الحَزْنِ ناعمة تجري الطلال عليها بعد شؤبوب كأنني شاربٌ من ذكرهم ثَمِلٌ لذ يعل بخمر الطاس والكوب أخو ندامى كرامٍ حل ضيفهم برية ٍ باتَ يسقى غير مسلوب تَدِبُّ فيها حُميّاها وقد شرِبوا منها قطابٌ ومنها غير مقطوب شربٌ يغنون والريحان بينهم وكل جحلٍ من الخرطوم مسحوب ترى القوائم منه وهي شائلة ٌ من كلِّ ذي مُشْعَرٍ بالقار مربوبِ تُسَلُّ أرواحُها منها إذا مُلئَتْ حتّى تُفرّغ في موتى الأَكاويبِ إن المناهل جم لن تساعفنا منها العذاب ومنها غير مشروب تحنو إلى كل فينانٍ أخي غزلٍ صوادفٌ عن ذوي الأسنان والشيب يَبلى الشبابُ وينفي الشيبُ بَهْجَتَهُ والدهرُ ذو العَوْص يأتي بالأعاجيبِ ما يطلبِ الدهرُ تدرِكْهُ مخالِبُهُ والدهرُ بالوِتْر ناجٍ غيرُ مطلوبِ هل من أناسٍ أولى مجدٍ ومأثرة ٍ إلا يشد عليهم شدة الذيب حتى يصيبَ على عَمْدٍ خيارَهُمُ بالنافذات من النبل المصائيب إنّي وَجَدْتُ سهامَ الموت مَعْدِنُها بِكُلِّ حتْمٍ من الآجالِ مَكْتوبِ من يلقَ بَلْوى يَنُبْهُ بعدَها فَرَجٌ والناس بين ذوي روحٍ ومكروب وبين داعٍ إلى رشدٍ صحابته ، وبَيْنَ غاوٍ وذي مالٍ ومحروبِ والعَيْشُ طبيانِ: طُبْيٌ ثرَّ حالبُهُ وطبي جداء ذاوٍ غير محلوب وما طلابك شيئاً لست نائله وسبك الناس ظلماً غير تعذيب عاتِبْ أخاك ولا تُكْثِرْ ملامَتَهُ وزر صديقك رسلاً بعد تغييب وإنْ عُنيتَ بمعْروفٍ فَقُلْ حَسَناً ولا تهن عن ذوي ضغنٍ لتهييب لا تحمدن امرأ حتى تجربه ولا تذُمَّنَهُ مِنْ غيرِ تجريبِ إن الغلام مطيعٌ من يؤدبه ولا يطيعك ذو شيبٍ لتأديب إنَّ السَّلائقَ في الأخلاقِ غالبة ٌ فالصقر لا يقتنى إلا بتدريب وإنْ رحلتَ إلى مَلْكٍ لتمدَحهُ فارحلْ بشعْرٍ نقيٍّ غيرِ مخشوب وامدحْ يزيدَ ولا تَظْهَرْ بمدحتهِ وقد أوائلها قوداً بتشبيب إن البوارح لا يحبسن رحلته ولا يعوج بأصوات الغرابيب إن الخليفة فرعٌ حين تنسبه من الأعاصي هجانٌ خير منسوب يَنْميهِ حَرْبٌ ومروانٌ وأصلُهما إلى جَراثيمِ مجدٍ غيرِ مأشوبِ نماك أربعة ٌ كانوا أئمتنا فكان ملكك حقاً ليس بالحوب أعطاك ملكاً وتقوى أنت سائسه بعد الفضائل من أوحى إلى النوب كالبَدْرِ أبلجُ عالي الهمِّ مُخْتَلَقٌ يُنْمَى إلى الأبطحيّاتِ المصاعيبِ بحرٌ نمتْهُ بُحورٌ غيرُ ساجية ٍ تلك المخاصيب أبناء المخاصيب قومٌ بمكَّة َ في بطحائها وُلدوا أبناء مكة ليسوا بالأعاريب الأكثرونَ إذا ما سالَ موجُهُمُ بكلِّ أَصْيَدَ سامي الطرفِ هُبْهوبِ والضاربونَ من الأبطالِ هامَهُمُ ضَرْباً طِلَخْفاً وهَكّاً غيرَ تَذْبيبِ أنت ابنُ عاتكة َ الميمونِ طائِرُها أم الملوك بني الغر المناجيب إذا الملوكُ جَرَتْ يوْماً لمكرُمة ٍ جري المحاضير حثت بالكلابيب جَريْتَ جَرْيَ عتيقٍ لم يكنْ وَكَلاً بذ العناجيج سبقاً غير مضروب سهل المباءة يعفو الناس جمته يَكْسو الجِفانَ سَديفاً من ذُرَى النِّيبِ حتى تصد العوافي بعدما سبقت عند المجاعة ِ من لحمٍ وتَرْعيبِ وأنت تحيي فثاماً بعدما همدت إحياءَ بِصَوبٍ نَفْسَ حُلْبوبٍ وأنت خيرُهُمُ يوماً لمُخْتَبَطٍ وأجودُ الناس جُوداً عند تَنْجيب وجَحْفَلٍ لَجِبٍ جَمٍّ صواهِلُهُ عَوْدٍ يُجِدُّ مُتونَ السَّهلِ واللُّوبِ تَرى السَّماحيجَ فيها وهي مُسْنِفَة ٌ وكل فحلٍ طوال الشخص يعبوب يحملن بزة أبطالٍ إذا ركبوا بِكلِّ مُطَّرِدٍ صَدْقِ الأَنابيبِ تردي بشعثٍ إذا ابتلت رحائلها بكل فجًّ من الأعداء مرهوب إن سكنوها وشدوا من أعنتها أَخَذْن بالقومِ في حُضْرٍ وتَقْريبِ وإنْ مَرَوْها بِقِدٍّ أو بِأَسؤُقِهِمْ جاشت سراحيب تبري للسراحيب يسمو بها وبجيشٍ كالدبا أشبٍ بكل هولٍ على ما كان مركوب حتى يفض جموعاً بعدما حشدت يُهالُ منها ويُغشى كلُّ مَرْعوبِ لهُ كِباشٌ بوقعِ السيفِ يغصبُها وكبش صفك ماضٍ غير مغصوب ثمت ناصت فلولاً من عدوكم قد أجحرت بين مقتولٍ ومجنوب شدت يداه جميعاً عند مأخذه شدّاً إلى جيدِهِ رِبْطاً بِتَقْصيبِ بَلْهَ سُبِيٌّ حَوَتْها الخيلُ تحسبُها زهاء شاءٍ من الأذري مجلوب كأنَّ رنّاتِ نِسوانِ السُبِيّ ـ وقد ألوى بها القوم - أصوات اليعاقيب غُنْمٌ يظلُّ إمامُ الناسِ يَقْسِمُها فبين موهوبة ٍ منها وموهوب ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
بانَ الخليطُ فقلبي اليَوْمَ مُختَلَسُ حين ازلأموا فما عاجوا ولا حبسوا يحدى بهم كل عجعاج ويعملة ٍ مافي سوالفها عيبٌ ولا قعس تَعومُ في الآلِ مُرخاة ً أَزِمّتُها إذا أقولُ ونَوْا من سَيْرِهم ملسُوا وفي الخدور مهاً بيضٌ محاجرها تفتر عن بردٍ قد زانه اللعس يشفي القلوب عذابٌ لو يجادبه كالبرق لا روقٌ فيه ولا كسس مرضى العيون ولم يعلق بها مرضٌ شُمُّ الأُنوفِ فلا غَلْظٌ ولا فَطَسُ تكسو الجلود عبيراً لونها شرقٌ فَكُلُّ أبشارِها مصفّرة ٌ مُلُسُ فلم يبالوك إذ ساروا لطيتهم وكان منهم سفاه الرأي والشكس فدِمنة ُ الدارِ بَعْدَ الحيِّ قد بَلِيَتْ ترابها بحسى الأرواح مكتنس ومايزال عليها مسبلٌ هطلٌ مُستأسِدٌ هَزِجٌ بالماءِ مُرتَجِسُ جَوْنٌ رُكامٌ سِماكيٌّ له لَجَبٌ كأنه ماكثٌ في الدار مُحتَبَسُ يفري الإكام مع القيعان وابله يَنْزعُ جِلْدَ الحصى أَجشُّ مُنبجِسُ أبلى معارفَ أطْلالٍ وغَيَّرها فكلُّ آياتِها مَمْحُوَّة ٌ طُمُس نُؤْيٌ وسُفْعٌ ومشجوجٌ وملتبد كأنها كُتُبٌ عاديّة ٌ دُرُسُ فالعين فيها وخيطان النعام بها والعون : أطهارها واللقح الشمس وليسَ يحبِسُني عن رِحْلة ٍ عَرَضَتْ صوتُ الغُدافِ ولا العطّاسة ُ الغُطُسُ ومهمة ٍ قفرة ٍ أجنٍ مناهلها ديمومة ٍ ما بها جن ولا أنس يُقْوي بِها الرَّكبُ حتى ما يكونَ لهم إلا الزناد وإلا القدح مقتبس كأنَّ أعلامَها والآلُ يرفعُها سُبّاحُ ذي زَبَدٍ تبدو وَتغْتَمِسُ بها توائم جونٌ في أفاحصها مثل الكلى عزهن الماء والغلس حكّتْ جُلوداً كأنَّ الريشَ إِذْ بَثَرتْ من قبلِ تشويكهِ في بَثْرِهِ العَدَسُ قد جُبْتُها ورؤوسُ القومِ مائلة ٌ من متِّهم ومنَ الإدلاجِ قد نَعَسوا كأنهم في السرى والليل غامرهم إذْ كلّموكَ من الإسْآد قد خرِسوا لم يبق منهم وقد مالت عمائمهم معانقي الميس إلا الروح والنفس تخدي بهم ضمرٌ حوضٌ وسيرتها تكاد منها رقاب الركب تنفرس كأنَّ أصواتَ أَلْحِيها إذا اصطدَمَتْ أصواتُ عيدانِ رُهبانٍ إذا نَقَسوا تحملُني جَسْرة ٌ أُجْدٌ مُضَبَّرة ٌ وَجْناءُ مُجفرة ٌ مَنْسوبة ٌ سَدَسُ رهب عرندسة ٌ حرفٌ مذكرة ٌ فكلُّ أَخفافِها ملثومة ٌ لُطُسُ تُمِرُّ جَثْلاً على الحاذَيْنِ ذا خُصَلٍ مثل القوادم ، لم يعلق بها العبس قد أثر النسع فيها وهي مسنفة ٌ كما يؤثِّرُ في العاديّة ِ المَرَسُ كأنَّها بَعْد جَهْدِ العينِ إذ ضَمَرتْ مُوَلَّعٌ لَهَقٌ في وجْههِ خَنَسٌ باتَ إلى حِقْفِ أَرطاة ٍ تصفّقُهُ ريحٌ ، فلما انجلى عن شخصه الغلس صادَفَ خُوطاً قليلَ اللحمِ مُفْتَدِياً من أهلِ دَوْمة َ صيدَ الوحشِ يَلْتمِسُ أشلى كلاباً فلم تنكل وأجريها غضفاً نواحل في ألوانها غبس فاشتق تحمله رح ويحملها وهو بذعرٍ من القّناص مُنْتَخَسُ حتى إذا كان من أفواهها كثباً وما طلته ضراءٌ كلها حنس كر وقد لحقت منها سوابقها كأنه مرزبانٌ مغضبٌ مرس يهز لدناً يذب الضاريات به فهنَّ شتّانَ: مجروخٌ ومُنْحدِسُ أردى أوائلها طعناً فأقصدها ففي التوالي إلى كَلاّبها شَوَسُ وانصاعَ كالكَوْكبِ الدُّرِّيِ مَيْعتُهُ كما تضرَّم وَسْطَ الظلمة ِ القَبَسُ فذاك شبّهتُهُ عَنْساً مُقَتَّلة ً إذْ كلُّ حبلٍ عليها جائلٌ سَلِسُ تنوي الوليد أمير المؤمنين وإن طال السفار وأضحت دونه الطبس خليفة َ اللهِ يُستسقى الغمامُ بهِ ما مسَّ أثوابَهُ من غَدْرة ٍ دَنَسُ ملكاً هماماً يجيل الأمر جائله إذا تحير عند الخطة الهوس دانتْ لهُ عَربُ الآفاقِ خَشْيَتَهُ والرومُ دانتْ لَهُ جمعاءَ والفُرُس خافوا كتائبَ غُلْباً أَن تطيف بِهِمْ للسابغات على أبطالها جرس بهن تحوي سبياً ثم تقسمها كما يصيدك وحش القفرة الفرس قَسْراً عَدوَّك إنَّ الضغن قاتِلُهُمْ وإنهم إن أرادوا غدرة ً تعسوا لا يبصرون وفي آذانهم صممٌ إذا نعشتهم من فتنة ٍ ركسوا هم الذين سمعتُ اللهَ أَوْعَدَهُمْ المشركون ومن لم يهوكم نجس هَجَّنَ أقوالَهم ما قُلتَ من حَسَنٍ عند المقامة ِ إنْ قاموا وإن جَلَسوا هَدَتْ أميَّة ُ سُبْلَ الحقِّ تابِعَها إنَ الأمورَ على ذي الشك تَلْتَبِسُ ذوو جُدودٍ إذا ما حُودِسَتْ حَدَسَتْ إنَّ الجدودَ تَلاقى ثم تَحتَدِسُ وأسهلُ الناسِ أعطانا لمختَبِطٍ وأكثرُ الناسِ عيداناً إذا حَمَسوا لا يجزعون إذا ما القتل حل بهم ولا يرون فراحى إن هم خمسوا إذا قريشٌ سمت كانوا ذوائبها وخيرُهُمْ مَنْبِتاً في المجدِ إِذْ غُرِسوا قومٌ هُمُ مَوَّلوني قد عَفَوْتُهُمُ فلا وجدك ما ضنوا ولا عبسوا ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
بانَتْ سُلَيْمى وأقوى بَعْدَها تُبَلُ فالفَأْوُ من رُحْبِهِ البِرّيتُ فالرِّجَلُ وَقَفتُ في دارِها أُصْلاً أُسائِلُها فلم تجب دارها واستعجم الطلل لمّا تَذَكَّرتُ منها وَهْي نازِحَة ٌ مواعداً قد طبتها دوني العلل ظلت عساكر من حزنٍ تراوحني وسَكْرة ٌ بطَنَتْ فالقَلْبُ مُخْتَبِلُ بانَتْ وناءتْ وأبكى رسمُ دمْنتِها عَيْناً تسيلُ كما يَنْفي القذى الوَشَلُ وقد تبدَّتْ بِها هَوْجاءُ مُعْصِفَة ٌ حنّانة ٌ فترابُ الدارِ مُنْتَخَلُ كُلُّ الرياحِ تُسَدّيها وتُلْحِمُها وكلُّ غيثٍ رُكامٍ غَيْمُه زَجِلُ له بروقٌ تهيج الرعد آونة ً كما تَضَرَّمُ في حافاتِها الشُّعَلُ كأن في مزنه بلقاً مشهرة ً بِيضَ الوجوهِ وفي آذانِها شَقَلُ باتت تذب فحولاً عن مهارتها فصَدَّ عن عَسْبِها عِلْجٌ ومُفتَحِلُ كأنَّ مصقولة ً بيضاً يُهَدُّ بِها لَهُ سَجيمة ُ جُوْدٍ كُلُّها هَطِلُ لهُ حنينٌ إذا ما جاشَ مُبْتَرِكاً كما تحن إلى أطفالها الإبل ترى العَزالي مُقيماً ما يفارِقُها فاق الغيوث بجودٍ حين يحتفل يوهي السناسن منها صوب ريقه فليسَ في غَيْمهِ فتقٌ ولا خَلَلُ حتى إذا عمها بالماء وامتلأت ساقت تواليه شامية ٌ شمل كسا العراصَ رِياضاً حين فارقَها كالعبقري رواءً كلها خضل من حَنْوة ٍ يُعجِبُ الرَّوَّادَ بهجتُها ومن خزامى وكرشٍ زانها النفل منها ذُكورٌ وأحرارٌ مُؤنَّقَة ٌ بدا لها صبحٌ فالنبت مكتهل بها الظباء مطافيلٌ تربعها والعين والعون في أكنافها همل وكلٌّ أَخْرَجَ أبدى البيضَ جُؤجؤُهُ كأنه بغُدافيّينِ مُشْتَمِلُ كأنَّ رِجْلَيْهِ لمّا حَلَّ بينَهُما رِجْلا مُصارِعِ قِرْنٍ حينَ يُعْتَقَلُ لهُ فراسِنُ منها باطنٌ كَمُلَتْ وفِرْسِنٌ نضعُها في الخَلْق مُفْتصِلُ ظَلَّ يُراطِنُ عُجْماً وهي تَتْبَعُهُ نَقانِقاً زَعِلاتٍ قادَها زَعِلُ كأنَّ أعْناقها مِنْ طولِها عُمُدٌ وكلها من نشاطٍ يعتري جذل كالحُبْشِ منها على أثباجِها بُرَدٌ قُرْعٌ يعنُّ بِها هَيْقٌ لها شَوِلُ فالوَحْشُ في ربْعِها يرعَيْنَ مُؤْتَنِفاً وقد تكون به إذ ربعها أهل تلوح فيه رسوم الدار دارسة ً كما تلوح على المسقولة الخلل إلا الأثافي ضبتها النار تلفحها وهامدٌ بينها في لونه طحل والنؤْيُ فيها ومشجوجٌ يُجاورُهُ ولَيْسَ أَنْ شُجَّ بالأفهارِ يَرْتَمِلُ فقد بكيتُ على رسْمٍ لدِمْنتِها فالقلبُ من ذِكْرها ما عِشتُ مُخْتَبَلُ كأنني نصبٌ مضنى ً تماطله حمى تخونه حمى ويندمل لو ماتَ حَيٌّ من الأطلالِ تقتلُه إذن لمت وعيني دمعها سبل أنّى وكيفَ طِلابي حرّة ً شَحَطتْ والرأسُ مِنْ غُلَواءِ الشيْبِ مُشْتعلُ ربحلة ً إن مشت أرخت مفاصلها فارتجَّ من بُدْنها الأوصالُ والكَفَلُ شمس النهار وبدر الليل سنتها زين الحلي ولا يزري بها العطل عَجْزاءُ عَبْهَرة ٌ غَرّاءُ مُكْمَلَة ٌ في مُقلَتَيْها وإنْ لمْ تكتَحِلْ كَحَلُ ما دُمْية ٌ ظَلَّتِ الرهبانُ تَعْهَدُها يَوْماً بِأَحْسَنَ مِنْها حينَ تغتَسِلُ يعلو مآكمها فرعٌ لها حسنٌ من السخام أثيثٌ نبته رجل وزان أنيابها منها إذا ابتسمت أحوى اللثات شتيتٌ نبته رتل كأنَّ رِيقتَها في مُضاجِعِها شِيبَتْ بِها الثلْجُ والكافورُ والعَسَلُ ياليت حظي منها من فواضلها مِمّا أؤمِّلُ منها نَظْرة ٌ بَجَلُ أَبِيتُ ظَهْراً لِبَطْنٍ من تذكّرها كما تقلب مما يشتكي المغل قلبي يَئِبُّ إلَيْها من تذكُّرِها كما يئبُّ إلى أوْطانهِ الجَمَلُ أهذي بها في منامي وهي نازحة ٌ كأنني موثقٌ في القد مكتبل ففلتُ للنفسِ سِرّاً وهي مُثْبَتة والحِلمُ منّي إذا ما معشرٌ جَهِلوا كم من مؤمل شيءٍ ليس يدركه والمرءُ يُزْري بهِ في دهرِهِ الأملُ يرجو الثراء ويرجو الخلد ذا أملٍ ودون مايرتجي الأقدار والأجل والدهرُ يُبلي الفتى حَتّى يغيّرَهُ كما تغير بعد الجدة السمل والأَقْورينَ يراها في تقلُّبهِ كما تقلب خلف الباقر العجل لا يصبح المرء ذو اللب الأصيل ولا يمسي على آلة ٍ إلا له عمل وفي الأناة يصيب المرء حاجته وقد يُصيبُ نجاحَ الحاجة ِ العَجِلُ إحْذَرْ ذَوي الضِّغنِ لا تأْمَنْ بَوائقَهم وإن طلبت فلا تغفل إذا غفلوا قد يسبق المرء أوتارٌ يطالبها ويدرك الوتر بعد الوتر بعد الإمة الخبل كلُّ المصائِبِ إنْ جلّت وإنْ عَظُمَتْ إلاّ المُصيبة َ في دِينِ الفتى جَلَلُ والشِّعر شَتّى يهيمُ الناطقونَ بِهِ مِنْهُ غُثاءٌ ومِنهُ صَادِقٌ مَثَلُ منهُ أَهاذٍ تُشجّي من تَكَلّفَها وَرْدٌ يَسوقُ تَوالي الليلِ مُقْتَبِلُ والناسُ في الشعْرِ فَرّاثٌ ومُجَتلِبٌ وناطقٌ محتذٍ منهم ومفتعل ذر ذا ورشح بيوتاً أنت حائكها لابد منها كراماً حين ترتحل وبلدة ٍ مقفرٍ أصواء لاحبها يكادُ يشمَطُ من أهوالِها الرَّجُلُ سَمِعْتُ مِنْهَا عزيفَ الجِنِّ ساكِنِها وقد عراني من لون الدجى طفل تُجاوِبُ البومُ أصداءً تُجاوِبُها والذئب يعوي بها في عينه حول حتى إذا الصبح ساق الليل يطرده والشمس في فلكٍ تجري لها حول ترى الحَرابِيَّ فيها وَهْي خاطِرة ٌ وكل ظلًّ قصيرٌ حين يعتدل ظلت عصافيرها في الأرض حاجلة ً لمّا توقَّدَ منْها القاعُ والقُلَلُ قد جُبْتُها وظلامُ الليلِ أَقْطَعُهُ بجَسْرة ٍ لمْ يُخالِطْ رِجْلَها عَقَلُ عَيْرانة ٍ كَقَريعِ الشَّوْلِ مُجْفَرَة ٍ في المرفقين لها عن دفها فتل كأن في رجلها لما مشت روحاً ولايرى قفدٌ فيها ولا حلل تخدي بها مجمراتٌ مايؤيسها مروٌ ولا أمعزٌ حامٍ ولا جبل كأنها وركاب القوم تتبعها نواحة ٌ قد شجاها مأتمٌ ثكل تنضو جذاع المهارى وهي ريضة ٌ ولا تمالِكُها العيديَّة ُ الذُّلُلُ مثل الحنيات صفراً وهي قد ذبلت والقومُ مِنْ عُدَواءِ السَّيْرِ قَدْ ذَبَلُوا كالخُرْسِ لا يستبينُ السمعُ مَنطقَهُمْ كأنهمْ من سُلافِ الخمرِ قد ثَمِلوا لما رأيتُهُم غُنّاً إذا نَطَقوا وكلُّ أصْواتِهِمْ ممّا بِهِمْ صَحِلُ وَهُمْ يميلونَ إذْ حلَّ النُّعاسُ بهمْ كما يميلُ إذا ما أُقعِدَ الثَّمِلُ قلتُ: أنيخوا فعاجوا من أَزِمَّتَها فكلُّهْم عند أيْديهنَّ مُنْجدِلُ ناموا قليلاً غِشاشاً ثم أفْزَعَهُمْ وردٌ يسرق توالي الليل مقتبل شَدّوا نُسوعَ المطايا وهْي جائِلَة ٌ بعد الضفور سراعاً ثمت ارتحلوا يَنْوون مَسْلَمَة َ الفَيّاضَ نائلُهُ وكعبه في يفاع المجد معتدل صلب القناة ربا والحزم شيمته فليْسَ في أَمْرِهِ وَهْنٌ ولا هَزَلُ قضاؤهُ مستقيمٌ غيرُ ذي عِوَجٍ فليْسَ في حُكْمِهِ حَيْفٌ ولا مَيَلُ وأنتَ حِرْزُ بني مروانَ كلِّهُمُ أنتَ لهمْ ولِمنْ يعروهُمُ جَبَلُ نَمَتْكَ مِن عبدِ شمْسٍ خيرُهم حَسَباً إذا الكرامُ إلى أحْسابهم حَصَلوا ذَوو جُدودٍ إذا ما نُوضِلَتْ نَضَلتْ إنَّ الجُدودَ تلاقى ثم تَنْتَضِلُ القائل الفصل والميمون طائره فليسَ في قولِهِ هَذْرٌ ولا خَطَلُ لاينقض الأمر إلا ريث يبرمه وليسَ يَثْنيهِ عن أمرِ التُّقى كَسَلُ إنَّ الذينَ بهمْ يَرْمونَ صَخْرَتَهُ لَنْ يبلُغوه وإن عَزّوا وإنْ كَمَلوا لنْ يُدرِكوكَ ولن يلحقْكَ شأوُهُمُ حتّى يَلِجْ بَيْن سَمِّ الإبْرة ِ الجَمَلُ أعددت للحرب أقراناً وهم حسبٌ السَّيفُ والدِّرعُ والخِنذيذُ والبَطَلُ إذا فغمت بقومٍ جئت أرضهم بجحفلٍ أرعن الحافات تنتقل يصم فيه الموصى من يجاوبه من رز عودٍ إذا ساروا وإن نزلوا تُعَضِّلُ الأرضُ مِنْهُ وهي مُثْقَلَة ٌ قد هدها كثرة الأقوام والثقل فيهِ العناجيجُ يَبْري الغزوُ أَسْمَنَها بري القداح عليها جنة ٌ بسل قُبُّ البطونِ قد اقْوَرَّتْ مَحاسِنُها وفي النُّحورِ إذا استقبَلْتَها رَهَلُ يَصيحُ نِسْوانُهُمْ لمّا هَزَمْتَهُمُ كما يصيح على ظهر الصفا الحجل إنْ قلتَ يوماً لِفُرسانٍ ذَوي حَسَبٍ تُوصيهُمُ في الوغى : أنِ احمِلوا حَمَلوا النازلونَ إذا ما الموتُ حَلَّ بِهِمْ إِذا الكماة ُ إلى أمثالِها نَزَلوا ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
خل قلبي من سليمى نبلها إذْ رمتْني بسهامٍ لم تَطِشْ طفلة الأطراف رودٌ دمية ٌ وشواها بَختريٌّ لم يُحَشْ وتزين الوجهَ منها غُرّة ٌ تبرق الأبصار منها لم تعش وكأن الدر في أخراصها بَيْضُ كَحْلاءَ أقَّرتْهُ بِعُشْ ولها عينا مهاة ٍ في مهاً ترتعي نبتَ خُزامى ونَتَشْ بعضها يغذو سخالاً نبهاً قائماتٍ بينَ ثيرانٍ نُفُشْ ترتعي نبت عَدابٍ مونقٍ نور مزبادٍ ونوراً للكرش لا ترى إلا صواراً راتعاً أو رعيلاً زاعلاً مثل الحَبَش ركبت منه كعابٌ حمشة ٌ بينَ سوقٍ وظنابيبَ حُمُشْ وكأنَّ الصُحْمَ من ظِلمانِها كُلَّما أَنْسَلْنَ زِفّاً شومُ فَرْش وإذا تضحك سلمى عن مهاً لاح برقٌ هم مشعوفٍ عطش حُرّة ُ الحُسْنِ رخيمٌ صَوْتُها رطبٌ تجنيه كف المنتقش وهي في الدجن إذا ما عونقت مُنية ُ البعلِ وهمُّ المُفترش أيها الساقي سقته مزنة ٌ من ربيعٍ ذي أهاضيب وطش إمدح الكأس ومن أعملها وکهْجُ قوماً قتلونا بالعَطَشْ إنما الكأس ربيعٌ باكرٌ فإذا ماغاب عنا لم نعش وكأَنَّ الشربَ قومٌ مَوّتوا من يقم منهم لبولٍ يرتعش خرس الألسن مما صابهم بين مصدوعٍ وصاحٍ منتعِش من حُمّيا قَرْقَفٍ حُصِّيَّة ٍ قَهْوة ٍ حَوْليّة ٍ لم تُمْتَحَشْ فهي صافٍ لونها مبيضة ٌ آلَ منها في خَوابٍ لم تُغَشْ ينفع المزكوم منها ريحها ثم تشفي داءَهُ إنْ لم تُنَشْ وتُرخّي بالَ مَنْ يشربُها ويفدّي كرمَها عندَ التَّجشْ وهي من يطعمُها يشحَذْ لَها ينفق الأموال فيها كل هش وبنو شيْبانَ حولي منهُمُ حلقٌ غلبٌ وليست بالقمش زاد شيبان وأثرى زرعها آبِرُ الزرعِ وعَيْشٌ غَيرُ عَشْ وردوا المجد وكانوا أهله فرووا والمجد عافٍ لم ينش وهي الشدق إذا ما استنطقت أبلغت في كل فنٍ لم تكش وترى الخيل لدى أبياتهم كلَّ جرداءَ وساجيٍّ هَمِشْ ليس في الألوان منها هُجنة ٌ بَلَقُ الغُثْرِ ولا عَيْبُ بَرَشْ يتجاوبْنَ صهيلاً في الدُّجى أَرِناتٍ بين صلصالٍ وجُشْ فَبِها يحوونَ أموالَ العِدا ويصيدون عليها كل وحش دميت أكفالها من طعنهم بالردينيات والخيل النجش وهمف يالحرب لما زاحفوا بَيْنَ خَيْلَيْنِ بزحفٍ منتغِشْ نُنْهِلُ الخطِّيَ مِنْ أعدائِنا ثُمَّ نفري الهامَ إن لمْ نَفْترِش بأكف لقحت لما سمت بسيوفٍ ربعياتٍ بهش وإذا الإبل من المحل غدت وهي في أعينها مثل العمش حُسَّرَ الأوبارِ مما لَقِيَتْ من سحابٍ صاف عنها لم يرش خسف الأعين ترعى جوفة ً همدت أوبارها لم تنتفش وأمات المحلُ من حيّاتهِ جاحراتٍ كلَّ أَفعى وحَنَشْ قتل الضب فأودى هزله ليسَ يُبدي ذَنباً للمحتَرِشْ فهم فيها مخاصيب إذا لم يكنْ حَشْوٌ لمن لا يحتنِشْ نُنْعِشُ العافي ومَنْ لاذَ بِنا بِسِجالٍ جئنَ من أيدي نُعُشْ ونغدّي الضيْفَ من شَحمِ الذُّرى من سديفٍ مشبعٍ منه نعش وهُمُ إنْ يَخْتَرِشْ أموالَهُمْ سائلٌ يملون كف المخترش من مهارى رحلة ٍ يعطونها بين مخشوشٍ وعَنْسٍ لم تُخَشْ ذاكَ قَوْلي وثنائي، وهُمُ أهلُ وُدّي، خالصٌ في غير غِش فَسَلوا شَيْبانَ إنْ فارقتُها يوم يمشون إلى قبري بنعش هلْ غَشِيْنا مَحْرَماً مِنْ قَوْمِنا أوْ جَزَيْنا جازياً فُحشاً بِفُحْشْ ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
ذرفت عيني دموعاً من رسومٍ بحفير مُوحِشاتٍ طامِساتٍ مثل آيات الزبور غَيّرتْها في سُفورٍ مر أيام الدهور جادها كل ملث ذي أهاضيب مطير وإذا النكباء هاجت لَعِبَتْ فيها بِمُورِ وجنوبٌ وشمالٌ وصَباً بعدَ الدَّبورِ قد أذاعتْ بِرسومٍ لا تَبينُ لبصيرِ غير بالٍ ناحلٍ في الد ار كالجذل القصير وأوراي ونؤي ومطايا للقُدورِ نصفها سودٌ ونصفٌ ضَبَّحتْهُ بِسَعيرِ فهي كالأظآر حنت حول بو وكسير بدل الربع وحوشاً من كبيرٍ وصَغيرِ من نعاجٍ وظباءٍ ونَعامٍ وحميرِ آبداتٍ رائداتٍ راتعاتٍ في غميرِ ذاكَ من بعدِ حِلالٍ وأَنيسٍ وعُمورِ وهجانٍ وقيانٍ وقبابٍ كالقصور وخيولٍ أرناتٍ من إناثٍ وذكور ذي تليلٍ وفصوصٍ سلطاتٍ كالفهور وسماحيج سراعٍ مثلَ عُقْبانٍ كُسُورِ قد دعاها جُنْحُ لَيْلٍ حين قضت لوكور وقنا الخطي لدنٌ معهم حد كثير ودروعٍ وسيوفٍ كل عضبٍ كالغدير وحسانٍ آنساتٍ وعذارى في خدور قاصِراتٌ ناعِماتٌ في نعيمٍ وسرور جاعلاتٌ كل بابٍ ذي ستورٍ من حرير موثقاتٌٍ كل رأيٍ بعيون الغر حور وفروع كالمثاني زانَها حُسْنُ جَميرِ وأنوفٍ وخدودٍ ولِثاتٍ كالثُّغورِ رائِعاتٍ واضحاتٍ كالأقاحيِّ المُنيرِ وبأعْناقٍ حِسانٍ وثُدِيٍّ ونُحورِ وخلاخيلَ مِلاءٍ ودماليجَ وسُورِ وبوشح قلقاتٍ في بطونٍ وظهور وبِأَعْجازٍ كَرَمْلٍ مثقلاتٍ وخصور لي سمن يذكر هذا يا لَقومٍ بِصَبورِ وكهولٍ قد أراهم كخضاريم البحور ورِجالٍ لم يَشيبوا وشبابٍ كالسقور فإذا نادى المنادي : أين أيسار الجزور ؟ طار منهم كل خرقٍ بخميسٍ أو عشير ثُمَّ لا تسألْ بِعيرٍ أبداً من بعد عير كل وجناء وشهمٍ عوهج ضخم الكسور فإذا تحدو اجرهَدَّتْ وتعالَتْ بصدورِ ممعنات دالحاتٍ دالفاتٍ بخمور في زقاقٍ كل جحليـ ـنِ أضرّا ببعيرِ مجلخداتٍ ملاءٍ بَطَّنوهُنَّ بِقيرِ فإذا صِرْتَ إليهم صرت في خير مصير عند شبانٍ وشيبٍ أعملوا كأس المدير كم ترى فيهم وفينا من رئيسٍ كالأميرِ ذي عَطاءٍ وغَناءٍ مُحْسِنٍ نَسْجَ الأُمورِ قَائدٍ جيشاً لُهاماً عند حل ومسير لجباً يسمع رزاً عند طَعْنٍ وَنَفيرِ فإذا تندى شبابٌ كلُّ ميمونٍ مُغيرِ رَكِبوا كُلَّ عَلَنْدى ذي أفانين صبور فإذا لاقَوْا أُسوداً أَوْعَدتْ أُسْداً بِزيرِ طاعَنوا بَعْدَ رِماءٍ وضرابٍ بالذكور رب حدباء فيافٍ في رمالٍ ووعور قد تجشمت تنوفا تٍ قِفاراً بجَسُورِ خلت هرين - وقد صا رَتْ منيناً كالحَسيرِ نَهَسا القُرْبَيْنِ مِنْها وَهْيَ تَرْمَدُّ بِكورِ مثلَ ما يجري على المِحْـ ـوَرِ تقليبُ الدَّريرِ ومن الناس غني ذو سوامٍ وقدور ووسيطٌ في زماعٍ ذو معاشٍ وفقير كل باغي الخير يوماً راكب الهول الكبير ــــــــــــ يتبع ــــــــــــ
وليس بنافعٍ ذا البخل مالٌ ولا مُزْرٍ بِصاحِبهِ السَّخاءُ وما أخَّرتَ مِنْ دُنياك نقصٌ وإنْ قَدَّمْتَ كانَ لكَ الزَّكاءُ ــــــــــــ انتهى ــــــــــــ